كتبت/ آلاء عاطف الملاحي #فرع_القاهرة عن سليمان القانوني صاحب أطول فترة حكم
سليمان القانوني هو الخليفة العاشر للدولة العثمانية وهو ثاني من من اطلق عليهم امير المؤمنين من العثمانيين وهو والخليفة الخامس والسبعون للدولة الاسلامية حيث انه ولد سليمان القانوني فى مدينة “طرابزون” (900ه)، حيث قضى مع أبوه السلطان “ياووز سليم الأول” سنواته كولي للعهد وحاكم عليها،
وقضى سنوات طفولته بجوار والده في القصر الواقع في “طرابزون”، وعندما تخطى سن الطفولة وأصبح يافعاً تلقى تعليماً وتربية جيدة باعتباره الابن الوحيد لأبيه فى الحياة فنشأ محباً للعلم والأدب والعلماء والأدباء والفقهاء،
حيث تولى عرش السلطنة فى (السادسة والعشرين) من عمره، ولُقب ب”القانوني” لأنه وضع عدة قوانين تتعلق بالإدارة.
في السنوات الأولى في عهده واجه سليمان القانوني (أربع) تمردات حيث شغلته عن حركة الجهاد، حيث ظن الولاة الطموحون أن فرصة الاستقلال بأقاليمهم حان وقتها، حيث قام “جان بودى الغرالي” والى الشام بالتمرد على الدولة، وأعلن العصيان عليها وحاول أن يستولي على حلب،
ولكن فشل وأمر السلطان سليمان القانوني بقطع رأسه وأرسلها إلى إسطنبول دلالة على انتهاء التمرد.
فقد قام به “أحمد شاه” الخائن فى مصر حيث كان طامعاً في منصب الصدر الأعظم (السلطة)، ولكنه فشل وقتلوه وظل أسمه فى كتب تاريخ باسم الخائن.
كان ضد خليفة المسلمين “تمرد شيعي” حيث قام به “بابا ذو النون” عام (١٥٢٦م) في منطقة “يوزغاد”، ولكن فشلت وانتهت فتنة الشيعة بهزيمة “بابا ذو النون” وأرسل رأسه إلى اسطنبول.
كان ضد الدولة العثمانية حيث كان تمرداً شيعياً رافضياً أيضاً، وكان على رأسه “قلندر جلبي” في منطقتي قونية وترعش وقاموا بقتل المسلمين السنيين في هاتين المنطقتين، ويقول بعض المؤرخين أن “قلندر جلبي” جعل شعاره أن من قتل مسلماً سنياً ويعتدي على إمرأة سنية يكون بهذا قد حاز أكبر الثواب،
وتوجه “بهرام باش” لقمع هذا العصيان فقتله العصاة، ثم نجحت الحيلة معهم إذ أن الصدر الأعظم “إبراهيم باشا” قد استمال بعض رجال “قلندر جلبي” فقلت قواته وهزم وقتل، بعد هذا هدأت الأمور في الدولة العثمانية وبدأ السلطان في التخطيط لسياسة الجهاد في أوروبا.
اشتهر السلطان سليمان القانوني على مدار سنوات حكمه الطويلة بحبه للخير واهتمامه بالأعمال الخيرية والوقفية حتى شهد عهده الكثير من أعمال السلطان سليمان القانوني المتمثلة فيما يلي :
أعد السلطان سليمان القانوني الذي تتبع آثار جده الأعلى الفاتح خطط حملته الجديدة بدقة مع وزرائه الأربعة، حيث لم تكن الحملة العسكرية البحرية سهلة قط، حيث كانت تتطلب مهارة وكفاءة فنية عالية
لأنه كانت جزيرة رودس تحت سيطرة فرسان القديس “يوحنا” الذين يتشكلون من أمم مختلفة، وكان منهم في الوقت نفسه فرسان المعبد الذين لهم صفة دينية خاصة بين المسيحيين،
وفي (١٠ رجب سنة ٩٢٨هـ) تحرك الأسطول العثماني المكون من (ثلاثمائة) سفينة تحت قيادة القائد الأعلى “مصطفى باشا” من اسطنبول،
وانضمت بعض السفن التي كانت تحت إدارة قبطان غاليبولي “تالاق مصطفى بك” إلى الأسطول في الطريق.
وعقب ذلك وفي يوم السبت (١ صفر سنة ٩٢٨هـ) کلف “فلدر دى دوليك آدم” أحد الفرسان من هيئة الأوسبتاليين مع أحد من وجهاء القوم من الشعب بمفاوضات التسليم، وقد تم نتيجة المفاوضات التي أجريت،
وتم عقد وثيقة معاهدة مؤرخة بتاريخ (٢١ كانون الأول/ديسمبر ١٥٢٢م)، وسمح للمحتجزين بالعودة إلى بلادهم واعتبر السلطان سليمان القانوني فتح رودس ثاني أكبر فتوحاته،
وأصبح بمقدوره أن يقدم نفسه بعد ذلك سلطاناً على البحر، وهكذا تكون رودس قد دخلت نتيجة الحصار الدامي الذي استمر (خمسة) أشهر تقريباً تحت الإدارة العثمانية بشروط مناسبة جدا لصالح الفرسان.
كان ملك المجر “فيلاد يسلاف الثاني جاجليو” قد عزم على فك أي تعهدات كانت قد أعطيت من قِبل أسلافه سلاطين الدولة العثمانية، وذهب إلى حد قتل مبعوث السلطان سليمان القانوني إليه،
وكان المبعوث يطالب بالجزية السنوية المفروضة على المجر، ولهذا رد سليمان القانوني في عام (١٥٢١م) بغزوة كبيرة ضد المجر، ولكن استمرت المعارك حتى أحرز الأتراك انتصارهم الكبير في موقعة موهاكس عام (١٥٢٦م)،
ودخل “سليمان القانوني” بودا في (11 سبتمبر/ أيلول عام ١٥٢٦م)، واستمرت المقاومة “الهنغارية” رغم هذا وتابع السلطان ضغطه حتى بلغت جيوشه أسوار فيينا عاصمة الإمبراطورية الرومانية المقدسة عام (١٥٢٩م)،
إلا أن طول خطوط المواصلات، وتحول “شارل كونت” من قتال “فرانسوا” إلى التصالح معه للتفرغ لحرب العثمانيين، ولإنقاذ عاصمة “الهابسبورج” جعل من المستحيل على “سليمان القانوني” فتح هذه العاصمة،
وتراجع عنها بينما استمر الصراع بين سليمان القانوني والقوى الأوروبية المؤيدة لملك المجر من أجل السيطرة على هذه المملكة حتى وفاة سليمان القانوني.
في عام (٩٦٧هـ) توجه القبطان “شابيالي” بعمارة عظيمة إلى جزيرة جربا، وتملكها بعد حصار (ثلاثة شهور)، وقبض على حاكمها وأحضره إلى إسطنبول، فلما بلغ ذلك ملك إسبانيا ركب إلى بلاد الجزائر وأخذ بعض القلاع والمراكب التي تخص الدولة،
فغضب السلطان من ذلك، وعزم على فتح مالطة، فساق إليها القبطان “شابيالي” بعمارة مؤلفة من (مائة وواحد وثمانين مركباً)، وفي (اليوم العشرين من شهر مايو من عام ١٥٦٥م)،
وصلت المراكب إلى تلك الجزيرة ورمتها بنيران مدافعها حتى دمرت حصونها واستلمتها بعد (سبعة) أيام، ثم سار السلطان إلى بغداد وهو مريض ومنها إلى سملين فتسلمها وافتتح جملة قلاع وبلدان،
وتوفي عام (٩٧٤ ه) فأخفى “محمد باشا الصقلي” قائد الجيوش خبر وفاته لمدة (ثلاثة) أسابيع حتى وصل إسطنبول ودفنه بتربته المنيفة، حيث عاش (أربعًا وسبعين سنة) وقضى منها في حكم السلطنة (٤٨ سنة).
المراجع:
• كتاب سلاطين الدولة العثمانية. عوامل النهوض وأسباب السقوط. (تأليف د/ إبراهيم حسين.)
• كتاب تاريخ الدولة العثمانية ( النشأة- الازدهار). (تأليف الدكتور سيد محمد السيد محمود.)
• كتاب السلطان سليمان القانوني. (تأليف صلاح أبو دية)
• كتاب سليمان القانوني. سلطان البريز والبحرين. (تأليف ا. د/ فريدون أمجان. ترجمة د. جمال فاروق- أحمد كمال.
• كتاب سلاطين الدولة) العثمانين. (تأليف /صالح كولن. ترجمة/ منى جمال الدين)
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ)) ولمعرفة المزيد حول سلاطين الدولة العثمانية يمكنك الاطلاع عليهم من هنا
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ
مقالات موقع المنصة المعرفية
تعليقات