من هو سليمان الحلبي
سليمان الحلبي هو وطني ورمز للمقاومة او إرهابي وقاتل صاحب اكبر واخطر عمليه اغتيال في التاريخ. وقع فريسه الاثنين ضباط من الانكشاريين وهو عنده 24 سنه حرقوا يده اليمنى لغايه العظام وبعدها حطوه على الخازوق فواجه اسوا مصير لأي انسان وجمجمة سليمان الحلبي وراءها سر كبير.
هل جثته مدفونه في مصر او في باريس؟ لم يظهر ندمه ولا بين غضبه او حزنه كأن ربنا انزل عليه السكينة.
فظل اسمه مقترن بأي عمل بطولي ونضالي على مدار اكثر من قرنين بعد موته.
اخذت الحملة الفرنسية الجثة خاصته معهم وفتحوا دماغه لكي يدرسوها ويعرضوها حتى الآن في اكبر متاحفهم لكي يظهروا للعالم جمجمة سليمان الحلبي اسوء مجرم وقاتل من وجهة نظرهم والبطل في وجهة نظرنا.
مؤخرا وتحديدا عام 2021 بدأت حركه سوريه ودعوات تطالب ب استعاده جثه و جمجمة سليمان الحلبي من فرنسا لكي يتم دفنه بشكل لائق.
وهما مش بس يعبرون عن حدث تاريخي مهم لأحد ابطال المقاومة لا ده يعبروا كمان عن رمز شديد الأهمية للكفاح والنضال.
ولكن للأسف لا يوجد أي استجابة من السلطات الفرنسية وبشكل واضح ورفضي تسليم جثه سليمان الحلبي بكل الطرق وصرحت بأغرب تصريح ممكن أي شخص يسمعه.
اتولد سليمان محمد امين عام 1777 ميلادي بمدينه حلب السورية وكانت تابعة وقتها الي الدولة العثمانية لكن اختلف المؤرخين.
بعضهم يعتقد انو كان من الاقراد وانه موطنه الأصلي قرية عفرين.
اما باقي المؤرخين ومنهم الباحث السوري خير الدين الاثري بيأكدوا انو بينتمي لعائله ونث الحلبية انو من العرب الي بتمتد جذورهم لمئات السنين في سوريا واتعرب بإسم سليمان الحلبي.
في جميع الاحوال والده محمد امين كان متدين جدا وكان معروف عنه انه بيتاجر في الذبده و زيت الزيتون.
وهو الي اصر علي ارسال ابنه سليمان الي القاهره لكي يدرس العلوم الشرعيه في جامعة الازهر عام 1797.
ولمعرفة من هو سليمان الحلبي و كيف قتل كليبر يمكنك الاطلاع علي القصة كاملة من هنا
قصة سليمان الحلبي
واثناء وجود سليمان الحلبي في مصر شنت القوات الفرنسية بقياده نابليون بونابرت حملتها الشهيرة على مصر.
وبعد مرور ثلاث سنين وتحديدا عام 1800 قطع سليمان دراسته في الازهر وسافر الي سوريا لكي يتطمأن علي اباه المريض.
وسافر من حلب الي القدس وبعض المؤرخين بيأكدوا ان هدفه الاساسي لزيارة فلسطين كان بغرض الحج الي بيت المقدس.
لكن في جميع الاحوال سليمان الحلبي تعرف في فلسطين على اثنان من ضباط المخابرات الخاصين بالدوله العثمانيه او بمعنى ادق كانوا اثنان من القوات الانكشاريه التابعه للباب العالي في اسطنبول.
وكان اسمهم احمد اغا وياسين اغا ووفقا للمؤرخين فالإثنان الضباط هم اللي اقنعوا سليمان الحلبي بقتل جان باتيست كليبر.
اللي قاد الحمله الفرنسيه بعد عوده نابليون بونابرت الى بلاده وقدره يوهموه بسهوله المهمه وكانوا وكلوه بقتل ساري عسكر عام جان كليبر.
لانه كان عارف مصر لانه كان عايش فيها ثلاث سنين اثناء دراسته.
وبالفعل اقتنع سليمان الحلبي باهميه دوره البطولي فوافق على تنفيذ المهمه.
وركب الجمل ووصل الي القاهره وفضل يراقب مقر اقامه كليبر لمده شهر في حي الاسبكيه وكان بيت كليبر نفسه كان هو نفس مقر القياده العامه للقوات الفرنسيه في مصر.
وكان من الطبيعي ان القيادات كتير تبقى داخله وخارجه منه طول الوقت فتنكر سليمان في دور مواطن فقير من المتسولين وجلس علي باب القصر في الليل وفي النهار.
ولما قدر يكون صوره مقبوله عن جدول مواعيد كليبر ذهب مشتري خنجر طوله 20 بوصه من سوق غزه.
وبعد ما اشترى الخنجر ذهب سليمان الحلبي وقتها الى الازهر وإلتقي مع اربعه من شيوخ السوريين اللي كان اتعرف عليهم ايام م كان بيدرس في القاهره.
وشرحلهم خطته لكن الحقيقه لم يوافق اي شخص علي هذه الخطه ولا وفقوا يساعدوه لدرجه انهم نصحوه انه يترك المهمه هذه من عقله نهائيا.
