المفضلة
اضافه موضوع

قصتنا اليوم ليست عن شخص واحد بل مجموعة أشخاص ذكرهم الله عز وجل في القرآن الكريم كمجموعة وليس أشخاص أغلب الآراء تشير إلى أن عدد الحواريين اثنا عشر من بني إسرائيل أطاعوا الله تبارك وتعالى وأطاعوا رسوله ونبيه عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فخلدت أسماؤهم في التاريخ حديثنا هنا عن الحواريين

لماذا سموا بهذا الاسم وما قصتهم وماذا فعلوا حتى خلد الله عز وجل سيرتهم في الإنجيل والقرآن الكريم تابعوا المقالة للنهاية معنا لمعرفة كل ذلك .

 

طوائف أتباع عيسى بن مريم عليه سلام

تحدث القرآن الكريم في سورة الحديث عن ثلاث طوائف من أتباع عيسى بن مريم عليه سلام طائفة ابتدعت في دين الله ما ليس منه وطائفة أخرى استمرت على الإيمان الحق الخالي من البدع والأهواء وطائفة ثالثة انحرفت عن الحق الذي جاء به عيسى عليه السلام انحرافا شديدا

وقد أخبر سبحانه وتعالى عن هذه الطوائف الثلاث في سورة الحديد بقوله تعالي {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)}

وتلك مقالة حول قصة سيدنا عيسي عليه السلام كاملة يمكنك الاطلاع عليها من هنا.

أتباع عيسى بن مريم عليه سلام

من هم الحواريين؟

الحواريين هي طائفة من الطوائف الثلاث من أتباع عيسى بن مريم عليه السلام وهم الصفوة والنخبة من الأصدقاء المقربين لسيدنا عيسى بن مريم عليه السلام وهم أكثر من ناصروا سيدنا عيسى بن مريم في دعوته إلى الله عز وجل وقد اطلق عليهم لفظ الحواريين لصفائهم ونقائهم وخلوصهم

وقيل لأنهم كانوا يحولون ثيابهم فتكون شديدة البياض فسموا حواريين لذلك فالحور هو شدة النقاء والبياض فالحواريون هم خلص أصحاب سيدنا عيسى ابن مريم وهم خلص أصدقاء المرء يطلق عليهم نفس اللفظ

وقيل أيضا أن من أسباب تسمية الحواريين بهذا الاسم المسيحي الحواريين لأنهم كانوا فضلا عن طهارة قلوبهم وصفاء أرواحهم كانوا دائبي السعي في تظهير الناس وتنوير أفكارهم وغسلهم من الذنوب مما دفعهم لترك الباطل وتلبية نداء الحق ورغم قلة عددهم لم يخشوا شيئا ولا حتى لومة لائم

فأقروا بالإيمان وحده وكانوا على يقين أن ما جاء به عيسى عليه السلام هو الحق من ربهم وقد جاء في القرآن الكريم أنهم أعلنوا اعترافهم بألوهية الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى حيث سلموا أمرهم تسليما تاما بكل ما أنزله الله تعالى على أنبيائه من قبلهم وأعلنوا امتثالهم لكل أوامر الحق التي جاء بها نبيهم عيسى عليه السلام.

وبعدها طلبوا من الله تعالى أن يجعلهم من عباده الأخيار وذلك كما جاء في قوله تعالى في سورة آل عمران {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)} لذلك استحقوا تسميتهم بالحواريين

وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (ما مِن نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ في أُمَّةٍ قَبْلِي إلَّا كانَ له مِن أُمَّتِهِ حَوارِيُّونَ، وأَصْحابٌ يَأْخُذُونَ بسُنَّتِهِ ويَقْتَدُونَ بأَمْرِهِ، ثُمَّ إنَّها تَخْلُفُ مِن بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يقولونَ ما لا يَفْعَلُونَ، ويَفْعَلُونَ ما لا يُؤْمَرُونَ، فمَن جاهَدَهُمْ بيَدِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، ومَن جاهَدَهُمْ بلِسانِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، ومَن جاهَدَهُمْ بقَلْبِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، وليسَ وراءَ ذلكَ مِنَ الإيمانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ. قالَ أبو رافِعٍ: فَحَدَّثْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ فأنْكَرَهُ عَلَيَّ، فَقَدِمَ ابنُ مَسْعُودٍ فَنَزَلَ بقَناةَ فاسْتَتْبَعَنِي إلَيْهِ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ يَعُودُهُ، فانْطَلَقْتُ معهُ فَلَمَّا جَلَسْنا سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عن هذا الحَديثِ، فَحدَّثَنيهِ كما حَدَّثْتُهُ ابْنَ عُمَرَ. قالَ صالِحٌ: وقدْ تُحُدِّثَ بنَحْوِ ذلكَ عن أبِي رافِعٍ.) مصدر الحديث : صحيح مسلم

