الحضارة البشرية
كتبت/ سمر محمد
مقدمة:
مما لا شك فيه أن الانسان اليوم في قمة ما أنجز من حضارة منذ أكثر من (عشرة آلاف) سنة، فكل هذه الانجازات لم تأتِ صدفة، ولم تتم بسهولة بل إنها تطورت ببطء وبصعوبة عبر آلاف السنين، وتطول قصة هذا التطور لتروي كيف تكاملت حلقات الانجاز الحضاري، منذ أن كان الانسان منتقلاً في الغابات وقرب الأنهار إلى أن أصبح على ما هو عليه اليوم من تقدم ورقي، فاذا كان المجتمع البشري وحضارته اليوم على قمة هرم الحضارة، علينا ان ندرك ان هذا الهرم أشبه بجبل عظيم من الثلج، قمته فوق الماء لكن جسمه الضخم أي قاعدته تحت الماء، هكذا كل ما نعرفه عن تاريخنا إذا قسناه بما لا نعرف، يشبه قمة جبل الجليد هذا بالنسبة لكامل الهرم وعصور ما قبل التاريخ بدأت عصور التاريخ منذ عدة آلاف من السنين مع الحضارات التي نشأت حول الأنهار مثل وادي النيل وحول نهري دجلة والفرات ومن ثم في باقي أجزاء المنطقة من النيل حتى الغانج في الهند .
أما العصور البعيدة في التاريخ والتي كان الإنسان موجوداً فيها، لكنه لم يترك أثراً مكتوباً فقد أطلق عليها العلماء عصور ما قبل التاريخ وهي تمتد إلى (عشرات بل الى مئات الوف السنين)، وقد تزيد عن (المليون سنة).
بداية اكتشاف البقايا القديمة:
فقد بقي أمر الماضي البعيد لا يثير فضول الانسان بشكل جدي حتى مطلع القرن (التاسع عشر)، حيث تم صدفة اكتشاف بقايا عظام لحيوان أو لإنسان وأدوات حجرية، مع هذه الاكتشافات بدأ الحماس يدب عند العديد من العلماء لاكتشاف البقايا القديمة وشرحها خارج حدود مفاهيم الكتب المقدسة.
تطور العلم في تحديد أعمار الآثار:
تمكن العلم من تحديد عمر الآثار ، فقد كان العلماء قديماً يقدرون عمر الطبقة التي وجدوا الأثر فيها، إنما بعد العام (١٩٥٠) أصبح هناك طريقة حديثة تقوم على تحليل الفحم.
تقسم العلماء الماضي إلى مرحلتين بارزتين :
١ – مرحلة التاريخ وتبدأ منذ (٦٠٠٠) سنة تقريباً .
٢ – مرحلة ما قبل التاريخ وهي جميع العصور الطويلة السابقة لعصر التاريخ.
عصور ما قبل التاريخ:
أ – العصر الحجري القديم الباليوليتي (Paleolithique).
ب – العصر الحجري الحديث النيوليتي (Neolithique).
وقد نجد على الارض اليوم قبائل ما زالت تعيش في حضارة عصور ما قبل التاريخ المتقدمة حتماً، وقد قدر العلماء ظهور الانسان على الأرض منذ أكثر من (مليون) سنة، ويمتد العصر البليوليتي منذ وجود الانسان حتى (عشرة آلاف) سنة قبل
الميلاد، ويقسم إلى (ثلاثة) أدوار، وتلاه النيوليتي وفيه بدأ الإستقرار.
ملائمة الشروط الحغرافية للشرق الأوسط:
كانت الشروط الجغرافية ملائمة للشرق الأوسط كي تنمو فيه الحضارات، فمن مناخ لطيف دافئ إلى أرض خصبة ومياه غزيرة، واستطاع الانسان ان يستقر فيه منذ مطلع (الألف التاسع ق .م).
تطور الإنسان:
فعرف الزراعة وطورها، ودجن الحيوان، وكوّن الجماعات المستقرة (قرى، مدن، . . .) وتعود هذه التجمعات إلى (ثلاث) مجموعات أساسية هي :
١ – الشعوب المتوسطية:
التي عاشت في المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ، وعرفت حضارتها بالحضارة النيوليتية ومعها بدأ عصر التاريخ .
۲ – القبائل السامية:
خرجت قبائل عديدة من الجزيرة العربية عرفت بالقبائل السامية واتجهت نحو الأراضي الخصبة : العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر ، ومنها البابليون والاشوريون والكنعانيون والفينيقيون والعبرانيون والآراميون .
٣ – الشعوب الاسيانية:
كما أتت المنطقة شعوب عرفها المؤرخون بالشعوب الاسيانية وكان منها الحثيون والسومريون والشعوب الهندية – الاوروبية التي تدفقت خلال (الألف الثاني) ومنها الفرس واليونان، وعرفت ايضاً بالشعوب الآرية .
أشهر الامبراطوريات التي مرت في هذه المناطق :
۱ – الحضارة المصرية:
وقد امتدت امبراطوريتها إلى كل اجزاء العالم المتمدن آنذاك في حوض المتوسط والشرق الاوسط .
٢ – الحضارة المينوية:
نسبة الى الامبراطور “مينوس Minos”، وقد ازدهرت هذه الحضارة في جزيرة كريت وعم السلام كافة جزر بحر إيجه، لكن الآخيون (Les Acheens) سيطروا على جزيرة كريت سنة (١٤٥٠ ق .م)، وتبنوا الحضارة الكريتية واستولوا على البحر عام (١٢٠٠ ق .م) تقريباً .
٣ – الحضارة الفينيقية:
لعبت المدن الفينيقية ابتداء من (الألف الثالث) قبل المسيح دور المرافئ لامبراطورية العالم الشرقي بعد زوال الامبراطورية الآخية، فأسسوا مراكز تجارية على الشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط خاصة قرطاجة التي توصلت امبراطوريتها إلى دحر امبراطورية روما على يد قائدها البطل “هنيبعل” وغيره .
٤ – الحضارة الاغريقية:
انطلاقاً من عدة انتصارات حربية كون “الاسكندر الكبير” امبراطورية تصل أوروبا بالشرق مما جعل مصر التي تملك قوة بحرية لملاقاته ومنافسته، فكانت الحضارة الاغريقية التي هي أم الحضارات من النواحي الفكرية والعلمية والفلسفية.
٥ – الامبراطورية الرومانية:
تأسست روما عام (٧٥٣ ق .م) بعد أن تحررت إيطاليا من سيطرة الأتروسك (Etrusque)، فردت هجمات الغوليين حوالي عام (۳۹٠ ق.م)، وبعدها تتابعت سلسلة الانتصارات التي أوصلت روما إلى السيطرة على حوض البحر الأبيض المتوسط، فأدي السلام الروماني إلى إيجاد وحدة حضارية حول البحر المتوسط.
المرجع/
التاريخ – موريس شربل.
_____________________________________
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ
