مراد الأول
كتبت/ جهاد إبراهيم.
السلطان مراد الأول:
السلطان “مراد الأول” كان شجاعاً مجاهداً كريماً متديناً، وكان محباً للنظام ومتمسكاً به، وعادلاً مع رعاياه وجنوده بالغزوات وقام ببناء المساجد والمدارس والملاجئ، وكان بجانبه مجموعة من خبراء القادة ومن الخبراء العسكريين، وشكل منهم مجلساً لشورته وتوسع في آسيا الصغرى وأوروبا في وقت واحد، وفي أوروبا هاجم الجيش العثماني أملاك الدولة البيزنطية ثم استولى على مدينة أدرنه في عام (٧٦٢ه/١٣٦٠م)، وللمدينة أهمية استراتيجية في البلقان، وكانت (ثاني) مدينة في الإمبراطورية بعد القسطنطينية، واتخد “مراد” من هذه المدينة عاصمة للدولة العثمانية منذ عام (٧٦٨ه/١٣٦٦م)، وانتقلت العاصمة إلى أوروبا، وأصبحت أدرنه عاصمة إسلامية، وكان هدف “مراد” من هذه النقلة:
١- استغلال مناعة استحكامات أدرنه الحربية وقربها من مسرح العمليات الجهادية.
٢ -رغبة “مراد” في ضم الأقاليم الأوروبية التي وصلوا إليها في جهادهم وثبتوا أقدامهم فيها.
٣ – جمع “مراد” في هذه العاصمة كل مقومات النهوض بالدولة وأصول الحكم، فتكونت فيها فئات الموظفين وفرق الجيش وطوائف رجال القانون وعلماء الدين، وأقيمت دور المحاكم وشيدت المدارس المدنية والمعاهد العسكرية لتدريب الانكشارية، واستمرت ادرنه على هذا الوضع السياسي والعسكري والإداري والثقافى والديني حتى فتح العثمانيون القسطنطينية في عام (٨٥٧ه_١٤٥٣م) فأصبحت عاصمة لدولتهم .
أولا : تحالف صليبى ضد مراد :
بدأ السلطان “مراد الأول” حركه الجهاد والدعوة وفتح الأقاليم في أوروبا، فانطلق بجيشه يفتح مقدونيا وكانت لانتصاراته أصداء بعيدة، فتكون تحالف أوروبي بلقاني صليبي باركه “البابا أوربان الخامس”، وضم الصربيين والبلغاريين والمجريين وسكان إقليم والاشيا، وقد استطاعت الدول الأعضاء في التحالف الصليبي أن تحشد جيشاً بلغ عدده (ستين ألف جندى) تصدى لهم القائد العثمانى “لالا شاهين” بقوة تقل عدداً عن القوات المتحالفة، وقابلهم على مقربة من تشيرمن على نهر مارتيزا، حيث وقعت معركة مروعة وانهزم جيش التحالف، وهرب الأميران الصربيان، ولكنهما غرقا في نهر مارتيزا ونجا ملك المجر بأعجوبة من الموت أما السلطان “مراد” فكان في هذه الأثناء منشغلاً بالقتال في بلاد آسيا الصغرى، وفتح العديد من المدن ثم عاد إلى مقر سلطنته لتنظيم ما فتحه من الأقاليم والبلدان.
كان من نتائج انتصار العثمانيين على نهر مارتيزا أمور منها:
١- تم لهم فتح إقليم تراقيا ومقدونيا ووصلوا إلى جنوبي بلغاريا وإلى شرقي صربيا.
٢- أصحبت مدن وأملاك الدولة البيزنطية وبلغاريا وصربيا تتساقط في أيديهم كأوراق الخريف.
أولاً: معاهدة بين الدولة العثمانية والمسيحيين:
عندما اشتد ساعد الدولة العثمانية خاف مجاوروها، خصوصاً الضعفاء منهم، فبادرت جمهورية راجوزه وأرسلت إلى السلطان “مراد الأول” رسلاً ليعقدوا مع السلطان “مراد” معاهدة ودية وتجارية تعاهدوا فيها بدفع جزية سنوية قدرها (٥٠٠ دوكا) ذهب، وهذه أول معاهدة عقدت بين الدولة العثمانية والدول المسيحية.
معركة قوصرة:
كان السلطان “مراد” قد توغل في بلاد البلقان بنفسه عن طريق قواده، مما أثار الصرب فحاولوا في أكثر من مرة استغلال غياب السلطان عن أوروبا في الهجوم على الجيوش العثمانية في البلقان وما جاورها، ولكنهم فشلوا في تحقيق انتصارات تذكر على العثمانيين، فتحالف الصرب والبوسنيون البلغار وأعدوا جيشاً أوروبياً صليبياً كثيفاً لحرب السلطان الذي كان قد وصل بجيوشه بعد إعدادها إعداداً قوياً إلى منطقة كوسوفو في البلقان، ومن الموافقات التي تذكر أن وزير السلطان “مراد” الذي كان يحمل معه مصحفاً فتحه ووقع نظره على هذه الآية: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَى ٱلۡقِتَالِۚ إِن يَكُن مِّنكُمۡ عِشۡرُونَ صَٰبِرُونَ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ)، فاستبشر بالنصر وأستبشر معه المسلمون، ولم يلبث أن نشب القتال بين الجمعين وحمى وطيسه واشتدت المعركة وانجلت الحرب عن انتصار المسلمين انتصاراً باهراً حاسماً.
ثانياً: استشهاد السلطان مراد الأول:
بعد الانتصار في قوصرة قام السلطان “مراد” يتفقد ساحة المعركة ويدور بنفسه بين صفوف القتلى من المسلمين ويدعوا لهم، كما كان يتفقد الجرحى، وفي أثناء ذلك قام جندي من الصرب كان قد تظاهر بالموت وأسرع نحو السلطان فتمكن الحراس من القبض عليه، ولكنه تظاهر بأنه جاء يريد محادثة السلطان ويريد أن يعلن إسلامه على يديه، وعند ذلك أشار السلطان للحرس بأن يطلقوه فتظاهر بأنه يريد تقبيل يد السلطان، وقام في حركة سريعة باخراج خنجر مسموم طعن به السلطان فاستشهد رحمه الله في (١٥شعبان ٧٩١ه) .
“يتبع “
المرجع/
الدوله العثمانية عوامل النهوض واسباب السقوط لعلي محمد محمد الصلابي.
_____________________________________
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