فاطمة الزهراء
كتبت/ إسراء حسين
المقدمة:
لو قدر في يوم من الأيام ان تصاغ الكلمات من عبير الزهر ورحيق الورد وتكتب بها سير النبلاء وحياة الفضلاء لكانت سيدتنا “الزهرء” أحق الناس في هذا حيث سيرتها ندية شذية عطرة و”الزهراء” رضوان الله عليها جوهرة فريدة بين النساء اختصت بمكارم حِسان لم ترق إليها إمرأة قط في عصر من العصور .
من أسمائها:
“فاطمة، الزهراء ،البتول، الصديقة الكبرى المباركة ، الراضية، المرضية”.
كناها:
“ام الحسن ،ام الحسين ،أم المحسن، أم الأئمة و ام أبيها”.
أبوها:
الرسول الأكرم “محمد بن عبد الله” نبي الإسلام الأعظم صلى الله عليه وسلم .
امها :
“خديجة الكبري” أول زوجه للنبي صلى الله عليه وسلم واول إمرأة آمنت به.
ولادتها:
في مكة في السنة الخامسة بعد البعثة .
فضائلها:
إذا اجتمعت الفضائل في طاقة فواحة بأريج العطر الزكي “ففاطمة الزهراء” عنوانها وكيف نجمع فضائل سيدة نساء أهل الجنة في سطور؟ سنتحدث عن فضائلها علي لسان الأئمة المعصومين حيث عن السيدة “عائشة” رضي الله عنها كانت ترى أن فاطمة أفضل الناس خِلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهي على أنها لا يمكن أن تكون كسائر النساء وصفتها الصديقة بنت الصديق بقولها : ما رأيت افضل من “فاطمة” غير أبيها ، وكانت تصفها بشدة الشبه بالكلام والسمات بأبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول: ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهداية برسول الله منها في قيامها وقعودها من “فاطمة” بنت رسول الله ،كانت إذا دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليها واجلسها في مجلسه، وكان النبي إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته واجلسته في مجلسها .
ومن أرفع فضائلها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرضى لرضاها ويغضب لغضبها فقد أخرج “البخاري” بسنده إلى “المسور بن مخرمه” قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فاطمه بضعة مني فمن اغضبها فقد اغضبنى، ولعل محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم “لفاطمة الزهراء” كان يعتبر معقد الفضيلة فالرسول الكريم لا يحب إلا طيبا وأهلك “بفاطمه الزهراء” طيب اصل وكرم منبت .
زواجها:
حين تقدم الإمام “علي” رضي الله عنه لطلب يد “فاطمه” من الرسول صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم : يا “علي” انه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها ولكن على رسلك حتى أخرج إليك فدخل عليها فقامت فأخذت رداءه ونزعت نعليه واتته بالوضوء ثم قعدت فقال لها: يا “فاطمه”، فقالت: لبيك لبيك حاجتك يا رسول الله؟ قال: إن “علي بن أبي طالب” من قد عرفت قرابته وفضله والسلامة وانى قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه واحبتهم إليه وقد ذكر من أمرك شيئاً فما ترين؟ فسكتت ولم أول وجهها ولم يرفيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كراهة، فقام وهو يقول : الله أكبر سكوتها إقرارها، وكان مهر الزواج هو درع “علي” رضي الله عنه الذي باعه واشترى بقسم من ثمنه جهازا “لفاطمه” رضي الله عنها.
وفاتها :
لم تضحك “فاطمه الزهراء” رضي الله عنها منذ أن مات أبوها رسول الله صلى الله عليه وسلم بل باتت تذوب حزنا عليه وشوقا إليه، مرضت “فاطمه الزهراء” ام أبيها فراح أولادها يرنون إليها في اشفاق وجزع أنها تذوي كما يذوي القضيب من الذند والموت يزحف اليها لتلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وأخواتها “زينب ورقيه وام كلثوم”.
فتحت “فاطمه الزهراء” عينين واهنتين فرأت زوجها “علي” والهاً حزيناً و”الحسن والحسين” وفي أعينهما الدموع بينما كانت ابنتها “زينب وام كلثوم” تكادان تذوبان من الأسى فارادت أن تواسيهم جميعاً إلا أن الكلمات رقدت على شفتيها ولم تتكلم، وفي يومٍ زارتها “أسماء بنت عميس” فهمست إليها “فاطمة” وقالت لها: إني استقبح ما يصنع بالنساء الذي يطرح على المرأة فيصفها فقالت لها “أسماء”: يا ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم ألا أريكِ شيئاً رأيته بالحبشه؟ فقالت “فاطمة الزهراء”: فارينيه، وعندئذ دعت “أسماء” بجرائد رطبه فحنتها ثم جعلت على السرير نعشاً ثم طرحت عليها ثوبا، فلما رأته “فاطمة” رضي الله عنها تبسمت ثم قالت “لأسماء” بصوت هادئ رفيق: ما أحسن هذا وأجمله! تعرف به المرأة من الرجل سترك الله كما سترتني إذا مت فغسلينى أنتِ و”علي” ولا يدخلن أحداً علي.
وفي يوم الثلاثاء “لثالث خلون من رمضان سنه 11 من الهجرة” فاضت الروح المطمئنة ورجعت إلى ربها راضية مرضية.
لابد لنا أن نقتدي “بفاطمة الزهراء” فهي مثال القدوة الحسنة التي يجب على كل إمرأة وفتاة أن تتحلى بنفس صفاتها.
المراجع/
1- كتاب نساء اهل البيت
2- كتاب سيده النساء فاطمة الزهراء عليها السلام
——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ
