سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

جدول المحتوي

936px مخطوطة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.svg

حياة سيدنا محمد 

 

كتبت/ نيره رضا

 

المقدمة: 

 

سيدنا “محمد” ﷺ ذلك الشخص الذي جاء منذ أكتر من (١٤٠٠) سنة، قال أنه يوحي إليه من السماء بوحي إلهي برسالة من الله سبحانه وتعالى، وأنه مكلف بنشر هذه الرسالة في الأرض كلها غير متقيد بزمان أو مكان أو جنس أو لون أو شكل مدعياً أن رسالته هذه آخر رسالات السماء والأرض وأنه خاتم الرُسل والأنبياء، فلا رسول ولا نبي بعده ﷺ.

 

المعظم يتحدث ويكتب عن الرسول ﷺ في بداية نشره لدعوته ومنهم من يكتب عن الجانب القتالي أو الجهادي في حياته نشراً لدعوته أو دفاعاً عنها، والبعض يتحدث عن العبقرية السياسية والحربية، ولكن لم يتحدث الكثير عنه كإنسان، وزوج، وأب، وجد.

 

مولده:

 

اختلف الرواة في تحديد مولد الرسول ﷺ فمنهم من يقول وُلد يوم الإثنين (لاثني عشر) ليلة خلت من شهر (ربيع الأول)، ومنهم من يقول ل(عشر) ليالٍ خلت من شهر (ربيع الأول) ومنهم من يقول ل(ثمانِ) ليالٍ خلت من شهر (ربيع الأول)، ولكن الصحيح أنه وُلد صلوات الله عليه وسلامه سنة (570) بعد قدوم أصحاب الفيل إلي مكة (بخمسين) يوماً وكان مولده (لثمان) ليالٍ خلت من شهر (ربيع الأول) يوم الأثنين؛ لما رواه مسلم في صحيحه عن “أبي قتادة” أن أعرابياً قال: يا رسول الله ما تقول في صوم يوم الأثنين فقال : ذاك يوم وُلدت فيه، وأنزل عليَّ فيه، وكان مولده عليه افضل الصلاه والسلام عام الفيل.

 

نسبه ﷺ: 

 

أشرف القوم قومه، وأشرف القبائل قبيلته، فهو “محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان”.

 

ولا خلاف أن “عدنان” من ولد “إسماعيل” – عليه السلام – و”إسماعيل” هو الذبيح على القول الصحيح عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم.

 

ورد في صحيح مسلم عن “واثله بن الأسقع” رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: إن الله اصطفي كنانة من ولد “إسماعيل”، واصطفي قريشا من كنانة، واصطفي من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار. 

 

حياة النبي ﷺ ونشأته:

 

بعد (شهرين) من حملِه توفي والده “عبدالله” بالمدينة، وكانت الليلة التي ولدته أمه فيها عجيبة حقا، رأى صديقاتها من نساء بني هاشم اللواتي مشين إليها ليلة الوضع يتوافرن علي تسليتها ومساعدتها، ما أذهلهن وأدهشهن، وقد رأت “آمنه” أمه فيما رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرضها وما وراء بصرى وحولها من مواطن وأمطار، وإذا الأرض تستقبل وليداً جميلاً ونبياً كريماً.

 

ومكة كانت هادئة الهواء، شديدة الحر، هادئة النفس، ما أحسن أهلها شيئاً، ولا ألقي في روعهم أمر، وإذا هم ينصرفون في صباح الميلاد إلى أمورهم ومعايشهم، وإذا ب”عبد المطلب” جده قائم مقامه وحوله أبناؤه وجماعة من قريش فيمشي إليه أحدهم ويبشره بالمولود الجديد فيعود مرحاً فرحاً، ويمضي إلى بيت “آمنة” فينظر إلى المولود وتتحدث أمه بما رأت وسمعت وشاهدت فلا يعجب لشيء ولا ينكر شيء ولا ينكر أمراً، ثم يحمل الصبي على ذراعيه إلى الكعبة فيطوف به، ثم يقوم داعياً الله شاكراً له ما أعطاه.

 

كان” عبد المطلب” جد النبي ﷺ محباً “لعبد الله” وولده، ولوعاً به، فلما توفاه الله ملأ قلبه الأسى وغلبه الحزن، فلما رأى المولود الجديد جَلا الله الحزن عن قلبه، وحبب الصبي إلى جده، فكان من أكثر الناس عطفاً عليه وبِراً به، ورعايةً له، ثم يخرج الشيخ بحفيده فيدفعه إلي أمه، وهو يقول : لقد سميته “محمداً” لعله أن تُحمد عقباه.

 

كان من عادة العرب أن تتلمس لأطفالها الرضعاء من بين نساء البادية، وكن يأتين إلى مكة بين الحين والحين يبحثن عن الرضعاء من أبناء الأغنياء المترفين، يبتغين فضلاً من مال ووابلاً من بر ونعيم، فخرجت “حليمه السعديه” من البادية إلى مكة عام ولادة الرسول ﷺ مع نسوة من “بني سعد بن بكر”، حسبما جرت به العادة، فعُرض النبي ﷺ على النسوة فأبَينَه إذ قيل لهم أنه يتيم، وذلك أنهن إنما كن يرجون المعروف من والد الصبي.

