عن ما هي الزواحف البشرية، فهذا المشهد أصبح ترند الرئيس الأمريكي ليس طبيعيا، أو بالأحرى ليس من البشر، ليس هو فقط بل أمعنوا النظر إلى زعماء العالم ومشاهيره، وانظروا التفاصيل، أنا لا تنصتوا لخطاباتهم وشعاراتهم، بل دققوا في تصرفاتهم، وجوههم، وعيونهم بشر، وليسوا ببشر،
تارة فضائيون، وتارة أخرى، روبوتات وتارة هم الزواحف البشرية، هذا ما ينتشر على وسائل التواصل مؤخرا، ولا هذه ليست محاكاة لأحد أفلام الخيال العلمي، الأمر واقعي بحسب قولهم، هي نظرية أخرى من نظريات المؤامرة، رواده اكثر والمعتقد ونبها أكثر، ولكن القصة ما دور زعماء العالم في هذه النظرية؟
والأهم ما علاقة الزواحف البشرية؟ خذوا نفسا عميقا وحافظ على تركيزكم بأننا الليلة سنتكلم في نظرية أغلبكم سمع بها، ولكن ربما تجهلون أصلها وحقيقتها الزواحف البشرية.
ما هي الزواحف البشرية
السلام الاحترام أصدقائي الكرام طبتم وطابت أوقاتكم، وطاب نصركم لإخوتنا في غزة بكل ما أتيح لكم من طرق النصر والمقاطعة والنشر المستمر، ويا مرحبا بكم في هذه الدردشة عن ما هي الزواحف البشرية،
فلم يعد خفيا على أحد، مدى الانتشار الواسع لنظريات المؤامرة، وبالأخص الغرب المتحضر، ومع كل حدث عالمي ضخم، تعود هذه المؤامرات إلى الواجهة من جديد الحديث في الآونة الأخيرة كان عن الرئيس الأمريكي جو بايدن،
ولا ليس بسبب سياساته الخارجية التي باتت مفضوحة للملأ، ولا بسبب حملته الانتخابية، ومناظرات هو مشروعه الانتخابي الذي فشل وانسحب منه، أو ما شابه، بل الأمر مغاير تماما، التركيز بات على تصرفاته، طريقة كلامه، وتعابير وجهه، ولسنا نحن من يقوم بهذا التمحيص، بل شعبه هو.
رجل روبوت، بحسب هؤلاء، كلامه ليس طبيعيا، حركاته غير متزنة، لا يرمش، وهناك بحسب قولهم من يقوم بتلقينه ما يقول، طبعا لا دليل على ما يقولونه سوى ما قدموه هم والإدارة الأمريكية، بطبيعة الحال، لم تلق بالا لهذه الاتهامات.
أما المناصرين للرئيس الأمريكي فرأوا في الأمر تسييسا لمجر الانتخابات الحاسمة، وتشويه لسمعة الرئيس النظيفة، طبعا بحسب رأيهم.
وفي النهاية بقي الموضوع في خانة النظريات التي لم يتطرق لها أحد بشكل رسمي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ظهرت هذه النظرية مع جو بايدن؟ أم أن لذلك أحداث سابقة وقصة مختلفة؟ هنا ركزوا جيدا.
إن كنتم تظنون أن حو بايدن هو الرئيس الوحيد الذي تم اتهامه بأنه غير بشري، فأنتم مخطئون وليست الروبوتات، هي الوحيدة التي وجهت لها أصابع الاتهام بانتحال الشكل البشري.
بل ربما هي في قاع القائمة أمام المتصدر الأبرز، الزواحف البشرية، أو السحال البشرية. نعم، كما قرأتم تماما زواحف ولكن ما هي الزواحف البشرية؟
الزواحف البشرية هي نظرية من أبرز نظريات المؤامرة على الإطلاق، مع عدد لا يستهان به من المعتقدين بها، وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية، فبحسب الإحصاءات 12,000,000 أمريكي يعتقدون بصحة هذه النظرية. رقم كبير ومستغرب بالنسبة لدولة متحضرة ومتقدمة على حد زعمهم، أليس كذلك؟
قبل الغوص في التفاصيل، دعونا نتعرف بشكل مختصر على هذه النظرية،
تقول نظرية الزواحف أن كبار زعماء العالم وقادته وأسر يا أهبل ومشاهيره، هم في الأصل عبارة عن زواحف أو سحال متنكرة في هيئة البشر
وان الزواحف البشرية هي كائنات جاءوا إلى الأرض منذ العصور السحيقة قادمين من مجموعة من كواكب الفضاء الخارجي، تحمل أسماء أوريون سيريوس، ودراكو ،هذه الزواحف بدأت بالاندماج والتزاوج مع البشر، ليس بالمعنى الحسي، إنما عبر التلاعب بالجينات البشرية و الحمض النووي الخاص بالبشر.
