صاحب اول شركة تبلغ قيمتها مليار دولار في التاريخ الرجل الأكثر سيطرة ونفوذ في تاريخ الاقتصاد الأمريكي بأكمله عدو الرئيس الأمريكي روزلفلت الذي نجا من الغرق على متن سفينة تايتانيك، وبات أسطورة في التاريخ الأمريكي إنه جي بي مورجان العبقري المضطهد.
من هو جون بيربونت مورجان
ولد جون بيربونت مورجان في ولادية كونيتيكت عام 1887 لوالده جونياس مورجان، المصرفي الثري، الذي استطاع منح ابنه أفضل تعليم ممكن وبرغم هذا إلا أن جون عن في طفولته من عدة أمراض مزمنة كانت تصيبه بين الحين والآخر، كالسعال الشديد والصداع النصفي، والحمى القرمزية، ولكنه استطاع إكمال تعليمه.
دخل سوق المال والأعمال وهو في سن 19 من العمر أنذاك كان والده شريك في شركة مصرفية ومقرها لندن، لذا استطاع الحصول على وظيفة بالشركة.
قصة جي بي مورجان العبقري المضطهد
ورغم براعته في عالم الأعمال منذ الصغر، إلا أنه كان لا يزال شابا مغامرا لدرجة قد تصل للتهور فمثلا في عام 1859 خاطر بأموال الشركة بالكامل لشراء شحنة قهوة برازيلية وإعادة بيعها، وبالفعل استطاع تحقيق ربح جيد من الصفقة، إلا أن والده لم يتحمل سلوكه المتهور،
فقام جون بعد عامين بتأسيس شركته الخاصة وهو في سن 24 عاما، وفي ذلك العام أيضا تزوج من حبه الأول إيميليا استورجاز، لكنها فارقت الحياة بعد أربعة شهور فقط من زواجهما بعد ما تبين إصابتها بالسل.
وهكذا مرة جي بي مورجان بواحدة من أصعب فترات حياته التي تجاوزها بانخراطه في العمل، بدء إبرام بعض الصفقات الناجحة، خصوصا حينما استطاع الاستفادة من الحرب الأهلية الأمريكية مرتين، الأولى حينما تمكن من التهرب من الخدمة العسكرية بدفع 300 دولار وتكليف شخص يذهب للتجنيد بدلا منه،
والثانية حينما قام بشراء 5000 بندقية فائضة على احتياجات الجيش بسعر 3ونصف دولار للواحدة، ثم أجرى عليها بعض التعديلات، وأعاد بيعها ب22 دولار للواحدة، أي بربح بلغ 600%، لتكون دلالة قوية على عقلية فذة في عالم المال والأعمال.
في عام 1871، رأي جي بي مورجان فرصة ذهبية للتعاون مع أحد كبار رجال الأعمال، وهو المصرفي أنتوني دركسل، وقاموا سويا بتأسيس شركة دريكسل مورجان أند كو.
وبعد أن جون ثروة جيدة بدأ في الاستثمار بماله الخاص، وكان أول استثماراته الكبرى هو نظام السكك الحديدية الأمريكية الذي لم يكن محتكرا في تلك الآونة،
وكان هناك الكثير من الشركات المتنافسة فيما بينها، وبدلا من أن ينافسهم ويضطر لتخفيف السعر على غرار سياستهم، رأى أن الحل الأمثل في توحيد تلك الكيانات الصغيرة لتصبح المحتكر الأوحد للنظام السكك الحديدية.
بل واستطاع التحكم في الأسعار، وتمكن بمرور الوقت أن يمتلك 250,000 سهم من أسهم واليام فاوندر باوت أحد أبرز خطوط سكك الحديدية في البلاد، وهي سكة حديد نيويورك المركزية ووصل إلى امتلاكه ثلاث خطوط السكك الحديدية في أمريكا في الوقت الذي كانت تمثل فيه 60% من القيمة السوقية للأوراق المالية الأمريكية.
وبهذا تحول جون مورجان بفضل ذكائه وعلاقته الجيدة بالرئيس الأمريكي أنذاك ويليام ماكينلي أن يهيمن على قطاع السكك الحديدية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الأمور لم تسر كما خطط لها، حيث تم اغتيال ويليام ماكينلي وتولى الرئيس ثيودور روزفلت، الرئاسة،
وتفاجأ جون من اضطهاده له، وتخطيطه لسحب النفوذ والقوة من بين يدي جي بي مورجان، وبالفعل أمر وزارة العدل برفع دعوى ضد شركته لمكافحة الاحتكار مما أدى إلى تقسيم الشركة في النهاية، ولم تكن تلك إلا البداية لعلاقة سادها التوتر بين الطرفين.
توتر واضطراب جعل جي بي مورجان يصرح علانية حينما سئل عن تعليقه على زيارة ثيودور روزفلت إلى إفريقيا بأنه يتمنى أن يقوم أول أسد يقابله الرئيس بعمله على أكمل وجه.
في عام 1901 كانت شركة كارنيجي للصلب في ذروتها، واستطاعت السيطرة على صناعة الصلب وبرغم تحقيق كارنيجي صافي ربح سنوي بمقدار 40,000,000 دولار سنويا الا ان كارنيجي قررت قاعدو عرض شركة للبيع، فاشتراها جون ب480,000,000 دولار كاكبر صفقة تجارية في التاريخ حتى ذلك الوقت،
واستطاع دمجها مع شركة الفيدرالية للصلب، وعدد من الشركات الأخرى الصغيرة لتشكيل شركة الصلب الأمريكية، أول شركة في العالم تبلغ قيمتها السوقية 1,000,000,000 دولار.
ليكون جي بي مورجان المسيطر على أكثر من ثلثي إنتاج الصلب الأمريكية، وبهذا استطاع السيطرة على إثنين من أكبر الصناعات في تلك الآونة وعلى الجانب الآخر قام بتمويل تجارب توماس أديسون المبكرة للكهرباء.
بمرور الوقت، بدأ جون يتعرض للمزيد من الرقابة والتدقيق، وحتى تم استدعائه للإدلاء بشهادته أمام لجنة بوجول لأموال العامة للتحقيق في بنود صرف أموال وول ستريت،
إلا أنه في تلك الأثناء كان يعاني من بعض الانهيارات العصبية، وكانت حالته العقلية تتدهور بسبب الصورة السلبية التي صوره الإعلام عنه للجمهور حتى أنه كان يخطط للصعود على متن رحلة تايتانيك، إلا أنا لظروفه الصحية منعته في اللحظة الأخيرة،
وبشكل مفاجئ لم يكمل حون مورجان التحقيقات لأنه توفي في 31-3-1913م تاركا بنك جي بي مورجان لابنه الذي استمر في توسيعها، حتى أصبحت اليوم أضخم مؤسسة مالية بقيمة تقدر بثلاثة تريليون دولار،
وأصبح بنك جي بي مورجان أكبر بنك في العالم من حيث القيمة السوقية. ولمعرفة المزيد من شخصيات تاريخية يمكنك الاطلاع عليها من هنا