غموض ما وراء الجدار الجليدي

مقدمة عن غموض ما وراء الجدار الجليدي

عن غموض ما وراء الجدار الجليدي فان عدم الفصل بين تاريخ القاره القطبية الجنوبية والتاريخ العسكري سيؤدي دائما الى اثاره الشكوك بين أولئك المستعدين بالفعل لعدم الثقة في المؤسسات العلمية اقصد انه سيكون هناك دائما اشخاص يحلمون بالوصول الى الحافه القطبية والاسرار الكامنة وراءها.

تصريحات علميه اطلقها البروفيسور وعالم الجليد بيتر ناف عن القاره القطبية الجنوبية القاره الأكثر غموضا على الاطلاق والتي يحطها جدار جليدي يصل حجمه الى الاف الكيلومترات، جدار انتشرت فيديوهات له على وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص يؤكدوا انه اكبر دليل على ان الأرض مسطحة وليست كروية.

خاصه ان الفيديوهات ظهر فيها عناصر من الجيش البريطاني وهم متمركزين امام الجدار الجليد السميك وبدأت الناس تردد نفس الأفكار التي تداولتها مقاطع الفيديو،

مثل ان الجدار موجود خلفه قوم من العمالقة ووحوش غريبة ذلك غير حضارة متقدمة كانت على تواصل بالحضارة الفرعونية نتيجة وجود اهرامات وسط الجليد.

وممنوع أي حد يزورها لأي سبب من الأسباب ولذلك تلك  القارة تحديدا كانت محطه أطماع كثير من الدول اللي نفذت عمليات عسكرية بغرض الاستيلاء عليها وذلك أيضا سر تواجد عناصر الجيش البريطاني والامريكي الذين يسعوا لتأمين القارة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ليس هناك شك انها قارة غامضه ولا احد قدر ان يسكن فيها بسبب الصقيع والبرودة الشديدة، فأصبحت قاره غير مأهولة بالبشر، لكن يا ترى ما هي حكاية قوم العمالقة ولماذا ممنوع على أي أحد ان يزورها.

صديقي القارئ لو تريد ان تعرف الحقيقة وتكتشف بنفسك سر اكثر القارات غموضا على سطح الأرض وما هي حقيقة الادعاءات والشائعات التي  بتقول ان الأرض مسطحة اذا تابع المقالة للنهاية.

جغرافيا القارة القطبية الجنوبية أنتاركتيكا

في البداية من المؤكد انك تريد ان تعرف ما هي جغرافيا القاره القطبية الجنوبية المعروفة باسم انتاركتيكا قبل ما نتناول تاريخ النزاع السياسي عليها وحقيقة ما يحصل فيها حاليا عشان تفهم ما هي حقيقة الادعاءات والمعلومات التي يروجها مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

القاره القطبية الجنوبية يا صديقي تبلغ مساحتها 14 مليون كيلو متر مربع تقريبا ويتم تصنيفها كخامس اكبر قارة حول العالم لكن معظمها مغطي بطبقه ثلجية من الجليد بمتوسط سمك يبلغ 2 كيلو متر تقريبا.

وبسبب تضاريسها وطبيعة مناخها القاسي الذي توصل متوسط درجه الحرارة فيه حوالي 40 درجه مئوية تحت الصفر،

أصبحت قارة غير مأهولة بالسكان وعدد البشر اللي يكونوا موجودين فيها هناك بيكون ما بين 1500 نسم الى 5000 نسمة واغلبهم يكونوا تابعين لجهات بحثية او جنود وعساكر لحراسة القارة وحمايتها من أي هجمات بغرض الاستيلاء عليها واحتلالها.

طبعا انت يا صديقي تسال الان ما الهدف من تأمين قارة بتلك المواصفات من الاحتلال وهي أصلا غير صالحة للسكن تماما.

بس قبل ما اجاوبك لازم أقول لك كام نقطة مهمة.

سر الجدار الجليدي

في عام 2018 ظهر فيديو على السوشيال ميديا مدته خمس دقائق تقريبا يتكلم عن القاره الغامضة انتاركتيكا وخلال الفيديو كشف اليوتيوبر عن جدار جديدي عالي واكد انه موجود هناك ويحط بحافة الأرض،

وقال أيضا ان الأرض مسطحة وان ذلك الجدار الجليدي يحيط بيها وذلك السبب في انتشار الجيش البريطاني هناك لكي تظل الناس معتقده ان الأرض كروية.

وفي نهاية المقطع قال ان وراء الجدار الجليدي في انتاركتيكا  حياة وحضارة متطورة وان الشعب الذي يعيش هناك لا يمت للبني ادمين باي صلة بل قبائل من الوحوش اللي اجسامهم ضخمة وطولهم مبالغ فيه مثل العمالقة،

وأيضا اكد ان الحضارة الفرعونية كان ليها صله بالشعوب الموجودة خلف الجدار الجليدي في انتاركتيكا.

