بناء وتأسيس الدولة الإسلامية في عهد الرسول

بناء وتأسيس الدولة الإسلامية في عهد الرسول
بناء وتأسيس الدولة الإسلامية في عهد الرسول

جدول المحتوي

قبل معرفة بناء وتأسيس الدولة الإسلامية في عهد الرسول فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم لا عيش الا عيش الآخرة اللهم ارحم المهاجرين والانصار وتلك كلمات قالها النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يشارك في بناء مسجد يثرب مع المسلمين بعد الهجرة.

ولو حابب تعرف اكثر عن وصول النبي ليثرب وتكتشف بنفسك تأسيسه لقواعد الدولة ونظام الحكم في المدينة وتعرف تفاصيل اول وثيقه حقوقية في تاريخ العرب وزواجه من السيدة عائشة  فأكمل المقالة للنهاية.

استقبال أهل المدينة للنبي صلي الله عليه وسلم

وقفنا في مقالتنا السابقة عند هجرة النبي صلي الله عليه وسلم ووصوله النبي صلى الله عليه وسلم لقباء وبناءه لأول مسجد في الإسلام وهو في طريقه ليثرب مبدئيا اهل يثرب كانوا منتظرين مجي النبي على احر من الجمر

فلما عرفوا بخروجه للهجرة كانوا كل يوم يطلعوا على بيوتهم والأماكن المرتفعة الموجودة في يثرب لكي يترقبوا مجيء النبي صلى الله عليه وسلم.

ويظلوا على حالهم ذلك الي ان تغيب  الشمس ولكن في اليوم الذي وصل فيه النبي صلى الله عليه وسلم كانوا دخلوا لبيوتهم لان الشمس كانت غابت والذي عرف بمجيء النبي هو واحد من اليهود لأنه كان يري المسلمين كل يوم يطلعوا على أماكن مرتفعة لكي ينتظروا قدوم النبي صلى الله عليه وسلم.

فلما دخلوا سمعوا واحد من اليهود يصيح ويقول لهم يا بني قيلة هذا جدكم قد جاء وطبعا كل اهل يثرب خرجوا لكي يستقبلوا النبي في جو مليء بالحب والألفة لكن هم لم يكن يعرفوا ان يفرقوا بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وذلك  لسببين:

  • اولهم لان اغلبهم لم يكن رأي النبي
  • والسبب الثاني هو ان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق كان عمرهم متقارب من بعض فاختلط على اهل المدينة الامر.

ولكنهم عرفوا النبي لما وجدوا أبو بكر بدا يظلل النبي صلى الله عليه وسلم بعباءته.

وبعد استقبال اهل المدينة للنبي صلى الله عليه وسلم كانوا كلهم يريدونه ان يقيم عندهم وكان كل ما يمر ببيت شخص فيهم كان يطلب منه انه ينزل في بيته ولما كانوا يحاولوا يمسكوا ناقة النبي كان يقول لهم خلوا سبيلها فإنها مأموره وطبعا النبي يقصد على نقته القصواء.

وبالفعل يا صديقي ظلت الناقة تمشي الي ان بركت عند مربد بالقرب من دار بني مالك بن النجار وكان المربد ده لغلامين يتيمين من بني النجار اسمهم سهل وسهيل ابني عمرو وكانوا في رعاية معاذ ابن عفراء وهو واحد من بني النجار.

ومعنى المربد هو المكان اللي كانوا يستخدموا اهل يثرب لكي يضعوا فيه التمر وكانت تحدق فيه المناظرات بين الشعراء وكان يكون مكان يضعوا فيه الابل خاصتهم .

ولكن لما بركت الناقه في ذاك المكان لم ينزل النبي من على ظهرها فمشيت قليلا وبعدها رجعت لنفس المكان التي بركت فيه اول مره وبركت فيه مرة أخري فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من على الناقه وبدأ يسال اهل يثرب لمن هذا المربد؟

فرد معاذ بن عفراء على النبي صلى الله عليه وسلم وقال له هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابني عمرو وهما يتيمان لي وسأرضيهما منه.

وبقصد معاذ بن عفراء انه سوف يدفع للغلامين اليتيمين أموال مقابل المكان.

