هرم خوفو الأكبر
كتب/ محمد العريشي
هرم خوفو الأكبر:
عندما نتحدث عن الحضارة المصرية القديمة لا بد ومن المؤكد أن نتذكر الأهرامات وهم أهرامات الجيزة العملاقة التي تصنف “كواحدة “من عجائب الدنيا (السبع) ، واكبرهم الهرم “خوفو”الذي سوف نتحدث عنه اليوم.
من هو الملك خوفو:
“خوفو” الملك المصري المعروف، وصاحب الهرم الأكبر بمنطقة آثار الجيزة ، والذي اسماه الإغريق (كيوبس)- وايضاً “سوفيس” وهو ثاني ملوك الأسرة (الرابعة) من عصر بناة الأهرام ، وحكم مصر حوالي عام (٢٦٠٠ ق.م) ، واستمر حكمه للبلاد لمدة (٢٣ عام تقريباً. و والد “خوفو” هو الملك “سنفرو ” ، صاحب هرمي دهشور والتي تبعد عن القاهرة بحوالي (٣٠ كيلو متراً) ، و “سنفرو” هو مؤسس الأسرة (الرابعة)
بداية عصر بناة الأهرام.
وام الملك “خوفو” تدعي “حتب – حرس” ، وهي شخصية بارزة في تاريخ الأسرة (الرابعة) بل وفي تاريخ المرأة المصرية ، فهي ابنة الملك “حوني ” آخر ملوك الأسرة (الثالثة) ، وزوجها الملك “سنفرو”والذي انجبت منه “خوفو” صاحب الهرم الأكبر.
هرم خوفو:
هرم “خوفو” الأكبر هو العجيبة الباقية من عجائب الدنيا(السبع)هذا الجبل من الأحجار الذي شُيد منه هذا الهرم والتي يصل عددها الي حوالي (٣ مليون كتلة) من الحجر الجيري ، تختلف في أحجامها ووزنها من “نصف” طن إلي حوالي ( ١٥ طناً) للكتلة “الواحدة” ، ولقد بني الهرم علي مساحه(١٥فداناً )، وطول كل ضلع (٢٣٠ متراً مربعاً) ، وارتفاع الهرم( ١٤٦ متراً )- وهناك حسبة تقول إن قاعدة هرم “خوفو” اذا فكت واخذت منها احجارها فإنها تكفي لأن يشيد منها كاتدرائيات فلورنسا و ميلانو والقديس “بطرس” بروما وكذلك كاتدرائيات القديس “بولس” وديرو ستمنستر في لندن.
كيف كانت تبني الأهرامات:
الدولة القديمة هي فترة شباب مصر و عنفوانها ، والعصر الذي وصل فيه الحكم المطلق ممثلا في شخص الملك المصري الي قمته فعلي صخور هضبة الجيزة وفي الناحية الشمالية من العاصمة منف نري الأهرامات (الثلاث) العظيمة التي شيدت في الأسرة (الرابعة ٢٦٠٠ ق.م ) ، وهي جبال صناعية اقاموها للتغلب علي عوامل الزمن وهي بحالتها ترمز الي شيئين:
الأولي : أن شكلها وطريقة بنائها ضمنت لها الخلود.
الثاني : أن المجهود الذي بذل في تشييدها وإعداد المواد التي بنيت بها كان دليلاً علي التصميم القوي علي ان خدمة الملك المصري من اهم واجبات الشعب وعقيدته.
لماذا بني الهرم علي هذا الشكل :
١- هناك نظرية دينية ملخصها أن العالم كان مغطي بمياه المحيط الازليالذي سماه المصريين القدماء “نون”ولقد برز هذا اليم أو المحيط ما أطلق عليه المصريين القدماء التل الازلي ويقصد به الأرض ولقد سقطت أشعة الشمس أول ما سقطت علي قمة هذا التل الأزلي الهرمي الشكل – لذلك حرص ملوك الدولة القديمة علي أن تاخذ مقابرهم الشكل الهرمي.
٢- النظرية الهندسية والتي تتحدث عن تطور المقبرة الملكية ابتداء من الاسرة (الاولي )(٣٢٠٠ سنة ق.م )وحتى نهاية الدولة القديمة عصر بناة الأهرام والتي بدأت بما نسميه المصطبه وظل يتطور المبني حتي أصبح هرماً.
٣- نظرية أخري تقول أن الهرم يمثل إشراف الملك المصري علي بلاده في الحياة الخالدة كما كان يشرف علي شئون رعاياه في الحياة الدنيا ، وهذا نشأ من أن الهرم أحيط بمقابر العائلة المالكة والموظفين والحاشية والإدارة الحكومية التي كانت تتألف من حكام عديدين في الأقاليم يصغر عددهم شيئاً فشيئاً حتي ينتهي الأمر إلي الملك الفرد الذي يحكم الجميع فتمثله في شكل الهرم الذي نجد له قاعدة كبيرة تبلغ مساحتها في الهرم الأكبر (١٣ فداناً) ثم تصغر هذه القاعدة بالتدريج حتي ينتهي البناء بحجر واحدٍ في القمة ونجد جميع الأحجار متماسكة متراصة يشد بعضها بعضاً شأن الإدارة المصرية في هذا العصر.
وفي الختام ننوه إلي أن الاهرامات من المناطق الأثرية والسياحية التي لها مكانة كبيرة سياحيا في مصر والتي يقوم بزيارتها سياح ربما من جميع أنحاء العالم والأهرامات من الأشياء التي تدل على براعة وهندسة المصريين القدماء وازدهار الحضارة المصرية القديمة.
المرجع/ خوفو و هرمه الأكبر
للدكتور / علي حسن
________________________________________________
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