في تلك المقالة سوف نروي كامل التفاصيل حول قصة النبي سليمان عليه السلام من حيث معرفة قصة سيدنا سليمان مع النمل والهدهد وأيضا بلقيس ملكة سبأ فتابعوا المقالة لمعرفة كل ذلك.
من هو النبي سليمان عليه السلام
النبي سليمان هو نبي الله سليمان ابن داود عليها السلام وسخر الله للنبي سليمان الانس والجن وعلم لغة الوحوش ومنطق الطير ملك نبي جال أقطار الأرض كلها لينشر العدل والأمن والأمان لم تأت الأرض بملك مثله ولن تأتي بعده حيث إن الله تعالى قد سخر له كل شيء وجعل الرياح تحت أمره
وسليمان هو ابن داوود عليهما السلام قال تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)}
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (نحنُ معشرَ الأنبياءِ لا نورَثُ ما ترَكناهُ فهو صدقةٌ) وكما قال صلى الله عليه وسلم نفهم من هذا أن النبي سليمان لم يرث الملك من أبيه إنما ورث النبوة أي أصبح نبيا بعده.
لذا اعزائي القراء قالت سنقدم لكم اليوم قصة النبي سليمان عليه السلام والمعجزات الثلاث مع الجن والنملة والعرش
قصة النبي سليمان عليه السلام
تبدأ قصة النبي سليمان عليه السلام في مملكة بني إسرائيل في كنعان وقت وفاة سيدنا داود عليه السلام في جنازة مهيبة والنبي سليمان عليه السلام على راسها.
وسيدنا سليمان كما عرفنا سيكون وريث سيدنا داود عليه السلام في ونبوته ، ولكن ملك النبي سليمان عليه السلام سيكون ليس له مثيل على الإطلاق ،
حيث أن بني إسرائيل اورثوا الملك لسيدنا سليمان من بعد أبيه عندما رأوه شاب حكيم وصالح.
ورث سيدنا سليمان النبوة فقط من أبيه سيدتا داود لأن أموال الأنبياء لا يتم توريثها ، بل انما يتم توزعيها علي الفقراء.
والنبي سليمان عليه السلام فور وصوله إلى الملك كان يمتلك قدرات غير طبيعية مكنته من انه يمتلك ملك عظيم لم يحظى به أحد قبله ولا بعده ،
لأنه كان قادرًا على فهم لغة الطيور والحيوانات ، والسيطرة على الجن و تسخيرهم لخدمته ، بفضل الله العظيم الذي أعطاه ملك عظيم جدا لم نراها من قبل ولا سوف نري بعده.
في الواقع ، مُلك سليمان عليه السلام هو الأكبر في تاريخ البشرية ، وعلى النقيض من المفهوم البشري البسيط للملك، وهو الذي يقصد به اتساع في رقعة الأرض المملوكة ،
فسيدنا سليمان ، لم يكن ملكه فقط في كونه يحكم البشر فقط أو منحه السلطة عليهم أن واطاعة أوامره ،لكن سلطة سيدنا سليمان عليه السلام امتدت إلى الطيور والحيوانات والجن.
فكان النبي سليمان عليه السلام قادرا على أن يصدر منه امر يحرك جيش الجن والحيوانات والطيور ،والبشر كذلك.
لكن الجن على وجه الخصوص من أنواع مختلفة واجناس متعددة كان شيء غريب جدا ان يكونوا تحت سلطة البشر لكن الله سبحانه وتعالى سخر الأرض كلها لسيدنا سليمان عليه السلام. ولم يكن الجن استثناء في هذه الحالة ،
سنعرف في تفاصيل قادم الأحداث سلطان سليمان على جميع الخلائق امتدت إلى اين
وذكر ذلك الجزء من قصة النبي سليمان عليه السلام في القرآن الكريم في سورة (النمل: الآية 16-17)
بسم الله الرحمن الرحيم {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17)}
كان نبي الله سليمان مهتم ببناء وتطوير كنعان ، على عكس الحكام السابقين الذين كانوا مهتمين بتأمين الحدود وبناء جيش قوي لحمايتهم من الاعداء.
لذلك قرر إقامة الانشاءات في وسط كنعان وعلى نفس المكان الذي يوجد به المسجد الأقصى قرر سليمان أنه ينشأ ما يسمي بالهيكل أو المسجد لكي يصلي فيه هو وجماعته من بني إسرائيل.