استضافة أبو أيوب الأنصاري للنبي

ونزل النبي صلى الله عليه وسلم بدار ابي أيوب الانصاري وهو من بني النجار ويقول أبو أيوب الانصاري في نزول النبي صلى الله عليه وسلم ببيته

لما نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي نزل في السفل وانا وام أيوب في العلو فقلت له يا نبي الله بابي انت وامي اني لأكره واعظم ان أكون فوقك وتكون تحتي فاظهر انت في العلو وننزل نحن فنكون في السفل.

فقال يا أبا أيوب انا ارفق بنا وبمن يغشانا ان نكون في سفل البيت .

قال فلقد انكسر حب لنا فيه ماء فقمت انا وام أيوب بقطيع انا لحاف غيرها ننشف بها الماء تخوفا ان يقتر على رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شيء يؤذيه وذلك من شده حبهم واحترامهم للنبي وحرصهم على راحته.

بناء وتأسيس الدولة الإسلامية في عهد الرسول

وبدأت في تلك الفترة بناء وتأسيس الدولة الإسلامية في عهد الرسول فبعدها بدأ النبي في تأسيس الدولة الإسلامية في يثرب وأول شيء فعله النبي هو انه امر الصحابة ببناء المسجد في المكان التي بركت عنده الناقه اللي هو مربد الغلامين اليتيمين واستمر بناء المسجد حوالي سبع شهور.

وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يعمل بنفسه في بناء المسجد لكي  يحبب الصحابة في العمل وتهافت الصحابة على النبي وبدأوا يشاركوه البناء وقال لهم وقتها لا عيش الا عيش الآخرة اللهم ارحم المهاجرين والانصار فأول شيء وضع هو المسجد وضع للعمران لأن المسجد قاعده تجمع ومن ثم يكون الانطلاق.

ومن ضمن المواقف التي حدثت  مع الصحابة وهم يبنوا المسجد موقف عمار بن ياسر وكلام النبي صلى الله عليه وسلم له فيروي اهل السير والحديث ان وقت بناء المسجد في يثرب كان الصحابة يحملوا لبنة واحدة فقط لكي يضعوها فوق بعض لكي يبنوا جدران المسجد الا عمار بن ياسر كان يحمل لبنتين مع بعض.

فأتي النبي صلى الله عليه وسلم يسأله لماذا يحمل لبنتين قال له عمار انه يريد يأخذ الاجر مضاعف فيذكر سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم نفض التراب عن عمار وقال له انه سيقتل من الفئة الباغية.

ولو تريد ان تعرف اكثر عن عمار بن ياسر وقصة مقتله يمكنك الاطلاع علي تلك المقالة من هنا.

المهم يا صديقي ان بعد استقرار سيدنا محمد بيثرب توفد عليه باقي المسلمين اللي كانوا في مكة كلهم ومنهم زوجته سودة وبناته رضوان الله عليهم جميعا ولم يتبقى بمكة احد من من المسلمين الا اذا كان في الاسر او مجبر على الوجود فيها.

وبدا النبي في بناء وتأسيس الدولة الإسلامية دولة ليها قواعد وفيها احترام لحقوق الفرد وكان في ذلك الوقت المجتمع في يثرب مكون من المهاجرين الذين أتوا مع النبي من مكة واهل يثرب نفسهم اللي هم الاوس والخزرج واليهود وهم ثلاث قبائل بنو قينقاع وبنو قريظة وبنو النضر .

بناء وتأسيس الدولة الإسلامية في عهد الرسول

وضع النبي صحيفة يثرب التي تسمي دستور المدينة أو العهد النبوي

كما أراد النبي وضع دستور لكي ينظم العلاقات من افراد المجتمع ويحفظ حقوق كل طائفة لان حفظ الحقوق سوف يساعد على وجود الفة بين افراد المجتمع فوضع صحفية يثرب بين المهاجرين والانصار واليهود.

تجمع فيها كل أطياف المجتمع والبعض يسميها دستور المدينة او العهد النبوي او الدستور المدني وهي اول وثيقة حقوقية في تاريخ العرب وعقد مواطنه متقدم على عصره وعلامه مضيئة في تاريخ الحضارة الإسلامية والإنسانية.

وتلك الصحيفة  كان فيها شروط كتير من ضمنها ان المؤمنين كلهم اخوه سواء كانوا مهاجرين او انصار وذلك الشرط يمحي فكره العصبية القبلية التي كانت عند العرب قديما فالصحيفة تبدأ

“بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم انهم ام واحدة من دون الناس، المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين”

وذلك نقل العرب لأول مره من مستوى القبيلة والالتفاف حولها والانتصار لها الى مستوى الامة.

