قيام الإمارة الكنزية الأولى على يد عرب ربيعة

قيام الإمارة الكنزية الأولى على يد عرب ربيعة

جدول المحتوي

IMG 20230925 WA0040

 

الإمارة الكنزية الأولى

 

كتبت/ سمر محمد

 

البداية:

 

قام عرب “ربيعة” بالاستفادة من نظام الوراثة الذي يقوم في بلاد البجة، والذي يقضي بتوريث ابن البنت أو ابن الأخت، فقاموا بالحصول على الحكم من خلال زواجهم من نساء البجة، واللواتي يطلق عليهن اسم “الحدراب”، ويقوم برئاستهن رجلان وهما “عبدك” و”كوك”، وهما صاحبي الفضل في أن يصل الحكم للعرب للمسلمين، فكان (الأول) هو خال “إسحاق بن بشير” الذي قام بحكم البجة في منطقة وادي العلاقي عام (332ه‍ / 943م)، و(الثاني) يكون خال “أبو القاسم حسين بن علي بن بشير”.

 

نقل مقر الحكم:

 

بعد مقتل “إسحاق بن بشير” قام “أبا عبد الله محمد بن علي بن يوسف”، والذي يعرف باسم ‘أبي يزيد بن إسحاق”، وهو الذي قرر نقل مقر حكم قبيلة “ربيعة” لمدينة أسوان، ومنذ ذلك الوقت عمل على أن يبني مدينة جديدة تكون جنوب أسوان وأسماها المحدثة، ولكنها لم تكن ستستوعب تلك الأعداد المهولة من أبناء القبيلة الذين اندفعوا نحو مملكة المريس، وهي (واحدة) من ممالك النوبة (الثلاث) حتى تصبح المنطقة كلها تحت سيطرة قبيلة “ربيعة”.

 

السيطرة على حكم البجة:

 

في الوقت الذي قام فيه فرع من قبيلة “ربيعة” بالسيطرة على المريس وحكمها عن طريق نظام وراثة الحكم، قام فرع آخر من هذه القبيلة بالسيطرة على حكم البجة حتى توحدت المجموعتان وقامتا بتكوين مركز لها في أسوان، وبعد وفاة “أبو يزيد بن إسحاق” تولى ابنه “أبو المكارم هبة الله” السلطة، وهو يعد المؤسس الحقيقي لإمارة “ربيعة” الكبرى، والتي كانت تمتد لتشمل مناطق الصعيد الجنوبية، فضلاً عن المريس النوبية وأسوان، فبعد تلك السيطرة قامت الدولة الفاطمية في مصر بالإعتراف بهذه الإمارة الجديدة، وقامت بمنح “أبو المكارم هبة الله” لقب “كنز الدولة”، ويظهر أن السبب وراء تحالف الفاطميين مع هذه الإمارة هو رغبة الفاطميين في تقويتها حتى تقوم بتأمين الحدود الجنوبية لمصر، إضافةً إلى وقوف “أبو المكارم” بجانب الفاطميين أثناء هجوم “أبو ركوة” عليهم عام (397ه‍ / 1006م). 

 

قتل كنز الدولة:

 

بعد أن وصل “كنز الدولة” إلى دنقلة قام ملكها بإلقاء القبض عليه، وقام بتسليمه للدولة الفاطمية التي قتلته على يد “بدر الجمال”، ثم تم الإعفاء عن باقي أبناء “كنز الدولة” من العقوبة، بعد أن توسط لهم ملك النوبة، وبناءً على ذلك فقد تسلم الإمارة التي كانت تابعة ل”كنز الدولة” إلى “سعد الدولة سارتكين القواسي”، فكانت فترة حكمه هي فترة سلم مع الفاطميين حتى وفاة “المستنصر الفاطمي” عام (487ه‍ / 1094م)، وحتى سنوات خلافة “المستعلي” عندما شاركوا مع الفاطميين في مواجهة الافرنج عام (493ه‍ – 494ه‍ / 1099م – 1100م).

 

سوء العلاقة بين بني الكنز والفاطميين:

 

وقد ساءت هذه العلاقة في نهاية عهد الفاطميين على يد “صلاح الدين الأيوبي”، الذي كان يعمل وزير للخليفة الفاطمي “العاضد” عام (567ه‍)، حيث قام “صلاح الدين” بالقضاء على الفاطميين، وسيطر على الأمور، وحارب كل من ساند الدولة الفاطمية، وقضى أيضاً على ثورة “مؤتمن الخلافة نجاح” ضده.

 

الثورة على صلاح الدين:

 

بدأت أحداث هذه الثورة التي قامت على “صلاح الدين” عندما قام “كنز الدولة بن المتوج” عام (570ه‍) بالهجوم على “أبي الهيجاء السمين” الحاكم الجديد لمنطقة أسوان والصعيد، فقام “كنز الدولة” بجمع جنوده العرب والسودان والمصريين الثائرين ليقوم بشن هجوم الذي كان يصاحبه في هذه الفترة انشغال قوات “صلاح الدين” في صد هجمات الفرنج على الإسكندرية، وكانت هذه الثورة داخلية قامت في الصعيد ضد “صلاح الدين” بقيادة “عباس بن شادي”، ولكنها انهزمت أمام قوات “صلاح الدين”.

 

الحملات المملوكية على النوبة:

 

قام المماليك بشن عدة حملات عسكرية ضد بلاد النوبة، بسبب خروج ملوك النوبة المسيحيين على السلطة، وقيامهم بنقض معاهدة البقط، وانتهت هذه الحملة بعد القضاء على الملك “داوود” ووضع حاكم جديد اسمه “شكندة”، الذي قام بالتعهد بدفع البقط والاعتراف بالسلطة المملوكية عليه عام (671ه‍)، وقد أوفى هذا الحاكم والحاكم الذي جاء بعده “برك” بتعهداتهما، ولكن وفاة “برك” ووصول “سيمامون” للسلطة كانت إنذاراً لعودة خروج ملوك النوبة عن طاعة المماليك في مصر، ووفق هذا قام المماليك بتجهيز حملة عسكرية وصلت إلى النوبة عام (688ه‍)، وعملت على خلعه ووضع ابن اخته بدلاً منه، ولكنه عاد إلى السلطة عند عودة الجيش المملوكي، وقام بالخروج عن سلطة المماليك (ثلاث) مرات حتى وفاته.

 

الصراع على حكم النوبة:

 

في عام (693ه‍) قام رجل يسمى “أني” بحكم النوبة وأعلن ولائه وطاعته للسلطان المملوكي في مصر “الأشرف خليل”، ولكن هو لم يكن صاحب الحق الشرعي في الحكم فقام المماليك بشن حملة ضده، وكانت نتيجتها أنه تم خلعه ووضع حاكم جديد لدنقلة يسمى “بوديما”، وبعد وفاته تسلم الحكم “أماي” الذي كان ملتزم بطاعة المماليك في بداية الحكم، ولكنه خرج عن طاعتهم بعد ذلك ورفض دفع البقط، مما شجع المماليك على الهجوم عليه، وتم أسر والدته وإخوته وعمه لإجباره على الطاعة، وهذا ما حدث بالفعل عندما اعتذر عما فعله، وقام بالتعهد بدفع البقط وإعلان الطاعة للسلطان المملوكي.

 

وضع حاكم مسلم على النوبة:

 

وبعد وفاة” أماي” تسلم الحكم شخص يدعى “كرنبس” عام (716ه‍)، والذي كان معروفاً عنه كرهه للمماليك، فقام بالامتناع عن دفع البقط عندما تسلم الحكم، وهذا ما قام بتشجيع الممالك على خلعه ووضع حاكم نوبي مسلم اسمه “عبد الله برشمبو” بدلاً عنه، وهي نقطة تحول في تاريخ البلاد تمثلت في تسلم حاكم مسلم حكم النوبة.

 

المرجع/

تاريخ الإسلام في إفريقيا.

 

_____________________________________

((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

 

#مبادرة_حكاوى

#الموسم_الرابع

#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top