عن قصة المرأة اللبنانية التي قتلت زوجها بوضع سم في الملوخية ففي ال20-8-2023م خرج لبناني يبلغ من العمر 47 عاما، من منزل عائلته، قاصدا منزل زوجته التي كان على خلاف معها، وقبل خروجه من المنزل أخطر ولده أنه بصدد الذهاب لمنزل الزوجية لرأب الصدع الذي دار بينه وبين زوجته.
قصة المرأة اللبنانية التي قتلت زوجها بوضع سم في الملوخية
رحب لأبو بقرار ابنه لإصلاح الأمور مع زوجته، ولم يكن يعلم، ولا تلك كانت المرة الأخيرة التي سيراه فيها على قيد الحياه، حيث إن الشاب اللبناني اختفي عن الأنظار تماما بعد خروجه من منزل عائلته في تلك الأمسية.
ظل الوالد يحاول الاتصال بابنه مرات ومرات، لكن هاتف الابن كان خارج نطاق الخدمة، وعندما تواصل مع زوجة ابنه البالغة من العمر 43 عاما، أخبرت بأن منه حضر للمنزل بالفعل، وتناول معها طعام العشاء، لكنه خرج بعد ذلك برفقة أحد أصدقائه، ولم يخبرها بالمكان الذي كان ينوي التوجه إليه.
في النهاية اضطر الرجل للتوجه لمركز الشرطة في منطقة عاليه وهي المنطقة التي كان الشاب يطقن بها للإبلاغ عن اختفاء بنه.
ومن هنا بدأت رحلة المحققين الطويلة للبحث عن الشاب المختفي التي ستنجم في النهاية عن مفاجأة غير متوقعة لأفراد الأسرة ولرجال الشرطة أنفسهم.
ترى ما الذي كان ينتظر رجال الشرطة في نهاية التحقيق في هذه القضية؟ وما هو المصير الذي لقاه هذا الشاب، وما هي علاقة زوجته باختفائه المفاجئ؟ لمعرفة الإجابة على كل هذه الأسئلة، تابع معنا هذه المقالة للنهاية .
بدأ المحققون عملهم. باستجواب زوجة شاب اللبناني المختفي، والذي كانت تقيم في منزل مستقل ببلدة البساتين القريبة من منزل أسرته، وقد أخبرت المرأة الشرطة بالرواية ذاتها التي أخبرت بها الأب، موضحة أن زوجها مر بمنزلها في حوالي الساعة 9:00 مساء في يوم ال20 من أغسطس،
وأن الأمور كانت تسير بشكل طبيعي للغاية، فقد تناول الرجل طعام العشاء برفقة زوجته قبل أن يمر عليه أحد أصدقائه ويغادرا سويا قبيل منتصف الليل بقليل، دون أن يخبر زوجته بالمكان الذي كان ينوي التوجه إليه.
أشارت المرأة في حديثها مع المحققين إلى أن زوجها لم ينظر لها هوية الشخص الذي مر به، كما أنها لم تكن تعرف نوع السيارة أو مواصفاتها، لكنها كانت تشك بأنه شخص سوري، لأن زوجها كان يعمل مع بعض الأشخاص السوريين،
وكان عادتا ما يسافر بصحبتهم إلى الداخل السوري لإنجاز بعض الأعمال، ويعود مجددا بعد عدة أيام.
بسبب ذلك، لن تشك المرأة في غياب زوجها المفاجئ وظنت أنه ربما انتقل للجانب السوري وأنه سيعود للمنزل بعد يوم أو يومين، ولذلك فلم تقدم أي بلاغ للشرطة يفيد باختفائه.
الخطوة التالية للمحققين كانت فقد بيانات الهاتف الخاص بالضحية والتي أوضحت أن الهاتف الخاصة بالضحية لم يغادر منزل زوجته بمنزل البستين منذ ال20 من أغسطس وحتى ال26 من الشهر ذاته، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع أقوال الزوجة.
نتيجة لذلك، قام المحققون باستخراج تصريح قضائي لتفتيش منزل الزوجة، وهناك عثروا على بعض الأدلة التي توحي بأن أمرا غريبا غير طبيعي قد حدث في ذلك المكان.
لاحظ المحققون أن الفراش الخاصة بسرير غرفة النوم الرئيسية في المنزل كان مفقودا، وعندما سئل الزوجة عن ذلك لم تجيبهم بشكل واضح، مما زاد من شكوكهم وجعلهم يواصلون البحث حول المنزل ليجدوا هناك باقي الفرش المفقودة، بعدما حاول حد ما إحراقه.
على إثر ذلك، تم استدعاء الزوجة لاستجوابها من جديد في مركز الشرطة، وهذا كان المحققون أكثر حدة من المرة السابقة، الأمر الذي أدى إلى ارتباكها وتوترها بشكل واضح.
حاولت المرأة في البداية التمسك بروايتها الأصلية، لكنها رضخت في النهاية لضغوط المحققين، واعترفت بتفاصيل جريمتها البشعة.
موضحة أن الخلاف بينه وبين زوجها بدأ عندما اكتشف الأخير أنها كانت على علاقة غرامية بشاب سوري، أدى ذلك الاكتشاف لشجار دامي دار بين الزوجين، خصوصا بعد ما قطع الزوج أواصر الصلة بين زوجته وبين عشيقها السوري، ومنعها من التواصل معه بشكل كامل.
لم تقبل الزوجة بالوضع الجديد، وكانت تريد العودة للتواصل مع عشقها من جديد، لكنها كانت تعلم جيدا أن زوجها لن يسمح بذلك أبدا.
وكانت الطريقة الوحيدة للمضي قدما في تلك العلاقة هي التخلص من زوجها للأبد.
في ال20 من أغسطس، وهو اليوم الذي اختفى فيه الزوج عن الأنظار، تواصلت المرأة معه هاتفيا، وطلبت منه العودة للمنزل لرأب الصدع الذي كان بينهما، وإصلاح الأمور بينهما، مشيرة إلى أن علاقتها بالشاب السوري كانت مجرد نزوة، ندمت عليها أشد الندم.
عندما وصل الزوج إلى المنزل، عرضت عليه زوجته أن تعيد له طعام العشاء، وقد كانت تعرف جيدا أن زوجها يحب طبق الملوخية، ولذلك فقد تفننت في إعداد ذلك الطبق الشهي، لكنها بيست فيه كمية قاتلة من السم.
لم يشك الزوج في نوايا زوجته الخبيثة على الإطلاق وتناول الطبقة الشعبية دون أي تفكير، وبعد عدة ساعات فقط، بدء مفعول السم في العمل، وشعر الزوج بالإعياء الشديد، فنصحته زوجته بالتمدد على الفراش الخاص بغرفة النوم الرئيسية.
ربض الشاب على ذلك الفراش يصارع الموت وهو لا يعلم أنه يعاني من مضاعفات السم الذي دسته له زوجته في طبقه المفضل.
وظل على ذلك الحال، حتى غادرت روحه جسده، و فاضت إلى بارئها.
بعدما تأكدت من وفاة زوجها، قامت المرأة بسكب مادة الأسيد الحارقة على جسد الضحية، كي تمحي معالم الجثة بشكل كامل، ثم تواصلت هاتفيا مع عشيقها، وطلبت منه الحضور للمنزل لمساعدتها في التخلص من الجثة،
وقد حضر الرجل إلى منزل عشيقته بالفعل، وساعدها في حمل جثة زوجها الثقيلة، ونقلها لسيارتها، قبل أن يقودوا السيارة سويا إلى منطقة رأس الجبل في بلدة عاليه،
وهناك قام بإلقاء الجثة في منطقة مقفرة، قبل أن يبتعد بسرعة عن مسرح الجريمة.
بعد وقوع الجريمة بعدة أيام، لاحظت الزوجة بعث رائحة كريهة من الفراش الذي فقد زوجها عليه حياته، والذي كان مستلقيا عليه عندما سكبت على جسده مادة الاسيد الحارقة، الأمر الذي دعاه للتخلص منه.
لكنها خشية أن يستطيع لرجل الشرطة الوصول إليه، ولذلك فقد أضرمت فيه النار لتدمر الدليل الدامغ على جرمها بشكل كامل.
على إثر تلك الاعترافات التفصيلية، تمت إحالة الزوجة إلى المحاكمة، و وجهت لها تهمة القتل العمد، فيما لم يستطع رجال الشرطة القبض على عشيقها السوري الذي استطاع الهرب، بعد ما علم أن الشرطة ألقت القبض علي عشيقته.
بذل المحققون جهدا مضنيا لإلقاء القبض على العاشق السوري، لكنهم اكتشفوا في النهاية إن الشاب استطاع العودة إلى سوريا ليصبح إلقاء القبض عليه أمرا شبه مستحيل.
لا تزال مجريات محاكمة المرأة اللبنانية التي قتلت زوجها بوضع سم في الملوخية جارية حتى الآن، ومن المرجح تتلقى حكما بالإعدام. في حال إدانتها بالتهمة وهي من أبشع الجرائم في لبنان.
فيما لا يزال عشقها حرا طليقا، ولم تستطع الشرطة اللبنانية الوصول إليه حتى وقت تلك المقالة.