تأسيس الحركة الوهابية و الحروب الوهابية

تأسيس الحركة الوهابية و الحروب الوهابية
تأسيس الحركة الوهابية

جدول المحتوي

تأسيس الحركة الوهابية

بعدما عرفنا من هو محمد بن عبد الوهاب وكيف كانت نشأته، لنعرف عن تأسيس الحركة الوهابية والحروب الوهابية، فقد قرر محمد بن عبد الوهاب يتحول من داعية يدعو للتوحيد و العودة للدين إلى مؤسس حركة شر الدين بالعنف والقوة، لكن قبل ان يبدأ في تأسيس الدعوة الوهابية، كانت أفكار واضحة قدام والده وأهل البلد التي كان يعيش فيها،

وذلك طبعا لم يعجب قائد الأحساء، فقرر الأمير ابن معمر طرده من العوينة خوفا من انقطاع الدعم المادي، وقبل بداية دعوته وتأسيس الدعوة مات عبد الوهاب الأب.

وفي كتاب الصحب الوابلة على ضرائح الحنابلة، اللي كتبه مفتي مكة محمد بن عبد الله النجدي الحنبلي بإن والده مات وهو غاضب عليه بسبب إنه رفض يعمل كقاضي مثل باقي عائلته.

ذلك غير إن أهل مدينته نفسها بدأوا يشوفوا أفعال عنيفة من محمد بن عبد الوهاب فقال والده “يا من ترون من محمد من الشر فقدر الله أنصار ما سار.”

وكمان أخوه سليمان بن عبد الوهاب م رفض دعوته تماما، بل وناظره بالآيات القرآنية والأحاديث، لكنه أيضا لم يستمع له، فاضطر سليمان بن عبد الوهاب إنه يحذر البسطاء تحديدا من دعوة محمد  بن عبد الوهاب لإنها ليست صحيحة وسوف تؤدي لبعدهم عن الإسلام، وكتب كتاب للرد على أخوه سماه الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية.

وبعد وفاة والده مثلما ذكرنا، قرر محمد أن يذهب لمدينة الدرعية وهناك استقبل استقبال عظيم جدا من أميرها وهو محمد بن سعود بن محمد آل مقرن، واللي استمع لدعوته ووضع يده في أيد محمد بن عبد الوهاب واتفقوا على محاربة البدع، ونشر أفكار محمد بن عبد الوهاب.

وهو سوف يمده بالرجال الذين سوف يحموه، والمال اللي يساعده، وهنا كانت بداية ميثاق الدرعية في عام 1157 هجرية أو 1744 ميلادية، واللي يعتبره المؤرخون الأساس اللي نشأت عليه الدولة السعودية.

هل تعتقد ان الموضوع كبير لدرجة ميثاق واتفاقية ما بين الطرفين؟ لأنه اين المشكلة في رجل دين يدعوا للإسلام والتوحيد ما بينه وبين أمير الدرعية؟

الحقيقة المشكلة تكمن في عدم الثقة ما بين الطرفين وسوف أشرح لك ذلك بشكل تفصيلي، الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب صاحب الدعوة السلفية تقابلوا لأول مرة في بيت ابن سويلم سنة 1157 هجرية 1744 ميلادية.

تأسيس الحركة الوهابية

الأمير محمد بن سعود رحب بالشيخ محمد بن عبد الوهاب وقال له “أبشر ببلاد أحسن من بلادك، وأبشر بالعز والمنعة.”

رد عليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب بكل حماس “وأنا أبشرك بالعز والتمكين، وهذه كلمة لا إله إلا الله، من تمسك بها، وعمل بها، ونصرها ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة التوحيد، وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم.”

الأمير محمد بن سعود، كان خائف من شيئين،

  • الأول إن الشيخ يهجره ويذهب الي مكان ثاني
  • والتاني إن الشيخ يوقف عنه الأموال التي يأخذها من أهل الدرعية، لذلك قال للشيخ يا شيخ “إن هذا دين الله ورسوله الذي لا شك فيه، وأبشر بالنصرة لك، ولما أمرت به، والجهاد لمن خالف التوحيد، ولكن أريد أن أشرط عليك شرطين إثنين،

الأول، نحن إذا قمنا بنصرتك والجهاد في سبيل الله، وفتح الله لنا ولك البلدان، أخاف أن ترحل عنا، وتستبدل بنا غيرنا.

الثاني إن لي على الدراعية قانونا، بمعنى ما يدفعه الضعيف للقوي لكي يدافع عنه ويحميه، آخذه منهم في وقت الثمار، وأخاف أن تقول لا تأخذ منهم شيئا.

الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رد عليه وقال أيها الأمير، أما الأول ف ابسط يدك الدم بالدم، والهدم بالهدم، وذلك كان يعتبر تهديد صريح بالحرب من محمد بن عبد الوهاب لباقي المسلمين في العالم العربي، وتحديدا في شبه الجزيرة العربية، والبعض الآخر قال يقصد القصاص لأتباع دعوته الذين تعرضوا للعنف والتنكيل.

وأما الثاني فلعل الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك الله من الغنائم ما هو خير منها.

تأسيس الدعوة الوهابية

الحروب الوهابية

المؤرخ حسين بن غنام يحكي  “الشيخ كان له الحل والعقد و الأخذ والإعطاء، ولا جيش يركب ولا رأي يطلع من محمد بن سعود أو ابنه عبد العزيز، إلا بعد الرجوع إليه، لما فتح الله الرياضة واتسعت ناحية الإسلام وآمنة السبل، الشيخ سلم الأمور لعبد العزيز بن محمد بن سعود، وفوض له أمور المسلمين، وبيت المال.”

الدرعية يا صديقي أصبحت مركز لنشر دعوة الشيخ الإصلاحية، وطلاب العلم بدأوا يأتوا من كل مكان، وبدأ الشيخ يبعث برسائله لأمراء البلاد وزعماء القبائل يدعوهم لأحياء الدين، ومحاربة البدع.

الدعوة الوهابية هناك من قبلها وهناك من رفضها مثل أهل الحجاز، وبعد الإمارات الثانية في شبه الجزيرة العربية، الذين رأوا إن دعوة محمد بن عبد الوهاب. ما هي إلا إهانة للدين الإسلامي، وتحطيم لرموز دينية، وتقليل من مكانة علماء عظماء على مر التاريخ الإسلامي.

وفي كتاب عنوان المجد للمؤرخ عثمان بن بشر ذكر إن محمد بن عبد الوهاب بنفسه هو اللي كان يجهز الجيش، وإن الملك عبد العزيز بن سعود كان مجرد قائد للجيش.

ولكن تفتكر تلك الحملات كانت خارجة لمحاربة الدول الأجنبية المحتلة للدول العربية والإسلامية؟ ذلك ما سوف نعرفه في الفقرة القادمة 

معركة الرياض

في الحقيقة لأ، بل تلك الحملات خرج لتحارب مسلمين مثلهم ففي سنة 1774، جهز الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، جيش بقيادة سعود ومحمد بن عبد الوهاب لكي يحاربوا الرياض تحت إمارة دهام بن دواس، وذلك كان في شهر سفر.

حاصر عبد العزيز الرياض وضيق عليهم وهدم كتير من أبراجها، دهام دخل قلبه الرعب والخجل وحاول يهرب، لكن رؤساء بلده رفضوا وطلبوا منه يجلس.

وفي ربيع الثاني عبد العزيز آل سعود رجع مرة ثانية لغزو الرياض، ولما قرب أتي له خبر إن ابن دواس هرب، فدخل عبد العزيز المدينة واستولى عليها ودهام هرب هو ونساؤه أبنائه، ولكن بعد دخول عبد العزيز نادى بالأمان، فرجع أهل الرياض وسكنوا مرة اخري، وحاز عبد العزيز كل الغنائم.

تلك الحرب استمرت ثمان سنوات ومات فيها حوالي 4000 شخص، الأغلبية من أهل الرياض ودخلت الرياض تحت حكم دولة الدراعية، وأصبح أهلها ملزمين بالسمع والطاعة لمحمد بن عبد الوهاب.

لكن يا صديقي في أقوال تانية كتبت في كتاب تاريخ نجد نقلها الشيخ حسين بن غنام عن رسائل محمد بن عبد الوهاب، ويقول محمد بن عبد الوهاب: “إن عثمان بن معمر، حاكم بلد، عينة مشرك كافر، فلما تحقق المسلمون من ذلك تعاهدوا على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة، وقتلناه وهو في مصلاه بالمسجد في رجب عام 1163 هجريا.”

وأيضا أكد ذلك الكلام ده، وإنه بالفعل تم قتل عثمان بن معمر في المسجد بعد صلاة الجمعة المؤرخ بن بشر في كتاب عنوان المجد.

وفي عام 1777 ميلادية تحرك جيش عبد العزيز بن سعود أو الوهابية ناحية الجلاجل ودخلوا في حرب عنيفة جدا أقل وصف عنها إنها كانت دموية، قتلوا من أهل المدينة عشرات الرجال المسلمين بدون أي دعوة أو حتى سلام.