وفي داخل المسجد وضع تابوت العهد في مكان يسمى قدس الأقداس وكان مكان او محل العبادة والصلاة لهم طوال وقت.
كما قلنا فهم سليمان لغة الحيوانات والطيور ، وقادر على فهم منطقهم وارادتهم في فعل الأشياء أو رفضها ،
مع طائر يدور حول أخر فقال سيدنا سليمان: هل تعرفون ماذا يقول ذلك الطائر؟”
أجابوا ، “ماذا قال يا نبي الله؟”
قال سيدنا سليمان “يخطبها ويقول: زوجيني نفسك اسكنك باي غرف دمشق شأت،
قصة سيدنا سليمان مع النمل
وتبدأ قصة سيدنا سليمان مع النمل عندما كان سيدنا سليمان يسير جيشه الضخم المكون من البشر ، الطيور والحيوانات والجن ، حتى وصل إلى الوادي ضيق نوعا ما
ثم سمع صوتًا غريبًا حيث سمع صوت نملة وهي تقول {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)}
فتبسم سيدنا سليمان من قول النعملة وقال {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)}
وذكر ذلك الجزء من قصة سيدنا سليمان مع النمل في القرآن الكريم في سورة (النمل: الآية 18-19) بسم الله الرحمن الرحيم
{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)}
قصة سيدنا سليمان والخيل
كان سليمان يحب الخيول خاصة نوع من الخيول تسمى “الصافنات” وهي من اجود أنواع الخيول واسرعها على الإطلاق ،
وتبدأ قصة سيدنا سليمان والخيل في ذات يوم عندما كان يطوف بخيله طوال اليوم ،يراقبهم ويستمتع بمشاهدتها ففات عليه النهار ونسي يذكر الله حتى غروب الشمس.
التي لما غابت لاحظ سيدنا سليمان عليه السلام وكان غاضبًا بشده من أن حبه للخيل شغله عن ذكر الله.
لذلك أمر جنوده بجمع الخيول أمامه ، وكان هناك قولان يشرحوا ما حدث ،
الرواية الأولي تقول ان سيدنا سليمان عليه السلام ضربها بالسيف لكي ينسى حبه وولعه بهم ، ويظل قريبا من الله فذبح كل خيوله وكان ذلك حلالا في الإسلام في ذلك الوقت.
وقد تاب الله عليه فسخر له الريح وقد وافق الطبري على هذا الرأي مع كلا من القرطبي وابن عاشور وابن كثير والشوكاني وغيرهم من العلماء والله أعلم.
الأقوال الثانية تقول أنه عندما كان سيدنا سليمان عليه السلام غاضبًا بسبب الخيول امر انها تاتيه واخذ يمسح عليها وهو يذكر الله ويستغفره عز وجل.
ويمسحها أي يضرب بسيفه فوقها لكي يري منها السليم من والمريض وكان المريض منها يضحي به ، لأن هذه الخيول كانت معدة للجهاد في سبيل الله ،
وهذا التفسير قدمه الطبري وابن عباس وغيرهم.
على أي حال ما يهم في الرواية ان سيدنا سليمان ترك الخيل ابتغاء وجه الله فعوضه الله
بتسخير الريح له وذكر ذلك الجزء من قصة سيدنا سليمان في القرآن الكريم في سورة (ص: الآية 31-36) بسم الله الرحمن الرحيم.
{إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33)
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36)}
قصة النبي سليمان والجن
استخدم سيدنا سليمان الجن في البناء والتشييد لذلك بنى مبانٍ ضخمة ومساجد لبني إسرائيل في كنعان
ولاحظ شئ مهم جدا أن سيدنا سليمان وكل الأنبياء كانوا علي دين واحد الا وهو الدين الإسلامي.
فلم يكن هناك نبي واحد الا ويدعوا قومه إلى دين الإسلام وان ان كلمة “دين” عند الله هي الإسلام وان أن الله واحد أحد لا شريك له
وفي ذات مرة ، توقف سليمان سيدنا عليه السلام عن السير بجيشه واكتفي فقط في حماية حدوده وانشغل في العبادة والبناء في كنعان.
في ذلك الموقف حدث موقف غريب ففي عصره النبي سليمان
عاش بني إسرائيل حياة رغيدة لم يسبق له مثيل من قبل.
فكانت الحقول خضراء وانتشر الخير في كل مكان وكان للنبي سليمان عليه السلام قصر عظيم بناه له جنوده من الجن حيث كانت جدرانه من المرمر والرخام الفاخر
وفي جوف الأرض اسفل القصر خنائز الكنوز التي يجمعها الجن من جميع أنحاء العالم.
وعلى أبواب هؤلاء الخزائن اثنان من مردة الجن الذين لا يغفل لهما عين ومهمتهم منع أي شخص من الدخول إلا بإذن النبي سليمان عليه السلام
قيل والله اعلم أنه إذا كان سيدنا سليمان عليه السلام غاضبًا من أحد الشيطان فانه كان يحبسه في قنينة زجاجية
وقيل ذات يوم ، جاء إليه شيطان مقيدًا نظير جريمة ارتكبها ، وكانت تلك الجريم انه فقد لؤلؤة استخرجها من البحر ولم يودعها في خزائن الملك.
النبي سليمان عليه السلام الجالس على عرشه العظيم في قصره الفاخر ، قال بنبرة حادة أين خبئها ايها الشيطان اللئيم؟”
قال الشيطان لقد استخرجت من البحر لؤلؤة بحجم رأس الإنسان ولم يري لها مثيل في بريقها ولا لمعانها مطلقا من قبل.
وما ان استخرجتها حتي علمت انها سوف تجعلني عنك مكرما طوال حياتي.
لكن في طريق عودتي فوجئت بمارد عملاق انقص علي من السماء فخطفها مني وطار بعيدًا حتى اختفى في عنان السماء في اتجاه الجنوب .
قال النبي سليمان عليه السلام : “إذا كان ما تقوله حقًا صحيحا فاني سوف اعرض عليك الجن وأنت تستخرجه من بينهم”.
فقال الشيطان “لو كان الجني من مملكتك لم استطاع الهروب مني لكنه يعيش في مملكة أخرى “.
عندئذ أمر النبي بسجنه حتى يرى مبلغ صدقه واستدعي سيدنا سليمان وزيره آصف بن برخيا للتشاور معه في الأمر ،
قال آصف بن برخيا: “قد تكون هذه علامة من الله وتذكير منه لعبده سليمان على ضرورة القتال في سبيل الله “.
فرجع النبي سليمان عليه السلام إلى محرابه متعبدا طوال الليل وفي في الصباح الباكر أمر بتجهيز الجيوش أطلق سراح ذلك الجن من سجنه.
في اليوم التالي خرج سيدنا سليمان بجيش عظيم قوامه من الانس والجن والطيور يحلق يحلق من فوقه في جحافل لا نهاية لها حتي علي مرمي البصر متجهين جنوبا للجهاد في سبيل الله.
وفعلا استطاع سيدنا سليمان من خلال ذلك الفتح توسيع مساحة مملكة بني إسرائيل في كنعان.
قصة سيدنا سليمان والهدهد
تبدأ قصة سيدنا سليمان والهدهد انه كان في يوم من الايام يتفقد جيشه ولاحظ عدم وجود هدهد من وسط جيشه.
فيسأل سيدنا سليمان بغضب “أين الهدهد؟” ولم يكن أحد يعرف مكان الهدهد.
فغضب سيدنا سلميان غضبا شديدا لدرجة أنه وعد انه سوف يذبحه أو يعذبه حتى جاء الهدهد إليه.
وقف الهدهد علي مسافة من النبي سليمان وقال “يا نبي الله ، “لقد رأيت وعلمت ما لم تحط به علما
وحكي له انه بينما كان يحلق فوق أراضي بلاد اليمن رأى امرأة تحكم مملكة وملك عظيم للغاية وأيضا مسخر لها أشياء عديدة وكان وقتها من الغريب جدا كون امرأة تحكم.
كما انه كان لتلك الملكة عرش رائع وغريب ومختلف عن كل العروش التي كان لدى كل الملوك.
والمشكلة التي رآها الهدهد كانت ان تلك المملكة كنت تقوم بعبادة الشمس ،
يعني سيدنا سليمان كان يقول ان علامة نبوته والأدلة المادية على وجود الله تعالى هو الملك المعجز الذي امتلكه سيدنا سليمان فكيف لهؤلاء الناس أن يعبدوا الشمس
وفي نفس الوقت ان يكون لديهم مثل هذا الملك العظيم؟
فقال نبي الله سليمان ردا علي رواية الهدد: حسنًا ، سنرى ما إذا كنت صادقًا أو كاذب. وذكر ذلك الجزء من قصة سيدنا سليمان والهدهد في القرآن الكريم في سورة (النمل: الآية 20-23) بسم الله الرحمن الرحيم.
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21)
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)
قصة النبي سليمان مع بلقيس ملكة سبأ
تبدأ قصة النبي سليمان مع بلقيس ملكة سبأ حينما كتب سيدنا سليمان خطاب وأعطاه إلى الهدهد.
وأمره أن يلقيه علي بلقيس ملكة سبأ وان يقف الهدهد بمكان ليس بعيدًا جدًا بحيث أنه يسمع حديثها عندما تقرأ الخطاب.
خطاب سيدنا سليمان كان يبدأ بـ بسم الله الرحمن الرحيم ومكتوب فيه أنه يدعوها إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الشمس والا يشركوا بالله.
وإلا فإن النبي سوف يقوم بحشد جيشه العظيم واكتساح مملكتها.
وبالفعل طار الهدهد بالخطاب ووصل إلى عرش بلقيس ملكة سبأ وألقاه عليها.
وبالفعل بلقيس ملكة سبأ فتحت الخطاب وقرأته.
لاحظ : انه علي غير العادة فمن الطبيعي ان ملك كافر وملكه معتمد بشكل رئيسي على التنظيم وعبادة الشمس أو غيره
عندما يجد شخصًا مرسل قائلا ان ما تعبدونه انت وشعبك خطأ ويدعوك لعبادة الله الواحد الاحد ماذا سيكون رده؟
بالتأكيد تتذكر النمرود ورد فعله وجبروته امام سيدنا إبراهيم ،وتذكر فرعون مع سيدنا موسى؟ مع ان الخطاب معهم كان بالحسني وبالمنطق .
لكن عرفت بلقيس بحكمتها فجمعت شيوخ قومها وقررت عقد اجتماع طارئ قالت فيه أنه وراد خطاب كريم من الملك سليمان ،
وأن الخطاب بدأ بـ بسم الله الرحمن الرحيم “، وأنه دعاها هي وقومها لعبادة الله تعالى.
وزراؤها رأوا انه كان لديهم جيش عظيم قادر على صد تقدم النبي سليمان عليه السلام ورفضوا الخطاب كله جملة وتفصيلا.
لكن بلقيس ملكة سبأ عرضت عليهم التفاوض فالتزموا بكلامها.
كان حلها الأول هو إرسال رسل مع هدايا منها وهؤلاء الرسل لديهم مهمتان.
- أولا لكسب مودة سيدنا سليمان عليه السلام
- ثانيا التجسس و معرفة حجم القوة الحقيقية التي جعلت النبي سليمان ان يتحدى بلقيس على الرغم من معرفة مدى قوة وسلطان بقليس
فوصلت الاخبار إلى سيدنا سليمان ان بلقيس أرسلت رسلها محملين بالهدايا لكي يصلوا الي سيدنا سليمان.
النبي سليمان عليه السلام كان ملك حكيم وذكي للغاية فأدرك نواياها مسبقا فنادي في مملكته لحشد الجيش كاملا .
اكتملت مسيرة رسل بلقيس واشرفوا علي الدخول الي مملكة النبي سليمان
وفجأة عند الباب رأوا جيش عظيم مدجج بالسلاح جيش لم يكن بشرًا فقط.
فكان للجيش بين طياته نمور وأسود وطيور وفيلة والأدهى من ذلك جحافل من الجن وكلهم مصطفين تحت أمر النبي سليمان عليه السلام.
الرسل أصيبوا بالدهشة والفزع لانهم لم يكونوا مدركين ما كانوا يرونه حتى ان هداياهم تضاءلت امام ملك وزهو النبي سليمان عليه السلام
ولم يكن لديهم شيء في أيديهم في محاولة للتعبير عن مدي دهشتهم فحبسوا انظارهم.
لقد الدهشة كانت تسري في عيونهم، ويمكن للجميع رؤيتها.
وعند انتهاء زيارتهم لمملكة النبي سليمان عليه السلام عادوا يهرولون إلى مملكة سبأ مرة أخرى.
