قلعة صلاح الدين الأيوبي

صلاح الدين الأيوبي

كتبت/ ندى سعيد
#فرع_القاهرة

قلعة صلاح الدين:

تعد قلعة “صلاح الدين الأيوبي” أحد أهم معالم القاهرة الإسلامية، وإحدى أعرق القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطي، وقد أتاح موقعها الإستراتيجي أعلى جبل المقطم إطلالة رائعة على كافة معالم القاهرة التاريخية، ووفرت الأسوار المنيعة حول عواصم مصر الإسلامية مع القلعة مزيد من الحماية ضد أي اعتداء.

تاريخ البناء:

بدأ “صلاح الدين الأيوبي” في تشييد هذه القلعة فوق جبل المقطم عام (572ه‍ / 1176م)، وفي موضع كان يعرف بقبة تاريخ بناء القلعة، وقبل بناء القلعة بأسابيع قليلة، وبمجرد أن تم تحديد موقعها توجه الأمير “بهاء الدين قراقوش الأسدي” أحد أمراء “صلاح الدين الأيوبي” بصحبة رحالة ليقوموا بتمهيدها، وهدم جميع المساجد والمقابر التي كانت موجودة أعلى تلك الهضبة، وأمر بنحت الصخر لعمل خندق صناعي يقوم بفصل جبل المقطم عن الهضبة التي اختارها “صلاح الدين” لبناء قلعته ما زاد من قوتها ومناعتها، وظلت مقراً لحكم مصر حتي عهد الخديوي “اسماعيل” الذي نقل مقر الحكم إلى قصر عابدين بمنطقة القاهرة الخديوية في منتصف القرن (التاسع عشر)، ولكنه لم يتمها في حياته وأتمها السلطان “الكامل بن العادل” (604ه‍ / 1207م).

سبب تسميه القلعة بهذا الإسم:

سميت القلعة بهذا الاسم لأن قلعة تعني حصن أي الحماية لحماية المحاربين من العدو أثناء الهجوم.

فائدتها:

القلعة هي عبارة عن مبنى منيع وضخم بُني قديماً من قِبل حاكم أو شخص صاحب مركز مهم لحماية الناس بداخله من أى هجوم، وهي أيضاً عبارة عن مبنى ضخم محصن بجدران سميكة وأبراج وأحياناً خندق ضد أي هجوم.

محتويات القلعة:

تُزخرف القلعة بالعديد من الآثار التي ترجع إلى عصور إسلامية مختلفة حولتها من مجرد قلعة حصينة كانت تستخدم في الدفاع عن المدينة في حالة أي هجوم إلى مدينة كاملة، واحتوت على مساجد وأسبلة وقصور ودواوين ومصانع حربية ومشغل لكسوة الكعبة المشرفة ومدارس حربية ومدنية وغيرها من المنشآت التي ميزت قلعة “صلاح الدين الأيوبي” عن غيرها من القلاع التي بنيت في العصور الوسطى في العالم.

أهم أبراج القلعة:

يحتوي سور القلعة على (13) باب يكفلون حماية دائمة لجنود القلعة وسكانها، وأبراج المقطم والصفة والعلوة وكركلاين والطرفة والمطور والمبلط والمقوصر والإمام المعروف ببرج القرافة والرملة والحداد والصحراء والمربع، وتنقسم القلعة إلى ساحتين بواسطة سورين مختلفين أحدهما شمالي وهو الذي يسميه المؤرخون قلعة “صلاح الدين الأيوبي” أو قلعة الجبل، وتتكون من مساحة ذات مسقط أفقي مستطيل غير منتظم الشكل بطول (650 متر) وعرض (317 متر)، والسور الجنوبي فيطلق عليه اسم القلعة ويتكون أيضاً من مساحة ذات مسقط أفقي مستطيل بطول (510 متر) وعرض (270 متر).

أهم قصور القلعة:

تضم قلعة “صلاح الدين الأيوبي” (أربعة) قصور منهم قصرين بُنيا في عهد “محمد علي باشا” وهو قصر الجوهرة الذي أنشئ سنة (1814م)، وقصر الحرم الذي أنشئ سنة (1826م) وهو مقر يرجع إلى القرن (الرابع عشر)، وقصر الابلق الذي بناه السلطان “الناصر محمد بن قلاوون” سنة (1314م)، وهو يقع على الجانب الغربي المنحدر من جبل القلعة، وبالإضافة إلى قصر سراي العدل.

أهم المساجد الموجودة في القلعة:

مسجد “محمد علي” يقع داخل قلعة “صلاح الدين” أنشئ في عام (1265ه‍ / 1848م)، وذلك في موضع كانت تشغله قصور ترجع للعصر المملوكي عرف هذا الجامع بجامع الالبستر إشارةً إلى الألواح الرخامية التي كُسيت بها جدرانه الداخلية والخارجية، ومسجد الناصر “محمد بن قلاوون”، وكان جامع السلطان “الناصر محمد بن قلاوون” هو الجامع الرسمي بالقلعة خلال العصر المملوكي، وهو يقع بالقسم الجنوبي من قلعة “صلاح الدين”، وقد أمر ببنائه عام (718ه‍ / 1318م)، ثم أعاد بناءه في عام (735ه‍ / 1335م).

أهم المتاحف التي توجد في القلعة:

متحف الشرطة القومي هو أحد أهم متاحف القلعة، وهو يستعرض جهود الشرطة المصرية ونضاله المتواصل على مر التاريخ، ويضم المتحف مجموعة من القاعات خُصص كل منها لعرض تاريخ حقبة معينة من تاريخ الشرطة المصرية، والمتحف الحربي خُصص المتحف لعرض التاريخ الباسل للعسكرية المصرية عبر العصور وهو يشغل حالياً منذ عام (1949م)، وقصر الحرم الذي شيده “محمد علي باشا” في قلعة “صلاح الدين الأيوبي”، بينما كان مقره بادئ الأمر عام (1936م) بمبنى وزارة الدفاع القديم بشارع الفلكي.

المرجع/
قلعة صلاح الدين الأيوبي

——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