رواد هذه النظرية يدعمون وجهة نظرهم بأن البشر يحملون في دماغهم بعض جينات الزواحف، والأجنة تتخذ أشكال الزواحف في رحم الأمهات، ناهيك بما ورد في الكتاب المقدس من تغير الشكل الخارجي للشيطان إلى أفعى وتنين، وتزاوج النيفلين أبناء الملائكة والبشر مع البشر وغيرها الكثير.
هذه الزواحف البشرية استطاعت الوصول عبر القرون. إلى مراكز السلطة العالية، وغدا تحكمها بالعالم وسكانه أمرا واقعا ومخيفا بحسب النظرية، وهدفهم الاسمي هو السيطرة التامة على الأرض وسكانها، وسيادة عرقهم، أي عرق الزواحف البشرية على كوكبنا هذا.
قصص واقعية عن الزواحف البشرية
انتشرت هذه النظرية عام 1998 مع صدور كتاب The Biggest secret أو السر الأعظم للكاتب والرياضي السابق ديفيد أيك، الكتاب الذي أحدث ضجة كبيرة انذاك، واستدعى تدخل الحكومة البريطانية عبر سحب النسخ من الأسواق ومنع تداوله تناول نظرية الزواحف البشرية بتفاصيلها،
بل إن صاحب الكتاب أقام محاضرات وجلسات مناقشة بلغت أعداد الحضور في بعضها أكثر من 6000 شخص، في دلالة صريحة على تجذر هذه النظرية في عقول مناصريها.
قد يظن البعض أن هذا الكتاب هو بداية نشوء هذه النظرية، الا أن الأمر أقدم من ذلك بكثير، ويعود تحديدا إلى العام 1934، ركزوا في القصة.
في ذلك العام تحديدا في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية كان مهندس المناجم جي وارين شوفليت يبحث عن الذهب أسفل المدينة باستخدام جهاز سماه Radio X RAY أو أشعة الراديو الصينية، وخلال بحثه التقط الجهاز وجود سلسلة من الأنفاق أسفل المدينة.
ومع الأخذ بقراءة الجهاز من مختلف أنحاء المدينة، قام المهندس بوضع خارطة مفصلة لهذه الأنفاق، الأنفاق كانت عبارة عن متاهة معقدة مع الكثير من الغرف المتصلة بأنفاق بعضها جاف والآخر رطب، وطبعا كميات كبيرة من الذهب التقطها الجهاز مخزن في الغرف ومنتشرة في الأنفاق، هذا كنز فوق الحسبان.
بغية تمويل مشروع التنقيب عن هذا الكنز، توجه المهندس إلى الصحف وتحديدا إلى صحيفة لوس أنجلوس تايمز التي نشرت بدورها الموضوع مرفقا بالخريطة المفصلة.
وبالفعل تم تمويل المشروع وبدأ الحفر، إلا أن هو مع بلوغ الحفر عمق 250 قدما، امتلأ المنجم بالمياه، ولم يعد بالإمكان الوصول إلى الغرف والأنفاق ليضيع بذلك حلم الثروة للمهندس شوفليت.
القصة لم تنتهي هنا، بل هذه كانت البداية، فمع شيوع الخبر تقدم رجل يدعى ال ماكلن، ويعرف أيضا باسم لتل تشيف جرينليف من قبيلة هوب المحلية، تقدم هذا بشهادة غريبة لتعزيز قصة المهندس شوفليت،
فالرجل ذكر في أكثر من مناسبة أن موضوع الأنفاق والغرف أسفل الأرض صحيح لماذا؟
لأن إحدى أساطير قبيلة هوب المحلية تشير إلى وجود مدينة أسفل الأرض، بنيت قبل ما يقارب ال5000 سنة من قبل جنسن يعرف باسم ماذا؟
صحيح السحالي البشرية، لتنتشر القصة انتشار النار في الهشيم بين السكان آنذاك وتتطور منذ ذلك الحين إلى وقتنا الحالي.