لكن سليمان عزم امره وذهب الي بيت كليبر وأول ما شاف كليبر ومعاه بروتان اللي كان كبير المهندسين العسكريين قفز الى حديقه القصر وهجم عليهم هم الاثنين.
ووفقا للمؤرخ جوزيف هيبورن صاحب كتاب البطل الذي تم اغفاله فسليمان وقتها طعن كليبر خمسة طعنات ومات فورا وطعن المهندس المعماري بروتان عدة طعنات وهو دا الي شهد عليه.
عدد الطعنات عليها خلاف بين المؤرخين بعضهم بيقول اربعه وبعضهم بيقول خمسه او اكثر وحتى التسلسل الزمني للأحداث عليه خلاف كبير بين الباحثين.
وده لان ناس كثير بتؤكد ان سليمان الحلبي كشف عن هويته لكليبر وكبير مهندسين.
في نفس الوقت وعدد من المؤرخين بيعتقد ان سليمان الحلبيي استفرض بكليبر وعلي صوت صرخاته دخل كبير المهندسين العسكريين.
لكن المؤكد هو انه قفز بعد طعنهم مباشره الى حديقه جانبيه غير تابعه للقصر وبعد قدوم الحرس ومفاجئته بجثه القائد كليبر ممدده في الأرض بدأت عمليات البحث .
كيف مات سليمان الحلبي
حتي تم العثور على سليمان الحلبي في الحديقة الجانبية وبعد مواجهته بشهاده بروتان والتحقيق معه وتعذيبه.
افصح سليمان الحلبي عن مكان الخنجر وحكى الموضوع كله من لحظه عودته الى سوريا حتي ما التقى بالضباط الانكشاريين في القدس.
والكلام ده كله متسجل في مجمع التحريرات المتعلقه الي ما جري بإعلام ومحاكمه سليمان الحلبي قاتل ساري عسكر العام كليبر.
لكن الحقيقة انها كانت محاكمه هزليه استمرت لمده اربع أيام فقط وانتهت بإصدار الحكم بإعدام سليمان الحلبي بوضعه على الخازوق وتركه حتى الموت.
كيف مات سليمان الحلبي
وقبل إعدامه ووفقا للعرف وقتها كان لازم تتحرق يده اليمين تماما لغايه ما تتآكل عظامها واجمع المؤرخين على ان سليمان كان هادي تماما لحظه احتراق يده.
وفضل يتألم اربع ساعات لحد ما واحد من الجنود الفرنسيين اداه شويه ميه عجلت بموته وهو على الخازوق.
وطمعا في ازلاله اتعمد الجيش الفرنسي انه يخليه يشهد لحظه موت شيوخه الازهريين الاربعه وتم اعدام ثلاثه من الشيوخ وهرب الرابع.
وده لانهم لو كانوا اعترفوا عليه قبل تنفيذ العملية كان زمان القائد الفرنسي كليبر لسه عايش وفي اليوم الرابع وبعد الانتهاء من حرق يده تم تسليمه لعساكر الخزوقه.
خازوق سليمان الحلبي
واللي تنحصر مهمتهم في وضعه على الخازوق ويأخذ الاكل والشرب اللي يخلوه عايش حياته لأطول فتره عشان يستمر العذاب ويفضل يشعر بيه لآخر نفس في حياته لحد اما يموت.
والخازوق ده عباره عن عصايه طويله تتنصب على الأرض وتنتهي بقطعه معدنيه حاده والضحية تجلس علي هذا الخازوق بالقوة.
بحيث ان الجزء المعدني يخترق مؤخرتها وينتهي بالخروج من منطقه الكتف مرورا بالأحشاء الي تتمزق تماما.
وسيله الخازوق دي كان يتم استخدامها في العصور الوسطي ضد الساحرات واحيانا ضد الخائنين الخارجين عن الدولة.
وبعد مرور ساعه كان مات سليمان الحلبي على خازوق سليمان الحلبي ومن غير ما يبدي أي لحظات اسف او ندم على موقفه البطولي اطلاقا.
جمجمة سليمان الحلبي
فتم نقل جثته الى باريس عشان تتفحص خصوصا جمجمته الي تعرضت في متحف الانسان واتكتب تحت جمجمة سليمان الحلبي مجرم متعصب والخنجر اتعرض في متحف كريكشون.
وفي ناس تقول ان جثته مدفونه في مصر وان جمجمة سليمان الحلبي هي اللي في باريس عشان يفحصها الطبيب الفرنسي لاري لكن المؤكد ان جمجمة سليمان الحلبي والخنجر موجودين في باريس.
وتم صنع عن سليمان الحلبي فيلم قصير بعنوان قاتل كليبر عام 1897 لكن تم انتقاضه بواسطه معظم النقاض لوجود عدد من المغالطات التاريخية.
مثلا ان سليمان ظاهر في الفيلم ب لحية علي الرغم من انه مكنش ملتحف الحقيقة.
في النهاية مفيش شك ان سليمان الحلبي نال عقاب قاسي لا يوجد شخص يقدر يتحمله لكن قدر يخلد اسمه بحروف من نور بعد متصرفه اجبر الحملة الفرنسية علي مصارعه مغادره مصر وبعد شهر قليله.