حكى اللي عاصر الفتوات ان دبت نبوتهم على الأرض صداها كان يسكت اجدعها حي كما ان وجودهم في الافراح كان اهم من العريس والعروسة ذات نفسهم لان من غيرهم الفرح كان ممكن يقلب عزاء
كانوا اشبه بحكام الاحياء ولم يكن ينفع أي حاجه تتم في منطقتهم بدون علمهم اهلا بكم في العصر اللي كان منبع الحكايات للكتاب والادباء عصر الفتوات الذهبي .
شكل الفتوة
عمه وجلابيه ونبوت هو ده الشكل اللي يجي في بال أي حد اول ما تأتي سيرة الفتوة وده في حاله اننا نتكلم على قتونة زمان اما لو فكرت في شكل فتوه الان فاللي هيجي في بالك مطوه وسلسله وتعويره في الوجه
فلو فاكر اننا نحكي عن الخيال ده او ده يبقى انت لسه متابعنا جديد ولا تعرفنا فركز وتعالي معي وانا احكي لك الفتونه دي عباره عن ايه وجت من اين
كيف بدأ عصر الفتوات
الحكاية تبدا في نهاية عصر المماليك
ما بين نهاية القرن ال 15 وبداية القرن ال 16 كانت مصر وقتها بتعيش اسوا ظروفها الاقتصادية والمعيشية والأمنية يعني لك ان تتخيل ان الدواوين نفسها الخاصة بالمماليك كانت تتسرق فما بالك ببيوت الأهالي ايه اللي يحصل فيها
ولان المال السائب يعلم السرقة بدأت تظهر عصابات في الشوارع تسرق المحلات والبيوت عيني عينك وده لان وقتها لا كان في حد يراقب ولا يحاسب
وهنا بدا أهالي كل حي انهم يدافعوا عن نفسهم عن طريق مجموعات تحمي كل منطقة وكان في كل مجموعه من المجموعات دي شخص قوي البنية وشديد البأس والناس تحترمه فكانوا يخلوا الشخص ده هو قائد المجموعة
وبدا الأهالي ينادوا القادة دول بمصطلح الفتوه والفتوه هنا كانت تأتي من الفتى والمقصود بها هو الشخص شديد الهيبة وقوي البنيان او فيما معناه يعني بلغه العصر أبو الرجولة
ومن وقتها بدا مفهوم الفتوة ينتشر في القاهرة وإسكندرية وبدا يبقى لكل حي الفتوه خاصته
ولو جينا بصينا هنا لأصل الفتونه او بمعنى اصح الطريقة اللي نشأت بيها نجد ان نشأتها كانت لنصره الضعيف والمظلوم
تاريخ عصر الفتوات في مصر
فكان فعلا الفتوات في بدايتهم هم المسؤولين عن انهم يجيبوا حق الغلابة ويدافعوا عن أي مظلوم لحد ما نوصل لمعركه امبابة واللي حصلت ما بين المماليك اللي كانوا يحكموا مصر والحملة الفرنسية
والمعركة دي كانت هي الفصل الأخير لوجود المماليك في مصر ودي حكاية ثانية سوف نحكيها في مقالة قريب لوحدها
المهم ان الفتوات كان ليه دور كبير جدا في الحرب دي وقتلوا عدد كبير من الجنود الفرنسيين واثنين من قادتهم وكانوا منظمين هم ورجالتهم كانهم فرق حرب لدرجه ان الجيش الفرنسي افتكر ان الفتوات دول فرقه خاصه دربتها المماليك
لكن في النهاية تنتهي الحرب دي بفوز الفرنسيين ودخولهم مصر
ولكن فضل الفتوات شوكه في حلق الفرنسيين طول فتره حكمهم لمصر وكان الفتوات وقتها وطنيه لأقصى درجه فشاركوا في ثوره القاهرة الأولى اللي كانت في سنه 1798 اللي قامت على الاحتلال الفرنسي
وشاركوا بعدها في ثوره القاهرة الثانية في سنه 1800 اللي كانت قائمه أيضا ضد الاحتلال الفرنسي وكان دور الفتوات في الثورتين دول انهم يحموا المتظاهرين منجنود الاحتلال واشتبكوا معهم اشتباكات عنيفة وقدروا انهم يقتلوا عدد كبير منهم في الثورتين.
وفضل رصيد الفتوات يعلى عند الشعب اكتر واكتر
أشهر الفتوات في مصر
ولكن زي ما في صالح في طالح فكان في قله من الفتوات دول فاسدين وكانوا يمارسوا نشاط الاجرامي في النور قدام الكل سواء عمليات قتل او بيع مخدرات او أي حاجه شمال تأتي في بالك.
