الفتنة الرابعة الصراع بين الأمين والمأمون ابنا هارون الرشيد علي الحكم

اذا اصلح الملك مجلسه واختار من يجالسه صلح ملكه كله عن الفتنة الرابعة الصراع بين الأمين والمأمون ابنا هارون الرشيد علي الحكم وصراع العرش بين الأمين واخوه المأمون وبسبب الخلافة الثنائية وقعت الفتنه الكبرى بين المسلمين وفي حرب دامت لمده خمس سنين ينتصر اخ على الاخر ويكمل مسيره الخلافة العباسية.

فكانت سياسة تتسم بالعطف والتسامح وخاصه مع العلويين وقدروا انه يخمد عدد كبير من الثورات بالقوة مرة وباللين مرات اهتم بالعلوم والرياضيات والتاريخ وكثره الفتوحات وفي عهده ظهرت فرقه المعتزلة واللي تسببت في محنة كبيرة ويا ترى كيف تحقق ذلك الانتصار

ومن هم فرقه المعتزلة وما هي الفتنة اللي ظهرت في عهده وما علاقة الخليفة المأمون بقصه القميص الملعون لو تريد ان تعرف كيف الخليفة الأمين والمأمون يتغلب عليهم صراع العرش وفتنة العرب والفرس ومن فيهم الذي انتصر على الاخر واكمل مسيره الخلافة اذا اكمل المقالة للنهاية.

ما هو سبب اختيار هارون الرشيد الأمين علي الحكم قبل المأمون؟

وقفنا في المقالة السابقة عن موت الخليفة العظيم هارون الرشيد بعد ما قسم الخلافة بين أبنائه الأمين والمأمون وكان الأمين هو ولي العهد من بعده برغم ان اخوه المأمون كان اكبر واشجع منه وفيه صفات الخليفة فعلا لكن وضح المؤرخين سبب اختيار هارون الرشيد لابنه الأمين قبل المأمون.

وكان السبب ان الأمين والدته كانت هاشميه وبنت عم هارون الرشيد غير انها كانت الأقرب لقلبه،

اما المأمون فوالدته كانت جاريه فارسية تزوجها هارون الرشيد لشدة جمالها بعدما اعتقها لكنها توفت في فترة النفاس.

وبالرغم من ان الرشيد كان معروف عنه النجابة والرجاحة وقيل عنه نصا ان يتسم بحزم المنصور ونسك المهدي وعزة الهادي ولو شئت ان أقول الرابعة مني لقلت، الا ان إصرار زوجته زبيدة على ان ابنها الأمين يكون الخليفة من بعده جعله يسمع كلامها.

لكنه قسم بين ابناءه فكان للأمين حكم بغداد وما حوله والمأمون خراسان وما حولها

فتعالوا نعرف كيف حصل الصراع بين الاخوين والذي ترتب عليه حدوث ما يعرف بالفتنة الرابعة بين المسلمين.

الفتنة الرابعة الصراع بين الأمين والمأمون ابنا هارون الرشيد علي الحكم

ولد الخليفة محمد الأمين سنه 170 هجرية وقيل في وصفه انه كان طويلا سمينا ابيض اقنى الانف صغير العينين عظيم الكراديس يعني مفتول العضلات،

وقال عنه المؤرخين ان امتلك ما لم يمتلكه خليفه من قبل كون والده ووالدته كانوا هاشميين الأصل وعشت طفولته في رفاهيه غير مسبوقة وكان معروف عنه بانه فصيح اللسان وكثير المرح وكريم لدرجة السخاء في أوقات كثيره جدا.

اما عن المأمون فولد قبل اخوه الأمين بست شهور بالتحديد في اليوم الموافق 15 ربيع الأول سنه 170 هجريا وكان يوم ميلاده هو اليوم اللي اصبح هارون الرشيد فيه خليفه المسلمين،

وفي وصفه قال عنه المؤرخين بانه كان من افضل رجال بني  العباس حزما وعزما وحلما وعلما ورأيا ودهاء.

وقبل ما يموت الخليفة هارون الرشيد أخذ قرار اعتبره المؤرخين انه من اعظم القرارات الغلط التي اخذها وذلك وقت ان قسم الخلافة بين أبنائه وده كان بسبب الخوف من انهم يدخلوا في صراع السلطة المعتاد فأخدهم هم الاثنين معه الكعبة وكتب عقد ينص على ان البيعة من بعده ستكون لابنه الأمين ومن بعد الأمين ستكون البيعة لاخوه المأمون،

وبعد ان وافق الطرفين على كل المكتوب في العقد تم وضعه في الكعبة، لكن بعد موت الخليفة هارون الرشيد كل حاجة تتغير 180 درجة،

ففي البداية استقل المأمون بمنطقة خرسان والري عن اخوه الأمين واصبح  لكل واحد فيهم جيش تحت امره لكن وقتها شعر الأمين انه مقصوص الجناحين ومنزوع منه سلطه لو اعظم بقاع الأرض اسلاما وأكثرها اعوانا وجندا.

وذلك لان هارون الرشيد قبل موته وصل ابنه الثالث القاسم بامتيازات ثانية والتي كان فيها الجزيرة وأرمينية تحت سيطرته، والحقيقة ان الموضوع زاد اكتر بسبب الفضل بن الربيع وهو كان وزير الأمين وقتها.

والحقيقة ان هو من لعب في دماغ هارون الرشيد الي ان جعله ينهي على البرامكة واحد واحد وكان من مصلحته أيضا ان الأمين والمأمون يدخلوا في صراع مع بعضهم البعض وينفرد الأمين بالحكم لكي تعلي سلطته  اكتر واكتر.

حتى الفضل بن السهل وزير المأمون فلم يكن يفرق كتير أيضا عن وزير الأمين وهو اللي ظل ورا المأمون الي ان اقنعه ان اخوه الأمين يريد الحكم له ولابنه من بعده وانه سوف يتخلص منه عاجلا ليس اجلا.

والحقيقة ان الصراع بين الوزيرين كان في الأصل صراع باطني بين العرب والفرس وكل واحد فيهم كان يريد ان يثبت سيطرته وسلطته في الحكم، وهما الاثنين جعلوا اثنين اخوات ممكن كرسي يفرق بينهم وواحد فيهم بس هو من يفوز، ووقتها يا اما سيقود الفرس الخلافة الإسلامية مثلما يتمنوا او ترجع الخلافة للعرب مرة أخري.

ولو ركزت فيما حدث  ستجده مثلما يحدث بين الأحزاب الإسلامية في الوقت الحالي بالضبط وذلك لان تفرقهم سيكون من مصلحه أعداء الإسلام وفقط لكن هم لا يبالوا بالمرة.

المهم ان بعد فتره سوف يأتي الأمين ويعزل اخوه القاسم من ولاية العهد وسيعين ابنه موسى بن الأمين كولي عهد من بعده وليس ذلك فقط بل أيضا امر الشيوخ بالدعاء لابنه على المنابر وعدم ذكر اسم القاسم او المأمون باي شكل من الاشكال ولما عرف اهل خراسان بما حصل انحازوا كلهم في صف المأمون فهو خليفتهم.

وعليها جهز الأمين جيش عظيم من عرب البادية كان في حوالي 80 الف جندي بقيادة علي بن عيسى، ومن الناحية الثانية جهز المأمون جيش ضخم من الفرس بقياده هرثمة بن أعين.

والتقى الجيشين على مشارف مدينة الري ودارت بينهم معركة طاحنة كان النصر فيها من نصيب جيش المأمون وقتل فيها علي بن عيسى قائد جيش الأمين واعلن هرثمة بن أعين قائد جيش المأمون بخلع الأمين والبيعة للمأمون بالخلافة،

لكن الأمين هنا لم يستسلم وارسل جيش اخر كان عدده حوالي 20 الف جندي بقيادة عبد الرحمن بن جبل وأيضا الجيش الثاني هزم من جيش المأمون،

فارسل الأمين جيش ثالث وكان عدد الجنود حوالي أربعين الف جندي من عرب العراق بقياده احمد بن مزيد ووقتها كان قائد جيش المأمون طاهر بن الحسين وهو اللي قدر انه يدخل جواسيس داخل جيش الأمين ويفرق بين جنوده، فرجعوا مكان ما أتوا من غير ان يدخلوا أي معركه من الأساس.

وقتها لم يعرف كيف يتصرف الأمين خصوصا ان اهل الشام كانوا رفضوا المشاركة في الحرب وباقي اتباعه وجدوا ان ميزان المأمون هو اللي كسب ولذلك تخلوا عن الأمين وانضموا للمأمون وبعدها تقدم جيش الشمامون ناحية بغداد لمده 15 شهر،

ضربها بالمجانيق الي ان تدمرت وأصبحت عباره عن كوم خراب حرفيا والفوضى أصبحت في كل مكان والمجاعات انتشرت بشكل كبير وقتها اضطر الأمين انه يبيع كل اللي في خزانة الدولة لكي يقدر ينفق على جنوده واتباعه لكن لم يقدر ان يصمد امام كل الخراب الذي يحدث الي ان سقطت بغداد في ايدي جنود المأمون.

تم القبض على الأمين وتم وضعه في السجن يوم 25 محرم سنه 1998 هجريا،

بعدها دخل على الأمين في محبسه جماعة من الفرس وقتلوه وأيضا مثلوا بجثته فوضعوا راسه على الرمح وعلقوها على باب الانبار لكي يراها كل رعاياه . بعد ذلك ارسلوا رأسه لاخوه المأمون والذي انتقلت الخلافة له بعد خمس سنين من الحروب الطاحنة بينه هو والأمين وبين أبناء الدين الواحد للأسف.

وبعدما انتهت كل تلك المعارك احب الفضل بن الربيع انه يرجع للمشهد السياسي مرة أخري بعد ما تخلى عن الأمين اللي كان يثق في كل كلمه يقولها له لكن المأمون كان اذكى منه بكثير وتجاهله تماما وبعده عن كل مراكز القوه السياسية.

ذلك الوضع ظل مستمر الي ان مات الفضل بن ربيع وحيدا في مدينة طوس سنة 208 هجريا.

وطبيعي يا صديقي ان الحرب الكبيرة التي كانت بين الأمين واخوه المأمون كان لها نتائج مثلها مثل أي حرب كان أهمها:

• اول شيء كان واضح جدا هي افلاس دوله الخلافة الإسلامية اللي كان فيها ما يكفيها لمده عشر سنين قدام من أيام الخليفة المنصور.
• طبعا تدمير المدن والعواصم
• وقتل عدد كبير من الجنود
• غير خراب التجارة
• وانتشار المجاعات
• وللأسف الحرب تلك أحيت الصراع العرب الفارسي مره أخري وبدا يظهر مره ثانية على السطح وذلك ترتب عليه ضعف اركان الإمبراطورية العربية

وفي المقالة القادمة سوف نعرف بكل التفاصيل عن فترة حكم الخليفة المأمون