من هو المقتدر بالله العباسي وحال الدولة العباسية في عهده

من هو المقتدر بالله العباسي وحال الدولة العباسية في عهده
الخليفة المقتدر بالله العباسي

جدول المحتوي

سنسرد اليوم قصة خليفة من خلفاء الدولة العباسية وهو الخليفة المقتدر بالله العباسي وسنعرف من خلال قصة المقدر بالله من هو المقتدر بالله وكيف حكمت شغب الجاربة أم المقتدر بالله بلاد المسلمين وتحكمت في أمور الخلافة.

 

من هو المقتدر بالله العباسي

في تلك الفقرة سنعرف من هو المقتدر بالله العباسي وكيف وصل لحكم الخلافة العباسية:-

الخليفة جعفر المقتدر بالله العباسي هو أصغر من تولى منصب الخلافة في التاريخ وقد كان عهده وبالا على الدولة العباسية بل على التاريخ الإسلامي كله لما حدث فيه أثناء خلافته

ولم يتولي الخلافة من اسمه جعفر إلا المتوكل والمقتدر فقتلوا جميعا المتوكل قتل ليلة الأربعاء والمقتدر قتل كذلك يوم الأربعاء

ولكن من هو المقتدر بالله العباسي؟

هو أبو الفضل المقتدر بالله الجعفري ابن المعتضد ولد في شهر رمضان من عام 282هـ وأمه اسمها شغب وهو الخليفة العباسي الثامن عشر في ترتيب الخلفاء العباسيين تولى الخلافة وهو في سن 13 بعد أخيه المكتفي.

 

ولمعرفة المزيد حول خلفاء الدولة العباسية بالترتيب يمكنك الاطلاع عليها من هنا لمزيد من المعلومات

 

الخليفة المفتدر بالله العباسي

تولى الخلافة في ذي القعدة من عام 295هـ وهو بذلك يعد أصغر من تولى هذا المنصب بداية من قيام الدولة الإسلام حتى وقته

مما أوهن شأن الخلافة وكانت مدة خلافته وبالا على الدولة العباسية والأمة الإسلامية

أثار تولي المقتدر الخلافة اعتراضا كثيرا من رجال دولة بسبب صغر سنة وعدم قدرته على الاطلاع بشؤون الخلافة

علي الرغم من وجود الأقدر منه على تحمل المسؤولية خاصة عبد الله بن المعتز الشاعر المعروف بتمام العقل وجودة الرأي

فاتفق رأي عدد منهم على خلع المقتدر وتولية عبد الله بن المعتز وكان عمره نحو 49 عاما وعندما عرضوا الأمر على ابن المعتز وافق بشرط ألا يسفك دم أو تنشب حرب

فأخبروه أن الأمر يسلم إليه عفوا وأن جميع من ورائهم من الجند والقواد والكتاب قد رضوا به فبايعهم على ذلك وتمت البيعة لابن المعتز في عام 296 هـ ولقب بالراضي بالله

 

من هو المقتدر بالله

 

صراعات الخلافة

ولكن أنصار المقتدر وعلى رأسهم مؤنس الخادم لم يرضوا بهذه البيعة وتوجهوا نحو ابن المعتز وأنصاره وقبضوا عليهم وفتكوا بهم وأعادوا تنصيب المقتدر في اليوم التالي

وابن المعتز لم يمكث في الخلافة إلا يوما أو بعض يوم ولهذا يتجاهله المؤرخون عند ذكرهم قائمة خلفاء بني العباس

كان المقتدر بالله شديد الصرف مبذر للأموال لحد لا يعقل حتى إنه قد أنفق 80 مليون دينار على شهواته وملذاته ولم يعبأ بملك ولا خلافه

بل كان منشغلا باللهو واللعب مع الجوار والندماء وحكومته بيد أمه وقهرمانته وبعض المنتفعين

قال الذهبي عنه وكان ربعة مليح الوجه أبيض بحمرة نزل الشيب بعارضيه وعاش 38 سنة وكان جيدا العقل صحيح الرأي

لكنه كان مؤثرا للشهوات وكان منهمكا باللعب مع الجواري ولا يلتفت إلى أعباء الأمور

وكانوا المقتدر يفرق يوم عرفة من الأضحيات تسعين ألف رأس يقال إنه أتلف من المال ثمانين ألف دينار

 

 

مظاهر ضعف الخلافة العباسية في عهد الخليفة جعفر المقتدر بالله

وقد تدهورت الأوضاع في عهد المقتدر وانتشرت الفتن وازداد تمزق الدولة وأصبحت الخلافة نهبا للطامعين بسبب صغر سنة وأفلتت زمام الأمور من يده وتحكم النساء والخدم في شؤون البلاد