الناقدون لهذه النظرية أجروا أبحاثهم وخرجوا إلى خلاصة مفادها
أولا. أنه لا وجود للمدينة المقصودة أسفل الأرض، و الجهاز الذي استخدمه المهندس شوفليت هو عبارة عن بندول تغطيس كذلك يستخدم في البحث عن المياه،
وهنا لا بد أن نشير إلا أن التغطيس هو عملية غير مفسرة وغير مثبتة علميا حتى الآن، يقوم فيها الباحث بتمرير عصا أو قضيب حديدي أو ما شابه ذلك فوق سطح معين، وعندما يشعر بقوة شد، يقول عندها أنه قد عثر على ضالته.
هذه الرواية الأولى. أما الرواية الثانية من أساطير الهنود الحمر في وضعها مختلف بحسب هؤلاء الناقدين لا وجود لمثل هذه القصة، أو بالأصح لهذا العرق، أي الزواحف او السحالي البشرية، أو حتى لمدينة أسفل الأرض في تراث قبيلة هوبي.
هذا أولا، ثانيا، بعد البحث في سجلات الولادة والوفاة الخاصة بهذه القبيلة، وتحديدا في تلك الفترة لم ير الذكرى، لاسم ماكلن أو جرينليف في أي منها، أي أنه على الأرجح هذه الشخصية تم اختلاقها لتدعيم قصة المهندس لا أكثر،
هذا المهندس لم يكن يعلم المدى الذي ستصل إليه قصته وكيف غدت من إحدى أبرز نظريات المؤامرة على الإطلاق.
ما هو الفرق بين الزواحف البشرية والبشر الطبيعيون؟
السؤال الذي قد يخطر في البال الآن، كيف يستطيع المعتقدون بهذه النظرية تبيان هذه الزواحف البشرية والتفريق بينها وبين البشر؟
الأمر سهل، بحسب هؤلاء، راقب العيون والتصرفات والأشكال، عيون الزواحف البشرية خضراء أو عسلية، وفي بعض الأحيان زرقاء، تتحول ألوانها تماما كالحرباء، نظرات ثاقبة، لا ترمش، الشعر، أحمر اللون حقيقي، وليس مصبوغ، ضغط دمهم منخفض، قدرة هائلة على السمع والبصر تفوق تلك الخاصة بالبشر،
ندوب لا تفسير لها، القدرة على التشويش على الأجهزة الكهربائية، حب الفضاء والعلوم، وطبعا يرافقها العلاقة مع الكائنات الفضائية، وأخيرا وليس آخرا، القدرة على تغيير أشكالهم.
مشاهير الزواحف البشرية
فيديوهات كثيرة انتشرت لزعماء العالم، ومشاهير تظهرهم بنظرات غريبة، وتغير في لون عيونهم، بل حتى تغير في أشكالهم. بايدن ليس الوحيد، فقد سبقه من مشاهير أطلق عليهم مشاهير الزواحف البشرية وهم :
- جو بايدن الرئيس الامريكي
- باراك أوباما الرئيس الأسبق
- والملك اليزابيث الثانية وعائلتها،
- والسيناتور الأمريكي ميت رومني
- ووزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد،
- والفنان المشهود جاستن بيبر،
- والفنان المشهورة مايلي سايرس
- مغني الراب إمينيم، وغيرهم الكثيرين.
أولئك جميعهم التقطت له مقاطع فيديو تظهر بشكل أو بآخر تغير غريبا في أشكالهم و عيونهم ونظراتهم.
حقيقة الزواحف البشرية
المقاطع موجودة، وبإمكان أي كان الحصول عليها، ولكن. هل هي حقيقية؟
إليكم التفسير عن حقيقة الزواحف البشرية نعم، هذه المقاطع حقيقية، ولكن ما ظهر فيها ليس من صنع الزواحف البشرية، بل هي خلل فني في مقاطع الفيديو، وخصوصا تلك المنطقات من أشرطة الفيديو القديمة قبل التطور التكنولوجي المعهود في أيامنا هذه، تشويش فني وخلل تقني في الفيديوهات، وأحيانا يتعلق الأمر بالإضاءة والزاوية التي يتم تصوير المقطع منها.
