الأسرة المصرية السادسة

الأسرة المصرية السادسة
الأسرة المصرية السادسة

جدول المحتوي

الأسرة المصرية السادسة انها الأسرة التي وضعت فصل الختام للدولة المصرية القديمة، أسرة خلفت الأسرة الخامسة، حيث شهد عصرها الكثير من الغموض،

وأيضا الإنجازات، أبرزها إنشاء الجيش المصري النظامي، والقيام بالعديد من الحملات لجلب الخيرات للبلاد، أو صد الأخطار عنها لتستمر قرابة قرنين من الزمان حتى عمت الاضطرابات والفوضى، لتضع النهاية لتلك الأسرة تلك هي الأسرة السادسة، تابعونا للنهاية.

الملك تيتي مؤسس الأسرة المصرية السادسة

يذكر المؤرخ سليم حسن في كتابه موسوعة مصر القديمة أنه لم تكشف لنا الآثار عن أصل قيام الأسرة السادسة، والظاهر أن ملوكها قد تولوا حكم البلاد من غير نشوب ثورات أو قيام خلاف كبير، وقف ظل ملوكها على عرش مصر ما يقرب من قرنين من الزمان.

أما مؤسس هذه الأسرة فيعتقد أنه الملك سحتب تاوي تيتي، لكننا للأسف لا نعرف عنه إلا القليل، إذ يذكر المؤرخ منيتون أن أصل هذه الأسرة يرجع إلى منف، ومما يدعم هذا القول أن ملوك هذه الأسرة كانوا يميلون إلى عبادة بتاح في منف، وهو المعبود الواحد الخالق لكل شيء حسب معتقدهم.

وقد قام الملك تيتي بإصلاحات وتغييرات هامة في نظام كلية الكهنة، وكان الكاهن الأكبر للمعبود بتاح في العهد الجديد له مكانة ممتازة قريبة من الملك.

وقد وجدت بعض الآثار المهمة للملك تيتي منها تمثال نقش عليها محبوب بتاح إلى جانب وثيقتين صادرتين عن كبير كهنة المعبود بتاح وكذلك نقش لأحد كبار الموظفين يدعي وني، وقد كان مدير بيت الزراعة ومدير ضياع القصر الملكي في عهد تيتي.

كما توجد لوحة في المتحف البريطاني نقشت عليها قصيدة من هذا العصر أما بالنسبة له رامي تيتي فقد نهبه اللصوص.

وعن نهاية الملك تيتي فقد ذكر منيتون أن هذا الملك قد قتله الحراس، ولكن ليس هناك ما يثبت ذلك، إلا أن الملوك الذين أتوا بعده لم يمكثوا على العرش إلا فترة قصيرة، وربما كان، ذلك عدم استتباب الأمن، كما يحدث عادة عند قيام عصيان في الجيش، أو ثورات داخلية.

وقت حكم الملك تيتي، تعصر غامض، وكل ما نعلمه عن هذه الفترة أن الذي خلف تيتي هو أوسر كا رع، لكننا لا نعرف عنه شيئا.

ومع هذا فقد عثر على نقش من هذا العصر في واد حمامات لملك يدعي إتي. وقد جاء فيه أن موظفا اسمه فتاح أن كاو جاء إلى هذه الجهة، ومعه مائتين من الرماة، ومائتين من الحجارين ليقطعوا أحجار الهرم الملك إتي، ويظن بعض المؤرخين أوسر كا رع وايتي اسم لملك واحد.

الملك تيتي مؤسس الأسرة المصرية السادسة

الملك بيبي وتأسيس الجيش المصري النظامي

بعد عصر الغموض ذاك تولى حكم مصر، الملك بيبي، ويظن بعض المؤرخين أن بيبي هو ابن الملك إتي، وكان بيبي محببا إلى أفراد شعبه، اذ تسمي الكثير منهم باسمه، وقد ظل قابضا على زمام الأمور في البلاد بقوة وعزم، نحو نصف قرن من الزمان.