 

فما بقيت إمرأة من النسوة إلا وقد توفر لها رضيع حملته معها إلا “حليمه السعديه” فإنها لم تجد، فرفضت أن تذهب دون أخذ رضيع وقالت والله لأذهبنَّ إلي ذلك اليتيم لآخذه، فقالت لبعلها تحاوره فقال لها افعلي ما تشأين عسي الله أن يجعل لنا فيه بركة.

 

وما إن ذهبوا به حتى عم الخير والبركة في البيت كله حيث قام زوجها إلى ناقته فإذا بها حافلة ممتلئة فجلب منها وشرب وشربت زوجته “حليمه” معه حتي شبعوا وهناك أيضاً نسوة أرضعن الرسول ﷺ غير “حليمه” فمنهن “ثوبيه الأسلميه” مولاة “أبي لهب”، أرضعته أياماً.

 

فلما عاد إلى أمه أقام معها بمكة وقد حفظه الله بعنايته وأنبته نباتاً حسنا، ولما بلغ النبي ﷺ (أربع) سنوات خرجت به أمه إلى المدينه لزيارة أخوال جده “عبد المطلب” “بني عدي بن النجار”، وفي عودتهم إلى مكة المكرمة وافاها أجلها في الطريق ودفنت بالأبواء وهو مكان بين مكة والمدينة فلما توفيت أمه “آمنة” التي لم يراها إلا قليلاً كفله جده “عبد المطلب” فإذا ما كفله جده وراح يبر به ويعطف عليه، أخذه الموت من بين يديه، كأنما الأقدار ترسم لهذا الفتي أن يكون يتيما حقا، حيث كان يبلغ من العمر (ثماني) سنوات.

 

وبعد موت جده كفله عمه “أبو طالب” وقد أوصى جده به عمه “أبا طالب” شقيق أبيه، فعامله معاملة حسنة وافتخر بشرف كفالته وتربيته، وعطف عليه وآثر بالمودة واختصه بالبر، كان عمه “أبو طالب” رجل مروءة وصدق ولكنه كان فقيراً كثير الأولاد، فلما ضم إليه اليتيم صلُح أمره ووجد البركة والسعة في القليل، وقد صعب على النبي ﷺ فقر عمه، فصار يرعى له الغنم أو يرعاها لأهل مكة بالأجر، وكان عمه “أبو طالب” يأخده معه في رحلاته التجارية فكانت أول رحلة للرسول ﷺ إلى الشام، فبينما هم في رحلتهم إذ بالراهب “بحيرى” يعرفه نبي هذه الأمة فأخبر عمه فخاف عليه عمه من اليهود فعاد به مسرعاً لبلده حذراً عليه من حوادث الزمن.

 

التعريف بسيدنا محمد ﷺ: 

 

اسمه “محمد” مشتق من المصدر “حَ مْ دْ”، والناس منذ زمانه إلى وقتنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض يصلون عليه مرات عديدة في اليوم والليلة، ولم يمارس أبداً عادات الجاهلية في عبادة الأصنام والاوثان والمعبودات التي كانوا يصنعونها بأيديهم وكان يحتقر العبادات الخاطئة، وكان يؤمن بأن الإله المعبود هو إله (واحد) ويجب أن يعبد لوحده دون شريك حيث التزم بتطبيق جميع التعاليم الدينية – تعاليم الله وحده – كما فعل الأنبياء من قبله، وكان يجل ويوقر اسم الله ولم يتخذه أبداً هزواً ولا سخرياً، لم يرتكب الفواحش قط وكان ينصح الآخرين بعدم ارتكاب هذا الفعل المشين كما كان يحرم الربا كما فعل من قبله “المسيح عليه السلام” بقرون 

لم يكذب النبي ﷺ قط ولم يخن العهود ولم يشهد بالزور ابداً، ولم يقامر قط ولم يسمح بفعل هذا، لم يشرب الخمر مع أنها عادة جاهلية منتشرة في ذلك الوقت بين الناس، ولم يغتب أحداً وكان يُعرض عما يسمعه من غيبة ونميمة.

 

وكان دائم الصوم تقرباً لله تعالى وإعراضاً عن الشهوات من حوله، كما أمر النبي ﷺ بدفع الزكاة للفقراء وكان الحامي والمدافع عن اليتامى وأبناء السبيل، وأكد الرسول ﷺ على إعطاء النساء حقوقهن من مهر وإرث وأموال، فكل هذه الصفات النبيلة من صبر وتواضع التي لم نذكر منها إلا جزء بسيط هي التي أدت لإعتراف جميع من عرفوه بخُلقه الحميد والذي لا مثيل له من بين البشر، وكل هذه الصفات جعلته معروفاً من قِبل جميع القبائل في مكة بالصادق الأمين، وكل هذا قبل نزول الوحي عليه.