فقد كان المقتدر بالله غلاما صغيرا لا يعرف شيئا من أمور الخلافه ومقاليد الأمور بيد أمه السيدة شغب وقهرمانته أم موسى

فكانت شغب أم المقتدر تولي من تشاء وتعزل من تشاء كما كان مؤنس الخادم صاحب مكانة متميزة وخطرة في عهد المقتدر وتجمع في عام 308 هـ من الغوغاء ببغداد عشرة آلاف وفتحوا السجون وقاتلوا الوزيرة وولاة الأمور ودام القتال أياما وقتل عدة من الحرس والجنود والقادة ونهبت أموال الناس واختلت أحوال الخلافة جدا و محقت بيوت الأموال

ففسدت أحوال الخلافة وكثر تغيير الوزراء وشراء المناصب وبيع الإقطاعات وظهر نظام الضمان في عهده لأول مرة وهو الذي أدى لانهيار القدرة الزراعية والصناعية للبلاد

وكان لوزيره الشرير المفسد الحسن ابن الفرات دور كبير في تكريس الفوضى والفساد وهذا الرجل ينسبه كثير من المؤرخين للباطنية

وقد أدى هذا الاختلال لأن يرفع أعداء الإسلام رؤوسهم فظهرت فرقة القرامطة الملحدة وعاثت في الأرض فسادا ووقعت الذلة على المسلمين بسببهم

حتى إن جيش المقتدر يقدر ب 40 ألفا فر من جيش القرامطة الذي كان يقدر ب 1700 مقاتل فقط.

وتطاولت جرائم القرامطة حتى قاموا بالحادث الأشنع في عام 317هـ عندما انتهكوا حرمة المسجد الحرام وقلعوا الحجر الأسود واحتفظوا به عندهم

احتفظوا به في مركزهم الرئيسي في هجر بالبحرين احتفظوا به لأكثر من عشرين عاما حتى رد إلى مكانه في عهد المطيع في عام 339هـ

وفي خلافة المقتدر قتل الحلاج بإفتاء القاضي أبي عمر والفقهاء والعلماء على أنه حلال الدم فأخذوه وصلبوه وقتلوه.

شغب ام المقتدر بالله

القرامطة وبني العباس

بنى القرمطي دارا سماها دار الهجرة وكان في هذه السنين قد كثر فساده وآخذه البلاد وفتكه بالمسلمين واشتد الخطب به

وتمكنت هيبته في القلوب وكثر أتباعه وبث السرايا وتزلزل له الخليفة وهزم جيش المقتدر غير مرة وانقطع الحج في هذه السنين خوفا من القرامطة ونزح أهل مكة عنها

وأيضا قصدت الروم ناحية خلاط وأخرجوا المنبر من جامعها وجعلوا الصليب مكانه

وبعد ذلك سير المقتدر ركب الحجاج مع منصور الديلامي فوصلوا إلى مكة سالمين فوفاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي فقتل الحجيج في المسجد الحرام قتلا ذريعا وطرح القتلى في بئر زمزم وضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره ثم اقتلعه بعد ذلك.

وأقام بها أحد عشر يوما وبعد أن أخذوا الحجر الأسود بعشرين عاما دفع لهم فيه خمسون ألف دينار على أن يعيدوه فأبوا ذلك حتى أعيد الحجر في خلافة المطيع

ومن العجيب إن القرامطة لما أخذوا الحجر الأسود يقول الطبري أنه هلك تحته 40 جملا أي أن الجمال التي حملت الحجر الأسود من مكة إلى هجر قد هلكت تقريبا جميعها

ولما أعيد الحجر بعد ذلك ب 20 عاما أعيد الحجر على قاعود وجمال هزيلة فسمنت الدواب تحته وأعادته ولم يمت منها أحد هل يكون ذلك آية أم بركة الحجر

وقال محمد ابن الربيع بن سليمان كنت بمكة في سنة القرامطة فصاعدا رجل لقلع الميزاب وأنا أراه بعيني فعيل صبري منه وقلت يا رب ما أحلامك فسقط الرجل على دماغه فمات

وصعد القرمطي على باب الكعبة وهو يقول أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيتهم أنا وكانت نهاية هذا الخبيث أبو طاهر القرمطي بعد ذلك بأن تقطع جسده بجدري

وفي هذه السنة أيضا هاجت فتنة كبرى ببغداد بسبب قوله تعالى (عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا)

فقالت الحنابلة معناها يقعده الله على عرشه وقال غيرهم بل هي الشفاعة ودام الخصام واقتتلوا حتي قتلوا جماعة كثيرة.