ويمكننا أن نستدل على نشاطه خلال حكمه من المباني التي أقامها، أو التي أصلحها في طول البلاد وعرضها، وقد قام بانتهاج سياسة توسعية في النوبة، وعمل على وصول وتأمين طرق التجارة إلى بلاد بعيدة عن مصر مثل لبنان والصومال.

غير أن أهم ما ميز عصر بيبي أنه أول من أنشأ جيشا نظاميا في مصر، فقد تعرضت الدلتا لغارات عديدة من البدو الموجودين على حدود مصر الشمالية الشرقية. ومن أجل صد هجماتهم التي لم تفلح الحاميات العسكرية قليلة العدد في هذه المناطق في التصدي لها،

قام بيبي بتكليف وني الأكبر بقيادة حملات عسكرية في بلاد الشام، فتم تأسيس أول جيش نظامي مصري، قوامه العديد من الآلاف من المصريين، فضلا عن عدد كبير من النوبيين والليبيين الموالين لمصر.

ونجحت هذه الحملات في القضاء على البدو، وصد خطرهم عن مصر.

جدير بالذكر أن القائد وني هذا هو صاحب المقبرة الموجودة في أبيدوس في سوهاج، وقد نقش على أحد جدران مقبرته سيرته الذاتية، حيث عاش في عهد أكثر من ثلاثة ملوك، لذا تعد هذه السيرة من أعظم آثار هذا العصر.

قام الجيش المصري في عهد بيبي بحملة إلى فلسطين، والظاهر أن سبب هذه الحملة هو هجرة عدد غفير من الشمال الشرقي من بلاد ما بين النهرين وتقدمهم في هجرتهم إلى أن وصلوا إلى فلسطين والحدود المصرية.

فاضطر الملك بيبي إلى منع هؤلاء المهاجرين الآسيويين من دخول مصر، وتعد هذه الحملة الأولى من نوعها في تاريخ مصر بل وفي تاريخ العالم، وهي أول حملة للشركة فيها الجيش والأسطول دونها التاريخ، وقد أظهرت براعة المصريين العسكرية في تلك الحملة.

فقد قدروا الميزة التي يجنيها الجيش من نقله بواسطة البحر إلى نقطة الهدف التي يريدها، فتجنبوا الطرق الصحراوية الطويلة الخطيرة التي ربما أفنت الجيش وجعلت عودته مغامرة عظيم.

لكن رغم نجاحات الملك بيبي السياسية والعسكرية، فيبدو أنه لم يكن موفقا في داخلية بيته، إذا هناك إشارة في أحد النقوش إلى أن الملكة أمر بمحاكمة زوجته أمتس أمام محكمة شكلت خصيصا لهذا الغرض.

ولا نعرف سبب هذه المحاكمة، ولا طبيعة الجريمة التي ارتكبتها أمتس، وربما أرادت أن تتآمر على الملك غيرة منها عندما رأت أنه تزوج من اثنتين غيرها، ولم يتم الحكم على الملكة بالبراءة أو الإجرام، وبعد ذلك لم تذكر النقوش عنها شيئا.

أما زوجتا الملك الأخريين فقد أنجبت كلاهما وارثا للملك هما الملك مرن رع ابن الملكة مري رع الأولى، و الملك بيبي الثاني ابن مري رع الثانية، ويعتقد بعض المؤرخين أن مري رع الأولى قد توفيت بعد الولادة مباشرة، لذلك تزوج بيبي الأول أختها مري رع الثانية. .

وقد عثر للملك بيبي في عدة مناطق على آثار منقوش عليها اسمه، كما ترك نقوشا على الصخور حتى إقليم النوبة السفلية.

كما عثر له على تمثال من النحاس، إلى جانب تمثال آخر صغير من نفس المعدن، ويعتقد بعض علماء الآثار أنهما يمثلان بيبي بالأول وابنه الأمير مرن رع أو يمثل الأميرة بيبي الثاني، لكن عالم الآثار فلندرز بتري يقول بأن التمثالين هما للملك بيبي نفسه.

