المرابطون وجهادهم في الأندلس

المرابطون وجهادهم في الأندلس

جدول المحتوي

IMG 20231007 WA0013

دولة المرابطين

 

كتبت/ سمر محمد

 

المقدمة:

 

كان المرابطون في المغرب الأقصى يقومون بالدعوة للتاكيد على التمسك بالدين الإسلامي، وتجديد مسارات الحياة في تيارات الإسلام، واشباعها بروحه الطاهرة، واتخاذ الإسلام دستور شامل يقوم بحكم حياة الإنسان في جميع أحوالها وأشكالها، وكانت حركة المرابطون تمتد حتى قاموا باقامة دولة كانت تشمل مناطق كثيرة في المغرب الكبير، وكان من ضمن هذه المناطق الأندلس، واستمرت هذه الدولة لمدة (قرن) تقريبا.

 

أصلها:

 

وأساس هذه الدعوة يعود إلى قبيلة “لَمْتُونَة”، وهي واحدة من بطون “صنهاجة” من “البرانس”، و”البرانس” هي واحدة من أكبر قبيلتين في البربر وهما “البرانس” و”البُتر”، وتسمى أيضاً الدولة المرابطية باسم الدولة اللمتونية أو اللمتونيين.

 

بدايتها:

 

تعود بدايتها إلى “يحيى بن إبراهيم الجدالي” أمير جدالة، حيث توجه في مجموعة لآداء الحج، واستخلف ابنه “إبراهيم”، وفي أثناء عودتهم من الحج ذهبوا إلى القيروان للاستماع إلى بعض العلماء عام (440ه‍)، وقاموا هناك بالاتصال ‘بأبي عمران موسى الفاسي”، وهو شيخ المذهب المالكي، وقاموا بالطلب منه أن يقوم بإرسال عالم معهم ليقوم بتفقيههم في الدين بسبب انعزالهم في الصحراء، فقام بإرسال “عبد الله بن ياسين الجزولي” معهم، فبدأ بتفقيه الناس في الدين وقام بتعليمهم الشريعة الإسلامية، وقام “ابن ياسين” بإقامة رباط والتف حوله بعض الأشخاص الذين كانوا ينقادون له ومخلصين له، حيث بلغ عددهم (ألف رجل) تقريبا؛ لذا تم الإطلاق عليهم اسم المرابطون.

 

وفاة يحيى بن عمر:

 

كان ممن قاموا بالالتفاف حول “عبد الله بن ياسين” هو زعيم قبيلة “لمتونة” “يحيى بن عمر بن إبراهيم”، وبعد وفاة “يحيى” عام (446ه‍ أو 447ه‍) خلفه أخوه “أبو بكر بن عمر” وكان مثالاً للإخلاص والتضحية.

 

بداية العقبات أمام المرابطين:

 

عندما بدأت تحدث عقبة في وجه تلك الدعوة قاموا بالدفاع عنها، وانطلق من رباط “ابن ياسين” تيار قوي قاموا باقامة تلك الدولة بسبب الخلاف الذي نشب بين بعض قبائل صنهاجة عام (463ه‍ أو 453ه‍)، ودُعي “أبو بكر عمر” للتوجه لحسم ذلك الخلاف، وأخلف مكانه لابن عمه “يوسف بن تاشفين” الذي ظهرت مهارته مما جعل له مكانة عالية كرجل دولة، إلى جانب شهرته العسكرية.

 

جهادهم في الأندلس:

 

عندما ساءت الأوضاع في الأندلس لما حدث لها من تفكك وانهكتها القوى الإسبانية، فسقطت طليطلة عام (478ه‍)، فقاموا بالاستنجاد بالمرابطين، فقام جيش المرابطون بالاتجاه إلى الأندلس للجهاد في سبيل الله، وانتصروا في معركة الزلاقة، حيث كان هذا انتصاراً عظيماً اهتزت من أجله النفوس في الأندلس وجميع بقاع العالم الإسلامي، وقبل عودة المرابطين إلى المغرب قام أميرهم بجمع رؤساء الأندلس ونصحهم بأن يتفقوا، وتكون كلمتهم كلمة رجل واحد، وأن النصارى لم يستطيعوا تفريقهم إلا عندما قاموا بالتشتت، ثم بعدها عاد جيش المرابطين إلى المغرب مرة أخرى، وبعد هذه المعركة أصبح “يوسف بن تاشفين” يلقب بامير المسلمين.

 

توجه يوسف بن تاشفين إلى قرطبة:

 

في عام (495ه‍) توجه “يوسف بن تاشفين” إلى قرطبة ليأخذ البيعة لابنه “أبي الحسن علي”، وكان معه أخوه الأكبر “أبو الطاهر تميم”، وقام بوضع شرط في هذه البيعة أن يقوم بإنشاء جيش ثابت في الأندلس يقوم بتوزيعه على القواعد.

 

وفاة يوسف بن تاشفين:

 

قام “يوسف بن تاشفين” بالعودة إلى مراكش، حيث توفي هناك عام (500ه‍)، وأوصى ولي العهد بعدة أمور تتعلق بحسن السياسة والتعامل بالرفق، وبهذا انتهت حياة ذلك البطل بعد عُمر يقارب (100 سنة) عاش أكثر من نصفها في الجهاد والقيام بإحراز انتصارات باهرة وخلفه ابنه “علي”.

 

نهاية المرابطين:

 

بعد وفاة “يوسف بن تاشفين” حدثت العديد من الصراعات مع القشتاليين، وانتصر المرابطون في بعض منها، وقام كل من “عبد الله بن ابي بكر” والي قرطبة و”يحيى ابن غانية” والي بلنسية ومرسية بقيادة الجيوش، وكان “محمد بن غانية” والي على الجزائر الشرقية عام (520ه‍)، واستمر مع المرابطين برغم ظهور دعوة الموحدين، وعندما توفي “علي بن يوسف بن تاشفين” عام (537ه‍)، وتولى ابنه “تاشفين” حكم دولة المرابطين قام بتولية “يحيى بن غانية” على قرطبة في السنة التالية من توليه الحكم، وبقي “يحيى” يقوم بالأعمال الحربية حتى توفي عام (543ه‍)، وذهبت بعدها كل جهود المرابطين في مقاومة الموحدين.

 

 

المرجع/

التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة.

 

_____________________________________

((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

 

#مبادرة_حكاوى

#الموسم_الرابع

#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top