تطور عملية التحنيط

تطور عملية التحنيط

جدول المحتوي

 

كتبت/ سمر محمد عن من أسرار التحنيط الجزء الرابع تطور عملية التحنيط

تطور عملية التحنيط :

تعتبر الأسرة (الحادية والعشرين) أواخر القرن (الحادي عشر ق.م) من أهم عصور الحضارة المصرية القديمة في مجال حفظ الأجساد، لأن خطوات التحنيط في ذلك العصر لم تعد مقتصرة على التجفيف والدهون ولفائف الكتان،

بل أضاف محنطو الأسرة (21) خطوات جديدة لم تكن موجودة، أبرزت براعتهم واستيعابهم لعلم التشريح، وقد جمعت هذه الأسرة بين تناقضات أخرى، ففي ذلك العصر ظهر كهنة طيبة الذين غلب عليهم طموح الملكية فأخذوا ألقاب الملوك بالقوة،

وانتشرت بين الناس في عهدهم أفكار مضطربة عن الدين والمعبودات، كما عم السحر والسحرة وسيطر الكهنة على عقول الناس باسم الدين، واضطربت الأحوال السياسية في عهدهم حيث انتشرت سرقة المقابر من أجل البحث عن الكنوز المخبئة،

فقام اللصوص بقطع الأكفان ونزع الحلي والجواهر التي كانت توضع على جسد المتوفي، وبدأت العوامل الجوية تتفاعل مع أنسجة الجسد فأصابها التحلل، وقام ملوك الأسرة (21) الملوك الكهنة بتجميع هذه الأجساد التي بدأت تتحلل في مخابئ سرية،

من أجل معالجتها مرة ثانية ووضعها في أكفان جديدة، وأثناء قيامهم بهذه الأعمال بدأوا يتوصلون لنقاط الضعف في أعمال التحنيط القديمة، وحاولوا وضع حلول لها، فالوجوه في الأجساد القديمة صارت ممصوصة وضامرة والأحشاء تحللت وهي في آنيتها،

وحتى الألوان البشرية تغيرت كثيرا بمرور السنين والعيون تحللت وضاعت وهكذا وضع أمامهم أن الفكرة الأساسية للتحنيط مهددة بالانهيار، فكيف تستطيع الروح الآن الوصول إلى جسدها بعد أن ضاعت معالمه؟

هكذا أعاد المحنطون النظر مرة أخرى في خطوات وطرق التحنيط ووضعوا أمامهم (ثلاث) نقاط بديهية لا بد أن يسيروا على هديها :

  1. لا بد للجسد أن يبقى كاملا بخصائصه وشكله مثلما كان أثناء الحياة.
  2. إيقاف تغيير شكل وخصائص الجسد التي حدثت بمرور السنين من فقدان العيون وتغير لون الجلد.
  3. الحفاظ على أحشاء الجسد التي تحللت عندما وضعت منفصلة في آنية مخصصة لها.
  4. وبالطبع فإن هذه المعالجات التي فكروا فيها لم يكن تنفيذها على الأجساد القديمة التي جمعوها في خبيئتي الدير البحري ووادي الملوك، ولكنهم طبقوها عند تحنيط الأجساد في عصورهم .

ويضم المتحف المصري (ثمانية) أجساد تؤرخ بعصر الأسرة (الحادية والعشرين)، وهي تعتبر خير مثال لما حدث من تطورات في مجال حفظ الأجساد في ذلك العصر.

بدراسة هذه الأجساد يتضح أن التحنيط قد وصل إلى درجات عالية من التطور بفضل الخبرات التي حصل عليها الكهنة في معالجة أجساد أجدادهم، وتتركز التطورات التي ظهرت في ذلك العصر هي..

1- صبغ الوجه بشكل يماثل الواقع

أضاف المحنطون لوناً مناسبا للجسد مثلما كان عليه صاحبه وهو حي، لأن ألوان الجسد تغيرت بعد مرور السنين وأصبحت داكنة وأقرب إلى السواد، فاختاروا لونين فقط لأجساد الرجال والنساء وهما الأحمر الداكن (الخمري) للرجال، والأصفر للنساء،

ولاختيار هذين اللونين فلسفة في نظر المصري القديم، فالرجل يعمل خارج المنزل ويتعرض لأشعة الشمس فتحول لونه إلى الخمري، بينما السيدة تعمل داخل المنزل بعيدة عن أشعة الشمس فأعطاها المحنط اللون الأصفر الفاتح،

ووضح ذلك في جسد كبير الكهنة ما ساهرتي، بالإضافة إلى ذلك وضع لمسات التجميل التي كانت النساء تضعها في الحياة اليومية مثل صبغ الشفاه والخدود بالأحمر، وخطّط الحاجبين باللون الأسود كما هو واضح في مومياء الملكة حانوت – تاوي.