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا (إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوارِيًّا وإنَّ حَوارِيَّ الزُّبَيْرُ بنُ العَوّامِ.) فقد كان الزبير بن العوام رضي الله عنه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين تميزوا بنصرة النبي الكريم

لذلك فالحواريون هو مصطلح يطلق على الجمع المقربون لأنبياء الله عليهم جميعا السلام المناصرون لهم والمقتدين بهداهم والمنصاعون لأوامرهم وغير المبدلين لكلام أنبيائهم المنزل من الله عز وجل

من هم الحواريين

قصة الحواريين أصحاب سيدنا عيسى عليه السلام

مدح الله عز وجل حواري عيسى عليه السلام ودعا المؤمنين إلى التشبه والاقتداء بهم فقال سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}

فالآية هنا في سورة الصف تأكيد لما جاء في آية سورة آل عمران من دعوة عيسى المؤمنين من بني إسرائيل إلى نصرته والالتزام بما جاء به بقوله على سبيل الامتحان لقوة إيمانهم من الجند المخلصون الذين اعتمد عليهم بعد الله سبحانه وتعالى في نصرة الدين وفي التوجه إلى الله بالعبادة والطاعة وتبليغ الرسالة

وكان جواب الحواريين لعيسى عليه سلام عندما دعاهم إلى إتباع الحق نحن أنصار دين الله ونحن الذين سنثبت على العهد

أما بقية بني إسرائيل فقد افترقوا إلى فرقتين فرقة آمنت بما جاء به سيدنا عيسي عليه السلام من عند الله تعالى وفرقة أخرى كفرت به وبرسالته وقد أيد سبحانه الفئة المؤمنة من بني إسرائيل ونصرها على الفئة الكافرة منهم

قال تعالى في سورة المائدة {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)}

فالحواريين هم الصفوة والنخبة من الأصدقاء المقربين لسيدنا عيسى بن مريم عليه السلام فهم خلاصة أصحاب روح الله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام

وقد ذكر الله عز وجل الحواريين في القرآن الكريم حين أحس سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام الكفر بدعوته فأراد أن يبين من هو المؤمن من قومه ممن هو كافر

فنادى عيسى بن مريم عليه السلام في قومه متسائلا من أنصاري إلى الله فخرج الحواريون من بين القوم ليقولوا لنبي الله عيسي عليه السلام نحن أنصار الله ونحن المؤمنون بدعوتك

فأثابهم الله سبحانه وتعالى لصنيعهم هذا بأن جعلهم مؤيدين على من كفر من قومهم ظاهرين على غيرهم بحسن سريرتهم وصفاء عقيدتهم ودفاعهم عن نبيهم عليه السلام

قال الله تعالى في سورة الصف {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}

فقد كان اليهود ينتظرون مجيء عيسى بن مريم عليه السلام بعدما بشرهم به موسى عليه السلام قبل أن يولد وعندما ولد وبعث فيهم نبيا أعلن عليه سلام دعوته وثبتها بالأدلة الكافية من الله عز وجل وجل

وعندما تعرضت مصالح بني إسرائيل للخطر وقفوا ضده كعادتهم مع الأنبياء والمرسلين وأخذوا يصرون على المعارضة والعصيان والمعاندة والانحراف فنادى فيهم كما ذكرنا من أنصاري إلى الله فاستجاب لندائه نفر قليل كانوا مؤمنين وإظهارا سماهم القرآن الكريم الحواريين لبوا نداء المسيحي ووقفوا معه لنشر أهدافه وشريعته المقدسة.

