مقدمة حول لعبة السنت الفرعونية في مصر القديمة
بقلم الباحثة : هدير أيمن.
في تلك الفقرة سوف نحكي مقدمة حول لعبة السنت عند المصريين القدماء
كما تعرفنا علي تاريخ الحياة الفرعونية من نقوش جدران المعابد و المقابر في شتي المجالات التي برعوا فيها من سياسة ، اقتصاد ، عمارة، هندسة ، فلك واستغلوا كل اوقاتهم في العمل الجاد والناجح لكن لم يمنعه ذلك من قضاء اوقات في الترفيه و التسلية و قضاء وقت فراغه في شيء مفيد ومسل مع عائلته بعد الانتهاء من اعماله اليومية الشاقة .
فتبين لنا مدي أهمية الموسيقي، الغناء، الرقص، الرياضة في الحضارة القديمة و كانت انشطتهم المتنوعة عديدة وتم نقش الالعاب الرياضية المختلفة البدنية والفكرية علي جدران المعابد وفي البرديات وتم ايجاد بعض النماذج ضمن الأثاث الجنائزي للملوك .
ومن أهم الألعاب الفكرية ، كانت توجد لعبة تشبه الشطرنج تسمي السنت وتعني “لعبة العبور” ، تم اكتشاف رسم لهذه اللعبة داخل مقبرة الملكة نفرتيتي بوادي الملكات في البر الغربي للأقصر، حيث ظهرت على أحد الجدران وهي تمارس طقوس اللعبة مع زوجها أمنحوتب الرابع، وهو ما يدل على مدى أهميتها وشعبيتها لدى المصري القديم.
ما هي لعبة السنت ؟
لعبة السنت عند الفراعنة في مصر القديمة هي لعبة شاعت بين الأمراء وأفراد البيت المالك، وأيضاً بين أفراد الشعب كافة، اعتمدت على التفكير، وكلمة سنت معناها: العبور، و كانت من الألعاب المحببة لدى المصريين القدماء، حيث كان يلعبها شخصان يحرك كل منهما قطعة حول رقعة مقسمة إلى خانات كالشطرنج، وعلى اللاعب أن يراوغ خصمه حتى يستطيع أن يتغلب عليه.
و باختلاف العصور تغير شكل رقعة السنت إلا أن أكثرها شيوعاً كانت تتكون من ثلاثين مربعاً مقسمة إلى ثلاثة صفوف في كل صف عشرة مربعات. وكان هذا اللوح المستطيل يوضع على مائدة منخفضة أو صندوق مستطيل به مكان لحفظ قطع اللعب.
لعبة السنت مجرد لعبة أم طقوس دينية؟
كانت لعبة السنت عند المصرين القدماء أهمية دينية؛ حيث كانت ترمز إلى الصراع من أجل الوصول إلى العالم الآخر، حيث يعتقد أنها وسيلة للمتوفى للوصول إلى حقول الأيارو (الجنة) إذا فاز على خصمه؛ لذا فقد احتوت لعبة السنت عند الفراعنة على مناظر لآلهة ونصوص دينية، وكثر ظهورها في مناظر المقابر وفي كتاب الموتى.
-كيفية لعب السنت في النصوص الدينية
ظهر في عصر الرعامسة منظر على جدران إحدى المقابر يصور صاحب المقبرة جالساً أمام رقعة اللعب يلاعب خصمه، وهو عبارة عن ثعبان ضخم يعترض سيره في العالم الآخر. ومن خلال النصوص المصاحبة التي تتحدث عن اللعبة نعرف أنها كانت تبدأ من المربع الخامس عشر وتنتهي عند المربع السابع والعشرين الذي كتبت فيه العلامة الهيروغليفية التي تعني ماء؛ حتى يستطيع الغالب أن يلقي بخصمه في الماء. ولأهميتها الدينية والدنيوية أصبحت من ضمن الأثاث الجنائزي الذي يزود به المتوفي.
شكل لعبة السنت الفرعونية والعثور على نماذج مختلفة من اللعبة
تم العثور على أقدم نموذج لهذه اللعبة في المحاسنة بسوهاج مصنوع من الطين المحروق قسم سطحه ل18 مربعاً في ثلاثة صفوف. كما صورت هذه اللعبة على جدران مقبرة «حسي رع» من ضمن ألعاب أخرى صورت في مقبرته بسقارة، كما أشار إليها المدعو «رع حتب»، ضمن قائمة متاعه الجنائزي، كما عثر على نموذج خشبي لسفينة حربية عليها ضابطان جالسان يلعبان السنت أثناء الحراسة.
ومن أجمل مناظر ممارسة هذه اللعبة منظر للملك رمسيس الثالث على جدران معبده الجنائزي بمدينة هابو يلعبها مع إحدى زوجاته التي تمنحه باقة من الزهور أثناء اللعب.
ومن أشهر وأجمل نماذج هذه اللعبة ما عثر عليه في مقبرة توت عنخ آمون، حيث عثر بمقبرته على ثلاث رقاع للعبة في ملحق الردهة كانت أكبرها مصنوعة من الأبنوس المذهب المكسو بالعاج بارتفاع 20 سم وعرض 16سم وطول 55 سم، وهي مرتكزة على أرجل أسد على إطار يشبه الزحافة وزخرف الصندوق المستقل عن الإطار بالألقاب الملكية بشكل جميل. وقد قسمت إحدى لوحات اللعب إلى ثلاثين مربعاً ولوح آخر مقسم إلى عشرين مربعاً، أما أدراج حفظ قطع اللعب فقد وجدت فارغة، حيث كان يحتمل أن القطع كانت مصنوعة من مواد نفيسة، لذا سرقها اللصوص. كما عثر على نموذج آخر بمقبرة تيا. وقد عثرت مؤخراً في حفائري بسقارة والتي أعلنتها للعالم كله على لوحة ذات وجه عليه لعبة العشرين (الجاما) وعلى الوجه الآخر لعبة السنت، التي يشبهها البعض بالشطرنج.
ويؤكد ذلك على كم كانت الحضارة المصرية دنيا واسعة من التفاصيل الساحرة، والحكايات الباهرة، والانجازات العظيمة.
مصادر عن لعبة السنت الفرعونية
الحياة اليومية في مصر القديمة
كتاب الألعاب والتسلية والترفيه عند المصرى القديم – زاهي حواس
الاسرة ايام الفراعنة
الحضارة المصرية القديمة
(كل هذا في اطار مبادره حكاوي لنشر الوعي الاثري والترويج عن السياحه المصريه تحت اشراف فريق ديوان التاريخ)
#مبادره_حكاوي
#ديوان_التاريخ
#الموسم_الثاني