2- معالجة العينين

كان المحنط في العصور القديمة يسقط العينين في محجريهما، ثم يضع قشرة بصل لتمنع وصول البكتيريا وفوق قشرة البصل يضع كتاناً أسفل الجفون ثم يغلقهما بشمع النحل أو الراتنج.

لكن المحنطين في الأسرة (21) وجدوا أن العينين فُقدتا في أغلب المومياوات التي فحصوها، لذلك لجأوا أثناء تحنيطهم للأجساد المعاصرة إلى نزع العينين ووضع عيون صناعية بدلاً منها، وكانت الأخيرة مصنوعة من الحجر الجيري الأبيض في وسطها العين باللون الأسود حتى تبدوا كأنها طبيعية ، وظهر ذلك في عيون السيدة ‘نست نب کشرو”.

3- الحشو تحت الجلد :

ظهرت خاصية الحشو تحت الجلد مرة واحدة في منتصف الأسرة الثامنة عشرة ثم اختفت وعادت للظهور مرة ثانية في عصر الأسرة (الحادية والعشرين)، حاول المحنط الذي أشرف على تحنيط جسد الملك أمنحوتب الثالث من الأسرة (18) المحافظة على شكل عضلات ساعدي الملك وامتلاء كتفيه وبدت محاولته جيدة.

لكن محنط القرن (11 ق.م) أثبت براعة في دراسة تشريح جسد الإنسان، بل عرف الأماكن التي يستطيع الدخول منها لتنفيذ الحشو تحت الجلد، فقد قام بفتحات خلف الآذان أو من الفم لكي يحشو جلد الوجه، وكانت مادة الحشو كتان أو نشارة خشب أو مادة دهنية.

وقد حشى محنطو الأسرة (21) منطقة الذراعين والكتفين عن طريق فتحات في الكتف ومفاصل الذراعين، وحشو الفخذين والساقين عن طريق فتحة التحنيط أو من خلال الركبتين.

4- عودة الأحشاء إلى جسد المحنط :

كان المحنطون يعالجون الأحشاء منفصلة من حيث تجفيفها ودهنها ولفها، ثم يضعونها في آنية مخصصة لها تسمى الأواني الكانوبية، ولكن محنط الأسرة (21) بعد أن عالجها خشي عليها من التحلل فقام بإرجاعها للجسد، لكنه لم يلغي الآنية الكانوبية بل وضعها بجانب المومياء كرمز وعُرف يجب أن لا يخالفه.

وفي نفس اللفافات التي تضم الأحشاء وقبل أن يضعها المحنط في الجسد، وضع تماثيل شمعية صغيرة لأولاد حورس (الأربعة) (المعبودات الحامية للأحشاء)، وهكذا نجد أن التحنيط قد تطور بشكل كبير في الأسرة (21) مما جعل الباحثين يطلقون على تحنيط ذلك العصر (التحنيط الكامل)،

لأن المحنط حاول أن يصل بتطوراته إلى الشكل المثالي للإنسان بكل خصائصه كما هو في واقع الحياة .

تطور عملية التحنيط

أجساد هذا العصر هي:

  • زوجتا الملك با نجم الأولوهما : السيدة نس – خونس والسيدة حنوت – تاوي.
  • ابنة الملك با نجم الأميرة ماعت – كارع.
  • الملك با نجم الثاني وزوجته استمخب، وابنته نست – نب شرو.
  • تايو حرت زوجة كبير الكهنة ما ساهرتي.
  • جد- بتاح- أيوف -عنخ .
  • كبير كهنة آمون ما ساهرتي.

خاتمة حول تطور عملية التحنيط

المرجع/ التحنيط في مصر الفرعونية.

((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

ولمعرفة المزيد حول أسرار التحنيط يمكنك الاطلاع عليها من هنا

#مبادرة_حكاوى

#الموسم_الرابع

#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ

 

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top