المفضلة
اضافه موضوع

كانت الصين قبل الامبراطور تشين هوانج ممزقة، وكان أمرائها يتصارعون ويتقاتلون، وعاشت في مقاطعات تحت ظروف حربية مهلكة، إلا أن إحدى الولايات واسمها تشين اعتنقت فلسفة ترى أنه من الضروري أن يكون للإنسان وللدولة أيضا مبادئ قوية وملزمة.

وبفضل هذا المبدأ أصبحت هذه الولاية أقوى الولايات الصينية، واستطاعت شين أن ينصب نفسه ملكا على الصين كلها، وأطلق على نفسه تشين هانغ تي، أي إمبراطور الصين العظيم.

من هو الامبراطور تشين هوانج

ولد الأمير تشين هوانج في عام 259 قبل الميلاد، وكان والده ملكا لدولة تشين وفي الوقت الذي ولد فيه انقسمت الصين إلى سبع ولايات خاضت حروبا مع بعضها البعض طوال الوقت. ا

لمؤرخون يدعون هذه الفترة في التاريخ الصيني بفترة الدول المتحاربة.

تشين شي هوانج شيونغ نشأ كأمير تلقى تعليما جيدا في تاريخ بلاده، وعن فنون القتال واستراتيجيات الحرب توفي والده وهو يعمر 13 عاما فقط، ما جعله يتولى الحكم وهو بعمر صغير جدا. حكم البلاد في سنوات حكمه الأولى بمساعدة وصي العرش.

وحين بلغ 22 عامة تولى زمام الأمور بنفسه دون تدخل من أحد، وكان طموحا للغاية أراد أن يغزو الولايات الصينية الأخرى، ويوحد الصين تحت راية واحدة يحكمها حاكم واحد.

بالفعل حقق مراده بغزو أول ولاية وهي ولاية هانغ، وبعدها غزة ولاية تشاو، ثم ولاية وي، وبعدها عد العدة لمواجهة الولاية الأقوى وهي ولاية تشو والتي بسقوطها خضعت الولايتان الباقيتان بسهولة، وأصبحت الصين كلها دولة واحدة، ثم نصب نفسه حاكما عليها.

من هو الامبراطور تشين هوانج

قصة الامبراطور تشين هوانج صاحب سور الصين العظيم

بسرعة شديدة، أدخلت في تعديلات جوهرية لما يجب أن تكون على باقي الولايات من وحدة واستقرار وانضباط، وقام بتقسيم دولته إلى 36 ولاية، جعل لكل منها حاكما مدنيا وجعل لها جيشا، وعين لكل جيش قائد، ثم جعل هذه المناصب بالتعيين وليست وراثية.

إضافة إلى ذلك، عين قائدا أو مستشارا ليوازن بين الحاكم المدني والحاكم العسكري، حتى لا يتفرد أحد بالسلطة، كما أصدر بعد ذلك قرارا بنقل الأغنياء والطبقة الأرستقراطية إلى العاصمة ليكون تحت رقابته الشديدة، وربط المدن والعواصم بطرق واسعة طويلة.

وأعلن بوضوح أن هما لم تكن الدولة مرتبطة ببعضها البعض، فلن يكون سهلا على الحاكم أن يسيطر عليها.

كما شملت أعماله توحيد الموازين والمقاييس وأشكال الحروف، لتكون وحدة الصين متماسكة ومنضبطة في كل مناحي الحياة،

ورغم كل ذلك، إلا أنه ارتكب إحدى أكبر حماقات التاريخ عندما أحرق كل الكتب في عصره، ولم يستبق إلى بعض الكتب عن الزراعة والصناعة. ويقال أنه احتفظ بنسخة من كل كتاب. أحرقه، وأودعها مكتبة القصر،

ولكن لا يوجد أي دليل مؤكد على ذلك، فقد أراد بهذا العمل الأحمق أن يقضي على كونفوشيوس وكل تعليمه الأخلاقية كما أراد أن يبدأ التاريخ بحكمه وسلالته.

كما قتل العلماء الذين لم يحرقوا اكتبهم، وتم إعدام عشرات المفكرين حرقا. ممن لم تتفق فلسفتهم مع مشروع توحيد الصين فالازدهار والتوسع جاء على شكل تعسف، وقتل محو لكل ما يقف في طريق ذلك،

فبالرغم من كون تشين زعيما مخضرم او قائدا ماهرا، إلا أنه كان طاغيا، فقد حظر جميع الأديان و طلب من مواطنيه أن يكون مخلصين ومطيعين. فقط للحكومة التي تتمثل في شخصه،

أما سياسته الخارجية فكانت هي الأخرى عنيفة، فقد كان على علاقة متينة بجيرانه، كما أن جيوشه لم تتوقف عن غزو البلاد الأخرى الواقعة في الشمال وضمها إلى الصين،

كما أنه ربط الأسوار الواقعة على حدود الصين بعضها ببعض، فكان سور الصين العظيم الذي ما يزال قائما حتى اليوم، والذي يمتد أكثر من 5000 كم شمال الصين، حيث نظم أكثر من 300 شخص لمدة بضعة عشر عاما،

فقد تسارع تحت إشرافه إتمام بناء سور الصين العظيم الذي كان هدفه الأول استراتيجيا عسكريا، وربما كذلك رمزيا، لتأكد من قوة الصين ووحدتها الوليدة.