وأيضا من ضمن المبادئ اللي نصت عليها الصحيفة هو مبدا التكافل الاجتماعي وان المسلمين يساندوا بعضهم ماديا لان اهل مكة اللي هم المهاجرين لم يكن معهم أي أموال ولا يمتلكوا أي شيء بسبب ما حدث لهم من قريش وانهم أخذوا منهم كل أموالهم.

واكد النبي صلى الله عليه وسلم على نصرة المظلوم ونصره أي شخص يدخل في حلف المسلمين وحمايتهم وتلك كانت عادة إيجابية عند العرب قديما والنبي اكد على أهميتها فجاء في جزء من نصها “وان المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم ان يعطوه بالمعروف في فداء او عقل وان لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه”

والمفرح هو المثقل بالدين وكثره العيال .

كما انه أيضا من ضمن مبادئ الصحيفة هو ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطى الحرية لليهود في ممارسة شعائرهم الدينية من غير ما يتعرضوا للمسلمين بأي اذى وكمان اعطاهم الأمان على ارواحهم وتعهدهم الوقوف بجانب المسلمين في الدفاع عن يثرب ضد أي عدو.

وانهم لا يدخلوا في أي حلف ينافي بنود الصحيفة التي ورد فيها “وانه من تبعنا من يهودا فان له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم وان اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين وان يهود بني عوف امه مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وانفسهم الا من ظلم واثم فانه لا يوتغ الا نفسه واهل بيته”

ويوتغ بمعنى يهلك.

وجاء في خاتمه الصحيفة “وان البر دون الاثم لا يكسب كاسبا الا على نفسه وان الله على اصدق ما في هذه الصحيفة وابره وانه لا يحول هذا ذا الكتاب دون ظالم واثم وانه من خرج امن ومن قعد امن بالمدينة الا من ظلم او اثم، وان الله جار لمن بر واتقى، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم”

ومن الملاحظ هو الموضوعية الشديدة في نص الصحيفة فالدباجة لم تكن فيها مدح الرسول القائد او حتى في بنود تعطيه صلاحيات استثنائية رغم مكانته كرسول ورئيس للدولة فالدستور خلى من الثناء وال فتح والاطراء للنبي او للمسلمين.

وكانت بنوده دقيقة تتمحور حول الحقوق والواجبات والحريات وساوت بين الجميع واعطت الجميع حريتين مهمتين ههم حرية العقيدة والعبادة والحرية الاقتصادية ولم تلزمهم بشيء سوى بالتعاون وقت الدفاع المشترك ضد أي عدوان خارجي.

وقال المستشرق الروماني جيورجيو مادحا الوثيقة دون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع مع المسلمين بحرية وحريه إقامة شعائرهم.

مؤاخاة النبي بين المهاجرين والانصار اما صديقي عن مؤاخاة النبي بين المهاجرين والانصار فذلك من ضمن السياسة التي تبعها النبي في ترسيخ قواعد الدولة الإسلامية.

فقال صلى الله عليه وسلم (تآخَوْا في اللهِ أخويْنِ أخويْنِ ثم أخذ بيدِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ فقال هذا أخي)

واخى النبي صلى الله عليه وسلم بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وبين جعفر بن ابي طالب ومعاذ بن جبل وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع الانصاري.

ويحكي عبد الرحمن بن عوف على موقف سعد بن الربيع معه لما آخى النبي بينهم ويقول عبد الرحمن ان سعد بن الربيع عرض عليه ان يعطيه نصف ماله وعدد من أبنائه وانه أيضا كان له زوجتين فعرض عل انه يختار أي واحدة فيهم فيطلقها سعد ويتزوجها عبد الرحمن

ولكن وقتها رفض عبد الرحمن ودعي لسعد بالبركة في ماله وأولاده وزوجاته وطلب منه ان يدل على مكان السوق.

ولو حابب تعرف اكثر عن عبد الرحمن بن عوف وقصة اسلامه وقصه المؤاخاة بينه وبين سعد بن الربيع يمكنك الاطلاع علي مقالتنا عن عبد الرحمن بن عوف من هنا.

 

 

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top