 

سيدنا محمد ﷺ زوجاً: 

 

تزوج سيدنا “محمد” ﷺ أول مره من “خديجة” رضي الله عنها وهو في (٢٥) من عمره فكان معروف عن “خديجة” رضي الله عنها أنها إمرأة حازمة شريفة، وكانت تبلغ من العمر (أربعين) سنة، وقد تزوجت من قبل رجلين أولهما “أبو هاله بن زرارة التميمي” واسمه “النباش” وبعد موته تزوجت “عتيق بن عابد المخزومي”، وأعجبها النبي ﷺ فكل شيء فرأت أن ترسل إليه خفية قريباتٍ له يرغبنه في زواجها، وكان النبي ﷺ يعيش عيشته الهادئة غير مفكر في شيء فإذا “بخديجة” رضي الله عنها تلح عليه حتى وافق الرسول ﷺ، فكانت “خديجة” رضي الله عنها أول زوجة للرسول ﷺ، وظلت صلات الزوجين خير مَثل لما وجب أن يكون بين زوجين من مودة ورحمة.

 

من أقوال سيدنا “محمد” ﷺ، عن “أبي هريرة” رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم، رواه “الترمذي” وقال حديث حسن صحيح.

 

من حياة الرسول ﷺ:

 

عن “ابن سعد عن عمرو” رضي الله عنه أنه قال: قيل يا رسول الله، من أحب الناس إليك؟ قال : “عائشه” رضي الله عنها، قال إنما أقول من الرجال، قال أبوها.

 

ولقد تزوج رسول الله ﷺ عدة زوجات لحكمة عامة وخاصة، وقد كان تعدد الزوجات عند العرب وغيرهم غير مقيد بعدد ولا شرط فقيدهم الإسلام (بالأربع).

 

سيدنا محمد ﷺ أباً: 

 

من أقوال الرسول ﷺ عن ” أبي الدرداء” رضي الله عنه أن رجلاً أتاه فقال: إن لي إمرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها، فقال سمعت رسول الله ﷺ يقول : الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأوضع ذلك الباب أو احفظه، رواه “الترمذي” وقال حديث حسن صحيح. 

 

من حياة سيدنا محمد ﷺ: 

 

عن “أنس” رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ دخل على ابنه “إبراهيم” رضي الله عنه، وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله ﷺ تذرفان، فقال له “عبد الرحمن بن عوف”: وأنت يا رسول الله؟ فقال: يا “ابن عوف” إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى فقال: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا “إبراهيم” لمحزونون، رواه “البخاري”.

 

سيدنا محمد ﷺ جداً:

 سيدنا “محمد” ﷺ:

 

عن “عمرو بن شعيب” عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال، قال رسول الله ﷺ: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا حديث صحيح رواه “أبو داود” و”الترمذي” وقال “الترمذي” حديث حسن صحيح.

 

إن “رسول الله ﷺ كان يصلي، وهو حامل أمامه بنت “زينب”، بنت رسول الله ﷺ، و”لأبي العاص بن الربيع بن شمس”، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها، الراوي: “أبو قتادة الأنصاري”.

 

كان الرسول ﷺ جميلاً بكل ما تحمله الكلمة من معاني فيا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما فإن فضل الصلاة على النبي ﷺ عظيم، فعن “أبي هريرة” رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: من صلى عليَّ (واحدة) صلى الله عليه (عشرا).

 

وفاته ﷺ أعظم مصيبة: 

 

مرض النبي ﷺ واشتد به المرض، فكان أول مرضه صداع الرأس، مع شدة الحمى، فكان من شدة الحمى في مرضه، أنه كان يجلس في مخضب ويصب عليه الماء من (سبع) قِرب، وتوفي ﷺ سنة (٦٣٣).

 

وعن “عبد الله بن عباس” رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: من أصابته مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب.

 

الخاتمة:

 

كانت بلاد العرب لا تنعم بشيء من حضارة وحكومة ونظم وفي ليلة (واحدة) خلقت أُمَّة وعالم جديد من هذا الفناء، ثم غلبت هذه الأمة العالم من إسبانيا إلي الهند، وماتزال حتى اليوم قوية الشأن بارزه الخطورة، فمن الذي أخرج العرب من الفناء والعدم؟ هو نبينا “محمد بن عبد الله” ﷺ.

 

المرجع/ 

1/ كتاب سيرة الرسول ﷺ.

2/ كتاب من هو محمد ﷺ.

3/ من هو النبي محمد ﷺ.

4/ وفاة الرسول كتاب دروس وعبر.

5/ حياة النبي ﷺ للوزنه السليماني. 

6/ هذا هو النبي محمد ﷺ.

 

——————————————————————————

((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

 

#مبادرة_حكاوى

#الموسم_الخامس

#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top