الدولة الفاطمية هي من أعرق دول الإسلام وأعرق الدول عبر التاريخ عموما ونتكلم اليوم عن الدولة الفاطمية في مصر وكيف كانت نشاة الخلافة الفاطمية في مصر وكيف بني القاهرة جوهر الصقلي وما هي اهم اثار الدولة الفاطمية لكن أولا من هم الفاطميون
من هم الفاطميون
قبل أن نتحدث عن تاريخ الدولة الفاطمية في مصر علينا أولا أن نعرف بعض المعلومات عن من هم الفاطميون وما نسبهم وما هو أصل الفاطميين:
لا يوجد تأكيد صريح عن أصلهم فهناك رأيان في ذلك الأمر وهما رأي الفاطميون نفسهم ورأي مؤسس دولتهم عبيد الله المهدي عن أنهم ينتسبون إلى إسماعيل بن جعفر الصادق الذي ينتسب إلى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاطمة الزهراء
ولكن هناك رأياً آخر وهو رأي العباسيين والأمويين الذين شككوا في الرواية الأولى وكذبوها وقالوا أن أصل الفاطميون فرس أو يهود وأنهم ينتسبون إلى ميمون القداح الفارسي الذي ساند محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق في دعوته
وبسبب أن ليس هناك أي دليل واضح على أي رأى فيهم فليزال هناك اختلاف على أصل الفاطميين.
وبذلك قد عرفنا كل الآراء حول نسب الفاطميين ومن هم وفي الفقرة القادمة سنتكلم عن الدولة الفاطمية قبل تأسيس الدولة الفاطمية في مصر
تأسيس الدولة الفاطمية
بعدما تعرفنا عن أصل الفاطميين يجب علينا أن نعرف بعض المعلومات عن تاريخ تأسيس الدولة الفاطمية وعن مؤسس الدولة الفاطمية وعن نشأة الدولة الفاطمية في المغرب
بعد سقوط الدولة الأموية حكمت الخلافة العباسية شعوب الوطن العربي والإسلامي وفي أواخر حكم الخلافة العباسية انتشرت الاضطرابات والصراعات على الحكم كما انتشرت الفتن التي تسببت في ضعف الخلافة
استغل ذلك الكثير من أصحاب الدعوات الدينية المختلفة والجديدة في الدعوة لمبادئ دعوتهم بين عموم المسلمين وكان من ضمن هؤلاء دعاة التشيع.
بدأ في ذلك الوقت مؤسس الدولة الفاطمية عبيد الله المهدي في نشر مبادئ مذهبه ودعوة الناس لذلك المذهب وكان يساعده صديقه أبو عبدالله الشيعي
شاع أبو عبدالله الشيعي بين المسلمين أن عبيد الله هو المهدي المنتظر وأنه من نسل حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي رضي الله عنه
انتقل أبو عبدالله إلى المغرب لينشر مبادئ مذهب أمامه عبيد الله وبالفعل وجد ضالته هناك حيث استطاع استقطاب آلاف الأتباع للمذهب وخاصة من الأمازيغ بسبب بعدهم عن مركز الخلافة العباسية
كانت الدولة الأغالية تحكم المغرب في ذلك الوقت فاستطاع أبو عبدالله الدخول في حرب معهم دامت حوالي 5 سنوات حتى انتصر أبو عبدالله واتباعه وأسقطوا الدولة الأغالية.
أعلن أبو عبدالله قيام الدولة الفاطمية وطلب من عبيدالله القدوم إلى المغرب ولما وصل الخبر لعبيد الله انتقل على الفور متخفيا خوفا من العباسيين وهو في طريقه مر علي مصر ورحب به اتباعه في مصر
ثم انتقل إلى سجلماسة وسكن فيها فترة حتى سجنه واليها ولكن سرعان ما جاء أبو عبدالله وسيطر على سجلماسة وهرب واليها ثم خلص عبيد الله من السجن وبايع أبو عبدالله هو وأتباعه إمامهم عبيد الله
مع تأسيس الدولة الفاطمية في المغرب كان ينتشر المذهب الجديد ويكثر اتباعه في مختلف دول المسلمين حتى وصل مصر واليمن وبعد ذلك كان مقصد الفاطميين تأسيس الدولة الفاطمية في مصر التي كان يحكمها الإخشيديون وكذلك في اليمن التي كان يكثر فيها اتباعهم.
وتلك مقالة كاملة عن متى قامت الدولة الفاطمية: تأسيس الدولة الفاطمية وعن تأسيس الدولة الفاطمية في المغرب إذا أردت الاطلاع عليها
الدولة الفاطمية في مصر
بعد تأسيس دولة الفاطمية في المغرب وأفريقية وأخد المهدية عاصمة لدولتهم كان هدف الفاطميون تكوين خلافة إسلامية جديدة والقضاء على الخلافة العباسية التي كانت سنية وتحكم معظم أرض الخلافة الإسلامية
وكانت مصر أول هدف لهم حيث أنها كانت أول جزء من أراضي العباسيين من ناحية الشرق بجوار الدولة الفاطمية فقد كانت مصر حلم للفاطميين منذ تأسيس دولتهم حيث حاولوا في عهد عبيد الله المهدي مرتين الاستيلاء على مصر ولكن فشلوا ثم حاول ابنه القائم بأمر الله مرة ثالثة وكانت محاولته فاشلة كأبيه ولكن في المحاولة الرابعة في عهد معز لدين الله الفاطمي نجح هدفهم وحكموا مصر.
حيث اختار المعز لدين الله قائده جوهر الصقلي الذي فتح له المغرب الأقصى قائدة للجيش الذي سيغزو مصر للمرة الرابعة في يوم 14 من ربيع الثاني من عام 358 هجريا الموافق 6 مارس من عام 969 ميلاديا
كانت مصر في ذلك الوقت تحت حكم الإخشيديين الذين كانوا يتبعون للخلافة العباسية وكان الأخشديون والخلافة العباسية في تلك الفترة يعانون من الضعف والصراع على الحكم ومشاكل اقتصادية جعلت الشعب المصري يعاني من الفقر والجوع مما جعل غزو مصر سهل لجوهر الصقلي.
وصل جوهر الصقلي وجيشه إسكندرية ودخلها بدون أي معارك حتى وصل مدينة الفسطاط التي خرج له أعيانها واتفقوا على مجموعة من البنود والتي وافق عليها جوهر وكانت من تلك المبادئ تأمين طرق الحج من خطر القرامطة وحل الاقتصادية التي تسببت في جوع وفقر الشعب المصري وتكفيل حرية الشعب الدينية حيث لكل شخص الحق في اختيار مذهبه وبعد موافقة جوهر على تلك المبادئ وافق أعيان مصر على الحكم الفاطمي ولكن الأخشديين وجيشهم حاربوا جوهر وجيشه ولكن انتصر جوهر وجيشه ودخل الفسطاط واستقر بها في منطقة تسمى بمناخه التي بنيت القاهرة على أرضها.
بناء القاهرة الفاطمية
تم بناء القاهرة الفاطمية في منطقة تسمى مناخه لتكون مركز للخلافة الفاطمية حيث كانت القاهرة في ذلك الوقت لا توجد بها مكان مزروع إلا منطقة صغيرة وبها مجموعة من الأديرة المسيحية فقط حيث تم بناء القاهرة علي يد الفاطميين
وكان أول شيء تم بنائه بالقاهرة هو القصر الكبير الذي ليكون مكان إقامة المعز لدين الله الفاطمي ومركزا للحكم حيث حكم جوهر الصقلي مصر 4 أعوام بني فيهم القاهرة والجامع الأزهر وسيطر على الحجاز والشام ثم أرسل للخليفة الفاطمي معز لدين الله فجاء للقاهرة وأخدها مركزا للحكم وجعل القاهرة عاصمة الخلافة الفاطمية بدلا من مدينة المهدية.
وبعد انتقال الخليفة معز لدين الله الفاطمي أصبحت مصر مركز للخلافة الفاطمية واهتم الخلافاء الفاطميون بها حيث أصبحت مركز للعلم والعلوم والدين وكان الجامع الأزهر الذي أكبر أماكن التعليم في العالم الإسلامي وهو من اهم اثار الدولة الفاطمية.
واشتهرت بالعلماء فكان من أشهر العلماء في تلك الفترة الحسن بن الهيثم الذي قدم إسهامات كبيرة في الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية والإدراك البصري والعلوم بصفة عامة بتجاربه التي أجراها مستخدمًا المنهج العلمي، وله العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث.
حكم الفاطميون مصر حوالي قرنين اشتهرت مصر في تلك الفترة بالترف والعمارة حيث مازالت الحضارة الفاطمية حاضرة حتى الآن في القصور الفاطمية والمساجد وزخارفها حيث اشتهرت في فترتهم الكتابة الكوفية التي على المحاريب والنوافذ وأبواب المساجد.
المصادر
المقريزي: اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا (3 أجزاء)، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة 1999.
جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الإسلامي): تاريخ مصر الإسلامية (جزئين)، دار المعارف، القاهرة 1966.
كتاب الدولة الفاطمية في مصر PDF