المفضلة
اضافه موضوع

مقدمة حول قصة الملك العجيب ذو القرنين وهل هو حقا الأسكندر الأكبر أم لا

بقلم الباحثين : سهيلة السيد مغربى – ندى محمود غريب – أحمد محمد عشماوى – محمد إبراهيم عمران – إسراء السيد غنيم – منيرة محمد بدر – هند محمد علام – تهانى إبراهيم – أمانى إبراهيم – ندى معوض .
( إعداد وإشراف / فريق ديوان التاريخ لنشر الوعى الأثرى والترويج ودعم السياحة المصرية فرع الغربية )

ملوك الدنيا

لا شك أن الملك العجيب ذى القرنين أمره مثير جدا ، والعجيب فى أمره أنه طاف بالدنيا وبلغ المشرق والمغرب ، والذى خلّد ذكره هو الكتاب الحي (كتاب الله الخالد) وأجمل به ملكاً مصلحًا عادلاً ونصوحًا .. ولكن يبق السؤال هنا .. هل ذى القرنين هو وحده الذى طاف بالدنيا وملك أطرافها ؟؟ والإجابة فيها صعوبة لأن الأمر يتعلق بالتاريخ القديم ولم ينقل لنا خبر صحيح عن ذلك .

 

قصة الملك العجيب ذو القرنين وهل هو حقا الأسكندر الأكبر أم لا

من هو ذو القرنين !؟

سؤال يتردد كثيرا من هو ذو القرنين … إختلف العلماء والمؤرخون فى المقصود بذى القرنين إختلافًا بينًا فمنهم من أرجع تاريخه إلى ماقبل الرسول (صلي الله عليه وسلم) بثلاثمائة عام ، ومنهم من أرجعه إلى ماقبل ذلك التاريخ بألفى عامٍ وأكثر..

وبالنبسة لمن يكون .. فمعظم الآراء التى ذكرها العلماء تكاد تنحصر فى ثلاثة أشخاص هم :-

  1. الإسكندر الأكبر   ( المقدونى ) . هل ذو القرنين هو الأسكندر الأكبر أم لا ؟
  2.  الصعب ذو القرنين الحميرى .
  3. رجل صالح فى عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام ولكن لا نعرف من هو !.
  4. وهناك رأى جديد إنحاز له بعص الباحثين فى هذه العصر حيث يرون أنه “كورش الأخمينى الفارسى” ، كما وردت آراء فردية أخرى ترى أن المقصود بذى القرنين غير هؤلاء الاشخاص الأربعة .. إذًا فمن يكون من بينهم ؟!!

وهنا دعونا نقول بأنه “ذو القرنين القرآنى”! نعم ذلك الذى ذكره الله عزّ وجل فى كتابه العزيز وأثنى عليه بالإيمان والإصلاح والعدل فى سورة قرىنية عظيمة وآيات إعجازية جليلة وقصة تاريخية نادرة مليئة بالدروس والعبر والعظات والمبادئ والحكم ، إنه علم قرآنى بارز خلّد الله ذكره فى كتابه الخالد فاستحق أن ينال لقب “قرآنى” وكفى .. فحياة ذو القرنين تدل على إنه رجل آخر عاش فى عصور غابره ، قبل تُبّع ، وقبل الإسكندر ، وقبل كورش ، فكان فى زمن نبي الله وخليه إبراهيم (عليه السلام) كما ذكره وصححه ثقات المؤرخين ، فهو رجل ضاعت أخباره ولم يسلم منها إلا ما ذكره الله عزّ وجل وما ثبت عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ونتف أخرى قليلة من التاريخ إعتمدها بعض المؤرخين .
إنه الرجل الطواف فى الأرض الصالح العادل الخاشع لربه والمنفذ لأمره والقائم بين الناس بالإصلاح ، الذى ملك أقاصى الدنيا وأطرافها فلم يغره مال ولا منصب ولا جاه ولا قوة ولا سلطان ، بل بقى ذاكراً لفضل ربه ولرحمته متأهبًا لليوم الآخر ليلقى جزاءه العادل عند ربه .

 

من هو ذو القرنين !؟

ذو القرنين فى القرآن الكريم كتاب الله عزّ وجل 

فمن الآية 82 و حتى الآية 98 يقول الله تعالى :-
بسم الله الرحمن الرحيم
(82) وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)
صدق الله العظيم

 

ذو القرنين فى القران الكريم كتاب الله عزّ وجل 

ذو القرنين فى حديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم )

إننا لا نستغرب عندما لا نجد إلا أحاديث قليلة تتعلق بذى القرنين ، ذلك أن القصة القرآنية عنه قد حققت هدفها وأعطت مغزى كاملاً للصحابة (رضوان الله عليهم)، فلم يكن بعد ذلك يهمهم من يكون؟؟ ومتى وأين كان؟؟ إلى آخر هذه الأسئلة التى تعتلج فى النفس عند الفراغ ، كما أن اليهود والكفار الذين إمتحنوا الرسول (صلى الله عليه وسلم) بهذا السؤال لم يعودوا بأى تفسير آخر عنه بعد أن تجلّت لهم الحقيقة كاملة .
حيث روى ابن أبى حاتم من حديث عقبة بن عامر مرفوعاً فى قصة ذى القرنين وأنه سار حتى بلغ مطلع الشمس ثم أتى السدين وهما جبلان لينان ينزلق عنهما كل شيء فبنى السدين .
وفى حديث عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن نفرًا من اليهود سأل النبي عن ذى القرنين ، فأخبرهم بما جاءوا به ابتداءا ” أنه كان شابًا من الروم ، وأنه بنى الإسكندرية ، وأنه علا به ملك من السماء وذهب به إلى السد ، وقال له أنظر ما تحتك؟ قال: أرى مدينة واحدة ، قال تلك الأرض وإنما أراد الله أن يريك وقد جعل لك فى الأرض سلطانًا فَسِر فيها وعلّم الجاهل وثبّت العالم ” ولكن الإمام ابن حجر قال بأن ذلك الحديث ضعيف .
وفى حديث آخر بأن عليّ (كرم الله وجهه) قد سُئل عن ذى القرنين أنبيٌ هو؟ فقال سمعت نبيكم (صلى الله عليه وسلم) يقول: هو عبد ناصح الله تعالى فنصحه .

 

ذو القرنين فى حديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم )

ما سبب تسمية ذو القرنين بهذا الاسم 

كثير مننا يسأل ما سبب تسمية ذو القرنين بهذا الاسم

حيث يذكر البعض أنه دعى لله الواحد فضرب من قومه على رأسه فمات فأحياه الله فدعى مرة أخري فضرب مرة أخري بالجانب الآخر من رأسه فمات فأحياه الله ف دعى و صدقت دعوته و سُمي ب ذو القرنين لهذا السبب ، ويُذكر ايضا انه لقب بهذا الإسم لتاجه الذى كان به قرنين و هذا التاج لم يعثر عليه ولكن عند النظر لعملات بها صورة الإسكندر نجده يرتدي تاج به قرنين فهل لبس الإسكندر هذا التاج للتشبه بذى القرنين و ليفتح الأرض مشرقها و مغربها مثلما فعل أم انه هو ذاته ذو القرنين !
و هذا رأي آخر أنه لقب هكذا لأنه فتح الأرض من المشرق للمغرب و استنادًا لقول رسول الله عندما سُئل انه لقب بهذا لأنه فتح الأرض من مشرقها لمغربها ، والمشرق قرن والمغرب قرن وهذا أصح القول لأنه يُنسب لرسول الله صلوات الله عليه .

 

ما سبب تسمية ذو القرنين بهذا الاسم 

مصادر قصة الملك العجيب ذو القرنين

1) القرآن الكريم .
2) السنة النبوية .
3) محمد رمضان يوسف، ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح، (الطابعة الثانية – بيروت – 1994).
4) تفسير القرأن ” جامع البيان”، و ذكرة الأزرقي في اخبار مكة .
5) سلسلة كشف الستار عن خفايا و أسرار العالم الداخلي، أسامة مرعي، الناشر دار الكتاب العربي .
6) انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني، ج6.
( كل هذا فى إطار مبادرة حكاوى لنشر الوعى الاثرى و الترويج و دعم السياحة المصرية .. تحت إشراف فريق ديوان التايخ )
#مبادرة_حكاوى
#ديوان_التاريخ
#الموسم_الثانى

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا