ثورات أهل الذمة
كتبت/ روناء نصر
الأسباب التى أدت للثورات من جانب أهل الذمة:
بسبب ما تعرضت له كنائسهم في بعض الأحيان من حوادث الهدم والنهب وسرقة محتوياتها، وهي الحوادث التي قامت بها مجموعة ممن لا دراية لهم بروح الإسلام.
اطضهاد أهل الذمة للمسلمين في عهد السلطان بيبرس:
يشير ذلك لما حدث من “جاثليق النصاري” في بغداد بعد سقوط الدولة العباسية على أيدي المغول، مما جعل السلطان “بيبرس” يرسل اليهم سنة (672ه) رسالة يطلب فيها أن يكفوا عن أذي المسلمين في العراق مع إرسال دِهن البلسان (البلسم)، وأرسل معه قطعة من الصليب المقدس، فضلاً عن الأذى والضرر اللذين عانى منهما مسلمو الشام أثناء غزو “هولاكو” بسبب تسلط المسيحيين عليهم، مما جعل المسلمين يردون للنصارى أذاهم بعد موقعة عين جالوت.
على أن تسليمنا بتغلب روح التعصب الديني في ذلك العصر لا يعني تسليمنا بأن أهل الذمة في مصر عاشوا حياتهم في ظل اضطهاد متواصل؛ لأن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، فقد عاشوا يتمتعون بكل حرياتهم الاجتماعية والسياسية، وارتقوا في وظائف الدولة، وتولوا المناصب الهامة كما نعموا بحرية تنظيم جماعاتهم داخلياً تحت رئاسة يختارونها تحت ظل روح الإسلام وتسامحه مع أهل الكتاب.
الحروب الصليبية:
تمثل التجسيد العملي لمشاعر التعصب الديني الذي ساد أوروبا في العصور الوسطى، كانت من الأسباب المباشرة في إثارة مشاعر المرارة في نفوس المسلمين في كل أنحاء العالم الإسلامي، وزرعت بذور عدم الثقة بغير المسلمين، ومما ثبت قيام بعض المسيحيين بالتجسس لحساب القوى الصليبية، فضلاً عن الأعمال والجرائم التي فعلوها ضد المسلمين بوجه خاص حتى أنهم ذبحوا سنة (1099م) نحو (70 ألف) مسلم احتموا بالمسجد الأقصي فراراً من برابرة الحملة الصليبية (الأولى).
الذميون والإدارة:
كان الذميون العاملون في مجال الإدارة آداة استخدمها المماليك لابتزاز الرعية، ومن المعلوم أن الحقد الطبقي لا يرتبط بكون الطبقة الغنية تعتنق ديناً آخر غير دين الطبقات الأخرى، ومن الطبيعي أن يؤرق جموع المصريين أن يروا الذميين سيفاً مسلطاً بيد الحكام حيث معظم الحكام كانوا حديثي العهد بالإسلام.
مناسبات تعرض فيها الذميون لغضب العامة:
كان أحد كُتاب النصارى يعمل لدي الأمير “عين الغزال”، وحدث أثناء سيره في الطريق أن قابل سمساراً مسلماً على دين الأمير، فامسك النصراني بالسمسار فسبه وأهانه ثم احتجزه، وتجمهرت الجموع وطلبوا الصفح دون جدوى حتى هجموا على النصراني، حتى تدخل السلطان “الأشرف الخليل” الذي أمر بجمع كل الموظفين من أهل الذمة ومعاقبتهم حتى تدخل “بيدرا النائب” في الأمر.
اليهود والنصارى:
من أهم حوادث الإضطهاد التي تعرض لها اهل الذمة، حيث لم يكن هناك ما يميز اليهود والنصارى عن سائر المصريين سوي الزنار للمسيحيين، وعلامة على العمائم لكل ذمي، زرقاء للمسيحي، صفراء لليهودي، حمراء للسامري، بل هناك شك حتى في وجود مثل هذه العلامات البسيطة، بدليل أن وزير المغرب لم يستطع أن يميز الموظف القبطي عن سائر أعيان المسلمين.
المرجع/
قاسم عبده قاسم، أهل الذمة فى مصر من الفتح الإسلامي حتى نهاية المماليك.
_____________________________________
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