الملك فاروق
كتبت/ منة هاني
الملك فاروق:
ملك الجاه والعز والسلطان هو آخر ملوك المملكة المصرية العلوية، لتتحول مصر بعدها من الملكية إلى الجمهورية.
أهلًا عزيزي القارئ سأحدثكم باختصار عن الملك “فاروق”.
مولده:
ولد “فاروق” في (١١ فبراير ١٩٢٠) بسراي عابدين كأولي ثمار زواج الملك “فؤاد” و”نازلي”، وبقدومه أقبلت السعادة والسرور على الملك “فؤاد” بعد أن اطمئن قلبه ببقاء العرش وامتداده في محيط أسرته ليصبح الملك “فاروق الأول ابن فؤاد الأول” ملك مصر القادم.
نشأته:
كان “فاروق” طفلًا ملكيًا منذ صغره تربى بعيدًا عن أحضان والدته، وعاش في كنف مربيات أجنبيات، وبسبب تلك التناقضات والقواعد الصارمة لم يكن “فاروق “طفلًا سعيدًا، وكان “فاروق” يكره التعليم بشدة، وكثيرًا كان يتلقى توبيخ من معلميه، وحاول الملك “فؤاد” بذل قصارى جهده في تثقيف وتعليم “فاروق”، ولكن لم ينجح الأمر وفشل “فاروق” في التعلم، وحين تجاوز “فاروق” (الخامسة عشر) من العمر أرسله والده إلي جامعة النيل للشهادة العليا، ولكن سرعان ما رفضته ليعود إلى مصر ليتعلم من جديد.
حياته:
تزوج الملك “فاروق” والملكة “فريدة” في (٢٠ يناير ١٩٣٨)، وأقيمت الاحتفالات وموائد الطعام لإطعام (١٠ الاف) فقير، وسرعان ما مرت الشهور والأيام وحلت ساعة مجئ ولي العهد، ولكن اختفت الفرحة وحزنت “نازلي” والدة “فاروق” وتألم “فاروق” ليعلن الطبيب أن المولود أنثى وأسماها “فريال”، وبعد (عام ونصف) فوجئ “فاروق” بالمولود الجديد أنثى وأسماها “فوزية”، وبعدها بفترة أتت “نازلي” وسرعان ما انفصل الزوجان وعاد الملك لحياته سريعًا.
تزوج بعدها بفترة من الملكة ‘نريمان”، وهي أم ابنه “أحمد فؤاد”، الذي استلم العرش بعد أن قام المصريين بخلع الملك “فاروق”، ونالت “نريمان” طلاقها في عام (١٩٥٤).
توليه العرش:
تولى الملك العرش في سن (السادسة عشر) من عمره بعد وفاة ابيه الملك “فؤاد الأول” في (٢٨ فبراير عام ١٩٣٦)، وفي (٢٩ يوليو ١٩٣٧) تولي عرش مصر دستوريًا؛ وذلك لبلوغه سن (الثامنة عشر).
الأحداث التي حدثت في عهده:
وقد شهدت مصر خلال فترة تولي الملك “فاروق” عرش مصر العديد من الأحداث السياسية:
توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون المشترك بين مصر وبريطانيا عام (1936).
حادثة (4 فبراير 1942)، ومحاصرة قصر عابدين لإجبار الملك على تولية “مصطفى النحاس” رئاسة الحكومة.
قيام حرب فلسطين عام (1948).
وقوع حريق القاهرة عام (1952).
فى صباح يوم (23 يوليو 1952) قامت ثورة يوليو وفي صباح (26 يوليو 1952) غادر الملك “فاروق” مصر على يخت المحروسة، وكان في وداعه اللواء “محمد نجيب” وأعضاء مجلس قيادة الثورة.
وفاته:
توفي في ليلة (18 مارس 1965م) في الساعة (الواحدة والنصف) صباحًا، بعد تناوله لعشاء دسم في مطعم إيل دي فرانس الشهير بروما، وقيل أنه اغتيل بسُم الأكوانتين بأسلوب كوب عصير الجوافة على يد “إبراهيم البغدادي” أحد أبرز رجال المخابرات المصرية الذي أصبح فيما بعد محافظًا للقاهرة، والذي كان يعمل جرسونًا بنفس المطعم بتكليف من القيادة السياسية، والتي كانت تخشى من تحقق شائعة عودته لمصر، وهذا ما نفاه “إبراهيم البغدادي”.
في تلك الليلة أكل وحده دستة من المحار وجراد البحر وشريحتين من لحم العجل مع بطاطا محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربى والفاكهة، وشعر بعدها بضيق في التنفس واحمرار في الوجه ووضع يده في حلقه، وحملته سيارة الإسعاف إلى المستشفى، وقرر الأطباء الإيطاليون بأن رجلًا بدينًا مثله يعاني ضغط الدم المرتفع وضيق الشرايين لا بد أن يقتله الطعام.
مكان دفنه الأول:
كانت وصية الملك “فاروق” أن يدفن في مصر وتحديداً في مسجد الرفاعي، حيث رفض الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” الاستجابة لطلب الأسرة بتنفيذ وصية الملك الراحل فتم الإعداد لدفنه في روما، وبعد إلحاح شديد استجاب “جمال عبد الناصر” لوساطة الملك “فيصل بن عبد العزيز آل سعود” ووافق على أن يتم دفنه في مصر، لكنه اشترط ألا يدفن في مدافن مسجد الرفاعي.
في منتصف ليلة (31 مارس 1965م) وصل جثمان الملك “فاروق” إلى مصر، ودفن في تكتم شديد في حوش الباشا حيث مقبرة جده “إبراهيم محمد علي باشا” في منطقة “الإمام الشافعي”، وفي (السبعينيات) وافق الرئيس “محمد أنور السادات” على طلب الأسرة وسمح بنقل رفات الملك “فاروق” إلى مسجد الرفاعي، وتم نقل الرفات ليلًا تحت الحراسة المشددة، لينتهي لنا عصر الملك “فاروق” وبداية الجمهورية لتعلن مصر عن أول رئيس.
المرجع/
الملك فاروق الأول اخر ملوك مصر.
_____________________________________
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