حالة أوروبا قبل الفتح الإسلامي للأندلس وبعده

حالة أوروبا قبل الفتح الإسلامي للأندلس وبعده

جدول المحتوي

 

أوروبا قبل الفتح

كتبت/ ليلى مدحت سمير

المقدمة:

كانت أوروبا – خلال القسم الأكبر من القرون الوسطي الأوربية – تعيش حياة شاقة وسيئة، رغم ظهور قوى سياسية متعددة في بعض بلدانها، وقد طفحت هذه القرون الأوربية بالعيوب والآثام، وهربت من النظافة والعناية بالإنسان والمكان وزخرت بالجهل والفوضى والتأخر وشيوع الظلم والاضطهاد، عاشت أوروبا في ظلام وهمجية وقسوة وتفشت فيها الأمية، وقامت فيها الحروب والأعمال الوحشية، وكانت للحروب مسرحاً وللاضطهاد ميداناً فقد افترستها الفوضى وطحنتها المحن فهي غائصة في فتن كقطع الليل المظلم .

الهبوط الإنساني بها:

بدا هذا الدرك – من الهبوط الإنساني العام – واضحاً في جنبات خياتها وملموسا في غاراتها على الشرق الإسلامي خلال (قرنين) من الحروب الصليبية، أو مثيلتها في الغرب الإسلامي، بدت ظواهر هذا الهبوط في الفكر والعلم والثقافة، والخلق وأسلوب التعامل والتصرف والنظرة إلى الآخرين وإلى الإنسان والإلتزام بالقيم والعهود، كانوا عراة في الفكر والنفس والخلق فضلاً عن عري بعضهم الجسدي، وغير ذي بال .

كان ذلك عامَّاً، حتي في الطبقات العليا عندهم من الزعماء والحكام والسادة النبلاء والاقطاعيين والرهبان محتكري المعرفة القليلة المحدودة دل على ذلك المصادر الوفيرة المتضافرة.

مراكز الثقافة في الغرب:

إذا رجعنا إلى القرن (التاسع والقرن العاشر من الميلاد) حتى كانت الحضارة الإسلامية في إسبانيا ساطعة جداً، رأينا أن مراكز الثقافة في الغرب كانت أبراجا يسكنها سنيورات متوحشون يفخرون بأنهم لايقرأون، وأن أكثر رجال النصرانية معرفة كانوا من الرهبان المساكين الجاهلين، الذين يقضون أوقاتهم في أديارهم ليكشطوا كتب الأقدمين النفسية بخشوع ، وذلك كيما يكون عندهم من الرقوق ما هو ضروري لنسخ كتب العبادة.

بداية الإهتمام بالعلم:

ودامت همجية أوروبا البالغة زمناً طويلاً من غير أن تشعر بها، ولم يبد في أوروبا بعض الميل إلى العلم إلا في القرن (الحادي عشر) وفي القرن (الثاني عشر) من الميلاد وذلك حين ظهر فيها أناس رأوا أن يرفعوا أكفان الجهل الثقيل عنهم، فولوا وجوههم شطر العرب المسلمين الذين كانوا أئمة وحدهم .

الهمجية والجهل في أوروبا:

بقت هذة الحالة من الجهل الفاضح والأمية المطبقة والهمجية المغرقة مستمرة حتى تيسر الإتصال بالعالم الإسلامي.

كانت تلك حالة عامة في أوروبا – شرقها وغربها – وبقية العالم قبل مجيء الإسلام وبعده، وزالت عن بلدانها عمَّها الإسلام بفيضه الخيٌّر وأخرجها من الظلمات إلى النور حين أشرقت الأرض بنور الله، وعم فضله فيها بلداناً وعمَّر شرعه منها الأرجاء

تسلط الكنيسة:

بقيت تلك الحالة البائسة في المناطق التي لم يصلها هذا النور كالبلدان الأوروبية زيادة علي تسلط الكنيسة وسطوتها، وتبنيها الأفكار الجامدة والمواقف الفجة وإثارتها التحريب بين الناس ودعوتها إلي الصليبية وهو أمر تتبرأ منه النصرانية كما أوحي بها الله، ولم يتنزل به منه سبحانه كتاب.

لدينا وثائق مهمة لشهود عيان زاروا عدد من المناطق الأوروبية وتركوا بعض التقارير، هولاء هم الرحالة المسلمون ومنهم الأندلسيون زودونا بأخبار ذات قيمة تاريخية كبيرة عن تلك الشعوب .

المرجع/
التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتي سقوط غرطانة .

——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top