الدولة الفاطمية هي من أعرق دول الإسلام وأعرق الدول عبر التاريخ عموما يتساءل الكثير عن ما هي عاصمة الدولة الفاطمية وكم كانت عاصمة للخلافة الفاطمية تدعونا نتكلم عن ذلك في هذا المقال لكن أولا من هم الفاطميون
تأسيس الدولة الفاطمية
قبل أن نتحدث عن عاصمة الدولة الفاطمية علينا أن نعرف من هم الفاطميون وكيف كان تأسيس الدولة الفاطمية
أولا الفاطميون تختلف علماء التاريخ والمصادر التاريخية في أصلهم ونسبهم ولكنهم يقولون إنهم من نسب إسماعيل بن جعفر الصادق الذي ينتسب إلى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاطمة الزهراء
ولكن يكذب تلك الرواية الأمويين والعباسيين وروايتهم أن أصل الفاطميون يعود إلى الفرس واليهود وينتسبوا إلى ميمون القداح الفارسي الذي ساعد محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق في دعوته
مؤسس الدولة الفاطمية هو عبيد الله الهادي والذي ساعده في دعوته وإقامة الدولة الفاطمية صديقه أبو عبدالله الشيعي الذي انتقل للمغرب وشاع أن عبيد الله هو المهدي المنتظر وأنه من نسل الحسين بن علي حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كون أبو عبدالله الشيعي جيش من أتباعه الذين كانوا بلآلاف ودخل في حرب استمرت 5 سنوات مع الدولة الأغالية حتى انتصروا وسقطت الدولة الأغالية ثم أعلن أبو عبدالله قيام الدولة الفاطمية.
وتلك مقالة كاملة عن متى قامت الدولة الفاطمية: تأسيس الدولة الفاطمية بالتفصيل وكافة الأحداث إذا أردت الاطلاع عليها
عواصم الخلافة الفاطمية
كانت الخلافة الفاطمية منذ تأسيسها لا تستقر في مكان واحد حيث تغير أكثر من مرة مكان عاصمة الدولة الفاطمية ومركز حكمهم وعواصم الدولة الفاطمية هي :
عاصمة الدولة الفاطمية الأولى: مدينة الرقادة
بعد رجوع عبيد الله المهدي من سلجماسة استقبله أهل مدينة القيروان ومدينة الرقادة ورحبوا بإمامهم عبيد الله المهدي وأمر عبيد الله أن يذكر اسمه على المنابر في خطب المساجد
ثم استقر عبيد الله وجيشه في مدينة الرقادة واتخذها عاصمة لدولته ومركز لديوان الحكم ولكن عليه أولا أن يتخلص من حكم بني الأغلب التي كانت تسيطر على المدينة
فقرر التخلص منهم وبعد القضاء عليهم قرر أن يتم بناء مدينة تكون عاصمة الدولة الفاطمية ومركز لحكمه وتكون لها موقع جغرافي واستراتيجي وتكون منيعة لهجمات الأعداء في أي وقت
فوقع الاختيار على مكان كان قديما يسمى رأس أفريقيا وقرر عبيد الله المهدي أن يتم تسميتها علي اسمه وسميت باسم المهدية.
عاصمة الدولة الفاطمية الثانية: مدينة المهدية
تم بناء مدينة المهدية عام 912 هجريا على يد عبيد الله المهدي التي سميت على اسمه واتخذها عاصمة الدولة الفاطمية ومقرا للحكم نظرا لموقعها الجغرافي والاستراتيجي المتميز حيث أنها شبه جزيرة تحيطها المياه من ثلاث جهات وتتصل بالبر من جهة واحدة فقط وكان لها موانئ قرطاجينية قديمة.
وانتقل الخيفة عبيد الله المهدي للعيش بها بعد بناء أسوار عالية لها وحصن ممرها بباب كبير وضخم حتى أصبحت منيعة وتستطيع ردع أي هجوم من أي عدو ثم بني جامع كبير بها ومجموعة من المحلات وورش للحدادين والنسجين والحرفيين يعد بناء قصر للخليفة وقصر لابنه القائم بأمر الله
مدينة المهدية موجودة باسمها حتى الآن في تونس وهي مدينة الساحلية وتبعد بحوالي 205 كيلو متر جنوب العاصمة تونس وتشغل حوالي مساحة 645 كيلو متر مربع وتتميز بالمناخ المعتدل.