وليس ذلك فقط بل أيضا يعتقد ان هم الذين ساعدوا الانسان المصر القديم في بناء اهرامات الجيزة بمصر واكد ان محظور على أي بني ادم زيارة تلك القارة  تحديدا.

الحقيقة ان الفيديو كان فيه كلام كثير وبعد سنوات انتشر فجأة على السوشيال ميديا بشكل هستيري وناس كثيرة استخدموه كدليل على ان الأرض مسطحه وان الجدار الجليدي ذلك وراءه حياه لشعوب متطورة قادرة على انها تفتك بالبشر،

ذلك غير الذين قالوا ان ذلك الجدار الجليدي هو سد يأجوج ومأجوج، وانه لو تم هدمه سوف يتم قطع نسل البشر من الأرض.

وظهرت نظريات مؤامرة كثيرة لا حصر لها لكن وكالة الانباء رويترز بالاستعانة بوكالة ناسا الفضائية وجميع الوكالات الفضائية التابعة للدول العظمى مثل روسيا والصين اشتغلوا على نقطتين مهمين جدا:

• الأولى هي نشر صور بالقمر الصناعي للقارة القطبية الجنوبية،
• والثانية هي توضيح حقيقه الجدار الجليدي الموجود بالفيديو.

ويجب ان تعرف ان الجدار الجليدي  اسمه جورف روز الجليدي موجود في القارة القطبية الجنوبية ويتم اعتباره اكبر جدار جليدي عالي على سطح الأرض وذلك لان مساحته تصل الى 501 الف كيلو متر مربع تقريبا وعرضه يبلغ حوالي 800 كيلو  متر، اما سمكه فبيس لمئات الأمتار.

يعني نحن نتكلم عن جدار جليدي بحجم دوله فرنسا تقريبا وسبب وجود الجيش البريطاني هناك هو تأمينه وحمايه القارة من عمليات الاحتلال والهجوم من أي دولة.

الجدار الجليدي جورف روز الموجود في قاره انتاركتيكا يصل ارتفاعه من 20 الى 50 متر تقريبا وطوله يبلغ 600 كيلو متر على اقل تقدير لكن اغلبه موجود تحت سطح الماء او بمعنى اصح الجدار يطفو على الماء،

وتم اكتشافه عام 1841 على ايد بعثه بريطانية مكونه من ثلاث سفن وكان يقودها القائد الأمير لاي التابع للبحرية البريطانية جيمس كلارك روز وكان الهدف من الرحلة هو اكتشاف القطب المغناطيسي الجنوبي مثلما قدر يحدد القطب المغناطيسي الشمالي قبل تلك البعثة بعشر سنوات.

الا انه فوجئ بوجود الجدار او الحاجز الجليدي ذلك امامه ففشل في الوصول الى القطب المغناطيس بسبب الجدار ذلك  وبعدها بسنوات وتحديدا عام 1901 انطلقت بعثة أخري بقياده العالم روبرت فالكون سكوت للبحث عن القطب المغناطيسي الجنوبي ووقتها اكد ان سمك الجدار يصل الى 274 متر تقريبا.

وللأسف هو أيضا فشل في عبوره الي عام 1908 اللي انطلقت ف حمله نمرود الاستكشافية لعبور الجدار الجليدي بقيادة البروفيسور ارنست شاكلتون واللي كانت من من اعظم بعثات استكشاف الجدار الجليدي،

واللي مهدت الطريق لعالم مهم قدر يوصل لنتائج ابعد في الكشف عن حقيقه الجدار الجليدي وهو رولد اموندسن،

اللي وصفت البعثة اللي شارك فيها سنة 1911 الجدار الجليدي بدقه وقالوا ان عليه تلال جليديه وكهوف وانه عبارة عن كتله جليد ضخمه تطفو على الماء فهم اول مجموعة من البشر توصل للنقطة تلك وتعبر الجدار الجليدي .

قائد البعثة رولد امسون نشر في بحثه بعدها ورقة علميه يقول فيها “على طول حافته الخارجية يظهر الحاجز سطحا مستويا ولكن هنا داخل الخليج كانت الظروف مختلفة تماما حتى من سطح السفينة تمكنا من ملاحظه اضطرابات كبيره في السطح في كل اتجاه،

الجدار يحتوي على تلال ضخمة مع تجاويف ممتدة بينها من جميع الجوانب، يقع الارتفاع الأكبر في الجنوب على شكل سلسلة من التلال المرتفعة المقوسة والتي اعتقدنا انها تقع حولها ولكن بعد مسيرة نصف ساعة وصلنا بالفعل الى اول نقطة مهمة وهي العلاقة بين الجليد البحري والحاجز،

لقد كانت هذه العلاقة تطارد ادمغتنا دائما وكنا نسال كيف سيكون شكلها.”