 

القرامطة وبني العباس

 

قيام دولة الفاطميين

ومن أهم الأحداث في عهد المقتدر هو بداية ظهور العبيديين أو الفاطميين في شمال إفريقيا

ويعود الفضل إلى قيام الدولة الفاطمية إلى أبي عبد الله الحسين بن أحمد المعروف بأبو عبد الله الشيعي أحد دعاة الفاطميين البارزين في المغرب

وكان يعرف أحيانا باسم المحتسب لأنه كان مراقبا لأسواق البصرة قبل انتقاله إلى المغرب

وقد تمكن أبو عبد الله الشيعي من القضاء على دولة الأغالبة في المغرب والاستيلاء على عاصمتهم رقادة في عام 296هـ

ونصب أول إمام أئمة الفاطميين وهو عبيد الله المهدي وكنيته أبو محمد الذي قيل إنه من سلالة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب

وقد تلقب عبيد الله المهدي بأمير المؤمنين وبنى مدينة المهدية عاصمة له

وقد نجح الفاطميون في الاستيلاء على مصر وكان ذلك في عام 358 هـ الموافق 969م استولوا على مصر في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله

وهذا الضعف الشديد لمركز الخلافة العباسية دفع أمير الأندلس عبد الرحمن الناصر لأن يعلن نفسه خليفة للمسلمين خاصة بعد تنامي قوة الفاطميين وامتداد أطماعهم إلى مصر

 

قيام دولة بني حمدان في عهد الخليفة المقتدر بالله العباسي

ومن الأحداث المهمة أيضا التي شهدها عهد المقتدر هو قيام دولة بني حمدان في الموصل هي الدولة الحمدانية

فقد استمر أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان يحكم الموصل والبلاد التابعة لها وكان يحكمها من قبل الخليفة المكتفي

ظل يحكم هذه البلاد حتى وفاته في عام 317هـ وأتى من بعد وفاته ابنه الملقب بناصر الدولة

وقد استطاع أن يمد سلطانه إلى ديار ربيعة ومضر بأرض الجزيرة وتوسعت الدولة الحمدانية كثيرا واتسع نفوذ الحمدانيين وملكهم بعد وفاة الخليفة المقتدر أكثر وأكثر

ونجحوا في بسط سلطانهم على حلب وشمال الشام وكان ذلك بقيادة زعيمهم المعروف بسيف الدولة الحمداني

الذي قال فيه المتنبي أروع قصائد المديح لكل امرء من دهره ما تعود وَعادَاتُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا.

وقد أسهم أمراء بني حمدان وفي مقدمتهم سيف الدولة الحمداني في صد غارات الروم صدوهم عن مناطق الثغور الإسلامية وأسهموا في رعاية الحركة العلمية والأدبية التي بلغت في عهدهم مركزا مرموقا أما عن علاقة المقتدر بالله الخليفة العباسي مع الروم.

 

مقتل المقتدر بالله

ففي عام 303هـ غزا مؤنس الخادم بلاد الروم وافتتح حصونا كثيرة وعضو شأنه وبعد ذلك بعامين أتت رسائل طاغية الروم يطلب الهدنة إلا أنه في أواخر خلافة المقتدر استطال الروم على المسلمين وأغاروا على بلاد الجزيرة الفراتية عدة مرات حتى اضطر أهل هذه البلاد لدفع الجزية لملك الروم والخلافة عاجزة عن دفع الضر عنهم

في أواخر عهد المقتدر بالله وقع صراع كبير بين قائد الجيش مؤنس الخادم وقائد الشرطة محمد ابن ياقوت وانحاز الخليفة المقتدر لابن الياقوت وانحاز معظم الجيش لقائده مؤنس وأسهم المفسدون في إذكاء الصراع حتى وصل لمرحلة القتال المسلح الذي انتهى بكارثة كبرى

حيث قتل المقتدر بالله من غير أمر من مؤنس الخادم قتل بباب الشماسية في عام 320هـ بعد أن ظل في الحكم 25 سنة وهي أطول مدة يقضيها خليفة عباسي في الحكم حتى عصره.

وقتل المقتدر بأن رمي بحربة سقط منها إلى الأرض ثم ذبح بالسيف وحمل رأسه على رمح وسلب ما عليه وبقي مكشوفة العورة حتى ستر بالحشيشثم حفر له بالموضع ودفن

ولما علم مؤنس الخادم بمقتل الخليفة لطم رأسه وقال والله ما أمرتكم بهذا ووالله لنقتلن جميعا على هذا وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك

وبيع بالخلافة من بعد المقتدر أخوه القاهر بالله وعلى الرغم من تدهور أحوال البلاد السياسية في عهد المقتدر فإن الحياة العلمية قد شهدت ازدهارا ملحوظا في هذا العصر وبمقتل المقتدر دخل عصر نفوذ الأتراك مراحله الأخيرة.

 

مقتل المقتدر بالله

 

 

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top