وتتميز مدينة المهدية بالكثير من الآثار القديمة ومنها الآثار الفاطمية كقصر القائم بأمر الله والجامع الكبير وغيرهم.
بعد غزو الفاطميين لمصر وبناء القاهرة علي يد جوهر الصقلي انتقل الخليفة الرابع للخلافة الفاطمية المعز لدين الله للقاهرة لتكون عاصمة الخلافة الفاطمية وبعد ذلك انتشر الخراب بمدينة المهدية وتعرضت للخراب والتدمير
حيث انتقم الصهناجيون من الفاطميين بتدمير المدينة عن طريق إرسال حملات من القبائل الهلالية ثم توالت الحملات الاستعمارية عليها من أساطيل الجيوش الأوروبية حتى استولي عليها الأسبان عام 1555 الميلادي
عاصمة الدولة الفاطمية الثالثة : القاهرة
بعد نجاح عبيد الله المهدي من إقامة دولة الفاطميين في المغرب كان حلمه إقامة خلافة على غرار الخلافة العباسية والأموية وكان يجب عليه القضاء الخلافة العباسية التي كانت تحكم أراضي المسلمين في تلك الفترة
فكان يجب عليه أولا فتح مصر حيث كانت أول دولة من ناحيته وأرسل بالفعل حملات لها ولكنها فشلت ثم أرسل ابنه القائم بأمر الله ولكنه فشل أيضا ولكن عندما أرسل الخليفة المعز لدين الله قائد جيشه جوهر الصقلي على رأس حملة استطاع غزوها حيث كانت الخلافة العباسية والدولة الإخشيدية في حالة ضعف في ذلك الوقت.
وتلك مقالة كاملة عن الدولة الفاطمية في مصر بالتفصيل وكافة الأحداث إذا أردت الاطلاع عليها
عندما دخل جوهر الصقلي مصر وقضي علي جيش الدولة الإخشيدية التي كانت تابعة للخلافة العباسية استقر هو وجيشه في مدينة تسمى المناخة وقرر بناه عاصمة لدولته على أرض تلك المدينة
حيث بنى مدينة وسماها القاهرة وكانت تعرف باسم قاهرة المعز نسبة للخيفة المعز لدين الله وكانت تلك المنطقة في ذلك الوقت لا يوجد بها إلا منطقة صغيرة مزروعة وكنسية ولا يوجد بها إلا القليل من الناس
وكان أول ما بناه جوهر الصقلي هو قصر الخليفة المعز لدين الله ليكون مكان إقامة للخليفة ومركز لديوان الحكم وبدا في تخطيط القاهرة لحارات مثل حارة كتامة وحارة زويلة وغيرهم
ثم بدأ في تأمين العاصمة بحفر الخنادق من ناحية الشرق حتى يصد خطر القرامطة وبني سور حول المدينة حتى يجعلها منيعة ضد أي هجوم وكان للسور باب من كل جهة منهم باب زويلة وباب النصر وباب السعادة وغيرهم.
وكانت القاهرة في تلك الفترة صغيرة حيث كان مساحتها حوالي 340 فداناً أي حوالي 1200 متر مربع وكان القصر يشغل حوالي 70 فداناً منهم والبساتين حوالي 30 فداناً ومكان العرض العسكري حوالي 35 والباقي معسكر للجنود.
بعد فتح مصر بأربع سنوات كان قد انتهى جوهر الصقلي من بناء القاهرة وبناء جامع كبير وسماه الجامع الأزهر ثم أرسل للخليفة المعز ثم جاء الخليفة المعز واستقر في قصره واتخذ القاهرة عاصمة الفاطميين منذ تلك الفترة وكانت القاهرة آخر عاصمة للخلافة الفاطمية.
المصادر :
علي مبارك، الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة، المطبعة الأميرية، بولاق 1306هـ.
حضارة: مدينة لها تاريخ: المهدية حصن منيع… وعاصمة الخلافة الفاطمية.