وقد بنى بيبي لنفسه هرما في سقارة وأطلق عليه اسم الحسن التأسيس، ويمتاز هذا الهرم بالتفنن في إخفاء حجرة الدفن، والعناية بوضع العقبات في طريق الوصول إليها.

لكن رغم كل الاحتياطات التي اتخذها الملك بيبي، فإن اللصوص نفذوا إلى مكان التابوت وهشموه، وهشموه ومزقوا جثة الملك بيبي، وأزالوا كل خرطوش ملكيا في الممر المؤدي إلى حجرة الدفن.

ومن المحتمل أن هذا التخريب البالغة قد حدث في نهاية هذه الأسرة في الفترة التي كانت الثورة متأججة في البلاد.

الملك بيبي وتأسيس الجيش المصري النظامي

نهاية الأسرة المصرية السادسة

خلف الملكة بيبي، ابنه الأمير مرن رع، وكان لايزال صبيا عند توليه العرش، كما أنه مات وهو لا يزال في بداية العقد الثاني من عمره، حيث لم يمكث على العرش أكثر من سبعة أعوام، لذا لم يشهد عصره الإنجازات العظيمة التي ميزت أسلافه.

وقد كان وني مسؤولا عن أمور كثيرة في عهد مرن رع، فكان مسؤولا عن إدارة شؤون الحكم، وأرسلهم، مرن رع في بعثات كثيرة، منها ما هو مختص بحفر قنوات في الجنوب، وكان من نتاج حفر هذه المجاري المائية تسهيل التجارة مع البلاد المجاورة.

كما قام وني ببعثات أخرى، منها ما كان إلى بلاد إيام، حيث خضع رئيس أيام للملك المصري ومنها ما كان لجلب منتجات أجنبية، ومنها ما كان لإحضار لوازم الهرم الخاص بالملك مرن رع، وقد عثر على مومياء مرع رع سليمة فيه هرمه، وهي أول جثة عثر عليه الملك مصري بقيت إلى عهدنا هذا،

بالرغم من أن اللصوص قاموا بنهب كفنة.

وبعد وفاة مرن رع تولى أخوه بيبي الثاني الحكم وكان في السادسة من عمره، لذا كانت أمه في البداية وصية على العرش، مشاركة مع خاله جاو، ويدلنا على ذلك نقش عثر عليه بوادي مغارة يتضمن حملة قامت في هذا المكان دون وجود صورة الملك، في حين أن صورة والدته قد رسمت.

وقد نجح جاو في المحافظة على استتباب الأمن إبان تلك الفترة

حكم بيبي الثاني مصر لمدة 94 عاما، حيث كانت فترة حكمه مليئة بالبعثات إلى البلاد الأجنبية لجلب الخيرات لمصر وصد الأخطار عنها، لكن مع ضعف الملك وشيخوخته، استقل حكام بأقاليم هم ونهب خيرات البلاد والعباد.

واغتنمت القبائل المعمورية الفرصة إذا صارت حدود الدولة المصرية مفتوحة أمامها من دون أن تجد من يدافع عنها، فبدأت طلائعها تتدفق إلى داخل الحدود المصرية، وتمردت قبائل النوبة على الدولة، حتى إنها تجرأت على قائد بعثته التجارية وقتلته،

ولم يرسل بيبي الثاني الجيش لتأديبهم وسادة الاضطرابات والفوضى والجوع وهوت البلاد إلى الحضيض، ولم تقم لها قائمة مدة طويلة من الزمان.

ثم خلف بيبي الثاني الملك مرن رع محتي ام ساف، غير أننا لا نعرف شيئا عن حكمه،

وتولى العرش بعده الملكة نيتوكريس، وهي التي وضعت فصل الختام للأسرة السادسة المصرية، حيث عمت الثورات والاضطرابات، وبذلك انتهت الدولة المصرية القديمة.

نأمل بان يكون المحتوى عن تلك الحقبة من تاريخ مصر القديمة قد نال اعجابكم، ابقوا في امان الله والسلام.

الأسرة المصرية السادسة

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top