اللي قدامنا في الصورة ده اسمه تيموثي ايفانز سنه 1950 اتنفذ فيه حكم الإعدام في الجريمة هزت بريطانيا والعالم كله لكن بعد إعدامه تظهر مفاجئات خلت الشرطة البريطانية في قمه الاحراج والخجل وبسببه لغوا قانون الإعدام تماما
قصة تيموثي ايفانز
في 20 نوفمبر 1924 يتولد بطل الحكاية تيموثي ايفانز لأسرة فقيره جدا ولسوء حظه ان والده قرر في يوم يتخلى عنه وعن اسرته فعاش تيموثي ايفانز في فقر شديد جدا وده اثر على مستواه في الدراسة لدرجه ان زملائه كانوا يلقبوه
بأغبى طالب في المدرسة وطبعا ده انعكس على شخصيته وكان السبب الأول في انه يسيب المدرسة بشكل نهائي ومن بعدها حاول تيموثي ايفانز يشوف شغلي يقدر يعيش منه لكنه كان ضعيف البنيه بسبب اصابته بمرض مناعي في رجله اليمين وده اثر عليه في الشغل وتم رفده من شغله اكتر من مره.
فبقى دايما حاسس ان كل الأبواب مقفولة في وشه وبسبب الطفولة القاسية العشب معروف عنه تأليف القصص والاساطير الخيالية عنه ودي اللي سوف تدمر حياته في المستقبل فكان دائما خياله خصب في تأليف الحقائق اللي فعلا مش موجوده.
لكن دايما كان يظهر وسط الجبل ورده وقلب الشاب الصغير حن وفي سنه 1947 تعرف على بنت اسمها بيرل سورلي وتطورت العلاقة لحب وجواز.
وفي بداية حياتهم عاشوا مع والدته في لندن وأول ما بيرل بقت حامل قرروا انهم يستقلوا في حياتهم ونقلوا في شقه صغيره في حي شعبي ومن هنا بدا سلسال الدم اللي لن ينتهي .
فكان لتيموثي ايفانز جار في عمر الأربعين سنه واسمه جون كرستي عايش في الدور الأول ومعه زوجته اسيل ومع الوقت اصبحوا أصدقاء لدرجه ان لما كان يحصل مشكله بين تيموثي ايفانز وزوجته بيرل كان جون يتدخل ويقدم لهم النصائح ويحل ما بينهم ويساعدهم ويعيشوا حياة افضل.
وكان اصل الخلافات دايما هي الظروف المادية لان تيموثي ايفانز لم يكن يثبت في الشغل ومع الوقت انجبوا اول طفله لهم وكان اسمها جرالدين ومن هنا زادت الخلافات اكتر لانهم مش قادرين يكفوا احتياجات الطفلة اليومية.
ويعدي الوقت ويحصل اللي لا احد كان متخيل انه يحصل ابدا وهو حمل بيرلي بالخطأ للمرة الثانية فقررت هي وزوجها ينزلوا الحمل لكن لم يكن عندهم أي خلفيه طبيه ورجعوا للناصح الأمين جون اللي اقترح عليهم ان هو اللي يعمل العملية ويخلصهم من الجنين.
وقدر يوهمهم ان عنده أدوات طبيه جيدة سوف تساعدهم في التخلص منه وخصوصا ان وقتها كان قانون بريطانيا يمنع الإجهاض تماما وكانت اللي تجهض طفلها كده يتم معاقبتها بالسجن فورا.
فكان تيموثي ايفانز وزوجته يرون ان ده قانون غير عادل خاصه للناس اللي في حالتهم اللي مش قادرين يوفروا لنفسهم حياه كريمة.
وفي يوم 8 نوفمبر سنه 1948 وبعد ما تموتي يخرج على شغله تروح بيرلي لجارها جون عشان يعمل لها العملية وفي الوقت ده كانت زوجة جون مش موجوده في البيت هي كمان.
ولما تيموثي ايفانز رجع للبيت لم يجد زوجته بيرلي بيرل ولا بنته فراح يسال جاره جون ان كان شاف زوجته بيرل او بنته وهنا يصدموا جون ويقول له توفت لأنها اخذت جرعه زياده من دواء الإجهاض اثناء العملية وتوفت.
وقال له له كمان انه تخلص من جثتها في المصرف وارسل بنته جرالدين عند اقاربه في الريف عشان يبعد أي شك عنه.
وطبعا تيموثي ايفانز لم يقتنع بكلامه وقرر انه يبلغ الشرطة عن اختفاء بنته ولأنه كان يتميز بالغباء وضعف الشخصية قال للشرطة ان جثه زوجته في المصرف ولما اتنقل الشرطة في المصرف عشان يتأكدوا من صحه كلامه لم يجدوا أي جثه هناك وده جعلهم يشكوا في صحه كلامه كله.
وبعد يومين تبدا التحريات بشكل مكثف وبدأت الشرطة تفتش في البيت بشكل دقيق عشان يتفاجؤوا ان في غرفة الغسيل سجاده حمراء ملفوف فيها جثمان بيرل وجنبها بنتهم جرالدين مخنوقة بجرافته فينهار تيموثي ايفانز وهو مش مصدق اللي حصل ويعترف وقتها ان جون كريستي هو السبب في موت مراته وبنته.
ولما الشرطة استدعت جون طبعا انكر كل ده وكمان قال ان الجيران كلها عارفه ان تيموثي ايفانز كان على خلاف مع مراته وهددها اكتر من مره بالقتل وخصوصا بعد حملها للمرة الثانية
وبكده تبقى اركان الجريمة مكتملة مريض نفسي فقير معروف عنه الكذب وتأليف الحقائق ومن هنا تحولت القضية لقضيه راي عام وبقت بريطانيا كلها تطالب بالقصاص العادل فورا وازاي أصلا يكون بينهم راجل يقتل بتلك الوحشية .
ويتقدم فعلا للمحاكمة ويأتي يوم الحكم وهنا يقف جون وسط المحكمة يشهد ويوصف قد ايه جاره كان اب غير رحيم وزوج سيء وسط بكاء شديد وتقرر المحكمة وقتها انها تحكم في القضية بأسرع وقت .
وتم الحكم فعلا علي تيموثي ايفانز بالإعدام شرقا وتنفذ الحكم في وقت قياسي وتم دفن تيموثي ايفانز في سجن بين تون بلندن في حفره وحتى مش مكتوب عليها اسمه باعتباره مرتكب جريمة تخل بكل معاني الإنسانية.
السفاح الحقيقي جون كريستي
ومن هنا بدأت الصحافة البريطانية تقوم بالبحث وراء جون كريستي الشاهد الوحيد في القضية وبدأت تتوالى المفاجئات وخلونا الأول نتعرف على جون فهو اتولد في سنه 189 في اسره مكونه من سبع أطفال واب وام قاسيين جدا وكان متفوق دراسيا لكنه لم يكمل بسبب الظروف المادية.
وفي 1916 التحق بالجيش وضربوه الالمان بالكيماوي وانتقل فورا لمستشفى إنجلترا العسكري وكانت الإصابة في الحنجرة فاصبح يتكلم بصوت خافت جدا.
وفي عمر 21 سنه تزوج ايثيل ومع بحث الصحافة اكتشفوا ان جون اتهم اكتر من مره قبل كده في قضايا النصب والسرقة وتزوير وكمان قضايا أخلاقية
وعلى طول تم نشر كل جرائم ودي في الصحف والمجلات وكانت السبب في فصله من شغله وفضل عايش على المعونات الحكوميه.
وعلى الجانب الاخر شق تيموثي ايفانز استأجروها مجموعه افارقه وكان جون دايما على خلاف كبير معهم لدرجه ان الحكومة حاولت تتدخل بينهم لأكثر من مره .
وفي يوم تمرض مراته ايثيل مرض شديد جدا وكان سببه الروماتويد وأصبحت طريحه الفراش وبعدها بفتره اختفت تماما عن انظار الجيران ولما سالوا عليها الجون وقتها انها راحت عند اقاربها في الريف تغير جو .
وبعد فتره ساب الشقة واجرها لناس ثانية واتنقل انه يعيش في غرفه في احد فنادق لندن الشهيرة وفي يوم قرر المستأجر الجديد لشقه جون انه يجدد حوائط المطبخ.
واثناء التجديد يكتشف وراء دولاب الكوبايات ريحة بشعه وكانت لا تطاق ويصطدم لما يلاقي ثلاث لفات فيهم جثث لثلاث بنات مختلفين وبسرعه يبلغ الشرطة وطبعا الشرطة على علم ان مالك الشقة هو جون وان هو شاهد الوحيد في قضيه تيموثي ايفانز.
وبعد البحث والفحص يكتشفوا كمان ثلاث جثث بحديقة الشقة وهنا الشرطة تدرك انها قدام سفاح متسلسل جديد اسمه جون كريستي.
وبدأوا يكثفوا البحث عنه لحد ما قدروا انهم يعتقلوه بعد أسبوعين تقريبا وهو ماشي في الشارع مثل المجانين وفي جيبه نص دولار وورقه جريدة تخص قضيه تيموثي ايفانز.
وبعد التحقيق معه اعترف انه تخلص من زوجته لكي يريحها من المرض وقتل بيرل وبنتها جرالدين ويعترف انه اصيب في الحرب بعجز جنسي وكانت زوجته تعرف ذلك وتقبلت الموضوع بصدر رحب جدا
ومع الوقت اكتشتف انه مصاب بمرض هو الابشع علي الاطلاق فاكتشفت انه مريض بحب معاشرة الجثث المعروف بمرض النيكروفيليا لدرجة انه كان يصطاد فتيات الليل ويقتلهم ويغتصبهم ويدفنهم في حديقة البيت
ووقتها قيل عنه العديد من الجرائم التي تشيب لها الولدان وبناء عليه تم الحكم عليه بالاعدام
وفي يونيو 1953 يشاء القدر انه نفس الجلاد اللي اعدم تيموثي ايفانز البريء هو اللي يعدم جون كريستي بعدما تأكدوا من براءة تيموثي ايفانز اللي اعدموه ظلم وكان السبب هي سذاجته وضعف شخصيته
ومن هنا طلبت الجاليات البريطانية بالغاء حكم الاعدام واستبداله بقانون السجن مدي الحياة الي في حالة الخيانة العظمي .
وبعد خمسين سنة صرفت الجاليات البريطانية تعويض بالملايين لأخت تيموثي ايفانز اللي عرفت قضيته بعد كده باسم اعدام بريء وبكده تنتهي مقالتنا اليوم عن قصة تيموثي ايفانز الرجل الذي بسببه ألغت بريطانيا عقوبة الإعدام.