فدخلوا إلى بلقيس يمدحوا مدي حكمتها في اتخاذها قرار التفاوض لأنه من الواضح أنه الحل الوحيد.
واخذوا يحكوا لها وللناس عن عظمة ملك النبي سليمان عليه السلام.
فحزمت بلقيس امتعتها وقررت أنها تسافر لمملكة سليمان عليه السلام بنفسها.
وكان النبي سليمان عليه السلام مدرك ما تقوم به بلقيس جيدًا فإنه ملك محنك يجيد إدارة الجيش الالاعيب العسكرية بذكاء ودهاء فكان يعلم مسبقا بقرار زيارتها له .
فقرر انه يثير دهشتها اكثر واكثر ولكي يبهرها في شخصها بعيدا عن سباق ملك امام ملكة يجب أن يكون التأثير نفسيًا ،
لأن النتيجة المرجوة هنا هي نتيجة نفسية وهي الإيمان المطلق بالله تعالي.
وفي صباح ذلك اليوم كان النبي سليمان عليه السلام مع حاشيته يتشاور معهم في الأمور العامة فاقتراح عليهم.
فسأل هل منكم من يستطيع احضار عرش بلقيس العظيم هنا؟ ”
فقال أحد الجن: ان استطيع احضاره وبسرعة قبل أن ينقضي مجلسك.
المقصود هنا أن ذلك الجني سريع ويمكن أن يذهب إلى مملكة سبا ليحمل العرش ويحضره في دقائق.
فرد الذي عنده علم من الكتاب “انا سأحضره قبل ان يرتد اليك بصرك أي في لمح البصر.
والدقة هنا في استخدام كلمة قبل ان يرتد اليك بصرك” يشبه صدي كلمة سرعة الصوت في المفاهيم الحديثة.
وبالفعل كان العرش في لمح البصر كان امام النبي سليمان عليه السلام.
لم تكن الفكرة مجرد إحضار عرش بلقيس بل انما في اختبار مدي رجاحة عقل بلقيس.
فأمر النبي سليمان حاشيته لتغيير حلي هذا العرش فورا أي تغيير اللآلئ والمرجان والأحجار الكريمة المطرزة علي العرش بدقة متناهية
حتى يتمكن من اختبار القوة الإدراكية والعقلانية لبلقيس ملكة سبأ لأنه لو كان عقلها بسيطًا سوف تنكر ان ذلك عرشها بحجة أن الأحجار الكريمة و الجواهر ليست هي نفسها.
وهذا على الرغم من أنها تعرف تماما ومعتادة على عرشها وتعرف ادق تفاصيله فإنكارها من شأنه أن يشير إلى عدم رجاحة العقل.
وأيضاً إذا قالت أن هذا هو عرشها دون أن تدرك من التغير الذي حدث من شأنه أن يشير إلى قلة ادراكها.
والصحيح وعلى الأرجح ان تنساق الي المنطق البشري البسيط الذي يقول باستحالة أن يكون عرشها التي تركته للتو في مملكتها دون ادني شك.
وأيضا الارباك الذي سيحدث لها سيوضح في شخصيتها كثيرا وأيضًا سيسهل الأمر على نبي الله سليمان لقراءتها.
التحضيرات لزيارة بلقيس لم تتوقف عند هذا الحد فلقد أمر سيدنا سليمان عليه السلام ببناء صرح عظيم يعنى ما يبدو مثل القصر العظيم لذا سأصف اليكم ذلك الصرح العظيم.
في البداية اختار سيدنا سليمان عليه السلام مكان رائع يطل على البحر مثل الشاطئ ولكن شاطئ جميل جدا.
وأمر ببناء الصرح ليتم بناؤها للبدء من اليابسة ويستمر في البحر فيقع معظمه مياه البحر ،
وأمر بتصنيع القصر أو الصرح ذلك من الزجاج القوي شديد الصلابة والشفاف جدا بحيث ان الذي يسير على أرضيته يمشي كما لو كان يمشي على الماء نفسه ليس على سطح ثابت.
فروعة هذا الصرح كما لو كنت في الاحياء المائية فالأسماك من حولك من كل مكان والمياه تغمرك بدون ان تبل.
وهذا كل شيء. مملكة النبي سليمان عليه السلام جاهزة ومستعدة لاستقبال الملكة بلقيس ملكة سبأ .
