حلل يا دويرى، بهذه الكلمات هدف أحد أفراد القسام في إحدى المقاطع التي كانت من ضمن المقاطع الصوتية التي توضح العمليات العسكرية التي تنفذها المقاومة، وهو ما جعل هي يذاع صيته، ويتصدر محركات البحث، فمن هو اللواء فايز الدويرى المذكور بالفيديو؟ ولماذا هدف المقاتل باسمه؟ ولماذا طلب منه التحليل؟
من هو من هو فايز الدويرى
تردد اسمه مؤخرا على لسان الكثيرين من رواد السوشيال ميديا، بعدما نال شهرة واسعة على مستوى الوطن العربي، عقب انطلاق عملية طوفان الأقصى، والتي نفذتها قوات المقاومة الفلسطينية ضد الجيش الإسرائيلي، وخاصة عقب المقطع السابق ذكره،
فعلى مدار أسابيع منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، كان فايز الدويرى يعلق على أحداث القصف الغاشم وتبعاته، والتنبؤ بمستقبل الحرب الدائرة حاليا، وعادة تنال تحليلات اللواء الدويري إعجاب الجمهور ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي فيما تشهد النقمة من قنوات الاحتلال الإسرائيلي،
فيما أصبحت عبارة حلالي دواري أيقونة على وسائل التواصل الاجتماعي،
فايز الدويرى هو اللواء المتقاعد فايز محمد حمدي الدواري، ولد في 3-3-1952م، في بلدة كتم في محافظة إربد بالأردن وله سبع أشقاء كما إنه ينتمي إلى أسرة تمتهن الزراعة وتربية الماشية فيما توفيت والدته بالسرطان حينما كان بالصف الخامس الابتدائي عام 1963 فنشأ ولديه نوعا من الإرادة والتصميم على تحقيق ذاته.
وحلم والدته التي أرادت أن تراه ذو أهمية كبيرة في المجتمع، ووصفها بأنها أعز الناس لديه في إحدى مقابلاته تلقى الدويري .
تعليمه الابتدائي فيكتم وأتم دراسته العسكرية عام 1973 وتخرج برتبة ملازم حيث التحق بسلاح الهندسة الملكي وشارك في عملية نزع الألغام على الحدود الأردنية السورية.
وقد تدرب فايز الدويرى في مدرسة الدراسات العسكرية المتقدمة التابعة للجيش الأمريكي وأصبح أول ضابط متخصص في التخطيط الاستراتيجي وفن إدارة الحرب من خارج دول حلف شمال الأطلسي الناتو،
كما شارك في مهمة عسكرية في اليمن في الفترة ما بين 1977 و 1979، حيث عمل على تحصينات مضيق باب المندب وبناء معسكر خالد في تعزب، ثم تولي منصب مدير سلاح الهندسة الملكي الأردني، ثم قيد الكلية القيادة والأركان الأردنية برتبة لواء قبل تقاعده عام 2005
قصة فايز الدويرى محلل طوفان الاقصي وحرب غزة
بعد التقاعد، اتجه اللواء فايز الدويري إلى مجال الإعلام، وأصبح محللا عسكريا في العديد من البرامج التليفزيونية، وخاصة في تحليل الأمور المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وقد برز بشكل كبير في تحليل عملية طفان الأقصى على قناة الجزيرة وكرس الدويري، الذي يكنى بأبي جمال، كتاباته للتحليل العسكري، كما شارك في تحليل موضوعات منها مستقبل حلف شمال الأطلسي، و عودة روسيا إلى العالم العربي، وصفقات الأسلحة، وسباق التسلح النووي، والحرب الروسية على أوكرانيا، وغيرها من المواضيع.
إلا أن القضية الفلسطينية كانت أكثر اهتماماته، فلطالما كان تحليلاته العسكرية لأداء المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال ذات طابع خاص، حيث تعتبر الجماهير أن كلمات فايز الدويرى لا تقل أهمية عن كلمات المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة.
وكما وصفه محللين سياسيين بأنه يسبب صداعا مزمنا للإسرائيليين، إذ يتمتع الدوار بخبرة إعلامية واسعة وقدرة على التواصل الفعال مع الجمهور، كما يتمتع بحضور قوي وكاريزما عالية، مما جعله من أشهر المحللين العسكريين في العالم العربي.
فهو يتمتع بخبرة واسعة ومعرفة عميقة بالشؤون العسكرية والأمنية، كما يتميز بتحليلاتها الموضوعية والرصينة، وقدرته على فهم الأحداث وتحليلها بشكل دقيق، ويملك خبرات العقل العسكري أكثر من عمره بكثير، ولهذا فكل الأردنيين يفخرون به وكل العرب يتقدمون له بالشكر،
فكل ما قاله في الصدمات الإسرائيلية الفلسطينية ثبتت صحتها، كما استطاع أن يثبت جدارته في العديد من القضايا والدفاع عنها.
وقد أصدر تدوير أول مؤلفاته عام 2013، وهو كتاب الأمن الوطني. استعرض فيه مفاهيم وتحليلات حول الأمن الوطني، وأهمية المؤسسات التربوية في تعزيز هذا الأمن وبحسب الدويري، يدرك الجندي الإسرائيلي أنه يتقدم نحو الموت ويقاتل بدون حماية ضد خصم مستعد لفعل أي شيء من أجل النصر.
وعندما يتحدث اللواء فايز الدويرى عن غزة يتردد صوته بكل فخر قائلا ليس هناك مثلها في التاريخ العسكري، منذ الإسكندر الأكبر حتى اليوم.
يؤمن الدويري بأن المقاومة الفلسطينية هي السبيل الوحيد لتحقيق النصر، كما يؤمن بأن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة، ويجب أن تحظى بدعم المجتمع الدولي.
وكان قد شارك في لقاء تليفزيوني مع إيدي كوهين، وأحرجه بقوله إن صورة غطاء المجاري المنهل في يافا تحمل كلمة فلسطين في عام 1936، مما يعني أن غطاء المنهل أقدم من دولة إسرائيل ب12 عام.
ويحظى الدويري باحترام وتقدير كبيرين من قبل الرأي العام الفلسطيني والعربي، كما حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، كواحد من أبرز الشخصيات العسكرية والإعلامية في العالم العربي. ولمعرفة المزيد عن شخصيات سياسية يمكنك الاطلاع عليها من هنا