قصر خداوج العمياء

قصر خداوج العمياء

جدول المحتوي

الوجهة اليوم عالمنا العربي وتحديدا بلد المليون ونصف المليون شهيد سنسافر عبر الزمن لنتعرف إلى أحد أجمل المعالم الأثرية والقصور الجزائرية قصر خداوج العمياء فهو قصر ارتبطت به أسطورة وكلا أصدقائي ليست قصة خيالية أو غير واقعية بل قصة حقيقية وبطلتها ليست شخصية أسطورية بل كانت موجودة فعلا

روايات عدة متداولة على لسان الجزائريين وجميعها تصب في نفس الخانة خداوج العمياء لن نطيل الحديث أكثر استعدوا أصدقائي فنحن اليوم في ضيافة عائلتنا الجزائرية الكبيرة والحبيبة ونتعرف سويا على قصر خداوج العمياء

 

ما هو قصر خداوج العمياء

قصر خداوج العمياء أو دار البكري هو قصر من قصور الجزائر العتيقة يقف شاهدا على حقبات وقرون خلت يقع هذا القصر الأثري الجميل في حي القصبة السفلى أو حي القصبة العتيق الحي الذي ذكرت معظم المصادر أنه من أقدم أحياء العاصمة الجزائرية الجزائر ويقدر تاريخه بأكثر من 25 قرن.

أما قصر خداوج العمياء الفريد فعمره يعود لقرون ماضية وتحديدا إلى الحقبة العثمانية في الجزائر التي امتدت ما بين الأعوام 1516 و 1830.

 

قصر خداوج العمياء

 

من بني قصر خداوج العمياء

اختلفت الروايات والمعلومات المتواترة والمتعلقة ببناء هذا القصر فبعض المصادر والوثائق تعيد بناء قصر خداوج العمياء إلى عام 1570 على يد أحد ضباط البحرية العثمانية ويدعى يحيى ريس

مصادر ومعلومات أخرى ترى أن القصر فعلا بني على يد يحيى رئيس ولكن تصميمه الحالي كان على يد حسن أو حسان الخزناجي أمين الخزينة في ديوان داي الجزائر أو حاكم الجزائر آنذاك محمد بن عثمان

وفي هذا أيضا روايتين الأولى أن الداي أهدى القصر لحسن حزناجي كعربون شكر وتقدير على تفانيه في عمله

والثانية أن حسن حزناجي قام بشراء القصر ومن بعدها المباني المحيطة به بغية إلحاقها بالقصر

وفي كلتا الحالتين كانت نية أمين الخزينة واحدة إهداء القصر لابنته المدللة خديجة

 

قصر خداوج العمياء

 

من هو صاحب قصر خديجة العمياء

القصر الجميل بعامته الرخامي الملتوية ودهليزه الطويل المزين بالأواني الفخارية الملفتة للنظر وبغرفه ذات الجدران المزخرفة ومقتنياته الأثرية التي خلفها سكانه المختلفين الذين تواتر على السكن فيه كان في واقع الأمر هدية من والد محب إلى ابنته المدللة

ورغم أن خداوج لم تكن الابنة الوحيدة لوالديها بل كانت أختها عزيزة أو فاطمة بحسب بعض روايات تقطن معهم في نفس القصر إلا أنها اكتسبت كل الدلال والحب من ذويها وخصوصا من والدها

الروايات جميعها تؤكد أن الوالد قد قام فعلا باهداء القصر إلى خديجة أو خداوج اسم الدلال التي اشتهرت به وإن اختلفت من ناحية هل كان الإهداء قبل إصابتها بالعمى أو بعده

 

قصر خداوج العمياء

 

كيف أصيبت خداوج العمياء بالعمي

وهنا نصل إلى بيت القصيد سبب إصابة خداوج بالعمى هو الذي أكسب القصر أسطورته الشهيرة كما ذكرت سابقا الروايات التي تناولت قصة خداوج وهذا القصر كثيرة وكلها بطبيعة الحال تنتهي بإصابة الفتاة الجميلة خديجة بالعمى

وحافظوا على تركيزكم فإحداها تفردت عن قريناتها وستعرفون ماذا أقصد لاحقا

نبدأ مع الرواية الأولى الرواية تقول أن والد خداوج قام بشراء مرآة جميلة من الهند البعض قال أنها من الألماس وقام بإهدائها لابنته خداوج والتي بدورها سحرتها هذه المرأة وجمالها وأدمنت على النظر إلى نفسها من خلالها

وحدث انكسرت المرآة ذات يوم والفتاة الجميلة واقفة بقربها لتدخل إحدى شظايا المرآة إلى عينها وتصاب خداوج بالعمي فورا