وبالفعل وصلت بلقيس إلى المملكة النبي سليمان عليه السلام في زيارة تاريخية خلدت عبر التاريخ.
دخلت السيدة بلقيس الي مملكة النبي سليمان هي ووفدها وكان في استقبالها سيدنا سليمان عليه السلام حول حاشيته وأول ما رأته كان العرش.
فسألها سيدنا سليمان عليه السلام {أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ”} فأجابت {كَأَنَّهُ هُوَ ۚ}
من الناحية المنطقية هي لم تكن تعلم إمكانية الانتقال السريع وأيضا لم تكذب أو تماطل وقالت أنه ليس هو بل اجابت إجابة منطقية بلغت من خلالها الرسالة التي كان ينتظرها نبي الله سليمان عليه السلام.
فقال لها النبي سليمان عليه السلام: {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} أي أنه سبقها بالإسلام ، ومن خلاله استطاع ان يقدر بكل سهولة الوصول إلى العلوم الأخرى التي لم تكن تملكها هي من قبل ولم تستطع الوصول لها.
واكملت مع سيدنا سليمان الجولة في غياهب المملكة العظيمة
واصطحبها نبي الله سليمان عليه السلام إلى الصرح العظيم وعندما دخلت من خلال بوابة الصرح العظيم كشف عن ساقيها مما يعني أنها رفعت رداءها خوفا ان يبل لأنها اعتقدت أنها ذاهبة في الماء وان لن تمشي على الزجاج.
فقال لها نبي الله سليمان: ان هذه أرضية زجاجية وهي يمكن أن تمشي عليها دون خوف وذلك الموقف زاد من دهشة بلقيس ملكة ممكلة سبأ بل وجعلها مستسلمة لكل هذه العجائب
لأنه علي الرغم من عظم مملكتها الا انه من الواضح أن ليس فقط ملك النبي سليمان العسكري أعظم ولكن أيضًا المباني والتشييد أعظم .
ذلك الشي هز نفسيتها من الداخل فاعتقادها ان الشمس كإله سبب النمو وازدهار مملكتها ،ووفقا للمعتقدات السابقة بأن الشمس كانت مرتبطة بالنمو الزراعي وغيرها كل ذلك تغير في داخلها
وبمرور الوقت ، عقيدتها لم تهتز فقط بل انحلت تمامًا فتم استبدال المنطق أن هناك إله أعظم من الشمس الذي وهو نفسه خالق الشمس .
هذا الإله هو الإله الذي يؤمن به سيدنا سليمان عليه السلام فأعلنت إسلامها مواطئة لإسلام نبي الله سليمان عليه السلام.
وذكر ذلك الجزء من قصة النبي سليمان مع بلقيس ملكة سبأ في القرآن الكريم في سورة (النمل: الآية 32-44) بسم الله الرحمن الرحيم.
{فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)}
موت سيدنا سليمان عليه السلام
وعاش النبي سليمان عليه السلام منعما في ملكه حتى مات سيدنا سليمان عليه السلام على عرشه في قصره.
ولان الجن والبشر كانوا يخافون ان يدخلوا عليه في خلوته عندما يصلي فسيدنا سليمان ظل متكأ علي عصاه أي عصي سليمان فترة من الزمن امتدت لأيام.
وكما نعرف جميعا ان أجساد الأنبياء لا تتحلل فمان متكا علي عصاه والذي يراه يحسبه نائم.
كان الجن يعملون في الحرث الزراعة والبناء كالعادة خوفا من أن يتكاسلوا فينزل عليهم سيدنا سليمان عليهم عقابه لأنهم اعتقدوا انه لا يزال على قيد الحياة.
الا ان بدأ النمل يأكل من عصا سليمان عليه السلام التي كان متكا عليها سيدنا سليمان عليه السلام حتى سقط النبي سليمان عليه السلام من فوق عرشه.
هنا أدرك الجميع هذا ان نبي الله سليمان قد توفي
وبهذا قد انتهت قصة النبي سليمان عليه السلام ولمزيد من قصص الأنبياء والرسل يمكنك الاطلاع عليها من هنا.
مصادر قصة النبي سليمان عليه السلام
- القرآن الكريم
- الحديث الشريف
- قصص الأنبياء لابن كثير
- كتاب دعوة الرسل عليهم السلام