المفضلة
اضافه موضوع

إنه واحد من أكثر الألغاز البشرية تعقيدا، وأشدها غموضة، ذلك هو هرم خوفو العظيم الذي يقف على أرض مصر، شامخا يتحدى الزمان منذ آلاف السنين، والذي بني ليكون مقبرة للملك المصري خوفو بمعجزة هندسية وفلكية مذهلة.

ورغم التقدم التكنولوجي الهائل الذي وصل إليه عالمنا، إلا أنه من الصعب أن نبني بناء مثله، بل ولا تزال، الكثير من الأسئلة المحيرة التي تحيط بذلك الهرم، دون أن نتمكن من الإجابة عنها،

من الباني الحقيقي للهرم الأكبر خوفو، وكيف فعلها، وهل يرجع بناء ذلك الهرم إلى ما قبل الطوفان العظيم؟ تابعونا للنهاية.

كيف تم بناء هرم خوفو

إذا سألت أحد المؤرخين أو أحد علماء الآثار عن من بنى هرم خوفو الأكبر؟ سيقول لك بأنه الملك المصري خوفو من الأسرة الرابعة التي حكمت مصر، والتي عرفت بعصر بناة الأهرامات،

وقد بنى خوف الهرم الأكبر قبل نحو 2500 عام قبل الميلاد ليكون مقبرة له ويعد هذا الهرم مع الأهرامات الأخرى في منطقة الجيزة، من عجائب الدنيا السبعة. استغرق بناء هرم خوفو الأكبر ما بين عشرة إلى 20 عام، وقد بني هرم خوفو الأكبر من الحجر الجيري المحلي،

وكان مغطى قديما بالكامل بكساء من الحجر الجيري عالي الجودة. ويضم الهرم من الداخل ثلاث حجرات دفن، إحداها مقطوعة أسفل الصخر السفلي، وثنتان على ارتفاع داخل المبنى نفسه.

ولك أن تتخيل أن الهرم الأكبر بني بأحجار تتجاوز ال1,000,000 حجر تقريبا، وهناك دراسات أخرى تقول بأنه استخدم في بناءه نحو 2.5 مليون صخرة و حجم الحجر الواحد يتراوح ما بين إثنان إلى 20 طن، كما ذكرت إحدى الدراسات.

ويبلغ طول الهرم وعرضه نحو 750 قدما في كل اتجاه، بينما يبلغ ارتفاعه 146 مترا ونصف المتر، ليكون بذلك أطول مبنا في العالم طيلة 3800 عام.

وتبلغ مساحته نحو 13 فدانا، أي 52,000 م2 ولا تتوقف عجائب الهرم الأكبر عند هذا الحد فالدقة والإتقان الذين بني بهم هرم خوفو الأكبر، مذهلين بحق، فإذا خدت ارتفاع هرم خوفو الأكبر وضربت الرقم في 43 و200 جزء من الأعشار، ستحصل على نصف القطر القطبي للأرض.

ولو قمت بقياس محيط القاعدة للهرم الأكبر بدقة وضربت النتيجة في 43 ومئتين من الاعشار ستحصل على المحيط الاستوائي للأرض.

أي منذ ألاف السنين وفي هذه العصور التي من المفترض أنها بدائية، حينما لم يكن إدراك البشر يصل إلى حد العلم بأنهم سيعيشون على كوكب، بغض النظر عن ما هو هذا الكوكب وأبعاده. كان المصريون القدماء يبنون معلما يعبر بدقة بالغة عن أبعاد كوكبنا بنسبة تقارب واحد إلى 43 و200 جزء من الأعشار،

وهذه النسبة ليست عشوائية فالرقم 43 و200 جزء من الاعشار تم استنتاجه في الحركة الرئيسية للأرض والتي تسمى التغير في دوران محور الأرض،

إذ تتحرك الأرض حول محورها بشكل بطيء متمايل بمقدار درجة واحدة كل 72 عام

والرقم 43 و200 جزء من الأعشار. أحد مضاعفات الرقم 72.

ما ذكرناه الآن من وجهة النظر التي يتبناها المؤرخون وعلماء الآثار عن الهرم الأكبر، لكن هل كان حقا الملك خوفو هو من بنى هذا الهرم العظيم؟

هرم خوفو الحقيقة الكاملة وجميع اسراره

من بني هرم خوفو الأكبر

يقول البعض أنه من ناحية المنطق يستحيل أن يبني المصريون القدماء الأهرامات مستخدمين في ذلك الخشب لتقطيع الحجارة الكبيرة ونقلها مئات الكيلومترات، ورفعها إلى ارتفاعات شاهقة،

فحجم أجسادهم لا يزيد عن حجم أجسادنا بأكثر من 10%، ولا يعني وجود مقابر للمصريين حول الأهرامات، أنها بالضرورة لبنائها، فقد دفن المصريون أمواتهم بجوار الأهرامات تبركا بها، ولاعتقادهم بأن هذا وابة لهم للعالم الآخر.

وربما هناك حضارات أخرى زخرت بها أرض مصر ولم نعرفها، فنحن لم نكن نعرف شيئا عن المصريين القدماء قبل فك رموز اللغة الهيروغليفية على يد العالم الفرنسي شامبليون عام 1822.

إذا في أي عصر بنيت الأهرامات؟ الواقع أن هناك نظرية مثيرة للاهتمام حقا تعرف بنظرية التعرية المائية للأستاذ في علم الطبيعة بجامعة بوسطن، روبيرت ميلتون، الذي أكد بأنه من خلال دراسة الأحجار المكونة للجزء السفلي من جسد تمثال أبي الهول، وذات الأمر ينطبق على الهرم الأكبر،

تبين أن هناك آثارا واضحة لتأكل تلك الأحجار بسبب هطول أمطار كثيفة أو جريان مستمر للمياه لفترات طويلة. وهو الأمر الذي يتعارض مع العمر المذكور لأبي الهول، وهرم خوفو،

وهذا لين ظروف المناخية في المكان الموجود به التمثال، والهرم الأكبر لا تتناسب مع وجود المياه، فقد كانت تلك المنطقة قاحلة تماما، ولم تتعارض المنطقة لتلك الكميات من هطول الأمطار أو جريان المياه سوى من 12,000 عام تحديدا في نهاية العصر الجليدي.

وهذا يعني أن الجزء السفلي من تمثال أبي الهول والهرم الأكبر يعود تاريخهما لفترة تسبق ما ظنه علماء الآثار بكثير، فهل معنى هذا أن الهرم الأكبر كان قائما قبل طوفان نوح؟

وإذا كان هذا صحيحا فمن الذي بني الهرم هرم خوفو؟

من بني هرم خوفو الأكبر

علاقة بناء الاهرامات بطوفان نوح

ما يجدر الإشارة إليه أن كل الحضارات القديمة قد تحدثت عن طوفان نوح بطريقتها الخاصة، باستثناء الحضارة المصرية التي لم تذكر شيئا عن هذا الطوفان. فهل هذا يؤكد النظرية التي تقول بأن الحضارة المصرية أقدم بكثير من ذلك العمر الذي قدره العلماء؟

و يعني أن الأهرامات قد سبقت الطوفان أم أن الطوفان لمن ينل من أرض مصر، كما يذهب بعض الباحثين؟

الغريب أن نظرية بناء الأهرامات قبل الطوفان صارت محل اهتمامنا الآن، فقد أتبناها عدد من العلماء، كما أكد موقع برينك وير البريطاني أن الأهرامات المصرية تم بنائها قبل كتابة التاريخ، أي قبل الطوفان العظيم.

فقدرات البشر، في الوقت الذي قدره العلماء لم تكن كبيرة بشكل الكافي لبناء هذا الصرح العظيم، كما أنه لم يتم بنائها حتى تكون مقابر للملوك.

فهي لا تحتوي على أي كتابات هيروغليفية، كما هو الحال مع كافة المقابر التي تم اكتشافها، لذلك فهي لم تكن مقابر للملوك المصريين، كما أنه لم يتم العثور على أي مومياوات فيها.

كذلك فإن الغرفة الموجودة في هرم خوفو الأكبر. لا تناسب غرف الموتى، كما أكد الموقع أن الهرم الأكبر أعقد بكثير مما يعتقده العالم الآن.

لماذا تم بناء الأهرامات؟

السؤال الآن لماذا تم بناء الأهرامات إذا لم تكن مقابر؟ هنالك الكثير من النظريات حول هذا الأمر، أبرزها أن الأهرامات بنيت لتكون مصدرا للطاقة، فهي بمثابة آلة عملاقة قادرة على إنتاج وإرسال ترددات الكهرومغناطيسية، ومختلف أنواع الطاقة.

بل إن كل الأهرامات التي عرفتها مصر ألم تكن سوى آلات ومحطات طاقة متصلة ببعضها بعضا لاسلكيا.

وللهرم الأكبر يا الدور الرئيسي في تشغيل المجموعات فهو يقوم بامتصاص طاقة القشرة الأرضية الناتجة عن الاهتزازات الزلزالية وتجميعها داخل جسم الهرم والاستفادة منه بطريقة غير معلومة.

وقد وجدت بالفعل آثار للزنك والزنك كلورايد في حذرة الملك والممرات، وأثبتت وجود تفاعلات داخل الهرم.

رفض هذه النظرية عدد كبير من الأثريين وعلماء الفيزياء، ولكنه راجت عند البعض الآخر، ولا سيما أولئك الذين صعدوا إلى قمة الهرم الأكبر في الماضي وقدر له ملاحظة ظهور تحولات ضئيلة في الطاقة، خاصة في إحساسهم بأطراف الجسم ووصلت حتى شعور بعضهم بصدمات كهربائية.

لكن تسلق وصعود الأهرامات الآن صار ممنوع قانونا.

لماذا تم بناء الأهرامات؟

نظريات واساطير حول هرم خوفو

الغموض الشديد الذي يحيط بالأهرامات جعلها مادة دسمة للنظريات و الشائعات والأساطير وقد تعددت الأقاويل حول بناة الأهرامات،

فقال البعض أنه تم بناء الأهرامات من قبل مخلوقات فضائية جاءوا من أكوان أخرى، قائلين بأنه يستحيل على قدرة الإنسان القديم حمل حجر واحد من التي بني بها الهرم مؤكدين أن تكنولوجيا المتطورة للكائنات الفضائية هي من قامت ببناء الأهرامات.

غير عضو الكونغرس الأمريكي لويولا دونيللي في كتابه أتلانتس العالم القديم، أن سكان أتلانتس المفقودة هم بنات الأهرامات، وتعتمد نظريته على أن سكان قارة أتلانتس المفقودة بنو مستعمرات في العالم كله. ومن المرجح أن يكون أقدامها هي الحضارة المصرية.

كما استند إلى التشابه بين أهرامات أمريكا الوسطى والأهرامات المصرية.

ويرى القاضي جوزيف روثر فورد أن الشيطان هو من بني الأهرامات، وكتب في ذلك مقالة عنوانها المذبح المقدس في مصر.

حيث أشار إلى أن حكام مصر بنو الأهرامات وأبو الهول تحت إمرة الشيطان. الذي أوحى لهم بطريقة بناء الأهرامات، كما أنه وضع معرفته في الحجر الأصم ليستخدم الأهرامات كعامل جذب للناس ليصرفهم عن عبادته يهوه.

وهناك من يقول بأن بناء الأهرام كان على يد الجن المسخر للنبي سليمان عليه السلام، ويستند أصحاب هذا الرأي إلى أنه ليس في قدرة أي إنسان أن يشيد مثل هذه الأبنية.

وتزعم نظرية أخرى ان قوم عاد هم بناة الأهرامات الذين شيدوا عمادا لم يخلق مثلها في البلاد وتعتمد هذه النظرية على أن قوم عاد كانوا ضخام الحجم طول الواحد منهم يقترب من ارتفاع النخلة أي حوالى 15 مترا.

حتى اليهود زعموا بأنهم بناة الأهرامات والمزاعم والإسرائيليات الدائمة تقول أن اليهود كانوا عبيدا في مصر، وأنهم هم بناة الأهرامات الحقيقيين.

هذا رغم أن ميلاد إسرائيل نفسه كان بعد العمر الذي قدره العلماء لبناء الأهرامات بألف عام على الأقل.

لم تنتهي الغاز هرم خوفو الأكبر بعد فكل فترة يكتشف العلماء الكثير من الغرائب المتعلقة بهذا الهرم، دون أن يتمكن من إماطة اللثام عن الغازه.

على سبيل المثال، اكتشف العلماء مؤخرا وجود تجويف كبير جدا يصل لحجم طائرة تتسع ل200 مقعد في قلب الهرم ولا يعرف السبب في وجود هذا التجويف.

كما اكتشف العلماء سردابا على الجانب الشمالي من هرم خوفو ويبلغ طوله 9 م، وعرضه متران، ويقع فوق المدخل الرئيسي للهرم، ولا يعلم علماء الآثار طبيعة هذا الممر ولا ماذا في نهايته،

فهل سيأتي اليوم الذي نجد فيه إجابات عن تلك الألغاز التي تحيط بالهرم الأكبر خوفو؟ نأمل بأن يكون المحتوى قد نال إعجابكم.

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا