اليوم سوف نتحدث عن موضوع من الموضوعات الشائكة وهي عن قصة بوابة عشتار البوابة الثامنة لسور بابل وهل البوابة الموجودة الان في العراق هي البوابة الحقيقة أم التي في المانيا ؟ ولو كانت التي في المانيا هي بوابة عشتار الحقيقية كيف نقلت الي هناك؟ تابعوا المقالة للنهاية لمعرفة حقيقة كل ذلك.
بوابة عشتار البوابة الثامنة لسور بابل
وهناك الكثير من المقاربات التاريخية التي يمكن طرحها، أود أن أروي لكم هذه القصة، قصة بوابة عشتار البوابة الثامنة لسور بابل، العراقيون يعرفون تماما عن ما سأتحدث وغير العراقيين، يمكنكم بكل بساطة أن تذهبوا إلى مدينة تبعد عن بغداد قرابة الساعة أو الساعة ونص تقريبا تسمى مدينة بابل الأثرية.
هذه المدينة عندما تدخلوها حرفيا، ستدهشون من جمال الكنوز التاريخية الموجودة في داخلها، وحرفيا ستشعرون بأنكم تعيشون في قلب عالم تاريخي، كالذي تعودنا أن نقرأه دوما في الكتب.
وستجدون على مدخل هذه المدينة بوابة زرقاء ضخمة ملفتة للنظر، هي بوابة عشتار، زرت هذه المدينة، ما لفت انتباهي وجعلني أقف متأملا أمام هذه بوابة مدة من الوقت، أمرين:
- الأمر الأول هو قصة بناء بوابة عشتار.
- والأمر الثاني هو الذي سنصل إليه في نهاية القصة بوابة عشتار.
في كتب العهد القديم، هناك نبوءة. تسمى نبوءة إشعياء بن آموص، طبعا تبجح الكثير من قادة الكيان المحتل في ذكر هذه النبوءة مؤخرا في هذه الأحداث في مؤتمراتهم الرسمية تبريرا لجرائم هم و لما يقومون به من منظور ديني يهودي، بكل وقاحة للأسف.
ولكن ما علينا في هذه النبوءة، هناك مقطع يقول “أما بابل مجد المماليك وفخر الكلدانيين فستصبح مثل سدوم وعمورة لا يسكن فيها، ولا تعمر جيلا بعد جيل.” تكمل حتى تصل إلى المقطع الذي يقول “وأن عقابها بات وشيكا وأيامها لن تطول.”
هذا ليس مقطع عاديا كما قلته لكم، فقد قرأه أحدهم منذ آلاف السنين على مسمعي ملك عتيد التاريخي اسمه نبوخذ نصر، وأظن أغلبكم سمع به، أصبحت هذا المقطع من النبوءة، أو هذه النبوءة أصبحت كابوسا يؤرق نهاره ولياليه.
وبطبيعة الحال بدأ يفكر كيف مملكتي، حضارتي، تاريخ شعبي، إرثي، حدائق بابل المعلقة، قصوري، كل هذا، كيف يندثر؟
لذلك مستشارون بدأوا بتقديم المقترحات، لنبوخذ نصر. نبني الحصون، نبني الملاجئ، التجهيزات العسكرية وإلى آخره، لكنه لم يقتنع بكل ذلك.
وفي ليلة قرر أبو نبوخذ نصر قرار أظن أنه كان قرارا صائبا، قرر أن يبني بوابة ضخمة لتكون من أكبر بوابات بابل الثمانية.
وفعلا بنى هذه البوابة في وسط دهشة من الشعب البابلي، وكالعادة اعتقدوا بأن نبوخذ نصر يقوم ببناء هذه البوابة حبا بزوجته أول ليهديها كما فعل في القصور، وكما فعل في حدائق بابل المعلقة.
ولكنه لا لم يقم بذلك، بل على العكس أهدى هذه البوابة إلى الالهة عشتار، طبعا ولعياد بالله ربنا الأوحد.
هذه الآلهة عشتار كانت رمزا للبابليين، وكانت بالنسبة لهما آلهة الحب والخصوبة والحرب، هكذا ارتاح نبوخذ نصر، ولكن كيف؟ لا يمكن دوما محاربة النبوءات بالقوة؟ هذه نبوءة، يجب أن أحمي حضارتي ومملكة وشعبي وتاريخ هذه الحضارة وهذا الشعب علي أن أحميه من الاندثار، لذلك قام فعليا ببناء بوابة عشتار.
أين هي بوابة عشتار الحقيقية؟
على الصعيد الشخصي، تأملت وكأني تخيلت نبوخذ نصر في ذلك الوقت، كان صانع للمحتوى، وتلك البوابة كانت عبارة فعليا عن مادة لنبوخذ نصر يود نشرها آنذاك. هل نجح بذلك؟
هناك الكثير من المقاربات في التاريخ الحديث أو الأدلة، وطبعا هو الأمر الثاني. الذي لفت انتباهي يا أصدقائي، ما كنت أقف أمامه على مدخل تلك المدينة. لم تكن البوابة الحقيقية لبابل بوابة عشتار، بل هي كانت تقليد بوابة عشتار لتلك البوابة الحقيقية التي كانت فعليا قائمة هناك فيما مضى.
أما بالنسبة للبوابة الحقيقية، فالحفريات الألمانية قرابة العام 1902 وجدت فعليا، بوابة عشتار، و وجدت أيضا شارع المواكب الأثري، الذي أساسا نصبت بوابة عشتار، أو بنيت هناك عليه، وجدوا هذه البوابة، فككوها قطعة قطعة تخيلوا بوابة نتكلم عن بوابة عملاقة تم تفكيكها، قطعة قطعة لهذه البوابة،
وشحن بوابة عشتار إلى ألمانيا إلى متحف يسمى برج امون في برلين، تم شحنها إلى ذلك المتحف، وأعاده تركيبها قطعة قطعة، حيث توجد اليوم إلى يومنا هذا.
طبعا الواضح والجلي أنهم فلحوا في سرقة المادة، ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا في سرقة إرث وتاريخ هذه البوابة ودلالتها، هناك الكثير من الشواهد إذا تابعتم، فكل من يزور بوابة عشتار في متحف برلين، تشيح فورا بنظره إلى هذه الأرض، وإلى تاريخ الشعب الذي يبني أساسا تلك البوابة، والتي كانت تمثله.
هنا. أصدقائي أود أن أشير، أليس برأيكم نبوخذ نصر فعليا لعب دور صانع المحتوى وفلح في ذلك؟ ألم يحفظ هذا التاريخ؟ ولم يفنى هذا الشعب، كما فنيت سدوم وعمورة؟ ألم ينجح في ذلك فعليا؟
وبالفكرة، وبالنشر وبالرمزية التي قام بها نحن اليوم أمام مسألة حساسة جدا، نحن فعليا أمام تغيير أيديولوجي، إرثنا، إرث وآبائنا وأجدادنا، تاريخكم، خبراتكم، ديانتكم، كل شيء في هذه المرحلة مهدد.
وممن؟ من أولئك الذين يأخذون هذه النبوءات دوما، ويخرجون إلى العلن، ويرددونها على مسامعنا، ويسعون بكل جهد لتحقيقها، لذلك أسألكم سؤال بسيط، إذا كنت تظلمون فعلا أنكم أنتم كصناع محتوي اليوم، أو أيا يكن، لديه صوت يستطيع أن يوصل صوته، وأنتم ببساطة حتى تصلون إلى الملايين اليوم.
وإذا كنتم تظنون حقا أنكم تلعبون نبوخذ نصر اليوم، وأن موادكم التي تنشروها على مواقع التواصل الاجتماعي هي بوابة عشتار التي كانت ضخمة آنذاك، الذي وقفت جدارا في وجه النبوءة، ولا زالت حتى اليوم تحمي ذاك الشعب،
إذا كنتم أنتم تنظرون نفسكم كذلك. ومواد كم هي تلك المواد التي ستحمينا، قولي بكل صراحة، أو اسأل أنفسكم. ماذا أنتم فاعلون؟
