تاريخ الإسلام في صقلية جنوب إيطاليا

تاريخ الإسلام في صقلية جنوب إيطاليا
تاريخ الإسلام في صقلية

جدول المحتوي

تاريخ الإسلام في صقلية جنوب إيطاليا

تاريخ الإسلام في صقلية جنوب إيطاليا إنه أحد عصور الإسلام الذهبية، وذلك عندما تمكن المسلمون من فتح جزيرة صقلية بعد الكثير من المحاولات التي بدأت منذ عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، حتى كان الفتح في عصر الأغالبة، لينشر المسلمون الحضارة العربية والإسلامية فيها، ويستمر الحكم الإسلامي أكثر من قرنين من الزمان،

قبل أن يأتي النورمان ويهزموا المسلمين، لتنتهي بذلك حضارة الإسلام في صقلية تابعون للنهاية، لنعرفكم على تاريخ الإسلام في صقلية جنوب إيطاليا.

محاولات فتح جزيرة صقلية في عصر الدولة الاموية

كانت جزيرة صقلية التي تقع جنوب إيطاليا تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية، ونظرا لأهميتها الاستراتيجية فقد كانت هذه الجزيرة مدار صراعات عديدة في القرون الوسطى حيث كانت القوى الكبرى بالبحر المتوسط تتنافس عليها في كثير من الصراعات العسكرية.

وقد بدأت أولى الحملة البحرية الإسلامية على صقلية في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان عام 44 للهجرة 664 للميلاد، وغنم منها المسلمون غنائمه كبيرة، ولكنهم لم يسيطر على الجزيرة. وقد تبعت هذه الحملة عدة حملات بحرية إستهدفت جزيرة صقلية.

من بين هذه المحاولات تلك المحاولة في عام 122 للهجرة، عندما نزل القائد حبيب بن أبي عبيدة، حفيد القائد عقبة بن نافع، فاتح إفريقية أرض صقلية ومعه ابنه عبد الرحمن، وفي نيته ان يمضي في الفتح، حتى يفتح الجزيرة كلها.

لكن قيام ميسرة السقاء بثورة في إفريقيا، اضطر حبيب إلى العودة، وأحبط سعيه، الواقع أن الفتن والثورات التي كانت تشتعل بين الحين والآخر في إفريقية كانت مشغلة لحكام المسلمين، وحالت بينهم وبين محاولاتهم، فتحا صقلية في أوقات كثيرة.

لكن رغم تلك المعوقات ظلت الأساطير والسفن الحربية الإسلامية تخرج للإغارة على جزيرة صقلية وتنزل تدمير بأسطول الروم الراسي في موانئها، ويوما بعد يوم كان المسلمون يزدادون خبرة بهذه الجزيرة ومواقعها وأهميتها في البحر المتوسط.

وفي نفس الوقت يردعون الروم عن الإغارة على السواحل والمدن الإسلامية، وقد نبهت هذه المحاولات الروم إلى مدى قوة المسلمين وجعلتهم يتخذون من صقلية قاعدة لحماية الإمبراطورية عند حدودها الجنوبية، فعمرو فيها الحصون والمعاقل، حتى لم يتركوا جبلا إلا وبنوا عليه حسنا، وساروا يخرجون كل عام مراكب تطوف بالجزيرة وتذوذ عنها.

محاولات فتح جزيرة صقلية في عصر الدولة الاموية

فتح جزيرة صقلية في عهد الأغالبة

لكن المسلمين لم ييأسوا، وأصروا على فتح جزيرة صقلية ليتحقق لهم مرادهم على يد الأغالبة الذين كانوا يحكمون تونس تحت سيادة قيادة الدولة العباسية، وذلك في عهد الحاكم الأغلبي زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب الذي أمر بخروج حملة إلى جزيرة سردينيا القريبة من صقلية،

التي كانت تابعة للروم البيزنطيين، فهزموهم في عدة مواقع منها وعاد الأسطول منتصرا.

وفي عام 212 للهجرة 827 للميلاد، علم زيادة الله أن إمبراطور الروم استعمل على جزيرة صقلية بطريركا اسمه قسطنطين، وأن هذا الأخير عين قائدا ماهرا على الأسطول اسمه فيمي الذي قرر على الفور غزو السواحل الأفريقية.

وبالفعل فقد استولى فيمي هذا على مغانم وسبي كثير واستطاع بعد ذلك إثر خلاف داخلي أن يظفر بملك الجزيرة لكن هذه السلطة لم تدم له بسبب تجدد المعارضة المسلحة أمامه، الأمر الذي اضطره للجوء إلى الأمير الأغلبي، زيادة الله يستنجد به وبعده بملك جزيرة صقلية، وبعد العديد من المناقشات حول الأمر، شن الأغالبة حملة على صقلية بقيادة أسد بن الفرات.

وكان هدف هذه الحملة في البداية تعمقا قدر الإمكان في الجزيرة وإثبات الوجود أمام روما، فضلا عن كسب الغنائم والأسرى، لكن ضعف البيزنطيين دفع القائد أسد بن الفرات إلى تغيير الخطة والهدف من الحملة من التعمق إلى السيطرة الحقيقية والكاملة على الجزيرة.