قصة الامبراطور تشين هوانج صاحب سور الصين العظيم

وبسبب هذه الحروب الكبيرة، فقد فرض ضرائب كبيرة على الناس فكرهه الناس، ولكن كان من الصعب إسقاطه، لذلك حاول الشعب اغتياله، ولم يفلح أحد في ذلك.

اختلف المؤرخون حول الإمبراطور الأول للصين فالشيوعيون يرون فيه حاكما تقدميا ويقارنه الغرب بنابليون. ولكن من المؤكد أن هذا الإمبراطور حقق من الوحدة والاستمرار والانضباط في الصين لأول مرة في التاريخ. ولم يفلح أحد بعد ذلك في تغيير هذا الاستمرار والوحدة التي سادت الصين حتى اليوم.

هذا الامبراطور تشين هوانج كان كغيره من أباطرة وشعب الصين، يفكر في أساطير الحياة بعد الموت، والبعث من جديدة، وامتلاك القوة، ولهذا أمر ببناء جيش ليتم دفنه معه عندما يموت، بهدف أن يستمر في منصبه حتى بعد موته،

وأمر حينها بأن لا يكون هناك جنديين متشابهين في هذا الجيش بأكمله أهل، وهذا ما تم بالفعل ببراعة مثيرة للدهشة، فكان لكل تمثال وجه مختلف، وقد تم اكتشافه هذا الجيش عام 1974 في حدث مذهلا أذهل العالم، خصوصا علماء الآثار،

حيث عثر عمال كانوا يحفرون بئرا بالقرب من مدينة شيان بالصين على أعظم اكتشاف أثري في العالم، وهو جندي من الصلصال بالحجم الطبيعي، متأهب لخوض معركة، وما كان من رجال الحفر إلا ام ابلغوا السلطات الصينية التي أرسلت بدورها علماء أثار من جهات حكومية إلى الموقع،

ولكنهم لم يعثروا على جنديا واحد فقط بل عثروا على الآلاف، بل جيش كامل من 8000 مقاتل و520 حصانا مصنوعة من الطين المجفف، وحوله منحوتات للراقصين او بهلوانيين وموسيقيين.

وقد تبين بعد تدقيق طويل في بحث فريق عمل الآثار المختص بتنقيبه، بأن تفاصيل الوجوه لكل منها مختلفة عن بعضها البعض في تسريحات الشعر وملامح الوجه، وشكل الشوارب واللحية والحواجب، ثم في اللباس بأدق تفاصيله.

وقد بادر الباحثون، استنادا لتحليل تواريخ والتواقيع المنقوشة على الأسلحة الحربية عدد العاملين بما يزيد على 700,000 عامل، كما تم تخمين هويات بعضهم من مقبرة جماعية، اكتشفت على بعد أمتار من هذا الضريح الهائل،

وتبين أيضا سبب تسخير هذا العدد من العمال، فقسم منهم كان مديونا للحكومة، وكانت خدمته في بناء الجيش الحجري تعويضا عن الأموال التي لم يقدر على تسديدها.

وبالرغم من جمال و روعة وعظمة الإبداع الذي تجسد في هذا الضريح المذهل إلا أن كل قطعة فيه تشير إلى تواريخ الأفراد الذين نحتوها، ودفنوا وقربها تجسيد الاستبداد والظلم والعبودية.

وقد أدرجت مقبرة الامبراطور الاول تشين هوانج في قائمة التراث العالمي بوصفها المشروع الحضاري القديمة الأول في الصين، ولقبت بالأعجوبة الثامنة في العالم.

قصة الامبراطور تشين هوانج صاحب سور الصين العظيم

وفاة الامبراطور تشين هوانج

توفيت الامبراطور تشين هوانج أثناء سفره في جولة في شرق الصين في 210 قبل الميلاد وكان ابنه الثاني هوهاي بصحبته وقد أراد أن يصبح إمبراطورا خلفا لوالده، لذلك أخفى خبر وفاة والده وزور رسالة من والده إلى أخيه الأكبر يأمره فيها بالانتحار.

وبعد أن قتل شقيقه الأكبر نفسه تنفيذا لأوامر والده، أصبح هوهاي إمبراطورا، ولكن لم يبقى في موقعه سوى أربعة سنوات انتهت باغتياله، وبوفاة ابنه، انهارت إمبراطورية الصين،

فقصة الإمبراطور الأول تشين تشي هوانج  كالآثار التي تركها كانت استثنائية في كل تفاصيلها. ولمعرفة المزيد عن تاريخ الصين يمكنك الاطلاع عليها من هنا

وفاة الامبراطور تشين هوانج

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا