الموسيقى قديمًا
كتبت/ روناء نصر
المقدمة:
اشتهرت حضارة مصر القديمة بأنها تمتعت بالكثير من العلوم الدينية والدنيوية والتطبيقية، واشتهرت بأنها ازدهرت بالفنون والآداب، وتنقسم الفنون إلى الغناء والرقص والموسيقى، ونتحدث عن موضوع الموسيقي والآلات الموسيقية والفنانين.
عرف المصري القديم الموسيقى منذ عصور ما قبل التاريخ، فالناي الطويل او الفلوت ظهر في نقوش ما قبل التاريخ، وعرف المصريون القدماء الجنك اي الليرا منذ (الأسرة الرابعة)، وجعلوا من المعبودة “حتحور” معبودة لهم.
كان إحساس المصري القديم بالموسيقى مرهفاً، وانتشرت الموسيقى في القصر الملكي وبين قصور كبار رجال الدولة، وامتدت إلى طبقات المجتمع ويستمعون إليها ويعزفونها تخفيفاً من أعباء العمل.
قد عرف المصريون الآلات بكل أنواعها مثل آلات النفخ والإيقاع وآلات الوترية، ومن أهم هذه الآلات عموماً:
١- الهارب.
٢ – العود.
٣- الناي.
٤- المزمار.
٥- الطبلة.
٦ – الصاجات.
٧- المصفقات.
٨-الصلاصل (السستروم).
ومعظمها لا يزال يستخدم في مصر حالياً وخصوصاً في المجتمع الريفي.
الليـــرا Lyra:
كانت تسمي بالمصرية القديمة Kinnar اي الليرا آلة موسيقية وترية تعزف بالنبر، وقد انتشرت تلك الآلة في الحياة الموسيقية عند المصريين القدماء في عصر الدولة الوسطى تحت اسم كِنَر اللغة المصرية، كما عرفت باسم كِنُور Kinnour في اللغة العبرية وكناره Kinnara في العربية، وهي آلة مصاحبة للغناء والرقص عند المصريين القدماء، وقد مرت بمراحل متعددة من التطور في الإمبراطورية الحديثة من حيث الشكل والحجم والزخارف ودقة الصنع وعدد الأوتار، وقد انتشرت آلة الليرا في حياة شعوب منطقة الجنوب تحت اسم الطنبورة، وكان صندوقها الرنان يُصنع من قرعة جافة أو ظهر سلحفاة، وكان لها دور رئيسي في الموسيقى الشعبية لقبائل البجة والبشاريين وغيرهم من سكان النوبة.
اشتهرت في مدن القناة تحت اسم السمسمية، وانتشر استخدامها كآلة مصاحبة للغناء والرقص عند سكان محافظات بور سعيد والإسماعيلية والسويس، وقد استوطنت في تلك المدن بطابعها وشكلها، وقد وجدت آلة الكنارة المصرية القديمة طريقها إلى أوروبا أثناء غزو اليونان والرومان لمصر في (عصر الأسرة الثلاثين)، حيث انتقلت إلى بلاد الإغريق وعاشت عصرها الذهبي هناك، وانتشر استخدامها تحت اسم الليرا Lyra، وأصبحت أهم الآلات الموسيقية في حياة المجتمع اليوناني القديم، وقد تطورت تلك الآلة تطوراً كبيراً في أوروبا حتى أصبح لها جذور في الحياة الموسيقية للمجتمعات الأوروبية.
وصف آلة الليرا أو الكنار:
من خلال النماذج الأصلية المعروضة في المتاحف المصرية في مصر وبلدان العالم، ومن خلال النقوش والرسوم المتعددة على جدران المعابد والمقابر نجد أن آلة الكنار المصرية القديمة لها أشكال وأحجام مختلفة، وهي تتكون من ذراعين على الجانبين مقوسين، وعادة ما يكون الذراعان وعصا شد الأوتار مزخرفة ومزينة بنقوش من رأس إوزة تارة، أو رأس حصان تارة أخرى، كما وجدت أشكال أخرى من الحليات مثل رأس الغزال، أو رأس اللبؤة.
الموسيقى في الدولة القديمة:
ظهرت النقوش التي تحمل أسماء العازفين والمنشدين والرسامين على جدران المعابد والمدافن وكانت في الغالب لموسيقيين وفنانيين القصر الذين لهم أعمال فنية متميزة خلدت أسماءهم، ولم يقتصر نقش الأسماء على الرجال فقط بل كان للنساء نفس هذا الحق.
انتشر الغناء في عصر الدولة القديمة، فكانت الأناشيد ترتل داخل المعابد في الصلوات الدينية والجنائزية، كما انتشر الغناء المصاحب للرقص في المناسبات الدينية والدنيوية في شتى المناسبات الملكية داخل البلاط، وفي الحياة الاجتماعية الخاصة بالشعب .
وكانت الآلات الموسيقية المستخدمة فى ذلك الوقت الناي القصير والناي الطويل والهارب الزاوي والهارب المركبي والهارب المقوس.
الوضع الاجتماعي للموسيقيين:
يتمتع المصري بنظرة إجلال وتقدير للعازف والمغني والراقص باعتبارهم فنانين مبدعين، فاندمجوا مع الكهنة والمتعلمين، وبعض بنات الملوك حملن لقب مغنية المعبود أو المعبودة.
المرجع/
عبدالحليم نور الدين، الموسيقى في مصر القديمة.
——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