ابتعدوا اهربوا سينهار السد الكبير جدار من الحجارة عمره 1500 سنة بني في مطلع الألفية الأولى قبل الميلاد ويوم بدأوا بنائه لم تكن روما على وجه الأرض ولم تكن هناك حضارات زراعية متقدمة سد مأرب هو السد الذي صنع اليمن السعيد واذهل الغزاة واغرى الطغاة.
مقدمة
سنه 575 ميلادية وقف الناس يراقبون الثقوب تتسع في الجدار والماء يتدفق بقوة يغرق الحقول ويجر في الأشجار. بعض العائلات شعرت بالكارثة قبل حدوثها فهرب قسم منهم شمالا الى الحجاز والاحساء وبعضهم عبر الى الحبشة وجرف السيل الحجارة وفقد الناس عددا من أولادهم وغرقت نسوة بين الأحوال والطمي.
لقد انتهى عصر الجنتين في اليمن العظيم صانع الحضارات واساس العروبة واحة، الممالك والديانات وجذر الخضرة والخصوبة، حضارات عظيمة انهارت ودمرت مدن عريقة واحرقت قرى بكاملها على مر التاريخ، لكن سد مأرب وصلت شهرته الى كل اقاع الأرض وسقوطه يعد من اشهر الكوارث التي حلت بالبشرية.
ما السر في هذه الحجارة المنقوشة بخط المسند ما هي اثار هذا الحدث الذي وقع في اقصى جنوب غرب جزيرة العرب انه اليمن ارض الجبال العالية وبساتين فاكهه تجري بينها الأنهار وسواقي موسميه تمتلئ أيام الفيضان في الصيف والربيع ثم تغور في الأرض بين الصخور والوديان لا تسقي الزرع ولا تروي الظمئان.
بناء سد مأرب
سد مأرب هو سد مائي كان يقع في مدينة مأرب اليمنية حتى اذا انتهى القرن الثاني قبل الميلاد كان اهل اليمن القديم قد وجدوا حلولا فأقاموا بضع سدود هنا وهناك لعلهم يحجزون بعض مياه الامطار تنجيهم وتنقذ مواشيهم من العطش والهلاك، في تلك الحقبة في القرن الثامن قبل ميلاد السيد المسيح كانت مملكة سبا قد اورقت بظلالها واستقرت احوالها فقررت بناء سد في قريه فوقع الاختيار على مأرب وهي بلده تقع في قلب اليمن.
هناك يشق واد طريقه بين جبلين احدهما يسمى البلق الشرقي والى الغرب منه البلق القبلي بين الجبلين أقيم سد مأرب وصار الناس يحملوا تلك الحجارة ويرصفوها بين هياكل الحديدية ويرجعوا يذوبوا النحاس ليملا الفراغات بين الحديد والحجارة،
واللي لا يسده النحاس بالطين يمشي حاله لكن الأهم هو تماسك البنية والقاعدة بالحجارة الثقيلة والحديد المترابط مع النحاس.
هل سد مأرب هو سد ذو القرنين؟
بماذا بذكركم هذا الجدار؟ هذا مثل الجدار اللي بناد القرنين ليحمي القوم الضعفاء من ظلم يأجوج ومأجوج معناها قوم يأجوج ومأجوج هل معناه ان قوم يأجوج ومأجوج كانوا في جنوب مدينة مأرب؟ ولذلك يقولوا انه في قبر بمدينة ابها اللي ضمن الأراضي السعودية حاليا هو قبر ذي القرنين؟
طيب هل هناك أحد سال نفسه انه اذا كان هذا الكلام صحيح لماذا القران حكى كل قصه لحالها فقصة ذي القرنين وردت مره واحدة وفي أواخر سوره الكهف ضمن 16 اية، في حين هناك سوره كاملة في كتاب الله المجيد اسمها سوره سبأ ترتيبها 34 بين سور القرآن الكريم وآياتها 54 اية،
واعتبارا من الآية 15 حتى الآية 27، النص كله مرتبط بفقره سد مقرب على اتفاق التفاسير اذ يقول الكتاب المبين {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)}
وهذا توضيح الهي بالنعمة اللي كانوا اهل اليمن يعيشون فيها، ليست جنة واحدة بل اثنتين وفي نهاية الآية جمله بمنتهى الدقة والتعبير {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)} صدق الله العظيم.
فلو كان القوم الضعاف في قصة ذي القرنين هم المقصودين في سوره سبأ ما كان سبحانه وتعالى وصفهم بالكفر ولا عاقبهم بان ارسل اليهم سيل العرم، فبسوره الكهف انقذهم ورفع لهم جدارا من خلال ذي القرنين وبسورة سبا يدمرهم ويسقط الجدار.
لا اعتقد ولا احد يقبل ان القرآن يناقد نفسه فقصة سد مارب مختلفة عن موضوع ذ القرنين.
مواصفات سد مأرب
وهكذا ارتفع السد وكان فعلا اعجاز هندسي كبير في ذلك الزمن هلا الكربون 14 تبع قياس الفترة الزمنية كشف انه السد بنيا في القرن السادس قبل الميلاد ولكن السد كان يخضع للترميم كل كم سنة، فمن الممكن انه يكون اقدم من العينات اللي فحصوها من نظير المشع.
وكان طول سد مأرب حوالي 900 متر وعرضه بحدود 600 متر ويروي 100 كيلو متر مربع من الأراضي وهذه الابعاد تقديرية بناء على دراسات هندسية للآثار الباقية منه في المنطقة.
انهيار سد مأرب وسقوط حضارة اليمن
تعالوا الان للكلام اللي عليه علامات سبأ اللي هي القبيلة التي تحولت الى مملكة هي احدى اهم جذور قبائل العرب ومنها فروع كثيرة انتقلت الى نجد والحجاز والعراق والشام كمان لكن انهيار سد مأرب وهجرة القبائل اي موسم الهجرة اليمنية الى الشمال لم يحدث قبل انهيار سد مأرب بل حدث على مدى مئات السنين منذ القرن السابع قبل الميلاد.
لأسباب عديده أهمها الحروب والغزاة فاليمن تلقى الغزو من فارس ومن الاحباش وتصارعت فيه مع سبأ ممالك مثل معين وحضرموت وكلهم بحسب كتب التراث كانوا اخوة، وكانت بعدهم كندة قبيلة كبار الشعراء العرب من أمثال امرؤ القيس والمتنبي.
فالخطأ المروع انه يهود المدينة القبائل الثلاث الشهيرة النضير وقريظة وقينقاع جاءوا يثرب بعد انهيار السد وكذلك قبيلة خزاعة انتقلت الى شعاب مكة،
ليس معقول وغير منطقي لأنه السد نهار سنه 575 ميلادي كان النبي عليه الصلاة والسلام عمره خمس سنوات فحتى قرروا يسافروا ويختاروا مدينة يعيشوا فيها كقبائل يريدون سنوات طويله في مسافه 1400 كيلو متر من اليمن الى يثرب.
ولما دخل المسلمون المدينة مهاجرين كان اليهود عندهم حارات خاصه ومستقله ويعيشون بآطام يعني بيوت عالية من الحجر والطين وعائلات بالمئات فمن اين لاين قد آتوا فقط من 40 سنة يعني من الطبيعي يكون صار لهم 100 سنة بالمدينة على الأقل لحتي لحقوا وعمروا وتكاثروا وصار لهم شوارع وحارات خاصة بالمدينة المنورة.
وفي باحثين قالوا انهم وصلوا الى يثرب على دفعات من القرن السادس قبل الميلاد بعد السبي البابلي.
طيب من هي بلقيس اللي حكمت مملكة سبأ قبل بناء السد؟
بلقيس هي بلقيس بنت شراحيل وقال مؤرخون كانت أمها كانت جنية اسمها فارعة وكان كعب رجلها مثل حافر الدابة هذا الكلام مكتوب عند مؤرخين نأخذ منهم علومنا ونعتبرهم مراجع لنا قال أمها كانت جنية؟ سموا بالله، هذا كلام غريب وليس منطقي الصراحة.
وهذا الكلام جابوه من اسفار العهد القديم اللي قال انه رجلها مثل حوافر الحمار اجاركم، الله ولم تذكر في كتاب الله بالاسم الصريح ولكن طالما لقينا معلومات عنها في كتب سابقة فهي فرصة لبعض التراثيين ان يخلط الاخماس بالأسداس.
سبب انهيار سد مأرب
والان السؤال الأهم وهو ما هو سبب انهيار سد مأرب؟
قال ابن إسحاق وهو احد قطبي كتاب السيرة والقطب الثاني هو ابن هشام قال اول من غادر سد مأرب قبل سيل العرم هو عمرو بن عامر اللحمي وكان سبب خروجه من اليمن انه رأى جرد يحفر في سد مارب فعلم انه لا بقاء للسد.
فقرر يسافر برا اليمن فعمل حيلة من لكي يبرر خروجه قدام الناس، حيث امر اصغر أولاده اذا عيط عليه ضربه كف انه يقوم ابنه برد الكف لأبوه، لماذا لما صار ذلك جمع الناس وقال ما هي تلك البلاد اللي الولد يرد الكف لأبوه قام حمل حاله وهاجر هو وعياله ولحقته تلك القبائل.
الان في أيامنا الحالية يعني بالعصر الحديث تفتحت عيون القارئين الجدد للتراث واكدوا بانه القصة تبع ان الجرذان اللي تسببت في انهيار سد مأرب ليست حقيقية ولا واقعية وانما تندرج تحت خرافات ومبالغات الرواة ويقولوا بان سبب انهيار سد مأرب هي الامطار الغزيرة والله اعلم واعلم.
في فكرتين، فكرتين ينفرد بهما المحدثون العرب او المحدثون المسلمون بشكل عام ما بين القرن الثالث والقرن الثامن للهجرة.
الفكرة الأولى التي تفسر سبب انهيار سد مأرب اذا في حدث او قصة تاريخية ذكرها القران فلديهم القدرة على تحويل قصة قصيرة جدا، الي قصة طويلة جدا بالاعتماد على ثلاث مصادر غير قرانيه للأسف أؤكد غير قرآنية فما هي تلك ؟
- أولا اسفار العهد القديم
- وثانيا المرويات الشعبية المتوارثة والحكايات والاساطير المتناقل بين القبائل العربية.
- والمصدر الثالث هو الخيال الواسع عند المحدث والمفسر يسرح بخياله، يرسم الكادر برأسه ويطلع لك بحوار بين الشخصيات التاريخية تقول كان معهم وبأيده كاميرات صوت وصوره!
والفكرة الثانية هي الإصرار على موضوع ربط الانساب يعني بالنسبة لهم مثلا بلقيس نعرف أمها وابوها وجدها واي شخصية وردت في كتاب التراث لازم نعرف سلالة العائلة.
والان سوف اجاوب على السؤال اللي طرحته ببداية المقالة وهو لماذا الاهتمام الكبير بسد مأرب وسقوط جداره اللي كانت حجاره عليها نصوص تاريخية رائعة مكتوبة بالخط اليمني التاريخي خط المسند؟
سد المأرب يا ساده يا كرام صانع الاخضرار وكثره الانعام واليمن كان بفتره من الفترات تحت رايه مملكة حمير، وحمير كانت مملكة يهودية لمده 110 سنوات،
وتلك الدولة تستقطب اهتمام الدعاية العبرانية الى ما شاء الله وهذا السبب بالذات استدعى عش الباحثين والمستشرقين الأوروبيين والامريكيين الى اليمن اعتبارا من القرن السابع عشر.
يعني من 400 سنه يأتون على اليمن ويدرسون اثار مأرب وكل المناطق الأثرية لان اليمن في كل اجزائه ثمين وغني فاللي يقدر يتخيل شكل الحياة والترف الذي عاشه اليمني قبل انهيار سد مأرب ويرى ماذا حدث لليمن اليوم سيقول ان العرب اما انهم لا يقرأون التاريخ وانهم أناس تفتنهم الحروب والصراعات،
او انهم امة غير شكل عن كل الأمم يتقدمون الى الوراء يتمنون العودة بالتاريخ الى عصور سالفة ظنا منهم بان الخير كله فيما سلف وما سياتي كل نكران وشطط وابتعاد عن الطريق القويم.
امه تخاف المستقبل تخاف التطور العلمي لأنها تظن ان ما بين ايديها من كتب فيها حلول لكل المشاكل والمعضلات والشفاء من الامراض وتغنينا عن علوم الكون والمجرات،
ان الذين بنوا سد مارب ورفعوا المباني الرائعة العظيمة هم اجدادنا العظام في اليمن العظيم، ان كان لديهم دين سماوي او لم يكون فهم ابدعوا وصنعوا المعجزات في الزراعة والعمران.
قصة سد مأرب هي محور شبكة من الاحداث التاريخية خصوصا اذا عرفنا باتصالات كانت تحدث بين ملوك سبأ وملوك اشور والخانات التبشيرية كانت تصطف من عدن الى انطاكيا، تاريخنا واحد وهدفنا واحد هو البحث عن العلم والمعرفة لنفتح أبواب الخير والسلام،
فرمم الثقوب في العقول العربية في كل البحوث وكل الأفكار في كل المناهج وفي كل الأقطار من البحرين الى سوريا الى مصر الى المغرب حتى لا ينهار الحلم بمستقبل عربي مأمول كما انهار سد مأرب، ابقوا في امان والسلام.