سعد بن معاذ الذي اهتز لموته عرش الرحمن

سعد بن معاذ

كتبت/ سهام عصام
#فرع_القاهرة

المقدمة:

يهتز عرش الرحمن لموت رجل مسلم فيا تُرى كيف يكون قدر هذا الرجل الذي يهتز عرش الرحمن لموته؟ وإننا مع موعد مع الصحابى الجليل “سعد بن معاذ”.

تعريفه:

“سعد بن معاذ” هو الرجل الذي عندما أسلم أشرقت المدينة كلها بإسلامه، وحكم بحكم الله من فوق (سبع) سماوات، بل هو الذي اهتز لموته عرش الرحمن، وشيعه (سبعون ألفاً) من الملائكة، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم، وختم له بالشهادة، وآثر رضا الله ورسوله على رضا قومه وحلفائة، ونعاه “جبريل عليه السلام” يوم موته فحق له أن يهتز له العرش.

قصة إسلامه:

كيف دخل النور إلى قلب “سعد”؟ وكيف كانت قصة إسلامه لله جل وعلا؟ بل وكيف أنه لما أسلم أشرقت شمس الإسلام على المدينة كلها؟

كان “سعد بن معاذ” سيد “بني عبد الأشهل”، فلما وصل “مصعب بن عمير” أول سفير في الإسلام إلى المدينة، وحضر إليه “سعد بن معاذ” واستمع إلى القرآن وأسلم، وبعد إسلامه ما أمسى في دار “عبد الأشهل” رجل ولا إمرأة إلا مسلماً أو مسلمة، وبإسلام “سعد بن معاذ” انتقل مقر الدعوة إلى دار “بني عبد الأشهل”، وكانت هي أول عشيرة تسلم بأكملها،. وأقام “مصعب بن عمير” عنده يدعوا إلى الإسلام حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون، وأسلم “سعد بن معاذ” وهو في سن (الثلاثين) من عمره.

مواقف مشرقة في حياة سعد بن معاذ:

موقفه رضى الله عنه في غزوة بدر:

عندما تحول الموقف يوم بدر من مجرد الحصول على العير إلى قتال بين المسلمين والمشركين أراد النبى ﷺ أن يعرف رأي الصحابة قبل الدخول في تلك المعركة الحاسمة، فاستشار أصحابه فتكلم “أبو بكر الصديق” فقال: وأحسن، وتكلم “عمر بن الخطاب” فقال: وأحسن، وكذلك “المقداد بن عمرو” رضي الله عنهم جميعاً، وكانوا من قادة المهاجرين وهم أقلية في الجيش، فأحب النبي أن يعرف رأي قادة الأنصار؛ لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش، وكان حامل لواء الأنصار “سعد بن معاذ” فقال: فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق فامضِ يا رسول الله لما أردت، فوالذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدواً غداً، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله.

سعد بن معاذ يحكم بحكم الله من فوق سبع سماوات:

كان النبي ﷺ بعد غزوة الأحزاب قد خرج إلى يهود “بني قريظة”؛ لأنهم نقضوا العهد وتحالفوا مع الأحزاب ضد رسول الله ﷺ، وأراد النبي ﷺ أن يحكم في “بني قريظة”، وقبلت “بنو قريظة” بالنزول على حكم “سعد بن معاذ؛ لأنهم رأوا أنه سيرأف بهم بسبب الحلف الذى بينهم، وكان “سعد” قد أصيب في غزوة الأحزاب، وجاء محمولاً على الأكتاف، وقال سعد: لقد آن “لسعد” أن لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان حكمه في “بنو قريظة” أن تقتل الرجال، وتسبى النساء وتقسم أموالهم، وكان جزاء “بني قريظة” من جنس عملهم حين عرَّضوا بخيانتهم أرواح المسلمين للقتل، فكان أن عوقبوا بذلك جزءًا وفاقا، فقال النبي ﷺ: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق (سبع) سماوات.

وفاة الصحابى الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه:

وتوفي “سعد بن معاذ” وكان عمره (٣٦ سنة)، وقد حملت جنازته الملائكة، وقال القوم: يا رسول الله ما حملنا ميتاً أخف علينا من “سعد” فقال النبي ﷺ: ما يمنعه أن يخف وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط قبل يومهم وقد حملوه معكم.

الخاتمة:

وهكذا كان إسلام “سعد” رضي الله عنه، وحمل أمانة هذا الدين على أعناقه وذهب يدعوا الناس إلى دين الملك جل وعلا، وبعد حياة طويلة مليئة بالبذل والتضحية رحل “سعد بن معاذ” رضي الله عنه، فرضى الله عن “سعد” وعن سائر الصحابة أجمعين.

المراجع/
1- الإصابة فى تمييز الصحابة (أ/ ابن حجر العسقلاني)
2- أصحاب الرسول صل الله عليه وسلم (أ/ محمود المصري)

——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