الطرق التحليلية
كتبت/ سمر محمد
الطرق التحليلية:
لقد انتشرت التقنيات التحليلية في القياسات الأثرية، وتنوعت حتى أصبح من العسير أحياناً اختيار التقنية الملائمة بالنسبة للعينة المطلوب تقدير عمرها، ويحدد الطريقة التي يمكن استخدامها طبيعة العينات الأثرية، فهي عادة قليلة جداً حتى أنها في بعض الأحيان لا تكاد لحاجيات تحليل كامل، وقد يتعذر تعويضها إذا ما استعملت الاحتفاظ بالعينات النادرة لتكون مرجعاً موجوداً أمام الباحثين.
التحليل الذري:
وفي حالة ما إذا كانت مجموعة العينات المتوفرة كبيرة، فإنه يحسن القيام بتحليل كيماوي في وسط مائي لتعيين النسبة الأهم مركباتها، وقد يستغمل التحليل الذري لإثبات نسبة المعادن القلوية كالصوديوم والبوتاسيوم والليثيوم، وإذا كانت العناصر أو المركبات غير موزونة فإنه يكون من الأفضل استعمال التحاليل بطريقة التفلور أو المتعلقة بعبور أشعة إكس، ونتائج هذه الطريقة تحتوي على خطأ يتراوح ما بين (10 – 10%) وهو ما يضعف من الآمال المرجوة منها.
حالة إذا كانت العينات ضئيلة:
أما إذا كانت العينات ضئيلة، وإذا كان من اللازم تحليل عدة عناصر، يلجأ الباحث إلى الاستضواء الطيفي أو إلى حيود أشعة إكس، وإذا تعذر على الأثري أن يوفر عينة مهما كانت صغيرة، فتعالج المادة المزعم تحليلها بواسطة التحليل الطبقي أو التفلور في صورة ما إذا مكن حجمها وشكلها من استخدام هذا التحليل.
وتختلف نوعية المواد المحللة طبقاً لطبيعة المادة الأثرية، فالبقايا الأثرية المحتوية على مواد عضوية تعالج بمواد وطرق تختلف عن البقايا الأثرية غير المحتوية على مواد عضوية، وذلك حسب طبيعة البقايا الأثرية.
استخدام الطرق التحليلية لمعرفة طبيعة المعادن:
وتستخدم الطرق التحليلية للتعرف على هوية الأشياء، وبخاصة تلك التي تختلط بنظائرها عند النظر إليها بالعين المجردة، فكثيراً ما يشتبه النحاس بالبرونز، ولذا يلزم استخدام الطرق التحليلية لمعرفة طبيعة المعدن المكتشف في الآثار، كما تساعد الطرق التحليلية في الكشف عن أصل البقايا الأثرية الحجرية وأماكن استيرادها، فعند الكشف عن بقايا حجرية في منطقة أثرية، ويلاحظ أن الطبيعة الصخرية لهذه المنطقة لا تحتوي على هذه النوعية من الأحجار فإنه يتم تحليلها، وعن طريق ذلك يتم معرفة الأحجار التي تنتمي إليها في المناطق الأخرى التي جلبت منها، ويساعد ذلك المؤرخ في معرفة الإتصالات الحضارية المبكرة بين بلدان العالم في العصور القديمة.
دور الطرق التحليلية في معرفة طرق الصناعات القديمة:
وتساعد الطرق التحليلية أيضاً في معرفة الطرق القديمة لبعض الصناعات مثل صناعة الأزرق المصري، ومعرفة طريق صناعة الأدوات المعدنية، فهل صنعت بواسطو الطَّرق أو الصب أو استخدام الطَّرق والصب في صناعتها.
كما تساعد هذه الطرق في التعرف على الاصباغ والألوان المستخدمة في التصدير واللوحات، ومن أهم الطرق المستخدمة للتحليل في القياسات الأثرية نذكر:
1- الفحص المجهري:
يستخدم الفحص المجهري بواسطة عدسات مكبرة بسيطة ذات تضخيم من (10 إلى 20) على أن يكون هناك بحال فسيح بين العدسة والمستوى البؤري، على أنه يتم الحصول على نتائج أكثر دقة بواسطة استخدام مجهر مركب يشتمل على عدسة تضخيم أكبر يتراوح ما بين (100 إلى 1250) مرة.
ويستخدم الفحص المجهري لفحص تركيب جسم العينات الأثرية، ودراسة الخواص البلورية لمركباتها، كما تستخدم الطرق المجهرية في التحاليل الكمية بمركبات متباينة متشعبة من الصعب معالجتها بالطرق الكيميائية الاعتيادية، فهي تمكن من تعيين عدد مختلف المركبات وحجمها، وإذا ما علمت كثافة كل منها، أمكن تحويل نسبة مئوية في الحجم إلى نسبة مئوية في الوزن.
ب- التحليل الكيميائي المعياري في وسط مائي:
تستعمل هذه الطريقة في البقايا المعدنية المتآكلة وبقايا الطعام وأدوات التجميل، وغيرها من المواد المتشابهة سواء كانت عضوية أم معدنية، وهناك طرق تحليلية أخرى عديدة مثل التصوير الإشعاعي، وتحديد الوزن النوعي، والقياسات الطيفية، والتحليل بواسطة الإمتصاص الذري، وتفلور أشعة إكس، والتحليل بتنشيط الكهربات المحايدة.
المرجع/
العصور الحجرية وما قبل الأسرات في مصر والشرق الأدنى القديم.
——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