مقدمة حول كشف غموض ديانة المصريين القدماء
بقلم ( الباحثة/ سهيله السيد مغربي – الباحثة/ ندي محمود غريب – الباحث/ أحمد محمد عشماوي- الباحثة/ إسراء السيد غنيم – الباحث/ محمد إبراهيمم عمران – الباحثة/ ندي معوض – الباحثة/ هند محمد علام – الباحثة/ منيره محمد بدر – الباحثتين/ تهاني إبراهيم – أماني إبراهيم )
تأتي تلك السطور القليله لتتحدث عن صفحات طوال لجانب من جوانب الحضارة المصرية ألا وهى ديانة المصريين القدماء ( ديانة الفراعنة ).. ذلك الغلاف الأسطوري الذي يحيط بها، ذلك الضخم الرهيب الذي لا يزال يكتنفه كثير من الغموض وتحيط به هاله من البريق تختطف الانظار وتأسر الألباب ..
وفى واقع الأمر أن الديانة المصرية هي نتاج العبقرية المصرية المبدعة منذ عرف المصري القديم الإستقرار وأخذ يتفكر فيما حوله ، وكان للبيئة التي عاش فيها المصري القديم أثرها البالغ علي فكره وعقائده، ولكي ندرك مغزي أفكاره علينا ان نتفهم جيدا أن الحياة بدأت بسيطة وبدائية وكان علي الانسان أن يُروض البيئة وظروفها لذا جاءت أفكاره ممزوجة بالخيال أو قد تكون كُلها خيالاً جامحاً..
لم تكن آلهة المصري القديم علي شاكلة واحدة بل تباينت نمطاً وإسماً وفي أحيان كثيرة شكلاً حيث رمز لها المصري بأشكال من عناصر من كائنات مختلفة مما أضفي عليها غموضاً وسحرُا وأكسب الحضارة المصرية طابعاً خاصاً عن سائر الحضارات القديمة ، وحققت معبوداته هذه شهره ف العالم القديم مثل “إيزة” المصرية التي شُيدت لها المعابد في كافة انحاء العالم القديم ..
ديانة المصريين القدماء
إن الدين لعب دورًا مهمًا حيث لم تكن هناك قوة تسيطر عليه بل كان الدين هو المسيطر على كل شيء ولولا وجود الديانة المصرية القديمة ( ديانة الفراعنة ) ومعتقداتها ما ظهرت المعابد والمقابر والتماثيل والتحنيط وغيرهم ..
وطبقا لعالم المصريات التشيكوسلوفاكي تعود لأول وثيقة مكتوبة تم اكتشافها عن تلك الحضارة ، فمصر كانت مسرح أول ديانة بشرية ظهرت علي الكوكب ، واهتمت جميع الأمم بكشف النقاب عن ديانة المصريين القدماء ليعرفوا أسرارهم وما يدور في رؤوسهم ..
وصف الديانة المصرية القديمة
يعد من وصف الأمم القديمة أهم جزء في تاريخ المصريين القدماء وأن الديانة وأساطير العبادات وحفلاتهم ..إلخ من عظمة المصريين وعن هذا الموضوع لم يكن لدينا غير المصادر الأجنبية مثل هيرودوت و بلوتارخ .. وقد حلت رموز الهيرغليفية للباحثون الأمر ، وتتسم الديانات عمومًا بالتعقيد خاصة ديانة المصربين القدماء وذلك لتغلل الدين في كل مجالات الحياة .. كما يري البعض أن المصريين لم يجدوا كلمة محددة للدين تبعًا لانهم لم يفصلوا الدين عن الدولة .. فالدين كلمة تعني الطاعة والتعبد لله وجمعها أديان وهي آتيه من ديان وتعني القاضي أو الحكم من أسماء الله الحسنى .
سمات الديانة المصرية القديمة
هي نسج أفكار خلق الكون وأساطير حول كثيرمن المعبودات من البيئة سواء حيوانات وطيور وحشرات وأسماك ..إلخ ، الإعتقاد كاملاً كان أن هناك قوة خارقة وكان الخيال بالفعل موجود ، ولقد عبد المصريين آلهة أو معبودات كثيرة لا حصر لها ، وكان لكل منطقة حتى لو صغيرة إله أو معبود خاص بها ، وتطور الدين عندهم حتى وصل إلى التوحيد في عهد الملك أخناتون ولكن كان توحيدا وثنياً ، حيث إعتقدوا أن هناك يوم آخر للبعث وحياه أخرى تنتظرهم وهي حياة الخلود ..
” العناصر الخمسة التى أقيمت عليها الديانة المصرية القديمة ( ديانة الفراعنة ) ”
1) الكا K3 ( القرين ) :- ومثلت تشكيل ذراعين ممدودتين الي أعلي ، وتمثل قرين الإنسان الذي يشبهه تماما ويلازمه في الحياة الدنيا وفي الآخرة فيقدم له المساعده .
2) البا B3 ( الروح ) :- مثلت في صورة مركبة من جسد طائر برأس آدمية وهي إما صالحة أو طالحة فإن كانت صالحة ف مصيرها الجنة وهي التي هي عندهم كالدنيا من حيث المأكل والمشرب ، ولكنها تخالف الدنيا بأنها باقيه خالدة وكان الإنسان الصالح بأمر أوزير يُقدم له القرابين والشراب ويعطي ثياب من الكتان ويرد له قلبه ويجلس يمينه في الفردوس السماوي .
3) الغات ( الجثه ) :- وهي صوره الإنسان المادية التي حاول بكل الوسائل الحفاظ عليها من البلاء ومن هنا كان التحنيط .
4) الشوت ( الظل ) :- إنها فلسفة تشبه فلسفة القرين فالظل يلازم صاحبه إلي النهاية حتي يسكن بسكناه القبر.
5) الرن-نفر ( السيرة الطيبة) :- لا يقصد به أبدا الإسم الجميل إنما السيرة الطيبة أو العمل الصالح أو السُمعة الحسنة الذي يعمله الانسان في حياته ثم ينقطع بوفاته .
تقديس الحيوان في مصر القديمة
تنوعت الهيئات التي صورت بها المعبودات المصرية بين هيئات آدمية او هيئات حيوانية خالصة، أو هيئات مركبة جمعت بين الهيئة الآدمية و الحيوانية، أو هيئات الطيور و الحشرات ، و قد تباينت المسببات وراء هذا التنوع و الإختلاف وفقا لطبيعة كل معبود، و نظرة المصري له ، إلا أن المبدأ المشترك في تكوين هذة الهيئة قد تمثل في نظرة المصري لبعض الخصائص التي ترتبط بالحيوان أو الطائر مما إرتقي به الي مرتبة التقديس ، فكان المصري يقدس بعضها أملا في الإستفادة من صفات طيبة فيها ، و ذلك مثل ” البقرة” التي كانت رمزا للأمومة و العطاء، و ذلك لما رآه من رعاية البقرة لرضيعها، و لمقدار ما يحقق الإنسان من الاستفادة منها .. كما قدس المصري القديم بعض الحيوانات إتقاءًا لشرها أو ضرر يقع منها ، مثل حيوان “إبن آوي” فكان ينبش القبور، و يفتك بجثث الموتي، كما قدس المصري بعض الحيوانات لصفات القوة و القدرة الخاصة التي يتصف بها هذا الكائن أو ذاك، مثل “الصقر” لقدرتة علي الطيران و التحليق، و دقتة في الإنقضاض علي فريسته .. كما كان تقديس بعض الحيوانات لطبيعتها المميزة في أمر من الأمور، كالثعبان والضفدع ككائنين برمائيين يستطيعان الحياة في الماء و البر معاً، و قدرتهما علي التكاثر و التجدد ، فقد لوحظ أن الثعبان يستطيع تغيير جلده ، فظنوا بذلك أنه يولد من جديد ، و الضفدع يقوم بالبيات الشتوي ثم يعود و يتكاثر بشكل كبير خلال فصل الصيف .. و غيرها من الصفات و المميزات التي تميز كل كائن ، و التي استطاع المصري التعرف علية بالملاحظة الدقيقة و التتبع عبر العصور الطويلة منذ عصور ما قبل الاسرات ، و قد قدس المصريون هذة الكائنات منذ عصور ما قبل الاسرات وفقا لأقدم الأدلة و الشواهد الأثرية التي تؤكد ذلك .. و قد صوروا معبوداتهم في صور بعض هذة الكائنات بهيئة خالصة ، أو هيئة مزدوجة او مركبة بين اكثر من كائن ، أي بين انسان و حيوان، أو إنسان و طائر او بعض الحشرات و الزواحف، و لكنهم حرصوا كل الحرص علي أن يكون هذا التركيب او المزج مقبولاً
الشكل الفني في ديانة المصريين القدماء .
” رأى إيرمان ”
حيث يرى هذا العالِم أن هذخ الصور نصف آدمية قد ظهرت من الأشكال الحيوانيه الخالصة وذلك ليقوم الإله بالتعبير عن كل مايرغب من أشياء وأعمال يتعذر على الحيوان أن يقوم بها كالحب والكراهية والأخذ والعطاء وغير ذلك ، وقد إختاروا بأن الشكل النصف الأدمي وسط بين الإنسان والحيوان ، بمعنى أن الإنسان برأس حيوان .
” رأى فيدمان ”
حيث يرى فيدمان أنه كان من الضرورى أن يُصور المصري القديم الإنسان من جزء كبير من أشكال نصف آدمية وأن هذه الأشكال ذات رأس حيوان تقيم الحوار على قدم المساواة مع الآدميون من ملوك ونبلاء وغير ذالك من الآدميون ، ومن الملحوظ أن الفن المصري القديم قد مثل الشخصيات بأحجام تتناسب مع مكانتها مثل الآلهة والملوك والأشخاص العادين لكل منهما تمثال يناسب مكانته ، وأن الملك الذى يقدم القرابين أحياناً للإله يزيد حجم الآلهة عن الملك ، ولكن لم يكن الشكل الحيوانى يناسب تمثيل هذه العلاقة ولذلك تغلب الفنان المصرى القديم على هذه المشكلة فقام بتمثيل الحيوان على قاعدة مرتفعة حتى يصبح على مستوى الممثل أمامة من الأشخاص ، ولكن ظهرت مشكلة أخرى وهى كيف يمكن لتمثال هذا المعبود الحيوانى بأن يأخذ أو يعطى الملك كإعطاء الملك السلطة أو التاج أو عندما يستقبل منه القرابين ، ولذلك كان لابد من إضافة الشكل الآدمي ، وهذا الرأى هو الأرجح . وبعد أن وصلنا إلي نهاية المقال يبقي السؤال هنا ..
ما هي ديانة المصريين القدماء ؟!!
وهل كان المصريين القدماء موحدين أم وثنيين ؟!!
مصادر ديانة المصريين القدماء
1. د/ عبدالحميد عزب، مدخل إلى علم المصريات، (طنطا 2013) .
2. الديانة المصرية القديمة، ج1.
3. د/ عبدالحليم نورالدين، المعبودات، ص24-25 .
4. أ.د/ استيندرف، ديانة قدماء المصريين .
5. أ.د/ رؤوف شلبي، آلهة فى الأسواق .
( كل هذا فى إطار مبادرة حكاوى لنشر الوعى الاثرى و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ )
#مبادرة_حكاوى
#ديوان_التاريخ
#الموسم_الثانى