وفي النهاية قدر يعبر الجدار الجليدي، ووضح لنا حقيقة الموجود خلفه وحقيقة القارة القطبية الجنوبية وعرفنا وقتها انها ارض يابسة شديده الجفاف والرياح والبرودة.

لكن الجليد يغطي 98% تقريبا من تلك اليابسة وبعد ما قام علماء الجيولوجيا والجيوفيزيائيين وعلماء الجليد وعلماء الجليد بتخطيط جميع المناطق الجبلية في القارة علي مدار عشرات السنين، واعتمدوا في ابحاثهم علي تقنيات الجيوفيزيائية الأرضية مثل المسوحات الزلزالية للصفائح الجليدية في القطب الجنوبي،

للكشف عن سلاسل الجبال والقمم المخفية.

لغرض معرفه ودراسة ادق تفاصيل القارة اتضح لنا كثير من المعلومات المهمة اللي كانت مغلوطة في اذهاننا وعرفنا ان القارة منقسمة الى جزئيين الأول يقع جهة الشرق وهو عبارة عن هضبه عالية من الجليد السميك والثاني موجود جهة الغرب وعبارة عن بحيرة جليدية تغطي معظم الجزر بالجليد.

الأهم من كل ذلك ان العلماء والباحثين اكتشفوا معلومات خطيرة عن تلك القارة وهي انها كانت عبارة عن غابه من المستنقعات معتدلة المناخ ولكن ذلك  كان أيام وجود الديناصورات على الأرض من اكثر من 90 مليون سنة،

واكدوا كمان ان أيام العصر الطباشيري الذي انتهى من حوالي 70 مليون سنة تقريبا كانت القارة دي شديدة الدفء ودرجة الحرارة فيها تصل الى 27 درجه مئوية وكانت عبارة عن غابة مليئة بأشجار صنوبر،

وتلط الأبحاث والاكتشافات تم نشرها في مجله نيتشر العلمية وعلى مدار عشرات السنين تحولت القارة القطبية الجنوبية الى مكان خاص لأجراء التجارب والأبحاث العلمية كمحاولة من الباحثين لاكتشاف تاريخ القارة.

واكدوا ان وراء الجدار الجليدي السميك  عدد من البحار والمحيطات وانه جدار شديد الأهمية للحفاظ على درجة حرارة الكوكب وامنه وسلامته ولكن كيف؟

احب أقول لك يا صديقي ان الجدران الجليدية ضرورية للمناخ لأنها تمنع ارتفاع درجات حرارة المحيطات والبحار ومنع حدوث ذوبان الجليد وذلك لان المحيط يقدر يخزن حرارة اكثر من الغلاف الجوي بمراحل.

على سبيل المثال أعماق البحار حول القارة القطبية الجنوبية تخزن طاقة حرارية تعادل تسخين الهواء فوق القاره بمقدار 400 درجة مئوية ولذلك  يقوم الجدار بتقليل درجة الحرارة بغرض منع تعرض الجليد للذوبان وتلك حكمة الهية وابداع من الخالق سبحانه وتعالى.

معاهدة انتاركتيكا وانتشار الجيش البريطاني هناك

لكن هل ذلك هو سر انتشار الجيش البريطاني حول الجدار الجليدي؟

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بعام واحد وتحديدا عام 1946 بدأت الولايات المتحدة في تنفيذ عمليات عسكرية للاستيلاء على القارة القطبية الجنوبية وكانت اول عملية عسكرية نفذها الجيش الأمريكي معروفة باسم عملية الوثب العالي.

وتلك كانت حملة عسكرية استكشافية مكونة من 13  سفينة وطائرتين مائتين وحاملة طائرات وكان اجمالي الطائرات 25 طائرة و 4700 جندي، وبغض النظر عن فكره الاستيلاء والاحتلال وفرض السيطرة فالجيش الأمريكي وقتها كان محمل بمعدات عسكرية ومواد حابب يجرب استخدامها في درجات البرودة القاسية.

وليس ذلك فقط بل أيضا كان يريد ان  يدرب الجنود على الحرب في تلك الظروف المناخية الصعبة لو فكرت أي دوله تقرب ناحية القارة الجنوبية.

الي هنا الامر كان يبدو طبيعي لكن بعد مرور سنتين بدأ الجيش الارجنتيني ينفذ هو كمان عمليات عسكرية بغرض الاستيلاء على القاره ونهب مواردها وكانت الحملة العسكرية مكونه من ثمان سفن واشتبكت مع الجيش البريطاني.

فاضطرت الارجنتين وبريطانيا وتشيلي انهم يوقعوا معاهدة لكي يضمنوا ان لا دولة من الدول الثلاثة يخترقوا جنوب خط عرض 60 نحو القاره الجنوبية باي حملة عسكرية، وظلت الاتفاقية سارية ويتم تجديدها سنويا حتي عام 1961.

في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة قدمت اقتراح رسمي بان القارة تظل تحت وصاية الأمم المتحدة وكان الغرض من ذلك الاقتراح انها تكون قارة متاحة لجميع الدول بغرض تنفيذ الحملات الاستكشافية العلمية،

الا ان الارجنتين وأستراليا وتشيلي وفرنسا رفضوا الفكرة واكدوا على احقيتهم في الاستيلاء على القارة وجميع مواردها.

لكن بعد سنوات اضطرت الدول كلها انها توافق على تلك الفكرة لكن بشرط واحد وهو ان ممنوع على أي دولة اجراء تفجيرات نووية وذرية على القارة القطبية وده امر او شرط ازعج الولايات المتحدة  وقالت انها سوف تعلن قبل حدوث أي تفجير انها تنوي ان تنفذ تفجيرات نووية.

لكن بعد الضغط عليها تم توقيع معاهده انتاركتيكا عام 1959 وشملت المعاهدة ثماني مواد وكانوا ينصوا على :

ان القارة متاحة لجميع الدول حول العالم لتنفيذ التجارب والإجراءات السلمية وممنوع على أي دولة اجراء أي تجارب عسكرية او حتى اختبار أي نوع من الأسلحة الا لو كان الغرض من التواجد العسكري هو اجراء التجارب العلمية فقط.

وليس ذلك فقط بل أيضا أي دوله سوف توقع على المعاهدة ملزمة بمشاركة نتائج الأبحاث العلمية مع باقي الدول الأعضاء وبلغ عدد الدول الأعضاء وبلغ عدد الدول الأعضاء عام 2019 حوالي 54 دولة من بينهم طبعا جميع الدول العظمى،

يعني باختصار اتفقوا على ان القارة متاحة لجميع الدول بغرض تنفيذ عمليات البحث العلمي،

بشرط مشاركه النتائج والعاملين والباحثين مع باقي الدول الأعضاء الموقعين على المعاهدة وأيضا ممنوع على أي دوله انها تعلن احقيتها في القارة القطبية الجنوبية وممنوع أيضا التواجد العسكري من أي دوله الا لأسباب بحثية، ولا يحق لأي دولة القيام بتفجيرات نووية الا بعد تصويت الدول الأعضاء.

هل الأرض مسطحة أم كروية ؟

باختصار كل الخرافات اللي بتقول ان القارة

القطبية الجنوبية والجدار الجليدي محاط بالأرض بالكامل على اعتبار ان الأرض مسطحة هي تصريحات لا أساس لها من الصحة والذي اكد ذلك الكلام أيضا هو البروفيسور بيتر نف عالم الجليد المتمركز في القارة القطبية الجنوبية داخل محطه ماك موردو، الذي صرح وقال:

لا احد منا يهتم بتلك الفيديوهات التي تعمل على ترويج نظريات المؤامرة وكل مقاطع الفيديو الخاصة بي تركز على اظهار الحقيقة للناس،

لا اعلم من اطلق هذه الاشاعات ومن هو صاحب فكره عدم السماح لاحد بزيارة القارة القطبية الجنوبية، ولكن اعتقد ان الهدف منها هو خدمه المصالح السياسية لبعض الدول بعد اندلاع الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

في النهاية نريد ان ناكد ان الرحلات الاستكشافية على مدار اكثر من 150 عام تؤكد حقيقة القارة القطبية الجنوبية والجدار الجليدي وانها مجرد قاره يشملها الصقيع والبرودة الشديدة من كل النواحي،

والصراعات السياسية اللي حصلت بعد الحرب العالمية الثانية كانت هي السبب في انتشار الجيش حول القارة لتأمينها من عمليات الاستحواذ والاستيلاء العسكري اللي ممكن تنفذه أي دولة تري انها الوحيدة التي  لها الحق في احتلال القارة وفرض نفوذها على أراضيها بالكامل،

وجميع الفيديوهات المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي هي مقاطع مزيفة ومفبركة وكثير منها تم تعديله بالذكاء الاصطناعي بغرض الترويج لنظريات المؤامرة لصالح بعض الدول.

وبكده تكون انتهت مقالتنا اليوم سوف انتظر رايكم في التعليقات، ولمعرفة المزيد من أماكن غامضة يمكنك الاطلاع عليها من هنا ، ابقوا في امان الله والسلام .