عن الثورة العربية الكبرى فهنا يأتي دور بريطانيا اللي تدخلت لصالح الشريف حسين لكي تقدم ليه دعم كامل في الثورة ضد السلطات العثمانية، وذلك ده كان لأجل إنهم يقضوا تماما على الدولة وبالتالي يتيح لها نفوذ أكبر داخل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولكي تعرف كل شيء الثورة العربية الكبرى تابع المقالة للنهاية.
الثورة العربية الكبرى
بدأت الثورة العربية الكبرى، واللي كانت ثورة مسلحة قادها الشريف الحسين بن علي أمير مكة بدعم من بريطانيا في التاسع من شعبان 1304 هجري، المقابل 10-6-1916م، الثورة كانت رد فعل على الشعور القومي المتزايد عند العرب، ورغبة الكثير منهم في الاستقلال عن الدولة العثمانية.
أسباب الثورة العربية الكبرى
قيام الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية كان له عدة أسباب، ومن أبرزها أولها
- سياسة التدريج والتجنيد الإجباري، فالعثمانيين التابع وسياسة التتريك اللي كانت تهدف لفرض الثقافة واللغة التركية على الشعوب العربية، أيضا كان فيه تجنيد إجباري للشباب العرب في الجيش العثماني، وذلك خلق حالة من الغضب والاستياء عند العرب.
- ثاني شيء سياسة القمع، فبعد عزل السلطان عبد الحميد الثاني اللي مسكوا الحكم اتبعوا سياسة قمعية شديدة، ذلك زود من معاناة الشعوب العربية تحت الحكم العثماني،
- وثالث أمر الحرب العالمية الأولى، فدخول العثمانيين الحرب إلى جانب ألمانيا سنة 1914، كان له تأثير كبير، تلك الحرب أثرت بشكل سلبي على الأوضاع الاجتماعية في المناطق العربية، وجعلت الناس تعاني من ظروف صعبة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي
- ورابعهم المجاعة، ففي سنة 1915 مناطق عربية كتير شهدت مجاعة بسبب مصادرة السلطات العثمانية للمحاصيل الزراعية والأملاك الفلاحية لتمويل الجيش خاصتها اللي يشارك في الحرب، وذلك زود من معاناة الناس وزود حالة الاستياء والغضب ضد العثمانيين،
- والأمر الخامس الخوف من انتصار العثمانيين، بريطانيا كانت خائفة من انتصار الدولة العثمانية في الحرب، لإن كان سوف يأتي فكرة الوحدة العربية أو الإسلامية، وذلك كان سيهدد وجودها في المنطقة واسعة كلها،
وتلك المخاوف دي أكدت عليها مذكرة استراتيجية أعدتها الدائرة السياسية في حكومة الهند البريطانية، اللي كانت بتقول إن الخطر الحقيقي يتمثل فيه الخوف من ثورة المسلمين في مصر والهند ضد الوجود البريطاني، وأحياء فكرة الوحدة الإسلامية مجددا.
لذلك كده بريطانيا كانت تري إن زعزعة استقرار الدولة العثمانية وإضعافها من الداخل هو الحل لإنهاء تلك المخاطر
دور الحسين بن علي في الثورة العربية الكبرى
الشريف الحسين بن علي كان يحلم إنه يكون خليفة للعرب والمسلمين، الحكومة البريطانية شجعته وقالت له إنه ممكن يحقق حلمه ذلك بعدما وعدته إنه يكون الحاكم على المناطق العربية اللي كانت تحت السلطة العثمانية.
مثلما قلت لك، بريطانيا كانت مقتنعة إنها لازم تضعف الدولة العثمانية اللي كانت بتشكل خطر كبير عليها في المنطقة العربية وآسيا، عشان كده تحيي فكرة الوحدة بين المسلمين، لذلك الحكومة والمخابرات البريطانية بدأوا يبحثوا على حد يكون بديل للأمير العثماني في المدينة المنورة،23
فخر الدين باشا في المناطق العربية اللي كانت تحت حكم العثمانيين، والبديل ذلك كان لازم يكون عنده صفات وشروط معينة تجعله يحظى بالإجماع من العرب والمسلمين لكي يضمنوا إن لا أحد يثور عليهم.