قصة الحواريين أصحاب سيدنا عيسى عليه السلام

أسماء الحواريين

لم يذكر في الإسلام من قريب أو بعيد أسماء الحواريين حواريي عيسى ابن بريما عليه السلام لأن الإسلام كما نعلم يهتم بفائدة القصة وهدفها ولا يهتم بالتفاصيل التي لا تفيد والتي لا ينبغي التشاغل بها فلو كان في معرفتهم فائدة لنا لا بين الله عز وجل لنا ذلك أو لذكره رسوله صلى الله عليه وسلم هنا من ذلك أن نقتدي بهم

وفي المقابل ذكر في الإنجيل أسماء الحواريين وهم اثني عشر حواري وهم :

  1. بطرس
  2. أندرياس
  3. يعقوب
  4. يوحنا
  5. فيلوبس
  6. برتولولما
  7. توما
  8. متى
  9. يعقوب بن حلفا
  10. شمعون
  11. يهوذا أخو يعقوب
  12. يهوذا الاسخريوطي

يهوذا الاسخريوطي الذي يقال عنه في الديانة المسيحية أنه خان المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وسلمه إلى اليهود ليصلبوه كما جاء في الشريعة المسيحية

أما في الإسلام فيعرف يهوذا الاسخريوطي أيضا بالتلميذ الخائن للمسيح عيسى عليه السلام وهو الذي واطئ الكهنة على الدلالة عليه بأجر وهو الذي ألقي عليه شبه المسيح فصلب بدلا منه ورفع المسيح إلى السماء

قال تعالى في سورة النساء {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)}

وقال تعالى أيضا في سورة آل عمران {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)}

أسماء الحواريين

عمل الحواريين

كان الحواريون يرافقون المسيح عيس بن مريم عليه السلام فيه رحلاته وكلما عطشوا أو جاعوا رأوا الماء والطعام مهيأة أمامهم بأمر الله عز وجل فكانوا يرون في ذلك فخرا لهم وأي فخر وسألو نبيهم ورسولهم عيسى بن مريم عليه السلام أهناك من هو أفضل منا

فقال عيسي عليه السلام نعم أفضل منكم من يعمل بيده ويأكل من كسبه وعلى إثر ذلك عمل الحواريون بغسل الملابس للناس لقاء أجر وانشغلوا بذلك

وروي أيضا أن سيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام قال يا معشر الحوارين لي إليكم حاجة اقضوها لي قالوا قضيت حاجتك يا روح الله فقام فغسل أقدامهم فقالوا كنا نحن أحق بهذا يا روح الله فقال المسيح عيسي عليه السلام إن أحق الناس بخدم العالم إنما تواضعت هكذا حتى تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم

ثم قال عيسى عليه سلام بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل

قصة مائدة سيدنا عيسي والحواريين

قصة مائدة سيدنا عيسي والحواريين

ويحكي القرآن الكريم في شأن الحواريين أنهم طلبوا من نبي الله ورسوله عيسى بن مريم عليه السلام أن ينزل عليهم مائدة من السماء ودار بينهم الحوار الالي كما ورد في سورة المائدة

{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ}

وقد كان جواب عيسى بن مريم عليه السلام على طلب الحواريين بأن أمرهم بتقوى الله عز وجل والوقوف عند حدوده والخوف والخشية منه وترك مطالباته بأمور تؤدي بالمؤمن إلى الفتنة

فقال لهم عيسى بن مريم كما جاء في القرآن الكريم {قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112)}

ورد الحواريون على عيسى بن مريم عليه والسلام بذكر الأسباب التي دفعتهم إلى أن يصل بهم الأمر لدرجة أن يطلبوا مائدة من السماء وهي الرغبة في أن ينالوا البركة ولحاجتهم إلى الطعام بعد أن ضيق عليهم بنوا إسرائيل في الرزق وأيضا لتزداد قلوبهم إيماننا بالله عز وجل وتصديقا بما جاءهم من الحق

وأيضا ليكونوا شهودا على صدق المعجزات التي جاءهم بها عيسى عليه السلام عند الذين لم يشهدوها قال تعالى في سورة المائدة {قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)}

بين الحواريون لعيسى بن مريم عليه والسلام كما حكا القرآن الكريم أنهم لم يطلبوا نزول المائدة من السماء لأنهم يشكون في قدرة الله عز وجل أو نبوة عيسى عليه السلام بل طلبوا ذلك زيادة في الإيمان وطلبا لليقين

فقد كان الحواريون خلصان الأنبياء ودخلاءهم وأنصارهم وقد كانوا عالمين باستطاعة الله على كل شيء

فعندما سمع عيسى بن مريم عليه السلام أسباب طلاب الحواريين مائدة من السماء تضرع عليه الصلاة والسلام إلى الله تعالى وطلب من ربه سبحانه وتعالى أن ينزل على أنصاره رزقا من السماء يكون يوم نزوله عيد يحتفلون به يبتهجون ويتقربون به إلى الله عز وجل على ما رزقهم من الطيبات

