عمان في سطور التاريخ

عمان في سطور التاريخ
مناخ سلطنة عمان

جدول المحتوي

سَلْطَنَةُ عُمَان

كتب/ 1- هاجر أيوب
2- سهام عصام
3- ندى سعيد
#فرع_القاهرة

عُمَان:

توجد أقصى الجنوب الشرقي لشبة الجزيرة العربية، وهي (ثاني) أكبر دولة في شبة الجزيرة العربية تبلغ مساحتها (312 ألف كم).

حدودها:

الشمال مضيق هرمز، الجنوب اليمن، الغرب المملكة السعودية و الأمارات، الشرق بحر العرب، وتتميز بموقعها الاستراتيجي لأنها كانت حلقة وصل بين الحضارات القديمة، وهذا لمرور تجارتهم بها، وتتميز أيضاً بالمناظر الطبيعية، حيث يوجد بها جبال مختلفة الألوان والأشكال وصحراء الربع الخالي وتلال الظفار التى تغطيها الخضرة بسبب الأمطار والأودية والشواطئ الرملية والخلجان وسهول خصبة.

جغرافية عمان:

تنقسم إلى محافظتين مسقط و مسندم، ومناطق بالجنوب والوسطى والشرقية والباطنة والظاهرة.

مسقط:

هي عاصمة عمان وسكنت بها الهجرات التي أتت من اليمن
كانت محطة للتجارة قديمًا، وبها أهم مركز تجاري “روي” يقع به مباني وزارة التجارة والصناعة ومساجد مهمة مثل مسجد قابوس، ومركز الوطية بها المعهد الإسلامي والاستاد الرياضي واستاد الشرطة، ويوجد بها الكثير من الفنادق الفخمة مثل شيراتون ونوف نوفوتيا وفولج وقصر البستان، بها (5 مستشفيات) السلطاني، وبها المطار الدولي الذي افتتح عام (1973)،. وبها منطقة مطرح التي بها السوق القديم الذى يتميز بمحافظته على الطبعة التاريخية، ويوجد به ورش المشغولات العمانية، وبها ميناء قاموس وهو الميناء الرئيسي.

المنطقة الجنوبية (ظفار):

غرب العاصمة بها (3) مناطق:

1- سهول ساحلية يشتغل سكانها بالصيد.

2- الجبل يشتغل سكانها بتربية المواشي والابقار والزراعة.

3- البدو يشغل سكانها رعي الأغنام والإبل.

كانت ظافر هي العاصمة القديمة لدولة حمير عام (115 ق.م)، وكانت تشتهر قديمًا بإنتاجها للألبان، وبها آثار مثل آثار مدينة بليد وميناء سمهرم، ونص تأسيس مدينة سمهرم وقبر النبي “هود وأيوب وصالح”، وبها (3) مناطق:

1- الساحل به عاصمة المنطقة صلالة يوجد به مقر الوزير ووالي ظفار.

2- الجبلية بها الأمطار الموسيمية التي تغطى سطحها الأعشاب وأشجار اللبان.

3- نجد بها صحراء الربع الخالي.

منطقة الداخلية والوسطى:

هي هضبة تنحدر من جبل الأخضر، وبها عدة أودية مثل وادى الأبيض وبهلا وحلفين وسمائل، هذه الأدوية هي طريق واصل بين مسقط والداخلية، وبها (10) ولايات:

1- أدم: نسبة لأديم الأرض، خرجت منها أعظم شخصيات عمان “الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي” و”الشيخ درويش”، وبها منطقة جبال الملح “القارة المالحة” وبها أثار مثل برج الرحبة ومسجد الجامع ومسجد الغريفة ومسجد الجامعة.

2- بهلا: كانت العاصمة في حكم النباهنة، وبها حصن جبرين.

3- الحمراء: تتميز بالجبال والأودية، وبها آثار مثل صخرة “حصاة بنت صلت” عليها نقوش بلغة قديمة وقلعة “روفان” وحصن الفرس وجامع “العارض” وجامع القرية ومسجد الشيخ “سعيد الكدمي” وبيت الصفا وجبل شمس.

4- سمائل: هي أول بلدة أسلمت وبُني بها أول مسجد في عمان، وبها (800) مسجد و(115) قلعة وحصن.

المنطقة الشرقية:

تتميز بالسهول الرملية والأودية وبها (13) ولاية:

1- إبراء: بها حصون ومساجد قديمة وأهم مسجد هو العقبة التي تتجه قبلته نحو المسجد الأقصى.

2- بدية: التي تشتهر بسباق الجمال.

3- دما ووادى الطائيين: تعتبر منتزه سياحي بسبب الآبار والعيون التي بها.

4- صور: تشتهر بأحواض السفن وصناعة الأبواب والنقوش الخشبية، وبها بقية مدينة قلهات التاريخية.

5- منطقة الباطنة والحجر الغربي، ويوجد بها (8) ولايات:

أ- البركاء: اشتهرت بمصارعة الثيران، ويوجد بها حصون تاريخيه مثل حصن بركاء.

ب- صحار: كانت قديمًا يأتي إليها التجار من الهند والصين وفارس، وشهدت المعركة بين “مالك بن فهم” والفرس، وتشتهر بالنحاس.

6- منطقة الظاهرة: ترجع للعصر الجليدي، وتدل الآثار والنقوش على صيد الغزلان والأبقار وتحتوى على (5) ولايات.

7- محافظة مسندم: تتكون من سلاسل جبلية وعرة، وبها (172) قرية ومدينة، وبها حصون تاريخية.

عمان في العصور القديمة:

سكن عمان القبائل العرب “فطسم وجديس والبريمي والأزد وبنو ريام وقضاعة وتميم وعرب قحطان”، وتدل آثار عمان على عراقتها قديمًا، وكانت سفنها تتنقل في المحيط الهندي والخليج، ونقلت حضارات من الهند للبصرة ارتبطت أيضاً بفينيقي،ا فإن مدينة صور أو نيركوس هي أقدم مدن عمان وإن اسم فينيقيا مأخوذ من البحر الأحمر، وهو الإسم القديم للخليج العربي، وكانت عمان تضم مناجم للنحاس، وهذا جعل الفرس يطمعون بها فهجم عليها الفرس، وكان هذا في عهد الملكة “شمساء” التي طلبت المساعدة من حاكم أكد الملك “سرجون الأكدي”.

عمان في عصر النبوة:

عمان عرفت طريق الإسلام في وقت مبكر من ظهور الدعوة الإسلامية، وهذا كان عن طريق مبادرات فردية جاءت من أهل عمان، وأول من أسلم من العمانيين رجل يدعى “مازن بن غضوبة” من سكان مدينة عمانية تسمى سمائل أو سمايل.

مازن بن غضوبة:

هو “مازن بن غضوبة بن سبيعة بن شماسة بن حيان بن مر بن أبي بثر” ورجع نسبه إلى “الغوث بن طيء، والكهانة والكهان عند العرب توحي بأن “مازن بن غضوبة” كان من مشاهير بلدته سمائل ومن علمائها وكهانها المعدودين؛ لأن الكاهن غالبا ما يكون عفيف النفس يميل إلى العزلة وكثرة التأمل والتفكير الثاقب، وكان “مازن” يقوم على خدمة صنم مشهور في بلدته يسمى “ناجر” كانت تعظمه “بنو خطامة’ و”بنو ناجية” اختلط الحقيقة بالخيال في ما رواه المؤرخون عن الطريقة التي عرف بها ظهور الإسلام، وعندما كان “مازن” في خدمة الصنم سمع صوت خارج من الصنم يقول:

يا مزن اسمع تسر ظهر خير وبطن شر
بعث نبي من مضر بدين الله الاكبر
فدع نحيتا من حجر تسلم من حر صقر

ففزع “مازن” من ذلك وبعد عدة أيام ذبح للصنم ذبيحة فخرج من الصنم صوت يبشره بالنبي المرسل، ويأمره بأن يتبعه لينجوا بنفسه من نار جهنم، وتستمر الرواية بأن في الوقت الذي كان فيه “مازن” يعاني الحيرة مما سمعه من الصنم جاء رجل من الحجاز والتقى به “مازن” وتحدث إليه، فأخبره عن الحدث المهم وهو ظهور الرسول ﷺ وانتشار الدعوة الإسلامية، ولما كان “مازن” على قدر من العلم فقد أدرك من حديث الحجازي أهمية ما يدعو إليه الرسول ﷺ فعزم على الرحيل ليلتقي بصاحب الرسالة ﷺ، ويبدوا أن “مازن” قد سمع من الرجل ما يشير إلى أن الإسلام يدعو إلى التوحيد وينبذ عبادة الأصنام، فبادر بتحطيم الصنم الذي يسدنه وشد رحاله إلى الحجاز والتقى بالرسول ﷺ، وأعلن إسلامه بين يديه وسأل الرسول ﷺ أن يدعو له أن يُذهب الله عنه ولعه بالطرب وشرب الخمر، ودعى الرسول ﷺ واستجاب الله لدعائه، بعد عودة “مازن” إلى بلدته تمكن من أن يجذب أعداد من أهل عمان بوجه عام، ومن بلدته سمائل على وجه الخصوص إلى الدخول في الإسلام، وأن إعداد كبيرة من أهل عمان قد أسلموا في هذه الفترة، وساعده على ذلك مكانته الدينية وشهرته بين الناس، ويقال أنه بنى مسجد بسمائل مازال يحمل اسمه حتى الآن مما دعا الرسول ﷺ إلي إرسال من يعلمهم شئون دينهم ويجمع منهم الصدقات.

عمان في عهد الخلفاء الراشدين:

اضطربت شبة الجزيرة العربية من أقصاها إلى أدناها في أعقاب وفاة الرسول ﷺ، وتشير المصادر إلى أن “عمرو بن العاص” عندما وصله خبر وفاة الرسول ﷺ قرر العودة إلى المدينة، ونحن لا ندري بسبب مؤكد لهذه الرغبة هل تم استدعاءه من المدينة أم غادر عمان من تلقاء نفسه، ولكن ما يؤكد هذا التحرك من “عمرو” بأن الأحوال في عمان كانت مستقرة في هذه الفترة على الأقل، وكان “عمرو” مطمئناً على حسن إدارة الأخوين “عبد وجيفر” وتمسكهم بالإسلام، وهناك إشارة توحي بأن “عمرو” ربما عاد إلى المدينة ليتولى بعض الأعمال التي اسندها إليه الرسول ﷺ قبل أن يبعثه إلى عمان، وربما احتاجه “أبو بكر” للتصدي للمخاطر التي كانت نذرها تخيم على المدينة آنذاك، وعندما غادر “عمرو بن العاص” عمان حتي جهز العمانيون وفداً لمصاحبته ضم حوالي (70 فارساً) على رأسهم بعض زعماء عمان لحمايته خوفاً عليه من مخاطر الرحلة في هذه الظروف التي شاع فيها الاضطراب والتمرد بين القبائل، وكان “عمرو بن العاص” شخصية معروفة بين زعماء القبائل، حيث احسنوا استقباله والوفد المرافق له في الرحلة.

عمان في عهد الدولة الأموية:

يكتنف تاريخ عمان في بداية العصر الأموي وحتى ولاية الحجاج على العراق كثيراً من الغموض، حتى الرواية العمانية لم تذكر هذه الفترة إلا في عبارة موجزة جاءت في عدة أسطر فيقال أنه لم يكن “لمعاوية” ولا لمن بعده سلطان في عمان، حتى صارت السلطة “لعبد الملك بن مروان”، واستعمل الحجاج على أرض العراق، وكان ذلك في زمن “سليمان وسعيد ابني عباد بن عبد بن الجندي”، ومن المرجح أن سبب بُعد عمان عن مشاكل الدولة الأموية في هذه الفترة أن “آل الجندي” الذين كانوا يحكمون عمان كانوا يديرون البلاد بما لا يتعارض مع سياسة الدولة الأموية بوجه عام، ولم يحدث في عمان ما يشغل بال الخلافة الأموية ويجعلها تفكر في إرسال حملة أو جيش لإخضاعها.

في بداية عهد الخليفة الأموى “عبدالملك بن مروان” نشطت حركات الخوارج، والذي تصدى للخوارج النجدات هو جيش “عبدالله بن الزبير ” وليست جيوش الدولة الأموية، وكانت العراق قد بايعت “عبدالله بن الزبير ” وأصبحت خاضعة له، وعين عليها أخوه “مصعب بن الزبير” والياً عليها، وبذلك كانت عمان تابعة “لمصعب بن الزبير” بحكم ولايتة على العراق والبصرة، وتمكن العمانيون من القضاء على خطر الخوارج النجدات واستمرت عمان بعد ذلك لعدة سنوات عديدة بعيدة عن الأخطار الخارجية، وكان ” عبدالملك بن مروان” منشغلا بالقضاء على الفتن والثورات الداخلية، ونجح في قتل “مصعب بن الزبير” واستولى على العراق، وبعد مقتل “عبدالله بن الزبير” سنة (٧٣ه‍) عادت عمان مرة أخرى ضمن نفوذ الدولة الأموية.

عمان بين سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية:

تعرضت الدولة الأموية في نهاية عهدها لانهيار شديد، وكان من بين العوامل التي تسببت في سقوط الدولة الأموية هو العصبية القبلية، وهو النزاع بين قبائل الشمال وقبائل الجنوب أو النزارية واليمنية، والذي لا شك فيه أن عمان كان لها طرف في النزاع الذي حدث بين النزارية واليمنية، فما كان يمس اليمنية خارج عمان من مظاهر الاضطهاد أو القتل كان يجد صداه لدى إخوانهم في عمان متمثلاً في رد فعل عنيف طلباً للثأر من النزارية المقيمين في عمان.

وكانت القبائل اليمنية قد انضموا إلى المذهب الأباضي وثاروا ضد “مروان بن محمد”، وشاركوا في سقوط الدولة الأموية، وكان هدفهم تأييد الدولة العباسية، وقد شهدت السنوات الأخيرة في نهاية عهد الدولة الأموية ثورات عنيفة اختلفت مقاصدها المذهبية وعقائدها الدينية، وكان يجمعها في النهاية الرغبة في القضاء على مُلك الدولة الأموية.

عمان في عهد الدولة العباسية:

تذكر لنا المصادر العمانية عن حالة عمان في أعقاب قيام الدولة العباسية، وعن الظروف التي ساعدت على قيام الإمامة الأباضية الأولى، وكان والي البصرة في بداية العصر العباسي هو “سفيان بن معاوية”، وعندما أراد أن يعين والياً على عمان اختاره بحيث يقف بجانب رغبات أهلها ويعمل على راحتهم والإحسان إليهم، فاختار (اثنين) من “بني هناءة” وهم من الأزد العمانيين، وهم “جناح بن عباد الهنائي ثم ابنه محمد بن جناح”، وكانوا يعتنقون المذهب الأباضي وساعدوا على قيام الإمامة الأباضية.

بعد تولي الجلندى بن مسعود الإمامة في عمان:

بدأ بتنظيم شئون الحكم والإدارة على أسس تتسم بالمركزية، فنظم الناحية المالية وخاصة الصدقات وتصاريفها الشرعية، كما اهتم بالقضاء العماني، وكان تنظيم مالية البلاد مرتبطاً بتنظيم فرق الجيش العماني، وكانت الوحدات العسكرية يتراوح عدد أفرادها بين (مائتين إلى أربعمائة)، وأسندت قيادة كل وحدة إلى قائد يشترط فيه التعمق في الفقة الأباضي بالإضافة إلى الحزم والقوة، وكان راتب الجندي العماني في ذلك الوقت صغيراً بقدر (سبعة دراهم) شهريا، وقد اهتم “الجلندي” بتنظيم بعض الشؤون الاجتماعية في عمان، وهذه الأمور لم تكن منفذة من قبل على الوجه الأكمل وإن “الجلندي” أراد أن تطبق بدقة كاملة.

عمان في العصر الحديث:

الاحتلال البرتغالي:

في القرن (16) بدأ البرتغال احتلال بعض المدن العمانية، وكان بعض المناطق العمانية تحت حكم الفرس، ودخل البرتغال عمان ودارت معركة بينهم وبين الأهالي انتهت بمقتل (80) عماني وحرق أسطول المدينة، وبدأت الأهالي تطلب المساعدة من “هرمز” ملك الفرس لكن فشلت محاولات الحماية، ونجحت البرتغال بالاحتلال.

الاحتلال البريطاني:

حاول الإنجليز السيطرة على طرق التجارة في عام (1633) أدركت بريطانيا مصير البرتغال في عمان لأن الشعب كان مؤيد للإمام “ناصر بن مرشد”، وبدأت بريطانيا تدخل في عمان عن طريق التجارة والإبحار في موانئ عمان وإنشاء مراكز تجارية، وبدأ الصراع أيضاً بين فرنسا وبريطانيا على عمان.

القضية العمانية في الأمم المتحدة:

إقامة معاهدات كثيرة بين عمان وبريطانيا لكنها لم تفد، وبسبب تعنُت بريطانيا ظلت عمان تحت الإستعمار، وبدأت عمان تستقل وأعلنت بريطانيا عام (1968) رحيلها عن عمان.

المراجع/
1 – تاريخ عمان السياسي ( عبدلله بن محمد الطائى).
2- سلطنة عمان فى 20 عام ( الوعد و الوفاء).
3- صفحات من تاريخ عمان فى العصر الإسلامي ( عبد المنعم عبد الحميد سلطان).

——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top