وقع اختيارهم على الشريف الحسين بن علي أمير مكة، الشريف الحسين كان من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك كان يعطيه سلطة روحية كبيرة على المسلمين.
وبفضل نسبه وسلطته الروحية كان هو الشخص المناسب اللي البريطانيين كانوا يحتاجوه، وذلك كان بداية لتحول كبير في المنطقة.
في 30-8-1915م. هنري مكماهون أرسل رسالة تحريضية للشريف الحسين بن علي قال فيها إن جلالة ملك بريطانيا العظمى يرحب باسترداد الخلافة إلى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة.
الإغراءات البريطانية أثرت في نفس الشريف الحسين بن علي اللي كان يطمح لخلافة المسلمين، فأعلن الثورة على العثمانيين في 10-6-1916م بعدما أطلق الرصاصة الأولى من شرفة قصره في مكة، معلنا بداية الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثماني.
ذلك الحادث ده أسعد مكماهون، فأرسل رسالة لوزارة الخارجية البريطانية في لندن في 14-8-1916م، قال فيها “ان لدينا فرصة فريدة قد لا تسنح مرة أخرى في أن نؤمن بواسطة الشريف نفوذا مهما على الرأي العام الإسلامي والسياسة الإسلامية، وربما نوعا من السيطرة عليها.”
بريطانيا دعمت الشريف بالسلاح والمال، وأمدته في السنة الأولى من الثورة ب71,000 بندقية وأكثر من 0 مليون طلقة، وأيضا عززت جيشه بأعداد كبيرة من الأسر العرب اللي كانوا تابعين للجيش العثماني.
هجمات الثورة العربية بدأت بدعم من الجيش البريطاني على الوحدات العثمانية والمعارك بدأت فعليا في جدة في 13-6-1916م وانهزم من العثمانيين هناك
الاستيلاء على جدة بمينائها، البحري كان انتصار سياسي وعسكري حسم للعرب لإنه سهل ليهم وصول الإمدادات الغذائية والعسكرية، بعد ذلك تمت السيطرة على مكة في 9-7-1916م،
في ذلك الوقت كانت الحامية العثمانية صامدة في المدينة المنورة تحت قيادة الفريق عمر فخر الدين باشا وظلت تقاوم ضد القوات العربية ورفضت ان تستسلم حتي يناير 1919.
وبعد السيطرة على مكة القوات العربية استولت على ثغري الليث و المويلح على البحر الأحمر وحاصروا مدينة الطائف بقيادة الأمير عبد الله بن الحسين نجل الشريف، واستولوا أيضا على عدد من المدن الساحلية الأخرى على البحر الأحمر بمساعدة البحرية الملكية البريطانية.
المئات من الرعاية العرب العثمانيين من المدن اعتبروا أسرى حرب وأجبروا على القتال في صفوف القوات العربية.
وبريطانيا أرسلت جنود مسلمين من مصر اللي كانت واحدة من مستعمراتها للقتال في القوات العربية ضد العثمانيين.
دور بريطانيا ولورنس العرب في الثورة العربية الكبرى
عن دور بريطانيا ولورانس العرب في الثورة العربية الكبرى، فرغم كل ذلك الثورة العربية الكبرى في بدايتها لم تكن بالقوة المطلوبة في نظر البريطانيين، فبريطانيا كانت مهتمة جدا بتلك الثورة فقرروا يرسلوا مساعدات عسكرية إضافية،
ضابط المخابرات البريطاني توماس إدوارد لورنس المعروف بلورنس العرب، تحمل مسؤولية قيادة الثورة بشكل مباشر، لورنس كانت جزء من جيش الشريف الحسين، وشكل وحدات تهاجم القوات العثمانية وركز على تدمير خط السكك الحديدية اللي أنشأها العثمانيون بالحجاز لتعطيل خطوط الإمداد وتقييد حركة الجيوش العثمانية.
وفي عام 1917، نسق لورانس مع الأمير فيصل بن الشريف الحسين لسن هجوم ناجح على ميناء العقبة، ووجهه مقاومة قوية من سكان المنطقة اللي كانوا يحاربوا مع العثمانيين، لكنهم في النهاية نجحوا في الاستيلاء على الميناء.
