الدولة الإدريسية من التأسيس حتي السقوط

الدولة الإدريسية انها اول دوله لآل البيت يقيمونها لأنفسهم دولة نشأت في بلاد المغرب بعد فتره من ثورات العلويين الفاشلة ضد العباسيين حتى نجح ادريس بن عبد الله في الفرار الى المغرب حيث احتضنته قبيلة اوربة ثم بايعته مختلف القبائل هناك،

لتبدا اول دولة علويه على ارض المغرب نجحت في الصمود لفتره من الزمن حتى سقطت نتيجة للثورات والصراعات الدامية على الحكم.

انها الدولة الإدريسية او كما تعرف بدولة الادارسة تابعونا للنهاية لنعرفكم على تاريخ الدولة الإدريسية من التأسيس حتي السقوط.

أسباب تأسيس دولة الادارسة

قبل ان نحدثكم عن نشاه الدولة الإدريسية العلوية يجدر بنا ان نرجع قليلا الى الوراء لنتعرف على الظروف التي أحاطت بنشأتها فقد كانت البداية من من العلاقة العدائية التي جمعت بين العلويين والعباسيين اذ كان العلويون يرون انهم احق بالخلافة من أبناء عمومتهم العباسيين ومن ثم ثاروا ضدهم.

وقد تمكن العباسيون من اخماد تلك الثورات في عهد ابي جعفر المنصور ولما تولى ابن المنصور أبو عبد الله المهدي السلطة عمل على تجنب المشاكل التي اعترضت والده من قبل، فرد الأموال الى العلويين واطلق سراح المسجونين وتقرب من منهم واغدق عليهم العطايا كسبا لودهم وتجنبا لثورتهم.

وساد الهدوء بين الطرفين لفتره لكن في الخفاء كان العلويون يلمون شملهم وينظمون قواتهم استعدادا للثورة.

ولما تولى موسى الهادي الخلافة وقع نزاع بين والي المدينة المنورة وبعض رجال من آل البيت اساء التعامل معهم، فحرك ذلك روح الثورة في نفوس العلويين فثاروا ضد العباسيين بقياده الحسين بن علي ابن الحسن.

وانتقلت الثورة الى مكة بعد ان اعلن الحسين البيعة لنفسه واقبل الناس عليه يبايعونه، فارسل الخليفة العباسي جيشا للقضاء على هذه الثورة والتقى الجيشان في معركه فخ عام 169 للهجرة 786 للميلاد،

لتنتهي بهزيمة جيش الحسين ومقتله هو وجماعة من أصحابه وقد نجى من تلك المعركة احد قاده الثائرين وهو ادريس بن عبد بن الحسن مؤسس الدولة الإدريسية.

كيف نشأت الدولة الإدريسية

سلك ادريس طريقا طويلا حتى يصل الى المغرب حيث استغرقت رحلته عامين كاملين خاض فيها الكثير من المغامرات للهروب من العباسيين حتى وصل الى مدينة وليلي.

فاتصل ادريس بإسحاق بن محمد بن عبد الحميد زعيم قبيله اوربة البربرية صاحبة النفوذ والسيطرة على وليلي، ولما اطمأن اليه ادريس عرفه بنسبه واعلمه بفرار من موطنه نجاة بنفسه من العباسيين.

وقد رحب إسحاق بضيفه وجمع اخوته وزعماء قبيله اوربة وعرفهم بنسب ادريس وقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم، فرحبوا به جميعا وبايعوه بالخلافة عام 172 للهجرة 788 للميلاد، وبعد ذلك خلع إسحاق بن عبد الحميد طاعه بني العباس حيث كان من ولاتهم وتنازل لإدريس عن الحكم.

وتبع ذلك الدعوة لإدريس بين القبائل المحيطة فدخلت في دعوته معظم القبائل البربرية وبايعته على السمع والطاعة واعترفت بسلطانه وقصده الناس من كل مكان.

بعد استقرار الأمور لإدريس عمل هذا الأخير على مد نفوذه وسلطانه الى القبائل التي لم تعترف بحكمه ونشر الإسلام بين القبائل غير المسلمة فجند ادريس جيشا من البربر وخرج غازيا الى بلاد تامسنا ففتح أولا مدينة شاله ثم اتبعها بسائر المدن والحصون في اقصى المغرب العربي.

واخذ ادريس ينشر الإسلام في ربوع تلك المدن التي كان يدين أهلها بالمجوسية والمسيحية واليهودية ثم استأنف الجهاد في المغرب الأقصى لتقع في يده العديد من المدن والحصون حتى بسط ادريس سلطته على المغرب الأقصى واصبح قوه لا يستهان بها واضعا بذلك قواعد واسس دولته الجديدة.

ثم اتجه ادريس ناحيه الشرق عازما على توسيع ملكه في المغرب الأوسط على حساب الدولة العباسية فخرج عام 789 للميلاد متجها نحو تلمسان وفي اثناء زحفه استولى على مدينه سبتة ولم يكد يصل الى تلمسان حتى اعلن واليها محمد بن خرز خضوعه له دون قتال.

