الوزير وصاحب المناصب العسكرية

الوزير وصاحب المناصب العسكرية

جدول المحتوي

 

رعموزا

كتب/ أحمد صبري

رعموزا:

يعتبر “رعموزا” من أهم الشخصيات الذين تقلدوا المناصب العليا بعد تركهم للخدمة العسكرية، وأصبح وزيراً في عهد “أمنتحب الثالث”، ثم في عهد “أمنحتب الرابع” قبل أن يسمى باسم “اخناتون”، وينتقل إلى عاصمته الجديدة “إخت آتون”.

وينحدر “رعموزا” من أسرة عسكرية رغم أن أباه “حيبي” كان لا يحمل القابًا عسكرية، وذكر اسمه مجرداً أما أخوه الأكبر ويدعى “أمنحتب” فقد كان ضابطاً كبيراً برتبة كاتب التجنيد قبل أن يحال إلى الاستدعاء ويعين بمنصب “مر_ بر _ ور”، أي المشرف على إدارة الممتلكات الخاصة الملكية بمدينة منف، بينما أخوه الأصغر ويدعى “ماي”، وقد كان قائداً لسلاح المركبات الحربية، أما “رعموزا” نفسه فقد كان قبل أن يتولى الوزارة شاغلاً لمنصبين عسكريين في غاية الأهمية، وهما قائد الوحدات والفرق الحربية والقائد المساعد للجيش.

المناظر على جدران مقبرته:

وتجدر الإشارة هنا إلى النصوص والنقوش والمناظر التي تزين جدران مقبرته الفخمة بجبانة طيبة، حيث نرى في أحد المناظر في لوحة للملك “أمنحتب الرابع” مرسومة طبقاً للأسلوب التقليدي لفن الرسم والنحت القديم، ثم حدث تغيير فجائي في أسلوب الرسم والتصوير حيث حلت الإتجاهات الفنية الجديدة التي تميزت بها ثورة العمارنة محل أسلوب التصوير التقليدي، فعلى الجدران المواجهة لمدخل المقبرة نرى “أمنحتب الرابع” بعد أن تسمى ب”أخناتون”، ومعه زوجته الشهيرة الملكة “نفرتيتي” وهما مستندين على سور شرفة القصر، وفوقهما قرص الشمس تخرج منه الأشعة “الآتونية” المشهورة، ويقومان بمنح العطايا لبعض حكام الأقاليم، وهي عبارة عن عقود من الذهب، بينما وقف بعض كبار الموظفين والخدم الملكيين يشاهدون المنظر.

مقبرته غير كاملة:

ويثور التساؤل عن السر في أن المقبرة الخاصة “برعموزا” قد وجدت غير كاملة البناء والنقوش، الأمر الذي يضع العديد من علامات الاستفهام عن القدر والمصير الذي آل إليه “رعموزا” في خلال ثورة العمارنة.

ومع ذلك فمن المؤكد أنه لم يعاني من أي اضطهاد أو سوء معاملة على أيدي أتباع “اخناتون” إبان الثورة، ونستنتج هذا المعنى من ظاهرة عدم المساس باسمه المنقوش مرات عديدة على جدران المقبرة “آمون” نفسه ممحوًا ومشوهاً أينما وجد على هذه الجدران.

انتمائه لأسرة عسكرية:

ولا شك أن انتماء “رعموزا” إلى عائلة عسكرية، حيث كان أخويه يتوليان أعلى المناصب العسكرية والإدارية بالدولة يجعل من الصعب ممارسة أي اضطهاد أو اعتداء عليه، ويرى “سليم حسن” أن “رعموزا” كان ينتمي إلى نفس الأسرة التي كان ينتمي إليها “أمنحتب” ابن “حابو”.

نقوش رعموزا في معبد صلب:

وعلى جدران معبد صلب في النوبة العليا نرى نقوشاً تمثل “رعموزا”، حيث كان مشتركاً في الإحتفال بالعيد (الثلاثيني) للملك “أمنحتب الثالث” باعتباره وزير الوجة القبلي،، ومن قصة حياة “رعموزا” نرى أن منصب الوزير قد أصبح يعهد به إلى كبار العسكريين بعد تركهم للخدمة هو الإتجاه الذي أصبح اتجاهًا عامًّا في فترة ما بعد ثورة العمارنة، وإلى جانب منصب الوزير تقلد “رعموزا” مناصب عليا أخرى، منها المشرف على كهنة جميع معبودات الوجه القبلي والبحري.

ومنصب كبير المشرفين، ومنصب الكاهن المرتل، وهذه المناصب كلها تعطينا صورة واضحة عن المكان التي ارتفع إليها أحد أفراد النخبة الممتازة من طبقة العسكريين، ومدى اتساع السلطات التي أصبحت تمارسها هذه الطبقة.

المرجع/
الموسسة العسكرية المصرية في عصر الإمبراطورية 1570-1087ق.م

——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top