الرواية الثانية أيضا لها علاقة بالمرآة وتقول أن الفتاة كانت تفرط بالنظر إلى نفسها ومغترة بشكل كبير بجمالها والكحل لا يفارق عينيها وبسبب إطالة النظر والإفراط باستخدام الكحل أصيبت الفتاة بمرض في عينيها أدى في نهاية المطاف إلى إصابتها بالعمي

رواية أخرى هي الأكثر انتشارا في المجتمع الجزائري وتربط بشكل مباشر بين الحسد وما وقع على هذه الفتاة المسكينة

الرواية تقول أن حسن الخزناجي والد خداوج قرر إقامة حفل كبير في القصر الحفل حضره العديد من الشخصيات المهمة والسفراء وغيرهم وبالطبع خداوج كانت في قمة زينتها وجمالها من أجل الظهور أمام ضيوف أبيها

بعد تزيين وتنميق دام لساعات خرجت الفتاة الجميلة أمام ضيوف والدها الرواية تخبرنا عن صيغة النساء قبل الرجال من جمال الفتاة الأخاذ أصوات الشهقات التي خرجت من أفواه الضيوف دفعت بالفتاة إلى العودة سريعا إلى غرفتها للتأكد من جمالها أمام المرآة

وفي تلك اللحظة وطبعا بحسب الرواية فقدت الفتاة بصرها تماما والسبب الحسد بحسب المحليين غريب أليس كذلك

رواية أخيرة سأسردها لكم تختلف عن سابقاتها الرواية بحسب من يعتقد بصحتها تقول أن خداوج لم تكن عمياء بالمعنى الحرفي إنما لقبت بالعمياء بعد قيامها ببيع القصر الذي أهداها إياه والدها لشخص يهودي أي أنها عمياء البصيرة

المثير في الأمر أن المرآة ارتبطت ارتباطا وثيقا بالروايات والأسطورة السائدة إلى أن هذه المرأة لا أثر لها في القصر بتاتا ومجهولة المصير أيضا

بالطبع الوثائق الرسمية أشارت إلى حسن الخزناجي وابنتيه ولكون ابنته خديجة عمياء كذلك ولكن بطبيعة الحال لا تحديد لسبب إصابة الفتاة بالعمى إنما فقط تأكيد على أن الفتاة ورثت البيت عن والدها وأقامت فيه حتى وفاتها مع أبناء شقيقتها

 

قصر خداوج العمياء

 

قصة خداوج العمياء

بعد موت خداوج تنقلت ملكية الدار بين العديد من المالكين فكما ذكرنا عن احترام روايات ذكرت بأن خداوج قامت ببيع الدار إلى شخص يهودي وبالفعل الوثائق أشارت إلى أن تاجرا يهوديا يدعم ميشيل كوهين بكري قام بالفعل بشراء القصر

وبسبب هذا الشخص اكتسبت الدار اسم دار بكري أيضا القصر الجميل لفت أنظار الفرنسيين إبان احتلالهم للجزائر وتحديدا الملك نابليون الثالث

نابليون قرر تحويل القصر إلى ما مقر لإقامته مع زوجته أوجيني عام 1860 قبل أن يصبح القصر المقر لبلدية الجزائر عام 1861 م

عام 1987 تحول القصر وبشكل نهائي إلى متحف للفنون والتقاليد الشعبية متحف ما زال قائما إلى يومنا هذا يحوي بين أروقته روائع الزمن الماضي ومتحف يبقى شاهدا على أسطورة حقيقية من أساطير عالمنا العربي

إذا أصدقائي هذا ما كان في جعبتنا حول قصر خداوج العمياء وأساطيره التي ما زالت حاضرة بين زواياه وفي ثنايا غرفه ولعل أهمها تلك الفتاة الفاتنة ذات الجمال الأخاذ

وإن اختلفت الروايات حول سبب تسميتها العمياء إلا أن الأكيد أن قصة خداوج العمياء هي خير دليل على عواقب الاغترار بالنفس والحسد وربما القرارات الخاطئة

عواقب وخيمة في أغلب الأحوال ونهايات مأساوية كانت سببا في تحويل هذا القصر من قصر عادي إلى قصر أسطوري

وعالمنا العربي غني بمثل هذه القصور التي ترسم بمعالمها ملامح حقبات خلت وبقيت آثارها وأساطيرها خالدة في ذاكرة الشعوب

هذه القصور والمعالم الأثرية على امتداد وطننا العربي الحبيب ستكون حتما مواضيع لمقالات قادمة وإلى أن نلتقي في دراسة جديدة ابق وأصدقائي في أمان الله ولمعرفة المزيد من أماكن غامضة يمكنك الاطلاع عليها من هنا .

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top