من أساطير الحضارة المصرية القديمة المفقودة، هل التاريخ الذي درسناه هو الحقيقة أما ان هناك تاريخ آخر لا نعلم عنه شيئا، ما هي الحضارة المفقودة التي قامت على أرض مصر قبل أكثر من 10,000 عام، من هم أول ملوك لمصر قبل طوفان نوح العظيم؟ من الذي بني الأهرامات؟ ولماذا بناها؟
تابعون للنهاية، فنحن على موعد مع مقالة استثنائية نتعرف فيها على حضارة مصر المفقودة، كما ذكر المؤرخ المسعودي في كتابه أخبار الزمان، وعجائب البلدان.
أساطير الحضارة المصرية القديمة المفقودة
في الوقت الذي يقول فيه علماء الآثار بأن الحضارة على الأرض قد قامت قبل بضع آلاف من السنين، وأن حياة الإنسان القديم كانت منعزلة وفقيرة ووحشية، وكان البشر مجرد صيادين وجامعي طعام،
هناك دلائل أخرى تقول العكس، وتشير إلى أن التاريخ الإنساني يتجاوز العمر الذي قدره المؤرخون بكثير، وأن هناك حضارات عظيمة قامت على كوكبنا قبل الحضارة البابلية، والمصرية القديمة التي نعرفها، لكنها انتهت لأسباب مجهولة، وضاع معها علومها، والكثير من آثارها.
وقبل أن تتهمنا بترويج الخرافات دعنا نخبرك بنظريات التعرية المائية للأستاذ في علم الطبيعة بجامعة بوسطن روبيرت ميلتون، الذي أكد بأنه من خلال دراسة الأحجار المكونة للجزء السفلي من جسد تمثال أبي الهول، وذات الأمر ينطبق على الهرم الأكبر،
تبين بأن هناك آثارا واضحة لتأكل تلك الأحجار بسبب هطول أمطار كثيفة أو جريان مستمر للمياه لفترات طويلة، وهو الأمر الذي يتعارض مع العمر المذكور لأبي الهول والهرم الأكبر،
وهذا لأن الظروف المناخية في المكان الموجود به التمثال والهرم الأكبر، لا تتناسب مع وجود المياه، فقد كانت تلك المنطقة قاحلة تماما، ولم تتعارض المنطقة لتلك الكمية من هطول الأمطار أو جريان المياه سوى من 12,000 عام تحديدا في نهاية العصر الجليدي.
وهذا يعني أن الجزء السفلي من تمثال أبي الهول والهرم الأكبر يعود تاريخهم لفترة تسبق ما ظنه علماء الآثار بكثير.
هل معنى هذا أن الأهرامات وأبو الهول كانا قائمين قبل طوفان نوح؟ و إذا كان هذا صحيحا، فمن الذي بناهم؟ وماذا كان الهدف من بنائهم؟ تابعونا للنهاية.
حقيقة بناء الاهرامات
يذكر المؤرخ المسعودي في كتابه أخبار الزمان وعجائب البلدان أنه قبل طوفان نوح ب300 عام، كان يحكم مصر ملك اسمه سوريد وقد رأى هذا الملك في منامه كأن الأرض قد انقلبت بأهلها، والناس يهربون على وجوههم، والكواكب تتساقط ويصدم بعضها بعضا بأصوات هائلة مفزعة، فأرعبه ذلك المنعم، ولم يذكره لأحد، وأدرك أنه سيحدث في العالم أمر عظيم.
ثم رأي سوريد بعد ذلك مناما آخر مشابه للمنام الأول، فجمع الكهنة وقص عليه ما رآه، ففزعوا بدورهم وأخبره بأن أمر عظيما سيحدث في العالم، وأخبره عظيم الكهنة بأنه رأى بدوره مناما قبل عام مشابها لما رآه الملك.
وكان تأويله لما رأه بأن طوفانا عظيما سيدمر العالم، فأمرهم الملك بالنظر في النجوم، وتحديد ارتفاع الكواكب من أجل تحديد موعد الطوفان على وجه التقريب من خلال أوضاع النجوم والكواكب والتي تؤدي التغيرات الناجمة عنها إلى وقوع مجموعة من الكوارث على وجه الأرض.
ثم أمر الملك ببناء الأهرامات، ولما تم بنائها نقل إليها عجائبهم وأموالهم، وأجساد ملوكهم، كما أمر سوريد الكهان بأن يضعوا في الأهرامات، علومهم وحكمهم، وجميع العلوم في ذلك الزمان لحمايتها من الطوفان.
هنا لا بد أن نتوقف قليلا لنوضح أمرا مهما، فقول المسعودي بأن الكهنة كان بإمكانهم تحديد ارتفاع الكواكب يفيد بأن أجهزة رصدهم كانت تستطيع قياس المسافة بين الأرض وبين كل نجم أو كوكب، وهذا لا يتأتى إلا من خلال أجهزة رصد متقدمة جدا.
وبحسب ما ذكر الكاتب هشام كمال، فقد كانت تلك الأجهزة إلكترونية تكنولوجية تستطيع تحليل الموجات والأشعة الصادرة من النجوم وقياس أطوالها وسرعاتها، و المسافات التي قطعتها من لحظة صدورها من النجم أو الكوكب، وحتى وصولها إلى الأرض، ومن خلال ذلك يتم تحديد المسافة بين كل نجم أو كوكب وبين الأرض.
هذه هي قصة بناء الأهرامات التي أوردها المسعودي، وهي تخالف الرواية المصرية والعالمية الشهيرة التي تقول بأن الملك المصري خوفو من الأسرة الرابعة التي في حكمت مصر، والتي عرفت بعصر بناة الأهرامات، هو من بنى الهرم الأكبر، وقد بناه قبل نحو 2500 عام قبل الميلاد ليكون مقبرة له.
أما الهرم الأوسط فقد بناه الملك خفرع، وهو أيضا من بني أبا الهول، بينما بنى الهرم الأصغر الملك منكاورع .
من هم أول ملوك لمصر قبل الطوفان
من هم أول ملوك لمصر قبل الطوفان العظيم؟
هذا السؤال يجيب عنه المسعودي بقوله أنه لما بغى بنو آدم بعضهم على بعض، و تحاسدوا وتغلب عليهم بنو قابيل ابن آدم، انطلق بقراويس الجبار بين مصرايام بن مواكيل بين داويل بين عرباق بن آدم عليه السلام في مجموعة من جبابرة بني عرباق يبحثون عن موضع ينقطعون فيه عن بني آدم.
وأخذوا يمشون حتى وصلوا إلى نهر النيل، وتابعو مسيرهم حتى وصلوا إلى مصر، فلما رأوا سعة البلاد وحسنها أعجبتهم، وقالوا هذا بلد زرع وعمارة، فاقاموا فيها واستوطنوها، وتولى بقراويس الحكم وسماها باسم أبيه مصرايام تبركا به. وهكذا كان بقراويس أول ملك على مصر.
بني بقراويس مصر، وكان بقراويس ملكا جبارا، له قوة زائدة، و بطش، كما أنه كان عالما له معاون من الجن، كذلك وقع إليه من العلوم التي علمت لآدم عليه السلام فقه ربها الجبابرة الذين كانوا معه، وهما القوم الذين بنوا المباني والإعلام، وأقاموا hلأساطين العظام، وبنو المصانع الغريبة ووضعوا الطلسمات العجيبة، واستخراجوا المعادن، وأنشأوا المدائن والقرى، وحفر النيل حتى أجروا 100 إليهم.
ولم يكن قبل ذلك معتدل الجري وإنما كان ينبطح ويتفرق في الأرض، فوجه بقراويس إلى النوبة جماعة حتى هندسوه وشقوا منه أنهارا إلى مواضع كثيرة من مدنهم التي بنوها.
وقد صنع بقراويس الكثير من العجائب، منها طائر يصفر كل يوم عند طلوع الشمس مرتين، وعند غروبها مرتين تصفيرا مختلفا يستدلون به على ما يكون من الحوادث، فيتأهبون لذلك.
كما صنع في وسط إحدى المدن تمثالين من حجر أسود، فإذا قدم إلى المدينة سارق لم يمكنه أن يزول عنهما حتى يموت بينهما، فإذا دخل بينهما إنطبقا عليه.
كذلك عمل على حدود البلد تماثيل من نحاس مجوفة، وملأها كبريتا، ووكل بها روحانية النار، فإذا قصدهم قاصد بسوء أرسلت تلك التماثيل من أفواهها نارا في أحرقته.
كما صنع بإحدى المدن صورة من نحاس مذهب على منار عالم لا يزال عليها الصحاب يطلع، فمن استمطرها أمطرت عليه ما يشاء، لكن هذه الصورة هلكت في الطوفان.
أيضا، فقد عمل فوق جبل بطرس منار، يفور بالماء، ويسقي ما حوله وما تحته من المزارع.
وقد قسم بقراويس البلد بين بنيه فجعل بقراويس الجانب الغربي، ولسوريد الجانب الشرقي، ولابنه الأصغر وهو مصرام مدينة سماها يارابيان.
ودام حكم بقراويس 180 عام، ولما مات لطخوا جسده بالأدوية وجعلوه في تابوت من ذهب وعملوا له ناموسا مصفحا بالذهب، ووضع معه كنوزا لا تحصى، وبذلك انتهى عهد أول ملوك مصر في التاريخ، نأمل بأن يكون المحتوى عن أساطير الحضارة المصرية القديمة المفقودة قد نال إعجابكم، ابقوا في امان والسلام.