ويكون أيضا عيدا لمن يأتي من بعدهم ممن لم يشهد هذه الآية المعجزة الربانية وقد بين سبحانه وتعالى ذلك في قوله عز وجل {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)}

استجابة الله عز وجل لسيدنا عيسى بن مريم عليه السلام كانت مختلفة عن أي استجابة دعاء أخرى فقد كانت مشروطة حيث أخبرهم سبحانه وتعالى أنه منزل هذه المائدة عليهم استجابة لدعاء رسوله وعبده عيسى عليه السلام

إلا أن الله عز وجل اشترط أنه إذا استمر كفر البعض بعد نزول المائدة فسوف يكون مصير هؤلاء العذاب الشديد قال تعالى في سورة المائدة {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)}

أنزل الله تعالى المائدة من السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين وجعلت تدنو قليلا قليلا وكلما دانت سأل عيسى عليه السلام ربه عز وجل أن يجعلها رحمة لا نقمة وأن يجعلها بركة وسلامة فلم تلتزم تدنو حتى استقرت بين يدي عيسى عليه السلام وهي مغطاة

فقام عيسى يكشف عنها وهو يقول بسم الله خير الرازقين ثم أمرهم بالأكل فأكلوا منها فشفي كل من به عاهة أو آفة أو مرض مزمن ومن كثر ما كانت تحويه المائدة قيل إنه كان يأكل آخر القوم كما يأكل أولهم حتى قيل أنه كان يأكل منها نحو سبعة آلاف وقيل إنها كانت تنزل يوما بعد يوم

ثم أمر الله عيسى عليه السلام بأن يقصرها على الفقراء والمحتاجين دون الأغنياء فشق ذلك على الكثير من الناس وتكلم منافقوهم في ذلك وجحد القوم وكفروا بعد نزول المائدة

فكان عقاب الله الذي حذرهم منه بأنه رفعت المائدة بالكلية ومسخ الكافرون قردة وخنازير

وتلك مقالة كاملة حول قصة مائدة سيدنا عيسي للحواريين

مائدة عيسي بن مريم عليه السلام 

موت الحواريين

بعد ان الرفع الله عز وجل عيسى بن مريم عليه السلام إلى السماء تفرق الحواريون في البلاد يدعون إلى عبادة الله عز وجل وإلى الإيمان به تعالى والإيمان بالمسيح عبدا لله ورسوله أي يدعون بدعوة عيسى صلوات الله عليه في كل مكان وفي كل البلاد

ونتاج دعوتهم وقع على تلاميذ المسيح الحواريين الوان عديدة وعظيمة من العذاب واضطهدوا وقتلوا وشردوا وفعلت فيهم الأفاعيل وكانت أعظم تلك الاضطهادات ما وقع على يد الملكي نيرون في سنة 64 من الميلاد ثم على يد الملك ديمتيانوس في سنة 90 ميلادية ثم في عهد الملك تراجان في العام 106 من الميلاد

ثم على يد الملك دقلديانوس سنة 284 ميلادية وهذا الملك قد صمم على أن لا يكف عن قتل النصارى حتى تصل الدماء إلى ركبة فرسه وقد نفذ تصميمه وهدم الكنائس وأحرق الكتب وأذاقهم من العذاب صنوفا وألوانا

مما دفع النصارى من أقباط مصر إلى اتخاذ يوم التاسع والعشرين أغسطس 284 ميلادي بداية لتقويمهم تخليدا لذكرى ضحاياهم

استمر للاضطهاد يتصاعد إلى آن استسلم الإمبراطور جالير لفكرة التسامح مع النصارى لكنه مات بعدها ليعتلي بعده قسطنطين عرش الإمبراطورية

سعى قسطنطين بما لأبيه من علاقات حسنة مع النصارى فأعلن مرسوم ميلان الذي يقضي بمنح النصارى الحرية في الدعوة والترخيص لديانتهم ومساواتهم بغيرها من ديانات الإمبراطورية الرومانية وشيد لهم الكنائس

وبذلك انتهت أسوء مراحل التاريخ النصراني قسوة التي ضاع فيها إنجيل عيسى عليه الصلاة والسلام وقتل الحواريين والرسل وبدأ الانحراف والانسلاخ عن شريعة التوراة ليبدأ النصارى عهدا جديدا من تأليه المسيح عليه الصلاة والسلام وظهور اسم المسيحية إلى هنا تنتهي قصة الحواريين دمتم في رعاية الله وأمنه

 

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في قصص وحكايات
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف قصص وحكايات
  • الاكثر شيوعا