المباريات الدولية مظهر من مظاهر الحضارة الهللينية

المباريات الدولية مظهر من مظاهر الحضارة الهللينية

جدول المحتوي

 

الدورة الأوليمبية

كتبت/ سمر محمد

تسميتها:

سميت بهذا الاسم نسبةً إلى بلدة أوليمبيا التي تقع على الضفة الشمالية بنهر ألفيوس في إقليم إيليس الواقع غرب الباوبونيز، وتم إنشاؤها عام (٧٧٦) تمجيداً للمعبود “زيوس”، وهذه الدورة هي تعد أهم دورة للإحتفالات الموجودة عند الإغريق، وكان يتم عقدها مرة كل (أربع) سنوات في منتصف الصيف تحديداً، وتستمر لمدة (خمسة) أيام، وكانت تشتمل على مهرجانين وهما المواكب الدينية وتقديم القرابين ثم عقد المباريات.

المباريات في البداية:

في بداية الأمر كانت تلك المباريات تقتصر على سباق المسافات القصيرة في الاستاديوم، وهي كلمة معناها الأصلي هو مسافة طولها (200) ياردة، وأصبحت تدل على مرماح وتعني ملعب مستطيل الشكل في مثل هذا الطول وعرضه (30) ياردة، وأطلقت أيضاً على هذا النوع من سباق المسافات القصيرة، ثم بعد ذلك تم إدخال مباريات سباق المسافات المضاعفة، حيث كان المتسابقين يقومون بالجري إلى الهدف، وهو عبارة عن عمود قصير والإلتفاف حوله، ثم العودة إلى نقطة الإنطلاق الأولى، ثم بعد ذلك دخلت سباقات المسافات الطويلة التي تتراوح مسافتها بين ميلين أو (ثلاثة) أميال.

دمج المباريات:

تم دمج تلك المباريات فيما يسمى بمباراة الألعاب (الخمسة)، أو المعروفة باسم بنتاثلون، وتشمل القفز الطويل ورمي القرص ورمي الرمح والجري والمصارعة، وبعد ذلك تمت إضافة لعبة تجمع بين المصارعة والملاكمة في نفس الوقت، وتسمى بانكراتيون، وتم إنشاء حَلَبة خاصة تسمى باليسترا، ونجدها في المدن اليونانية ملحقة بالنادي الرياضي الثقافي المسمى جيمنازيوم.

إضافة ألعاب جديدة إلى الدورة الأوليمبية:

في فترة لاحقة أضيف مباريات إلى الدورة الأوليمبية سباق العجلات في حلبة او ميدان السباق الخاص بسباق الخيل المسمى هبودروموس، وكان طول حلبة سباق الخيل ضعف طول مرماح الجري، ومع ذلك فقد كان على المتسابقين أن يقطعوا مسافة الحلبة (ثلاث) مرات في الإتجاهين، وكان ذلك في البداية يتم بعجلات تجرها (أربعة) خيول، ثم بعد عام (500 ق.م) تجرها البغال، وأخيراً صار يجرها جوادان فقط.

وأيضاً كانت هناك مباريات سباق بين الصبية فقط، وبين الرجال فقط، وبين الرجال وهم يحملون أسلحتهم أو يحملون المشاعل، ومباريات أخرى كان على الفرسان أن يقفزوا فيها من صهوات الخيول، ويقومون بالجري بجوارها وهم يمسكون اللجام، وإضافةً لهذا كانت هناك مسابقات بين المنادين ونافخي الأبواق.

ختام الدورة الأوليمبية:

وفي نهاية الدورات الأوليمبية كان الفائزين الذين يتم تزيين جباههم بأكاليل الزيتون يقومون بتقديم قربان، وتقام وليمة كبيرة في دار البلدية الموجودة في ألتِس، وهو أهم وأقدس مكان في أوليمبيا، وكان يحضرها الفائزون وأقاربهم، وفيها كانت جوقات من المغنين يقومون بإنشاد نشيد النصر، ويتم نظمه وكتابته من أحد كبار الشعراء.

دليل على أهمية الدورات الأوليمبية:

كان من الأدلة على أهمية تلك الدورات أن بعض الكتاب والمؤرخين الإغريق مثل “بوليبيوس” و”ديودور الصقلي” و”ديرنيسيوس” و”الهاليكرناسي” قاموا باتخاذ بداية الدورة الأوليمبية الأولى أساس للتقويم الزمني، بمعنى تأريخ الأحداث بالقياس إليها، فيتم القول على سبيل المثال حدث ذلك الحادث في السنة (الثالثة) من الأولمبياد (الخامسة)، ولتحديد ذلك يتم ضرب رقم (5) في (4) وهي المدة بين كل دورة، ثم يتم طرح حاصل الضرب من (780)، وفي هذا المثل يكون تاريخ بداية الأولمبياد (الخامسة) هو (780 – 20 = 760)، وتكون السنة (الثالثة) منه هي (758 ق.م)، أما إذا كانت الأولمبياد قد حدثت بعد الميلاد فيتم ضرب الرقم في (4) ثم يتم طرح حاصل الضرب من (706)، فيكون الناتج هو تاريخ الأولمبياد بعد الميلاد، وعلى سبيل المثال إذا كان الحدث قد وقع في السنة الأولى من الأولمبياد رقم (200) يضرب (200 × 4 = 800)، ثم يطرح هذا الرقم من (706) فيكون الناتج (94) ميلادياً.

إلغاء الدورات الأوليمبية:

تم إلغائها في عام (394 م) أي في عهد الإمبراطور “ثيودوسيوس الأول”، الذي أعلن المسيحية ديانة رسمية للدولة الرومانية، مع تحريم غيرها من الديانات والعقائد.

المرجع/
التاريخ اليوناني.

——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top