نظريات خلق الكون في مصر القديمة

نظريات خلق الكون في مصر القديمة

جدول المحتوي

IMG 20240204 WA0068

 

نظريات الخلق 

 

كتبت/ إسراء حسن

 

مرحلة الإستقرار:

 

هذه النظريات عن نشأة الكون كانت متزامنة مع دخول مصر مرحلة الإستقرار السياسي مع بداية الأسرات، وأخذت المعبودات الكونية تحتل مكانة في نفوس الناس، وقد استطاع رجال الفكر والدين أن يقدموا وجهات نظر مختلفة في (أربع) مراكز حضارية مختلفة ظهرت كل واحدة منها بعد الأخرى، وكانت هذه المراكز هي عين شمس ومنف والأشمونين وطيبة.

 

وأخذ المفكرين والكهنة يخرجون بأفكارهم وتصوراتهم عن الخلق، فكان كل مجموعة من الكهنة لمعبود معين يدعون أن معبودهم هو أصل الكون، فنجد أن اشهر المعبودات المصرية لعبت دور مهم في نشأة الكون لذلك خلّف لنا المصريون القدماء عدة مذاهب.

 

مذهب عين شمس:

 

يعد من أقدم المذاهب، وكان معبود عين شمس هو “آتوم”، واتحد مع معبود الشمس “رع” بواسطة الكهنة ليصبح “رع – اتوم”، ويذكر هذا المذهب أن الأصل في العالم هو المحيط الأزلي نون، ومن نون برز معبود الشمس فوق الربوة، وكانت هذه الربوة في منطقة عين شمس في حي المطرية بالقاهرة،. وتذكر النصوص أن معبود الشمس عندما ظهر على تل وقف على حجر هرمي الشكل، وبهذا أصبح رمزاً مقدساً لمعبود الشمس، ويرى أصحاب هذا المذهب أن “رع” بعد أن برز على نون عطس فخلق المعبودين “شو وتفنوت”، وهما يمثلان الهواء والرطوبة وأنجبا بدورهم معبودين “جب” معبود الأرض و”نوت” معبود السماء، وأن “جب ونوت” أنجبا “أوزير وايزيس وست ونفتيس”، وتذكر النصوص الدينية أن هؤلاء (الأربعة) وعلى رأسهم “آتوم” قد حكموا العالم.

 

مذهب الأشمونين:

 

الأشمونين وهي مركز ملوي بمحافظة المنيا، هي مركز عبادة المعبود “جحوتي” معبود الحكمة، وأخذت مدينة الأشمونين في الظهور، وبدأ كهنتها يضعون مذهب جديد ينافس مذهب عين شمس، ويرى مذهب الأشمونين أن المعبود “رع” ليس هو المعبود الخالق للكون، وانما خلق مجموعة من المعبودات يبلغ عددهم (ثمانية) ظهروا على تل أزلي انحسرت فيه الحياة، ويمثل هذا الثامون خواص من الطبيعة عبارة عن (اربعة) معبودات على شكل ضفادع، و(أربع) معبودات على شكل ثعابين، وهم زواج “حوح وحوحت”، ويمثل الماء الأزلي، وزواج “كوك وكوكت” يمثل الظلمة، وزواج “نون ونونت” ويمثل الفراغ اللانهائي، وزوج “آمون وامونت” ويمثل الخفاء.

 

مذهب منف:

 

أراد أهل منف أن يجعلوا من معبودهم “بتاح” معبوداً خالقاً للكون، ومن ثم خرجوا بمذهب أن خلق الكون يرجع إلى قدرة “بتاح” الذي خلق نفسه بنفسه وخلق الكون، وأن وسيلته للخلق كان القلب واللسان أو العقل والكلمة فكرة تدبرها عقله وصدرت عن لسانه فكانت بمثابة أمر لخلق الكون، مما جعل هذه النظرية أكثر المدراس عمقاً.

 

مذهب طيبة:

 

جعل أصحاب هذا المذهب من المعبود “آمون” معبوداً خالقاً للكون، على اعتبار أنه كان عضواً فى ثامون الأشمونين، وجعل أصحاب هذا المذهب أن “آمون” هو الذى خلق الكون، وأنه أنجب ولداً على هيئة ثعبان يعرف بخالق الأرض، وهو الذى خلق بدوره معبودات الأشمونين (الثمانية)، وبعد خلق هؤلاء اندفعوا مع تيار المياه الأزلية، حيث واصلوا إلى الأشمونين، وهناك خلقت الشمس ثم اتجه الثامون إلى طيبة، حيث استراحوا في جبانة طيبة، وكان “آمون” يتردد عليهم لتقديم القرابين لهم، وكان لهذه المعبودات دور هام فى العالم الآخر، فكانت هذه النظرية أكثر تطور من تلك التي سبقتها، فجعلوا “بتاح” روحًا للكيان المائي العظيم بكل ما احتواه من ذكر وأنثى، وجعلوه على رأس تاسوع تاتنن ثم “آتوم ونون ونونه” ثم (أربع) معبودات أخرى هي “حور وتحوت” ثم “نفرتوم” والثعبان، فالقلب واللسان كانا يمثلان “حور وتحوت”.

 

أراد أصحاب هذا المذهب أن يعلنوا “آمون” ملكاً للمعبودات جميعاً، ويوحدوا بينه وبين معبودات المذاهب القديمة جميعاً، وأن يجعلوه المصدر الأزلي لها جميعاً، ولم يكن أصحاب المذاهب لديهم خطة محددة لخلق الإنسان، وإنما صدر عنهم عدده آراء وهم (ست) آراء:

 

الرأي الأول:

 

رأي قديم رد أصحابه عن خلق الإنسان إلى المعبود “خنوم”، وصوروه جالساً إلى دولاب الفخار يُسوي الأجنة من صلصال، ثم جعل له شريكة في بعض الأحيان دعوها “سخمت”.

 

الرأي الثاني:

 

جمع أصحاب هذا الرأي بين المادية والواقعية، واعتقدوا أن الإنسان خلق في الأصل من صلصال بواسطة المعبود، وأن المعبود الذي يرفعهم ويخفضهم، فيجعل منهم التوابع ومنهم الروساء.

 

الرأي الثالث:

 

يرى أصحابه أن خلق البشر يأتي عن رغبة أرادها معبود وأمر بها، فكان أمر تناسلهم وخلقهم ما كان.

 

الرأي الرابع:

 

المعبود خلق الناس على صورته، ومن ذات بدنه ولازال يرعاهم أجنة وكبار.

 

الرأي الخامس:

 

رأي ذهب إلى أن المعبود خلق الناس من عينه وأرسلهم على الأرض مع دموعه.

 

الرأس السادس:

 

رأي أسطوري ذهب إلى أن خلق البشر تم في مصر وحدها، ولولا تمرد بعضهم على سلطان معبودهم ثم نقمته عليهم فتفرقوا، وفرت جماعات منهم إلى الجنوب وآخرون إلى الشمال .

 

المرجع/

مدخل إلى علم الآثار، د. هبه عبد المنصف ناصف.

 

——————————————————————————

((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

 

#مبادرة_حكاوى

#الموسم_الخامس

#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top