الاعمال الخيريه في عصر الدوله العثمانيه

الاعمال الخيريه في عصر الدوله العثمانيه

جدول المحتوي

 

الأسبلة في العصر العثماني

كتب/ احمد كامل المرجل

المقدمه:

إن العمائر الخيرية أنشئت تقرباً لله سبحانه وتعالى وبذلك فهي لا تدر دخلاً للواقف ، ومن تلك العمائر حوض السبيل ومكتب السبيل وخان السبيل والمطاعم الخيرية ، ويعتبر السبيل من أهم تلك العمائر التي كان لها دوراً هاماً في العمارة الإسلامية خاصة قبل توصيل المياه بالصنابير العمومية للقاهرة ، وخلال العصر العثماني نجد إلى جانب الطراز المحلى الذى يعتبر استمرار للطراز المملوكي ذو المسقط الأفقى المتعامد أضلاعه نجد ان الطراز العثماني الوافد ذو الواجهة المقوسة ، مع التأثيرات المحلية على ذلك التخطيط حيث كانت الأسبلة التركية تعتمد على الطابق الواحد المغطى بقبة بينما القاهرية فيعلوها طابق علوى وغالباً يكون كتاباً.

أما السبيل المعروف بالچشمة فقد ظهر بشكل كبير في الأناضول في العصر السلجوقي وهي كلمة فارسية تعنى عين الماء واستخدمت لتدل على هذا النمط من الأسبلة البسيطة ، ومن أقدم نماذجه چشمه مجمع “صاحب عطا” بقونية (٦٥٦هـ / ١٢٥٨م) حيث نجد چشمتان على جانبى مدخل المجمع ، واستمر هذا الطراز خلال العصر العثماني وتطور بشكل كبير ، وظهر هذا الطراز بمصر والشام والمغرب العربي ولكن بشكل مختلف حسب التأثيرات الإقليمية ومع الاختلاف في المسميات فسمى بالحوض والسبيل فى مصر والسقاية في المغرب وذلك قبل العصر العثماني ، ومن أمثلته بمصر سبيل السلطان “الناصر محمد بن قلاوون” عام (٧٢٦ه‍ ـ ١٣٢٦م) ، واستمر هذا الطراز بمصر في العصر العثماني ولكنه لم يعرف باسم الچشمة بل بعدة مصطلحات أوردها الدكتور “محمود الحسيني” وهم سبيل حجر مركب به مصاصة ، وسبيل رخام مصاصة ، ومصاصة من الحجر مركب بها بزبوزين نحاساً ، وحوض مبنى بالحجر به مصاصتاً نحاس ، وأضاف الدكتور “محمد حمزة إسماعيل الحداد” مصطلح مسیل حجر مبروم مرتفع او مسيلان من الحجر المبروم من خلال وثيقة وقف الوالى “داوود باشا” على عمائره ببركة الحاج.

الوصف المعماري:

نجد السبيل وكتابه نسخة من سبيل وكتاب “الغورى” الذى سبقه بحوالي (٣٢ عاماً) ، ولكن سبيل “خسرو” بواجهتين وليس (بثلاث) كسبيل “الغورى” ، ونجد كتلة المدخل وملحقات السبيل قد زالت ، والسبيل من نوع ذو الشاذروان في طريقة تشغيله.

حجرة التسبيل:

تعلو الصهريج فى تخوم الأرض ولها شباكين للتسبيل من المصبعات المعدنية ذات الزخارف العلوية المعكوفة ويتوسط الشباك لفظ الجلالة ، ويغلق عليها من الداخل أبواب خشبية ، وبصدر جدارها الجنوبي الشرقي نجد قبلة الشاذروان ذات الصدر المقرنص وأسفله اللوحه الرخاميه ذات الزخارف الزجزاجية والذي يصل إليه المياه لتصب في فسقية سفلية تتوزع منها إلى حوضين أسفل شباكى الواجهة من خلال أقصاب او مواسير بالأرضية.

ويعلو حجرة التسبيل كتاب يشرف بواجهتين كل منها يشرف بعقدين حدويين ذات عمود أوسط ، ويعلو ذلك رفرف خشبی ذات شرافات هابطة ، ويتميز السبيل بالأرضية الرخامية المعروفة في الوثائق بضرب خيط وسقفه ذات براطيم خشبية تحصر مساحات تعرف بمربعات وتماسيح ، ونجد السقف قائم على إيزار به كتابات من سورة البقرة آية الكرسى ، وكذلك نجد سقف الكتاب ولكن كتابات إبزاره بها آيات من سورة يس تحث على العلم لتناسب وظيفة المكان ثم ألقاب المنشئ ونجد الواجهة يتوسطها شريط كتابي من الرخام به ألقاب المنشئ والسلطان وسنة الإنشاء.

المرجع/
العماره الاسلاميه في مصر العثمانية.

——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top