هذه هي التفسيرات التي قدمت، ولكن هل أنهت وجود نظرية الزواحف البشرية؟
ببساطة لا، فرغم تراجع الحديث عنها، ومع كل هذا التطور التكنولوجي في علم التصوير والمنتاج، إلا أنها تعود و تطل برأسها مع كل حدث أو فيديو أو إشاعة تتسرب حول مظهر غريب، أو تصرف غريب لأحد الزعماء أو المشاهير.
وكما ذكرت سابقا عدد لا يستهان به من الأمريكيين يعتقدون بصحتها، وهنا تدخل علم النفس وعلماؤه لشرح الأسباب، فيقول فان بروجين الأستاذ في علم النفس الاجتماعي في جامعة أمستردام، أن الناس على استعداد لقبول التفسيرات التي تمنحهم التميز عبر امتلاك المعرفة السرية،
وبهذا يبقى قائما لديهم الشعور بالتحكم في زمام الأمور.
عالم النفس الأكاديمي rob brotherton يري أن موضوع تصديق المؤامرات هو صفة شخصية تتباين بين الفرد والآخر و تتحكم فيها العوامل النفسية والاجتماعية والبيئة المحيطة وغيرها.
رأي آخر أشار إلى أن البشر لديهم ميل إلى اختيار الشرير الخاص بهم، وهو في أغلب الأحيان كائن غير بشري، لأننا نحن البشر، بحسب رأيهم صالحون وعادلون وما يجري من حروب ومآس هو من أفعال الكائنات الفضائية والسحالي والزواحف البشرية،
وبذلك نكون قد وجدنا المبرر بحسب رواد نظريات المؤامرة لكل الأحداث المؤلمة والظالمة التي تدور حولنا.
وربما بعضهم محق، لأننا مؤخرا بتنا على يقين بأن ما نراه اليوم من أفعال بعض البشر، ورضوخ بعضهم الآخر، وعدم تأثرهم، ليست أفعال بشرية، بل أفعال وحوش بامتياز، ومن دون أي جدل، ولا تمت إلى الإنسانية التي عرفناها أو ظننا أننا نعرفها بأي صلة، أليس كذلك؟
إذا أصدقائي، هذا هو موضوع السحالي أو الزواحف البشرية نظرية أخرى من نظريات المؤامرة التي لا تنفك تظهر بين الفينة والأخرى، نظرية أريد منها تحميل اللوم بخصوص ما يجري في عالمنا هذا لكائنات أخرى غير بشرية،
إلا أنها هذه المرة، ارتدت ثوب البشر في هيئتها الخارجية، بشر من الخارج، زواحف من الداخل، والأمر أشبه بأحداث أحد أفلام الخيال العلمي.
فئة كبيرة تعتقد بصحتها وتتخوف من المستقبل الذي باعتقادها غدا رهينة هذه الزواحف، الزواحف البشرية التي تسعى للسيطرة على عالمنا هذا، وسكانه، لإرساء النظام العالمي الجديد.
على ما يبدو، كل نظريات المؤامرة بمسمياتها المختلفة تصب في نهاية المطاف لمصلحة هذا النظام الغامض، والسؤال الآن هل يعقل أن معظم زعماء العالم والمؤثرين فيه هم من الزواحف البشرية لنرى هذا الكم الهائل من الظلم وبشاعة الجرائم في مختلف أنحاء الكرة الأرضية؟
أم أن الزواحف البشرية بريئة من هذا الاتهام الذي ألصقه البشر بها لتبرير أفعالهم وجرائمهم.
لن أقول هذه المرة، لا أحد يعلم، بل كلنا نعلم علم اليقين أن هذه المآسي هي نتاج قرارات البشر ومخططاتهم، وما نسمعه من نظريات ومؤامرات، هو تماما كإسمه نظريات، وهي بأغلبها لحماية أعراقهم التي ستدخل التاريخ من باب اللاإنسانية الواسع، و سترتد عليهم عاجلا أم آجلا.
ومع هذا ما زالت الأيام تكشف لنا الكثير من خبايا هذا الكوكب، فكما أقول دائما ما نعلمه قطرة، وما نجهله محيط، وحتى ينكشف الستار عن هذا المجهول، وإلى أن نلتقي في دردشة جديدة، ابقو أصدقائي في أمان والسلام.