وبعدها قرر السويد أمير الجلاجل بإن يستسلم ويبايع محمد بن عبد الوهاب على السمع والطاعة، وبعدها قرر محمد بن عبد العزيز يسيب الجلاجل بأمر من محمد بن عبد الوهاب ويذهب لمدينة رغبة.

ولما وصلوا لحد هناك حصلت نفس الحرب الدموية وقتل منهم 50 رجل وأخد أسرى ما يقارب ال 200، وأخد الغنائم من الأحصنة والمواشي وغيرها من موارد المدينة.

بعدها الحركة الوهابية أصبحت أقوى وأشد بلكم ان بدء يحصل تغير ثاني في أفكار محمد بن عبد الوهاب، وهو إنه يكفر كل من لا يتبعه، أيا كان هو من، عالم أو شيخ أو أمير أو قاضي، المهم إن أفكاره بعد ما كانت لأحياء السنة حتى لو بطريقة عنيفة، أصبح التقديس لمحمد بن عبد الوهاب و كلامه ونظرته وأفكاره.

الحروب الوهابية

معركة الاحساء

وبدأ الهجوم الوهابي على الأحساء في سنة 1176 هجريا، يقول المؤرخ عثمان بن عبد الله بن بشر الحنبلي في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد

“وفيه سار عبد العزيز بالجيوش غازيا إلى الأحساء وأناخ بالموضع المعروف بالمطير في الأحساء ومعه من الخيل نحو ال30 وقتل منهم رجالا كثيرا على نحو ال70 رجلا، وأخذ أموالا كثيرة، ثم أغار على المبرز، فقتل من أهلها رجالا، ثم ظهر من الأحساء راجعا،

فلما وصل العرمة وافق قافلة لأهل الرياض وأهل حرمة معها أموال كثيرة، فأخذ أهل الرياض، وترك أهل سدير لأجل هدنة بينه وبينهم.”

ووثق حسين بن غنام هو كمان الهجمة دي في كتابه تاريخ نشد، ويقول الفاخري في أحداث سنة 1176 هجرية “وفي سنة 1176 هجريا غاز المسلمون الأحساء، وأخذوا المطيرفي وذبحوا أهله.”

والمطيرفي كانت قرية صغيرة داخل الأحساء وتكرر الهجوم الوهابي مرة ثانية على الأحساء سنة 1198 هجريا، قال ابن بشر في نفس الكتاب فيما معناه إنه استولى على ممتلكاتهم من بيوت وأغنام وأموال، ونفس الكلام عن استيلاءه على الأحساء وعلى أهلها، ورد عند الشيخ حسين غنام.

والهجوم استمر على قافلة خارجة من الأحساء سنة 1199 هجرية، وقال المؤرخ ابن بشر، “ثم دخلت السنة التاسعة والتسعون بعد المائة والألف، وفيها سار سعود بالجنود المسلمين إلى جهة الخرج، فذكر له في أثناء طريقه أن قافلة حافلة من أهل الخرج. وغيره ظاهرة من الأحساء،

فرصد لهم صعود على الثليماء المعروفة قرب الخارج، فأقبلت القافلة، وكانت على ظمأ، وقدموا لهم ركابا، ورجالنا الماء، فأغار عليهم سعود فقتلهم، ونازلهم سعود، واستمروا ساعة في قتال، واقتتلوا قتالا شديدا، قتل بينهم قتلى كثر، والقافلة قريب 300 رجل،

فحمل عليهم المسلمون وأخذوا جميع ما معهم من الأموال والقماش والمتاع والإبل.

ومرت ثلاث سنين في حالة من الهدوء، كل من في شبه الجزيرة ملتزم الصمت خوفا من الوهابية، وفي نفس الوقت، في بعض العلماء والشيوخ والقضاء اللي كانوا ضد الدعوة الوهابية تماما لكن في السر.

المهم حصلت غارة جديدة على قرية الجشة بالأحساء سنة 1202 هجرية، وقال ابن بشر “وفيها سار أي سعود بن عبد العزيز وقصد الأحساء وأغار على أهل الجشة القرية المعروفة فقتل منهم رجالا.”

وذكرها الشيخ حسين بن غنام أيضا، وبعدها بأقل من عام حصلت غارة على منطقة المبرز بالأحساء سنة 1203 هجريا، وقال بن بشر “وفيه سار صعود بجنود المسلمين من الحاضر والبادي وقاصد الأحساء ونازل أهل المبرز ووقع بينهم رمي بالبنادق ثم رحل منه ونازل أهل قرية الفضول في شرقي الأحساء فأخذها وقتل من أهلها نحو 300 رجل.

ومرت تلات سنين، كان الملك عبد العزيز يستمتع بالغنائم التي اكتسبها من كل حرب وإجبار ناسها على دفع مال لحمايتهم، وليس ذلك فقط، بل محمد بن عبد الوهاب كان يمارس تطبيق الدين من وجهة نظره بشكل قاسي جدا وعنيف، وخلال المقالة سوف تعرف لماذا الوهابية، كان العنف طابعها.

معركة الاحساء

حرب القطيف

وبعد تلات سنين حصل هجوم وهابي كبير على القطيف، والتي حصلت سنة 1206 هجريا، وقال ابن بشر، “ثم دخلت السنة السادسة بعد الميتين والألف، وفيها في جماد الأول صار سعود غازيا بالجنود المنصورة من البادي والحاضر وقصد القطيف، وحصر أهل سيهات، وتصور المسلمون جدارها، وأخذوها عنوة،

وأخذوا ما فيها من الأموال، وغير ذلك مما لا يعد ولا يحصى، وأخذوا عنك عنوة، وقتل منهم 500 رجل، ثم سار إلى القضيح، وأخذه عنوة، وأخذ منه كثيرا من الأموال، وقتل عليهم رجال، واستولى على علي عنك العوامية، وحاصروا الفرضي لأن أكثر أهل القطيف هربوا إليها فصالحوه ب3000 زر،

وآزال المسلمون جميع ما في القطيف من الأوثان والمتعبد اتو الكنائس وأحرقوا كتبهم القبيحة بعد ما جمعوا منها أحمال.

ويؤرخ تلك الحادثة الشيخ المؤرخ حسين بن غنام بنفس ما قاله بن بشر، ولكن أضاف عدد الضحايا اللي كان أكثر من 500 رجل ويقول “وفي سنة 1206 هجريا سار صعود بالمسلمين إلى القطيف يريد أن يطهر بلدانها من الأصنام والأوثان،

فأحاط المسلمون ببلدة سيهات وحاصروها، ثم تصوروها، وقتلوا من وجدوا فيها، وكان نحو 1500 قتيل، واستولوا على جميع ما فيها من الأموال التي لا تعد ولا توصف، ثم قصد المسلمون القضيح، فذهبوا أهلها، واستولوا كذلك على ما فيها من الأموال.

فأصاب حينئذ الذعر بلدان القطيف، فتهاوت أمام المسلمين، فاستولوا على العوامية وعنك وغيرها، وبعدها.

حرب القطيف

معركة المحيرس

حصلت معركة المحيرس مع أهل الأحساء مرة رابعة سنة 1208 هجرية، والتي تمثل مجزرة قام بها الوهابية، فقال ابن بشر “واجتمع أهله قرى شمال الأحساء في قرية القرين، فسار إليها سعود، فنزلها وحاصرها أشد الحصار، وحاصر أهل بلد المطيرة في المعروفة، فصالحوه على نصف أموالهم،

وسار صعود بتلك الجنود إلى المبرز فخرج عليه زيد بن عريعر بما عنده من الخيل فحصل بينهم قتال وانهزم زيد ومن معه إلى البلد، ثم بعد أيام، سارت الجموع إلى المبرز، فكمنوا لهم، فجرت وقعة المحرس، قتل فيها من أهل المبرز مقتلة عظيمة، قيل إن القتلى ينيفون عن ال100 راجل،

وسارت الجنود إلى بلاد ابن بطال، فوقع فيها قتال، فانهزم أهلها، وقتل منهم عدد كثير. وأخذ سعود ما فيها من الأمتعة والطعام والحيوان والأموال، ثم ساروا إلى بلدان الشرق، ف حصل فيها قتال وجلاد، فارتجف أهل الشرق.

وجميع البوادي اللي مع سعود وغيرهم يدمروا في الأحساء، ويسر مون النخيل، ويأخذوا من التمر ويبيعوه أحمال، ويأكلوا ويطعم رواحلهم من الحاضر والبادي، ونهبوا جميع البوادي من الأحساء نهبا شديدا، ماذا حصل بعد ذلك، ذلك ما سوف نعرفه في مقالة الوهابيون والدولة السعودية الأولي.

وتلك مقالة تتحدث عن تاريخ الشيخ محمد عبد الوهاب و الدعوة الوهابية من البداية للنهاية، ابقوا في امان والسلام.

المصادر

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top