الفتوة محمود الحكيم
فعندك مثلا شخصيه من اكتر الشخصيات اللي كانت منوره في الفترة دي فيتوا اسمه محمود الحكيم محمود كان من مواليد حي الكحكيين واللي بالمناسبة حي الكحكيين ده هو حي الدرب الأحمر حاليا.
محمود كان ليه صولاته وجولاته في شبابه وكان يهابه الكبير قبل الصغير لدرجه ان الأهالي بدأت تضم على محمود اكتر ما تضم على فتوه الحي واللي كان اسمه عبد الغني
وفي يوم يترصد محمود لعبد الغني ويدخلوا مع بعض مبارزه تنتهي بقتل محمود لعبد الغني ويتنصب محمود بعدها فتوة لحي الكحكيين وسوء السلاح
ومحمود كان واصل في علاقاته لدرجه انه بعد ما اتقبض عليه لما قتل عبد الغني قدر انه يخرج بعدها بثلاث أيام لان القنصلية الفرنسية كانت ترعاه فلك ان تتخيل قوة وجبروت الشخص ده لدرجه ان قنصليه فرنسا نفسها تختار انها ترعاه
ولكن مأمور اسم الدرب الأحمر كان واضع محمود في دماغه فبي في يوم انه ينزل بحمل على المحل خاصته ويجد فيه عدد كبير من أكياس المخدرات ويقبض عليه ولكن القنصلية الفرنسية تدخل لثاني مره وتأمر بالأفراج عنه وينتشر اسم محمود اكتر ويزيد جبروته
وفي ذلك العصر ده لم يكن ينفع يتم أي فرح الا بحمايه فتوه الحي فيحصل في مره ان كان في فرح طالع من حي الكحكيين بحمايه محمود الحكيم وتحصل مشادة في الفرح ده بين عبد الحكيم اخو محمود الحكيم وبين العريس تنتهي بضرب العريس لعبد الحكيم
فيدخل محمود الحكيم عشان ينتقم لأخوة وتحصل معركه كبيره اشبه بحرب اهليه اتسمت في القاهرة باسم معركه الكحكيين
معركه الكحكيين كانت خناقه ما بين صعايدة من قنا اللي هم اهل العريس وما بين محمود الحكيم ورجالته والحرب دي استمرت لأكثر من 10 أيام واتدمر فيها اغلب الحي ما بين تكسير وحرائق وسرقة
ويقدر محمود انه يقتل اكثر من سبع اشخاص لوحده عشان تمسكه الشرطة بعدها وينفي المرة دي لبره مصر عشان تنتهي قصته في حي الكحكيين
الفتوات في عصر الاحتلال الإنجليزي
وقصة محمود دي هي المثال للنوع الثاني من الفتوات اللي لم يكن يهمهم ينصروا مظلوم ولا يحموا ضعيف ولكن في الفترة دي النوع ده من الفتوات كان اقل نسبيا من النوع الكويس فيهم ورغم وجود محمود وغيره من اشباهه كان في عدد كبير من الفتوات اللي ينصروا الناس بجد
ولكن لان دوام الحال من محال كل حاجه تتغير في سنه 1882 في السنه اللي يوصل فيها الاحتلال الإنجليزي لمصر
وهنا تبدا حقبه جديده بعد نهاية حقبه الحملة الفرنسية حقبه جديده مع الانجليز
اللي كانوا اذكي من الفرنسيين ولم يريدوا ان يغلطوا نفس غلطتهم لان الانجليز لما دخلوا مصر كانوا دارسين الفتوات كويس وكانوا عارفين انهم مشكله كبيره للفرنسيين من اول معركه امبابة لحد ثوره القاهرة الأولى والثانية
وبدأوا ينفذوا خطتهم اللي قدروا بيها يسيطروا على اغلب الفتوات وطبعا زي ما عصرنا في أي تاريخ ان دايما السلطة المطلقة من غير قيود بتحول الطيب لفرعون فما بالك بقى باللي كان فاسد من الأصل
وده كان الخيط اللي لاعب عليه الانجليز فبدا يدوروا على اكثر اشخاص سمعتهم سيئة فيهم زي شخصيه محمود الحكيم اللي قمنا بحكيها من شويه هو اه محمود لم يعد موجود الان وزمنه خلص لكن الأكيد ان في زيه كتير
وبدأوا يعرضوا عليهم الجنسية الإنجليزية وفلوس لم يكن لها اول من اخر مقابل انه يكون ولائهم الأول والأخير ليهم وللأسف نجحت خطة الانجليز ويتحول اغلب الفتوات من حماه الحي لقتلة الحي
ويبدا يتكون شكل جديد لعصر الفتوات تحت رعاية الانجليز وبدأوا يفردوا سطوتهم وسيطرتهم بأيد من نار وايد من حديد وبقى كل فتوه في كل حي هو الامر الناهي يزعلوا لزعل ويفرحوا لفرحه ويحتكموا لحكمه
ولو حصل في مره ان في فتوه اخر يريد ان يكون مسؤول عن الحي فكان لازم يبارز الفتوه اللي موجود في المكان من قبله في مبارزه يحكم بعدها اللي يعيش منهم
وفي الوقت ده كان حي الحسينية هو اكتر حي مشهور بالفتوت لدرجه انه اتسمى حي الفتوات
وكان في احياء ثانيه جوه القاهرة القديمة ينافسوا فتوات الحسينية على السيط والزعامة زي فتوات الجمالية والناصرية وفتوات حي الكحكيين اللي حكموا محمود اللي حكينا عليه من شويه.