وبذلك استطاع ادريس خلال عامين من وصوله الى المغرب ان يبسط سيطرته على الأراضي الواقعة من مدينه تلمسان حتى المح الأطلسي وان يؤسس دولته المستقلة عن الدولة العباسية.

امام تلك الحركة الجديدة التي تهدد الدولة العباسية قرر الخليفة هارون الرشيد مواجهة الدولة الإدريسية الوليدة خاصة حين جاءته الاخبار بعزم ادريس بن عبد الله على غزو تونس، لكن قبل ان يرسل جيشا لمحاربه الادريسيين توفي ادريس مسموما عام 177 للهجرة 793 الميلاد،

حيث يرى البعض ان العباسيين وراء وفاه ادريس. ثم تولى الحكم مولاه راشد وصيا على ابنه ادريس الثاني الذي كان جنينا في بطن امه.

لكن راشد ما لبث ان قتل على يد بعض الخدم فكفل ادريس الثاني احد شيوخ البربر وهو أبو خالد يزيد بن الياس العبدي حتي كبر ادريس الثاني واستقل بالحكم عام 192 للهجرة 808 للميلاد.

تاريخ الدولة الإدريسية

جذبت دولة الادارسة في عهد ادريس الثاني العرب اليها من الاندلس وافريقيا فوفد اليه مئات الفرسان ودخلوا في خدمته وبانضمام هذه الوفود استحدث ادريس الثاني الوزارة لأول مره في الدولة الإدريسية.

ثم اتجه نظر ادريس الثاني الى الخروج من وليلي ربما لأنه كان يريد التحلل من سلطان قبيله اوربة، فرسم خطة مدينة فاس وشيد ثم اتخذها عاصمة للدولة الإدريسية لتدخل بذلك دوله الإدريسية الدور هم في تاريخها.

تابع ادريس الثاني مسيرة والده فغزا بلاد المصامدة في مناطق السوس الأدنى عام 197 للهجرة 813 للميلاد وسيطر على نفيس واغمات ونشر الإسلام فيهما ثم انشا دارا للسكة وضرب الدرهم الادريسي لأول مره عام 198 للهجرة 814 للميلاد.

وفي عام 199 للهجرة 815 للميلاد خرج ادريس لقتال الخوارج وانتصر عليهم واعادهم الى الإسلام الصحيح ومد حدود دولته الى وادي شلف بالمغرب الأوسط واستقرت البلاد بعد ذلك في امان ورخاء.

لكن ما لبث ان توفي ادريس عام 213 للهجرة 828 للميلاد بعد ان شرق بحبة عنب فخلفه ابنه محمد الذي اتخذ قرارا غريبا بناء على نصيحه جدته كنزة وهو تقسيم الدولة بين اخوته الكثيرين، فكان هذا سببا في ضعف الدولة الإدريسية.

وبالفعل فقد طمع بعض اخوته في الحكم وخرجوا عليه لتندلع الحرب بين الأخوة وتستمر حتى وقت قصير من وفاة محمد عام 221 للهجرة 835 للميلاد.

سقوط الدولة الإدريسية

وبوفاة محمد انتهى العصر الذهبي لدولة الأدارسة، ففي عهد حفيده يحيى الثاني ثارت العامة على حكم هذا الأخير لفساده واستهتاره وسوء سيرته،

واستولى عبد الرحمن بن ابي سهل الذي تزعم الثورة على مدينة فاس فأرسلت زوجة يحيى الى ابيها والي بلاد الريف علي بن عمر بن ادريس وطلبت منه الحضور لإخماد هذه الثورة، فجاءها واخمد وسيطر على البلاد.

ثم دخلت البلاد في صراعات وثورات دامية استغلها الخوارج ليوجهوا ضرباتهم للدولة الإدريسية  ثم برز الفاطميون في المغرب بقياده عبيد الله المهدي الذي ارسل قائده مصالة بن حبوس المكناسي للاستيلاء على المغرب الأقصى ونشر المذهب الشيعي عام 305 للهجرة 918 للميلاد.

فتقدم مصالة نحو عاصمة الدولة الإدريسية  فحاصرها الى ان اكره يحيى على بيعة المهدي على مال يؤديه اليه مع بقائه حاكما على فاس واعمالها،

لكنه قطع منه سائر انحاء المغرب واعطاه لابن عمه موسى بن ابي العافية المكناسي الذي وضع فصل الختام لدوله الأدارسة بقتاله اخر ملوكها الحسن بن محمد بن القاسم بن ادريس،

والذي توفي اثناء الصراع مع موسى عام 313 للهجرة 926 للميلاد لتنتهي بذلك الدولة الإدريسية.

نامل بان يكون المحتوى قد نال اعجابكم، ابقوا في امان الله والسلام