وقد نزل الأغالبة في مدينة فأزر ففي صقلية، وقام المسلمون بدك حصون الروم واستولوا عليها وحاصروا سرقوسا، وفي أثناء ذلك الحصار، أصيب أسد بن الفرات بإصابات خطيرة، واستشهد أثناء القتال.

ولما رأى الجنود استشهاد قائدهم انتفضوا ضد الروم بكل بسالة حتى أرغموهم على الهروب، واستمرت الفتوحات الإسلامية في الجزيرة حتى عام 216 للهجرة، حيث تمكن المسلمون منفتح باليرمو عاصمة صقلية.

وقد سهل فتح هذه المدينة على المسلمين بسط السيطرة الإسلامية على بقية المناطق التي تمنعت عن الاستسلام في صقلية، كما تمكن المسلمون من فتح بدع مناطق في جنوب إيطاليا، ليصيروا بذلك على مقربة من روما عاصمة البابوية الكاثوليكية في العالم.

وفي عام 246 للهجرة تمكن الأغالبة وولاتهم في صقلية منفتح أهم مدن صقلية وهي سرقوسا.

تاريخ الإسلام في صقلية

صارت صقلية بعد فتحها إمارة أغلبية يتولى أمرها والي من قبلهم، ومال بس أن دخل الأغالبة في نزاع ومناوشات مع الدولة الفاطمية الشيعية التي نشأت بالمغرب، وتريد الزحف نحو الشرق حتى تغلب الفاطميون على الأغالبة، وأسقطوا دولتهم عام 296 للهجرة 909 للميلاد، وانتزع منهم مدنهم، ومنها جزيرة صقلية.

كان الحكم الفاطمي وبالا على الصقليين، فقد عمل ولاة الفاطميين أهل الجزيرة بالعنف والبطش والقسوة، وثارت الجزيرة عدة ثورات على الحكم الفاطمي إلا أن الفاطميين أحمد هذه الثورات بعنف الرهيب، فاضطر الأهالي إلى اللجوء إلى الرومان وتنصر عدد منهم تحت قهر الحكم الفاطمي.

واستمر ذلك الوضع حتى عام 336 للهجرة، عندما عين الفاطميون الحسن بن علي بن أبي الحسين الكلبي وليا على صقلية، فبدأ عهد جديد عرف بعهد الكلبيين الذين تبعوا الحكم الفاطمي وامتد حكمهم قرابة قرن من الزمان.

ما لبث أن تقاتل الكلب يون على السلطة، فأدى هذا الحال من التأزم السياسي إلى استعانة الصقيلين ببني زيري في الجزائر، فأمدهم المعز بن باديس بجيش مكون من 3000 رجل، حيث استطاع هذا الجيش إسقاط الحكم الكلبي في جزيرة صقلية،.

لكن الصقليين سرعان ما تنكروا للزيريين وهزموهم بعدما قضوا من خلالهم على حكم الكلبيين، ودخلت الجزيرة طورا جديدا من التفكك السياسي، حين انقسمت الجزيرة إلى مقاطعات مستقلة، سرعان ما انشقت على نفسها.

فلجأ أحد أمرائها ويسمى ابن الثمنة إلى النورمان الذين كانوا يحكمون أجزاء من وسط وجنوب إيطاليا كي يعززوا موقفه ضد خصومه، واستجاب النورمان، ودخلوا صقلية عام 444 للهجرة، ليكون ذلك بداية النهاية للوجود الإسلامي في جزيرة صقلية.

نهاية دولة الإسلام في صقلية

نهاية دولة الإسلام في صقلية

استمر وجود المسلمين في جزيرة صقلية لقرن آخر ونص من الزمان تحت سيطرة الرومان، وبالرغم من أن المسلمين قد عملوا أهل الذمة بتسامح كبير، وسمحوا لهم بأداء شعائرهم الدينية، ولم يضيقوا عليهم أو يضطهدوهم، وكانت الجزيرة تحت الحكم الإسلامي مثالا للتنوع العرقي والديني.

إلا أن النورمان كانوا بخلاف ذلك مع المسلمين، فقد أعطوهم في البداية بعض الحرية الدينية، لكن ما لبثوا أن اضطهدوا المسلمين بضغوط من الكنيسة و البابوية في روما، وحولوا المساجد إلى كنائس، ومنعوا الصلوات، وخربو الكثير من قرى المسلمين.

وفرضوا الضرائب عليهم، وارتكبوا مذابح مروعة بحق المسلمين، كما نصروا المسلمين بالقوة، وقد انتفضت المقاومة الإسلامية ضد النورمان.

لكن بسبب ضعف الإمكانيات العسكرية وانعزال الجزيرة، وعدم مجيء المدد من المسلمين في شمال إفريقيا، اضطر المقاومون أي لجأ إلى الجبال النائية، لكن ما لبث أن انهزم المسلمون واضطر أغلبهم للهجرة إلى الشمال الإفريقي والأندلس، وانتقل بعضهم إلى الجنوب الإيطالي، في حين بقي البعض منهم في صديق ليا، مخفيا إسلامه، نأمل بأن يكون المحتوى عن تاريخ الإسلام في صقلية جنوب إيطاليا قد نال إعجابكم، ابقوا في امان والسلام.

المصادر

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top