وكان المتعارف عليه ان لو قامت خصومه بين فتوات في الوقت ده ودارت ما بينهم معركه كبيره مش نكون بمبالغ لو قلنا انها حروب اهليه مصغره من كتر بشاعتها زي ما قال المؤرخ سيد صديق عبد الفتاح في كتابه تاريخ فتوات مصر ويفضل الفتوات مسيطرين وليهم كلمتهم.
نهاية عصر الفتوات في مصر
لحد ما نوصل لسنه 1936 وتحديدا يوم 22 مايو اليوم اللي يعتبر حجر الأساس في نهاية حقبة الفتوات في مصر
ففي اليوم ده يوصل للشرطة بلاغ عن بنت مقتولة في رمسيس وبعد التحقيق تكتشف الشرطة ان صاحبه الجثة دي هي امتثال فوزي واللي تم عمل عنها فيلم من بطوله مجد الخطيب وعادل ادهم وامتثال كانت بتملك كازينو في منطقه وسط البلد اسمه كازينو البسفور والحادثة دي كانت هي البداية لنهاية الفتوات
لان خبر قتل امتثال اصدر عناوين الصحف وقتها لحد ما وصل للنحاس باشا رئيس الوزراء اللي قرر انه ينتدب اثنين من الشرطة يحضروا كل التحقيقات ويبلغوه اول بأول عن كل ملابسات الجريمة.
وفي يوم 13 ديسمبر من نفس السنة تقدر الشرطة انها توصل للشخص اللي قتل امتثال فوزي والشخص ده كان اسمه كمال الحريري راجل من رجاله فؤاد الشامي بتوه شارع عماد الدين وسط البلد
واللي حصل ان امتثال كانت رقاصه سيطها ذائع في الفترة دي وكانت منطقه وسط البلد تقع تحت نفوذ الفتوه فؤاد الشامي وكان معروف وقتها ان كل المحلات والرقاصات مجبرين انهم يدفعوا إتاوة شهريه للفتوى اللي ماسك المنطقة
ففي يوم بعد فؤاد واحد من رجالته للكازينو اللي كانت تمتلكه امتثال فبتوافق امتثال انها تدفع له عشان تتقي شره ومع الوقت زادت شهره امتثال وشهره الكازينو خاصتها فبدا فؤاد انه يزود قيمه الاتاوة الشهرية اللي يأخذها منها
لحد ما شعرت امتثال ان الموضوع زاد عن حده فطردت واحد من رجاله فؤاد في اخر مره جه يأخذ فيها الإتاوة وطبعا ده في عرف الفتوات كان جريمة في حقه
فبعت لها واحد ثاني من رجالته وقال لها ان قيمه الإتاوة زادت وبقت 50 جنيه في الشهر ولو ما دفعتها يقتلها فبتكون بتهديد فؤاد الشامي ليها بقتلها ولما الشامي عرف باللي عملته حسس ان دي اهانه كبيره ليه وزود غضبه اكثر باقي الرقاصات اللي مشيوا ورا امتثال وعملوا زي ما هي عملت بالضبط
وبدأت سمعه الشامي تهبط وانتشرت اخباره بين الفتوات لدرجه انه بقى نكتتهم في كل جلساتهم
فيقرر انه يبعث راجل من رجالته عشان يقتلها والراجل ده كان هو كمال الحريري اللي يروح يستناها ورا مسرح البسفور وهو ماسك نص ازازه مكسورة وأول ما بتعدي قدامه يمسكها يخنقها ويذبحها.
وبعد ما الحادثة دي تتصدر كل الجرائد والاعلام فيصدر النحاس باشا رئيس وزراء مصر وقتها قرار يمنع وجود الفتوه في مصر عشان ينتهي عصر الفتونة العصر اللي أسس فتواته حكاوي وملاحم ما بين اللي نصر المظلوم واللي قتل الضعيف
ومع ان عصر الفتوات انتهى لكن لم تنتهي حكاياته لان كل فتوه في العصر ده له الف حكاية وحكاية فلو وصلتوا لحد هنا ولسه تريدوا تسمعوا حكايات اخري عن فتوات العصر ده او تاريخ مصر الحديث عموما ابقوا قولوا لنا في التعليقات.