والثوار العرب ساعدوا الجنرال البريطاني إدموند ألنبي، قائد التجريد المصرية في شن هجمات على الخط الدفاع العثماني في غزة وبئر السبعة و وادي نهر اليرموك، وذلك سعد البريطانيين على الاستيلاء على القدس في ديسمبر 1917.
أما هجمات القوات العربية اللي كانت مدعومة من قوات الحلفاء استمرت طوال عام 1918، وذلك أدى لتحييد المواقع العثمانية وتراجع جيوشهم.
القوات العربية استولت على دمشق في بداية أكتوبر 1918 وفي 30-10-1918م تم التوقيع على هدنة مودروس التي أنهت الأعمال العدائية بين الدولة العثمانية والحلفاء.
وفي مارس 1920 أعلن المؤتمر الوطني السوري تنصيب الأمير فيصل بن الحسين ملكا على سوريا، لكن ذلك التنصيب لم يستمر لمدة طويلة بسبب مفاوضات ما بعد الحرب العالمية الأولى.
توقيع اتفاقية سايكس بيكو
وقبل نهاية الحرب العالمية الأولى، بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية، وقعوا سرا في 1916 على اتفاقية سايكس بيكو اللي اقتسموا فيها تركة الدولة العثمانية.
تلك الاتفاقية كانت سرية عشان زعماء العرب لا يعرفوا بها الي انتهاء الحرب، وسوف تعرف كل التفاصيل في قادم الفقرات
في 24-5-1917م، بريطانيا وفرنسا حاولوا ان يجسوا نبض الشريف الحسين لمعرفة مدى استعداد لقبول استعمار فرنسا لسوريا لما قبل الدبلوماسيين البريطاني سايكس والفرنسي بيكو،
رد عليهم بإنه لا يقدر ان يكون طرف في عمل يسلم مسلمين لحكم غير إسلامي.
وفي أكتوبر 1917 اندلعت ثورة البلاشفة، في روسيا ونشر الوثائق السرية اللي عثروا عليها، وكان من بينها وثيقة سايكس بيكو.
الشريف الحسين عرف بالاتفاقية وسهل البريطانيين عنه، وقالوا له إن تلك محادثات قديمة وتفهم مؤقت ليست معاهدات رسمية فصدقهم، وهنأهم بعدما استولوا على القدس، لإنه كان يعتقد إن القدس سوف تكون ضمن أراضي مملكته،
وبعد نهاية الحرب وتوقيع هدنة مودروس. الحقيقة المؤلمة، ظهرت بريطانيا لم تفي بوعودها للعرب بإقامة دولتهم الموحدة وأحلام الشريف الحسين بن علي تبخرت، فظل ملك على الحجاز لكن لسنوات قليلة قبل ما يتنازل عن العرش لابنه.
أما بالنسبة لفرنسا، احتلت سوريا تنفيذا لاتفاقية سايكس بيكو، وطردت الأمير فيصل بن الشريف الحسين من سوريا بعدما أعلن تأسيس حكومة عربية في دمشق في 1918.
الانتداب البريطاني على فلسطين ووعد بلفور
وبريطانيا فرضت انتدابها على فلسطين، وبدأت تجمع اليهود من كل مكان، وتوطنهم هناك، تنفيذا لوعد بلفور اللي قدمه وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور للصهيوني ليونيل دي روتشيلد.
أما الشريف الحسين فرفض يوقع على اتفاقية فرساي في 1919ـ التي أنهت الحرب العالمية الأولى، وأيضا حصل على مبايعة من العالم العربي بإنه يكون الخليفة الجديد للمسلمين من شتى بقاع العالم العربي،
ولكن تلك المرة كانت بشكل أكبر من المبايعة في 1916، وذلك جعل بريطانيا تتخلى عنه وبدأت دعم عبد العزيز آل سعود أمير نجد بشكل سري.
الشريف الحسين تنازل عن العرش لابنه علي ابن الحسن.
ولمعرفة ما حدث بعد الثورة العربية الكبرى ودعم بريطانيا لعبد العزيز بن آل سعود أمير نجد يمكنك الاطلاع عليه من هنا.